سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة العامة

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 30/11/2008, 09:55 PM
ابوصدام77 ابوصدام77 غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 29/11/2008
الإقامة: oman
الجنس: ذكر
المشاركات: 27
Lightbulb العقوبات الإسلامية

إذا ذكر حكم الإسلام، قفزت إلى الأذهان عقوبات الإسلام، ولذا تراهم يقولون: (حكم الإسلام غير حسن، لأنه يقطع اليد، ويشنق، ويجلد، ويخاف الكل منه) أو يقولون: (وإن البلد الفلاني يحكم طبق الإسلام، يقطع يد السارق، ويجلد الزاني..) أو ما أشبه ذلك.

وهذا شيء عمله المستعمر ليل نهار، وجنّد له كل قواه، حتى انطلت الحيلة على المسلمين بأنفسهم، بالإضافة إلى أن المستعمر خوّف الغرب والشرق من رجوع أو إقامة الإسلام من جديد، فإنه وحشية وهدر للكرامة الإنسانية. وبذلك أخذ المسلمون وغير المسلمين يعملون تلقائياً لعدم رجوع الإسلام إلى الحياة.

لقد جاءني ذات مرة متصرف ـ في عهد عبد الكريم قاسم ـ وقال لي متبجحاً، أرأيت كيف طبّقت حكم الإسلام؟ قلت: وكيف؟ قال: شنقت أربعة لصوص، قلت: وهل شنق اللص من الإسلام؟ قال: بلى. قلت: في أية آية من القرآن حكم شنق اللص؟ فلم يجد جواباً، ثم أردف أن حكم الإسلام في اللص إذا توفرت الشروط أن تقطع أصابع يده، فحسب.

ذكرت هذه القصة كشاهد على أن الأذهان تتوجّه إلى الشدة والقسوة إذا ذكر حكم الإسلام، كأن الإسلام ليس فيه إلا بعض أحكام خاصة بالمجرمين، وهي أحكام لا تلائم هذا العصر.

ولنبدأ الكلام من جديد!

الإسلام له جوانب متعددة نذكر منها:

1 ـ جانب العقيدة، هي أنظف العقائد.

2 ـ جانب العبادة، هي أقرب العبادات إلى العقل.

3 ـ جانب الأحكام، هي أكثر الأحكام قرباً إلى المنطق.

4 ـ جانب الأخلاق والآداب، هي أجلّ أخلاق وآداب عرفها البشر إلى اليوم.

5 ـ جانب الحضارة والمدنية، هي خير ما وصل إليه الإنسان، أو يتصور أن يصل إليه في المستقبل، فالصحارى في الإسلام مزروعة والأنهار جارية، حيث لا ترى حتى شبراً خالياً من الأرض والبــلد جميل ونظيف، والناس ذوو أخلاق حسنة ومعاملات مستقيمة، والعدالة فاشــية بين الناس، وليس هناك فقير واحد، ولا جاهل واحد، والمرض أقل من القليل، والإنصاف سمة الكل، والعمران ضارب بأجرانه، والروتين لا وجود له، والتعاون طابع الجميع، والكل أحرار فيما يفعلون، ولا سجون ولا مشانق ولا جلادين، والإجرام قليل جداً حتى لