كتب خالده ( 1 ) : هكذا تكلم زرادشت للفيلسوف نيتشه

[أزيتا محمد]

" كتاب للجميع ولغير أحد "

هكذا وصف الفيلسوف العالمي نيتشه كتابه العظيم " هكذا تكلم زرادشت "
يقول مترجم هذا الكتاب الى العربيه الأستاذ علي مصباح
أن ما يميز هذا الكتاب عن المؤلفات الفلسفية الأخرى هو طابعه الأدبي الشعري
الذي يجعل منه كما وصفه نيتشه " كتابا للجميع "

كان نيتشه يعتز كثيرا بهذا الكتاب ويعتبره من اهم كتبه على الأطلاق
ويقول في كتابه " هذا هو الإنسان " أن فكرة هذا الكتاب طرأت عليه
عندما كان في يوم من الأيام يتمشى في الغابة وعلى من قالب صخري هائل قائم
توقف للأستراحة وهناك جاءته فكرة الكتاب وعمل على تاليفه
يقول نيتشه في وصف كتابه أنه لم يبدع شىء على الإطلاق بمثل هذا الزخم
من الطاقة المتدفقه من قبل
ويقول أيضا " قد غدا مفهومي للديونيزي هنا عملا عظيما مقارنة به
ستبدو كل الأعمال البشرية الأخرى بائسة ومحدوده أن يكون من غير المتيسر
لواحد يدعى غوته أو شكسبير أن يتنفس لحظة واحدة من هواء هذه الصبوة
وهذه الأعالي الهائلة وأن يغدو دانتي مقارنة بزرادشت مجرد مؤمن
وليس واحدا مبدعا للحقيقة وعقلا يقود العالم قدرا
وأن الشعراء قساوسة فيدا وهم ليسوا جديرين حتى بخلع حذاء واحد
من مقام زرادشت فذلك هو أقل ما يمكن أن يقال "
كتاب " هكذا تكلم زرادشت " واحد من أهم الكتب في التاريخ
وأحد أهم الكتب الفلسفية والتي كتبت بأسلوب شعري جميل جدا
بحيث نستطيع أن نصفه بأنه منظومة شعرية نثرية فلسفية متكاملة

فهل قرأتم هذا الكتاب الفلسفي المهم
وما رأيكم فيه ؟

[Not Alike]

انا قرأت الكتاب ذات يوم وسوف أكمله قريبا
فهو يتكلم عن مواضيع جميلة جدا ونظريات فلسفية رائعة

لكن قبل لا أوضح أي رأي فيه

نريد معرفة وجهة نظرك فيه

[أزيتا محمد]

أرسل أصلا بواسطة عاشق الرحمن

انا قرأت الكتاب ذات يوم وسوف أكمله قريبا
فهو يتكلم عن مواضيع جميلة جدا ونظريات فلسفية رائعة

لكن قبل لا أوضح أي رأي فيه

نريد معرفة وجهة نظرك فيه

شكرا أخي على مداخلتك ومرورك الكريم

بالنسبة لي شخصيا أعتبر هذا الكتاب واحد من افضل الكتب
التي قرأتها وأستمتعت بقراءتها في حياتي
وخاصة طبعة دار الجمل المتميزه
فالكتاب يقودك الى رحلة فلسفية رائعه مع الحكيم زرادشت
وملىء بالحكم والأشعار الجميلة
وخاصة أغنية الليل .

[Not Alike]

الكتاب بمجمله كتحليل ووعض للانسان ولكن الصعوبة في تطبيقها
النظريات سهلة القول وصعبة التطبيق ولو أن نشعر بالراحة للقراتها

هل لديك أسئلة أو نقد حول الكتاب؟

[وردة بيضاء]

استمتعت بهذا الكتاب جدا جدا
شكرا

[My Destiny]

أرسل أصلا بواسطة عاشق الرحمن

الكتاب بمجمله كتحليل ووعض للانسان ولكن الصعوبة في تطبيقها
النظريات سهلة القول وصعبة التطبيق ولو أن نشعر بالراحة للقراتها

هل لديك أسئلة أو نقد حول الكتاب؟

:
:

.. عزيزي ..
.. هل تملك نسخة ورقية من الكتاب ؟؟!! ..

.. بحثت عنه ووجدته في مكتبة كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس ..
.. ولكن لم أتشجع لإستعارته كون الطبعة كانت قديمة وبالية ..

[يحيى الراهب]

هذا الكتاب يتميز عن باقي
كتب نيتشه بإنه الأكثر سهولة
و الأكثر إنتشاراً أيضاً.

يحكي عن الحكيم زرادشت و كيف
يتعلم الحكمة من المواقف الحياتية
هذا الكتاب من وجهة نظري هو أعظم
كتب فريدريك نيتشه.

إختصار فلسفته في قصة جميلة جداً
أنصح الجميع بقراءته . و تأكدوا من
شيءٍ واحد أنكم لن تعودوا نفس الشخص
بعد الإنتهاء من قراءته.

[Not Alike]

أرسل أصلا بواسطة My Destiny

:
:

.. عزيزي ..
.. هل تملك نسخة ورقية من الكتاب ؟؟!! ..

.. بحثت عنه ووجدته في مكتبة كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس ..
.. ولكن لم أتشجع لإستعارته كون الطبعة كانت قديمة وبالية ..

عندي نسخة في الكمبيوتر نتفاهم في الرسائل الخاصة

[وردة بيضاء]

أرسل أصلا بواسطة يحيى الراهب

هذا الكتاب يتميز عن باقي
كتب نيتشه بإنه الأكثر سهولة
و الأكثر إنتشاراً أيضاً.

يحكي عن الحكيم زرادشت و كيف
يتعلم الحكمة من المواقف الحياتية
هذا الكتاب من وجهة نظري هو أعظم
كتب فريدريك نيتشه.

إختصار فلسفته في قصة جميلة جداً
أنصح الجميع بقراءته . و تأكدوا من
شيءٍ واحد أنكم لن تعودوا نفس الشخص
بعد الإنتهاء من قراءته.

صحيح
الغريب في بعض الكتب
انها تمدك بأفكار وأمور اخرى
قد تتعدى الافكار احيانا

وبالذات هذا الكتاب
كان له أثر ما
على شخصيتي
وطريقة نظري للأمور
وللشخوص

[White Aster]

هل يمكنكم ان تضعوا بعض مما ذكره في كتابه ..
لنثري الموضوع

[جذوة تحدي]

شوقتوني

وين ممكن أحصله؟

[White Aster]

"1 "

عندما بلغ زرادشت الثلاثين من عمره، هجر وطنه وبحيرته وسار إلى الجبل حيث أقام عشر سنوات يتمتع بعزلته وتفكيره إلى أن تبدلت سريرته، فنهض يوما من نومه مع طلوع الفجر وانتصب أمام الشمس يناجيها قائلا:
- لو لم يكن لشعاعك من ينير، أكان لك غبطة، أيها الكوكب العظيم؟ منذ عشر سنوات ما برحت تشرق على كهفي، فلولاي ولولا نسري وأفعواني، لكنت مللت أنوارك وسئمت ذرع هذا السبيل، ولكننا كنا نترقب بزوغك كل صباح لنتمتع بفيضك ونرسل بركتنا إليك. أصغ إليّ، لقد كرهت نفسي حكمتي كالنحلة أتخمها ما جمعت، فمن لي بالأكف تنبسط أمامي لأهب وأغدق إلى أن يغتبط الحكماء من الناس بجنونهم ويسعد الفقراء منهم بثروتهم.
تلك هي الأمنية التي تهيب بي للجنوح إلى الأعماق، كما تجنح أنت كل مساء منحدرا وراء البحار حاملا إشعاعك إلى الشقة السفلى من العالم. أيها الكوكب الطافح بالكنوز.
لقد وجب علي أن أتوارى أسوة بك، وجب علي أن أنام على حد تعبير الأناس الذين أهفو إليهم.
باركيني أيتها الشمس، فأنت المقلة المطمئنة التي يسعها أن تشهد ما لا يحد من السعادة دون أن تختلج كمقلة الحاسدين.
باركي الكأس الدهاق تسكب سلسبيلا مذهبا ينثر على الأفق وهجا من مسراتك.
انظري إن هذه الكأس تريد أن تندفق ثانية، وزرادشت يريد أن يعود إنسانا وهكذا بدأ جنوح زرادشت إلى المغيب.
وانحدر زرادشت من الجبال فما لقي أحدا حتى بلغ الغاب حيث انتصب أمامه شيخ خرج من كوخه بغتة ليفتش عن بعض الجذور والأعشاب، فقال الشيخ:
- ليس هذا الإنسان غريبا عن ذاكرتي، لقد اجتاز هذا المكان منذ عشر سنوات، ولكنه اليوم غيره بالأمس.
- لقد كنت تحمل رمادك في ذلك الحين إلى الجبل، يا زرادشت، فهل أنت تحمل الآن نارك إلى الوادي؟ أفما تحاذر يا هذا أن ينزل بك عقاب من يضرم النار؟
- لقد عرفت زرادشت، هذه عينه الصافية، وليس على شفتيه للاشمئزاز أثر، أفما تراه يتقدم بخطوات الراقصين؟
لقد تبدلت هيئة زرادشت، إذ رجع بنفسه إلى طفولته. لقد استيقظت يا زرادشت فماذا أنت فاعل قرب النائمين؟
كنت تعيش في العزلة كمن يعوم في بحر والبحر يحمل أثقاله، وأراك الآن تتجه إلى اليابسة، أفتريد الاستغناء عمن حملك لتسحب هامتك على الأرض بنفسك؟
فأجاب زرادشت: إنني أحب الناس.
فقال الشيخ الحكيم: إنني ما طلبت العزلة واتجهت إلى الغاب إلا لاستغراقي في حبهم، أما الآن فقد حولت حبي إلى الله، وما الإنسان في نظري إلا كائن ناقص، فإذا ما أحببته قتلني حبه.
فأجابه: ومن يصف لك الحب الآن! إنني لا أقصد الناس إلا لأنفحهم بالهدايا.
فقال الحكيم القديس: إياك أن تعطيهم شيئا، والأجدر بك أن تأخذ منهم ما تساعدهم على حمله، ذلك أجدى لهم، على أن تغنم سهمك من هذا الخير، وإذا كان لابد لك من العطاء فلا تمنح الناس إلا صدقة على أن يتقدموا إليك مستجدين أولا.
فأجابه: أنا لا أتصدق، إذ لم أبلغ من الفقر ما يجيز لي أن أكون من المتصدقين.
فضحك القديس مستهزئا وقال: حاول جهدك إذن إقناعهم بقبول كنوزك، إنهم يحاذرون المنعزلين عن العالم، ولا يصدقون أننا نأتيهم بالهبات. إن لخطوات الناسك بالشارع وقعا مستغربا في آذان الناس. إنهم ليجفلوا على مراقدهم إذ يسمعونها فيتساءلون: إلى أين يزحف هذا اللص.
لا تقترب من هؤلاء الناس. لا تبارح مكانك في الغاب فالأجدر بك أن تعود إلى مراتع الحيوان، أفلا يرضيك أن تكون مثلي دبا بين الدببة وطيرا بين الأطيار.
فسأله: وما عمل القديس في هذا الغاب؟
فأجاب القديس: إنني أنظم الأناشيد لأترنم بها، فأراني حمدت الله إذ أسر نجواي فيها بين الضحك والبكاء، لأنني بالإنشاد والبكاء والضحك والمناجاة أسبح الله ربي، ومع هذا، فما الهدية التي تحملها إلينا؟
فانحنى زرادشت مسلما وقال للقديس: أي شيء أعطيك؟ دعني أذهب عنك مسرعا كيلا آخذ منك شيئا.
وهكذا افترقا وهما يضحكان كأنهما طفلان.
وعندما انفرد زرادشت قال في نفسه:
- إنه لأمر جد مستغرب، ألما يسمع هذا الشيخ في غابه أن الإله قد مات؟

[White Aster]

"2"

وبهت زرادشت مجيلا أنظاره في القوم ثم قال:
ما الإنسان إلا حبل منصوب بين الحيوان والإنسان المتفوق، فهو الحبل المشدود فوق الهاوية .
إن في العبور للجهة المقابلة مخاطرة، وفي البقاء وسط الطريق خطرا، وفي الالتفات إلى الوراء، وفي كل تردد وفي كل توقف خطرا في خطر .
إن عظمة الإنسان قائمة على أنه معبر وليس هدفا، وما يستحب فيه هو أنه سبيل وأفق غروب .
إنني أحب من لا غاية لهم في الحياة إلا الزوال، فهم يمرون إلى ما وراء الحياة . أحب من عظم احتقارهم لأنهم عظماء، أحب المتعبدين يدفعهم الشوق إلى المروق كالسهم إلى الضفة الثانية .
أحب من لا يتطلبون وراء الكوكب معرفة ما يدعو إلى زوالهم أو ما يهيب بهم إلى التضحية، لأنهم يقدمون ذاتهم قربانا للأرض، لتصبح هذه الأرض يوما ميراثا للإنسان المتفوق .
أحب من يعيش ليتعلم، ومن يتوق إلى المعرفة ليحيا الرجل المتفوق بعده، فإن هذا ما يقصد طالب المعرفة من زواله .
أحب من لا يحتفظ لنفسه بشرارة واحدة من روحه، فيتجه إلى أن يكون بكليته روحا لفضيلته لأنه بهذا يجعل روحه تجتاز الصراط .
أحب من يعمل ليخترع ليبني مسكنا للإنسان المتفوق فيهيئ ما في الأرض من حيوان ونبات لاستقباله، فإن هذا ما يقصد طالب المعرفة من زواله .
أحب من يحب فضيلته، فما الفضيلة إلا الطموح إلى الزوال وإن هي إلا السهم تنشبه أشواقه .
أحب من يكون من فضيلته ميوله ومطمحه، لأنه بمثل هذه الفضيلة يتوق إلى إطالة حياته كما يتوق إلى قصرها .
أحب من لا يريد الاتصاف بعديد الفضائل، إذ في الفضيلة الواحدة من الفضائل أكثر مما في فضيلتين، والفضيلة الواحدة حلقة ترتبط فيها الحياة .
أحب من يخجل من سقوط زهر النرد لحظة فيرتاب بغش يده، إن أمثاله هم التائقون إلى الزوال .
أحب من يجود بروحه فلا يطلب جزاء ولا شكورا، ولا يسترد، فهو يهب دائما ولا يفكر في الاستبقاء على ذاته .
أحب من يبرر أعمال الخلف ويدافع عن السلف لأنه بذلك يسلم نفسه إلى نقمة معاصريه، فهو ممن يتوقون إلى الزوال .
أحب من يبذل الوعود وهاجة ثم يتجاوز عمله ووعده، إن أمثاله هم التائقون إلى الزوال .
أحب من تفيض نفسه حتى يسهو عن ذاته، إذ تحتله جميع الأشياء فيضمحل فيها ويفنى بها .
أحب من يعلن حبه لربه بتوجيه اللوم إليه، إذ يحب أن يهلك بغضب ربه .
أحب من يبلغ التأثر أعماق روحه في جراحها فيعرضه أتفه حدث للفناء، إن أمثاله يعبرون الصراط دون أن يترددوا .
أحب من تحرر قلبه وتحرر عقله حتى يصبح دماغه بمثابة أحشاء لقلبه غير أن قلبه يدفع به إلى الزوال .
أحب جميع من يشبهون القطرات الثقيلة التي تتساقط متتالية من الغيوم السوداء المنتشرة فوق الناس، فهي التي تنبئ بالبرق وتتوارى .
ما أنا إلا منبئ بالصاعقة، أنا القطرة الساقطة من الفضاء، وما الصاعقة التي أبشر بها إلا الإنسان المتفوق .

[White Aster]

الناقمون على الجسد

سأقول كلمتي:
إن واجبهم ألا يغيروا طرائق تعاليمهم، ولكن عليهم أيضا أن يودّعوا أجسادهم فيستولي على ألسنتهم الخرس.
يقول الطفل أنا جسد وروح. فلماذا لا يتكلم هؤلاء الناس كالأطفال؟ أنا الإنسان الذي انتبه وأدرك ذاته فيقول:
إنني بأسري جسدا لا غير، وما الروح إلا كلمة أطلقت لتعيين جزء من هذا الجسد.
ما الجسد إلا مجموعة آلات مؤتلفة للعقل، ومظاهر متعددة لمعنى واحد. إن هو إلا ميدان حرب وسلام، فهو القطيع وهو الراعي.
إن آلة جسدك إنما هي أداة عقلك الذي تدعوه روحا، أيها الأخ، إن هي إلا أداة صغيرة وألعوبة صغيرة لعقلك العظيم.
إنك تقول "أنا"، وتنتفخ غرورا بهذه الكلمة، غير أن هنالك ما هو أعظم منها، أشئت أن تصدق أم لم تشأ، وهو جسدك وأداة تفكيره العظمى، وهذا الجسد لا يتبجح بكلمة "أنا"، هو مضمر الشخصية الظاهرة.
إن ما تتأثر الحواس به وما يدركه العقل لا نهاية له في ذاته، غير أن الحس والعقل يحاولان إقناعك بأن فيهما نهاية الأشياء جميعها، فما أشد غرورهما!
ما الحس والعقل إلا أدوات وألعوبة، والذات الحقيقية كامنة وراءهما مفتشة بعيون الحس ومصغية بآذان العقل.
إن الذات ما تبرح مفتشة مصغية، فهي تقابل وتستنج ثم تهدم متحكمة في الشخصية سائدة عليها، فإن وراء إحساسك وتفكيرك، يا أخي يكمن سيد أعظم منهما سلطانا، لأنه الحكيم المجهول، وهذا الحكيم إنما هو الذات بعينها المستقرة في جسدك وهي جسدك بعينه أيضا.
إن في جسدك من العقل ما يفوق خير حكمة فيك، ومن له أن يعلم السبب الذي يجعل جسدك إلى خير ما فيك من حكمة.
إن ذاتك تهزأ بشخصك وبألعابها قائلة: ما هي خطرات الفكر وتساميه إن لم تكن جنوحا إلى هدفي، أفلست أنا وائدة الشخصية وملهمة أفكارها؟
تقول الذات للشخصية: أشعري بألم، فتتألم وتفتكر بالتخلص من هذا الألم، وقد تحتم عليها أن تتجه إلى هذه الغاية.
لي كلمة أقولها للناقمين على الجسد، وهي أن احتقارهم إنما هو في الحقيقة حرمة واعتبار، إذ من هو يا ترى موجد الاحترام والاحتقار والتقدير والإرادة؟
إنكم لتخدمون الذات الكامنة فيكم حتى في جنونكم وفي احتقاركم.
وأنا أقول لكم أيها الناقمون إن ذاتكم نفسها تريد أن تموت، وقد تحولت عن الحياة لأنها عجزت عن القيام بما كانت تطمح إليه وما أقصى رغباتها إلا إبداع من يتفوق عليها، ولقد مضى زمن تحقيق هذه الرغبة، لذلك تطمح ذاتكم إلى الزوال أيها الناقمون على الأجساد.
إن ذاتكم أصبحت تتوق إلى الزوال، وهذا ما يدفع بكم إلى أن تنقموا على أجسادكم إذ قد امتنع عليكم أن تخلقوا من هو أفضل منكم.
إن هذا العجز قد ولد فيكم النقمة على الحياة والأرض، وها هي ذي تتجلى في شهوة في لحظاتكم المنحرفة دون أن تعلموا.
إنني لا أسير على طريقكم أيها الناقمون، لأنني لا أرى فيكم المعبر الذي يؤدي إلى مطلع الإنسان المتفوق.

[White Aster]

اللذة والشهوة

إذا كان لك فضيلة يا أخي، وكانت هذه الفضيلة خاصة بك فإنك لا تشارك فيها أحد سواك. ولا ريب في أنك تريد أن تدعوها باسمها وتداعبها لتتسلى بها ولكنك بهذا أشركت بها الناس بما أطلقت عليها من تعريف، فأصبحت أنت وفضيلتك مندمجين في القطيع.
خير لك يا أخي أن تقول: ما تلذ به روحي وتتعذب به يتعالى عن الإيضاح، ويجل عن أن يسمى، وهذا العجز عن إدراكي له يخلق المجاعة في أحشائي.
لتكن فضيلتك أسمى من أن تستخف بالأشياء عند تحديدها، وإذا ما اقتحمت هذا التحديد، فلا تستحي من أن تتلفظ به تمتمة، فقل وأنت تتمتم:
- إن هذا هو خيري الذي أحب، إن هذا ما يثير إعجابي، فأنا لا أريد الخير إلا على هذه الصورة. لا أريد هذه الأشياء تبعا لإرادة إله ولا عملا بوصية أو ضرورة بشرية، فأنا لا أريد أن يكون لي دليل يهديني إلى عوالم عليا وجنات خلود…
قل: ما أحب سوى فضيلة هذه الأرض، لأن ما فيها من الحكمة قليل، وأقل منه ما فيها من صواب متفق عليه، إن هذا الطير قد بنى عشه على مقربة مني، لذلك أحببته وعطفت عليه، وها هو ذا يحتضن عندي بيضه الذهبي. على هذه الوتيرة تكلم وأنت تتمتم ممتدحا فضيلتك.
لقد كان لك فيما مضى شهوات كنت تحسبها شرورا، أما الآن فليس فيك إلا الفضائل، وقد نشأت هذه الفضائل من شهواتك نفسها، لأنك وضعت في هذه الشهوات أسمى مقاصدك فتحولت فيك إلى فضائل وملذات هي منك ولك، ولسوف ترى جميع شهواتك تستحيل إلى فضائل، ولسوف ترى كل شيطان فيك يستحيل ملاكا حتى ولو كنت ممن يستسلمون للغيظ والشهوات وكنت من فئة الحاقدين المتعصبين.
لقد كانت الكلاب المفترسة تسكن دهاليز من قبل، فها هي ذي الآن أطيار مغردة. لقد استقطرت السماء بلسما من سمومك وحلبت ناقة الأوصاب، وأنت الآن تكرع لذيذ لبنها.
لن يخلق منك شر بعد الآن، غير أن هناك شرا قد ينشأ من تخاصم فضائلك. فاصغ إليّ، يا أخي، إنك إذا شعرت بسعادة فما يكون ذلك إلا لفضيلة مستقرة فيك وهي تسهل اجتياز الصراط عليك.
إنها لمزية أن تكون للإنسان فضائل عديدة، غير أن تعدد الفضائل يرمي بالإنسان إلى أشقى الحظوظ. وكم من مجاهد أرهقه النزل في ساحات الفضائل فتوارى لينتحر في الصحراء.
إذا كنت ترى المعارك والحروب شرورا فاعلم يا أخي أنها شروط لابد منها لأن للحسد والريبة والشتيمة مقامها المحترم بين فضائلك نفسها. تبصّر تر أن كل فضائلك تطمح إلى المقام الأسمى وتطمح في الاستيلاء على جميع أفكارك لتستعبدها وتحصر بها وحدها كل ما في غضبك وبغضائك وحبك من قوة.
إن كلا من فضائلك تحسد الأخرى، والحسد هائل مريع يتناول الفضائل أيضا فيبيدها.
إن من يحيط به لهيب الجسد تنتهي به الحال إلى ما تنتهي العقرب إليه فيوجه حمته المسمومة إلى نحره.
أفما رأيت، يا أخي، من الفضائل ما تشتم نفسها وتنتحر؟
ليس الإنسان إلا كائنا وجب عليه أن يتفوق على نفسه، لذلك حق عليك يا أخي، أن تحب فضائلك لأنك بها ستزول.

[يحيى الراهب]

شكراً يا White Aster
على هذه المقتطفات من هذا
الكتاب الجميل جداً.

نتمنى أن تكون دافعاً للإطلاع
عليه.

بوركت الأنامل.

[White Aster]

أرسل أصلا بواسطة يحيى الراهب

شكراً يا White Aster
على هذه المقتطفات من هذا
الكتاب الجميل جداً.

نتمنى أن تكون دافعاً للإطلاع
عليه.

بوركت الأنامل.

بعدني للحين ما أبا اقتني الكتاب
بس لاحظت مدى تأثر جبران به !!

شكرا

[أزيتا محمد]

أرسل أصلا بواسطة White Aster

بعدني للحين ما أبا اقتني الكتاب
بس لاحظت مدى تأثر جبران به !!

شكرا

شكرا أختي الفاضلة على إضافاتك الرائعه للموضوع

وأنصحك أن تقرأي الكتاب لانه بالفعل يستحق القراءة

وتحياتي لك

[Coup De Grâce]

ما قرأته ولكني قبل شوي طلبت شراء كتابين لنيتشه: "عدو المسيح" و "Twilight of Idols" شو ترجمته للعربية؟ شفق الأصنام؟؟!

[أزيتا محمد]

أرسل أصلا بواسطة Coup De Grâce

ما قرأته ولكني قبل شوي طلبت شراء كتابين لنيتشه: "عدو المسيح" و "Twilight of Idols" شو ترجمته للعربية؟ شفق الأصنام؟؟!

أعتقد أنك تقصد كتاب " أفول الأصنام " وهو من الكتب

المهمة جدا لنيتشه وله ترجمة باللغة العربية .

[سليل الفرسان]

أرسل أصلا بواسطة أزيتا

فهل قرأتم هذا الكتاب الفلسفي المهم
وما رأيكم فيه ؟

لم أقرأه للأسف

وجدته في معرض الكتاب في دار الجمل بالتحديد
و كنت محتارا هل أشتريه أم لا ؟
و لكني فضلت بعض الكتب الأخرى ..
و الآن أتحسر على عدم شراءه !

شكرا لك مرة أخرى أزيتا

[أزيتا محمد]

أرسل أصلا بواسطة سليل الفرسان

لم أقرأه للأسف

وجدته في معرض الكتاب في دار الجمل بالتحديد
و كنت محتارا هل أشتريه أم لا ؟
و لكني فضلت بعض الكتب الأخرى ..
و الآن أتحسر على عدم شراءه !

شكرا لك مرة أخرى أزيتا

الكتاب بالفعل جميل جدا وأنصحك بطبعة دار الجمل فهي الأرقى والأجمل

علاوة على أن الترجمة كانت من الألمانية مباشرة

عكس بعض الطبعات الأخرى والتي ترجمت من النسخة الفرنسية والأنجليزيه

[ma vie]

لي عودة

[أزيتا محمد]

أرسل أصلا بواسطة ma vie

لي عودة

ونحن ننتظر عودتك أخي الفاضل

[المتعلم الشاب]

سأبحث عنه اشكركم

[رنين الغموض]

الكاتب فلسفي رائع .. ولكن لا تعجبني كتاباته .. يتاثر كثير ب بسمارك .. وتاثر به الكثير من الحكام الدكتاتورين وهذا يعطي نظرة ان افكاره تتقرب للشيوعيه والالحاد والاهتمام بالشخوص ..

ولكنني أقرا له على الرغم انها لا تعجبني .. لافهم فقط فهي لا تشدني كفكر وثقافه

مجرد راي

[ma vie]

هكذا قال زرادشت

كتاب لجبار الفلسفة الألماني فريديرك نيتشه

وهو من انصار الفلسفة الفردية individualism والداعي الى تفوق الفرد او على تعبيره المنفرد على شوائب العادات والتقاليد والأديان والتي ورثتها الإنسانية بسبب كبتها لعقلها وحواسها عن الحقيقة والتي اختصرها زارا بمقولته (لقد مات الرب او الأله)

فليس هنالك اله او ارادة اخرى علوية كمثل ماادعاه المثاليون والعقلانيون , بل هنالك جسد وروح فقط وبأن الروح ليست منفصلة عن الجسد بل ان الجسد هو الأصل والجوهر وهو بالتالي يعلن انهيار الميتافيزيقا واللاهوت من الحقيقة الإنسانية


وبالتالي فإن الأخلاق والمباديء والمشاعر تنتج بمغامرة الإنسان في ذاته لاكتشاف حقيقة ان الفناء هو ليس رعبا او نهاية نهائية بل ان الفناء يجب ان يعشقه الإنسان لكي يعطي فرصة للآخر المتفوق عليه ان يعيش بعد ان يفنى هو ’ فرسالته هو ان يفنى للآخرين.

وذكر نيتشه بان المرأة ليست كالرجل في سبر أغوار الحياة فهي مسكن له وهو المحارب

وذكر بأن الدولة والحكومة ليست الا ملاذا للدخلاء والأعداء واصحاب الإدعاء وهي تأكل من فتات الشعوب وهو بالتالي يؤيد قليلا الفوضوية والسفسطائية والشكوكية وهو من شيوخ الشك على الإطلاق


ويسخر نيتشه من الأديان والكهان وذلك لأن الشعوب لم ترضخ الى المسكنة الا لأنها خدرت عن ذاتها وجعلت أنفسها للخلاص النهائي والذي لاينتج الا العبودية الفكرية ولقد نشر الكهان داء الألوهية والعبادة بسبب عجز الإنسان عن تفسير ذاته وبالتالي عجزه عن تفسير القوى الأخرى والتي هي في الحقيقة ليست الا اكذوبة وأقر نيتشه بأن الإنسان هو المحور الأساسي للوجود

ولقد قسم نيتشه التحول الإنساني للوصول الى التفوق الى ثلاثة اقسام

الجمل : المحمل بأفكار الأديان الخاضعة والخانعة
الأسد : المتمرد عليها ولكن بالعنف
الطفل : وهو البريء والذي يرى الى هذه الأفكار ببراءة فيسقطها من ميزان الحقيقة


يعتبر فكر نيتشه مزيجا من فكر هيجل وماركس الا انهما يبشران بالتقدم التاريخي بناءا على الجماعية الأخلاقية والمادية اما نيتشه فهو يبشر بالتقدم الإنساني عن طريق التفوق الذاتي الفردي والإنعزال

يشبه فكر نيتشه قليلا فكر المعتزلة من ناحية وجوب الإعتزال لرؤية الحقيقة كما رآها زارا في الجبال والينابيع المتدفقة والطيور المغردة والسحب السواري الماطرة , الا ان نيتشه لايخاطب الذات الإلهية كما يخاطبها المعتزلة بل يخاطب الجسد الإنساني كأساس للوجود


ان فكر نيتشه هو فكر تقدمي progressive والذي يتأطر الآن بالأحزاب اليسارية التقدمية وكان فكره داعيا الى الثورة على القديم والملكيات ودعا الى تمجيد الإنسان وجعله هدفا بذاته .


الا انه من الناحية الواقعية لايرتقي الى تأطيره كحالة سياسية قابلة للتطبيق بسبب الإغراق الذاتي وانكار الجماعية وصعوبة ايجاد التفوق الإنساني المنشود


يتقارب فكر نيتشه اذا ماستثنينا قضية انكار الألوهية من الإسلام وتعاليمه فهو يدعو الى الثورة على الظلم والنفاق والتزلف ويمجد الفضيلة القصوى ويدعو الى عدم مهادنة الصديق من باب الإخلاص له ويدعو الى الثورة الدائمة على سوداوات الحياة



تحياتي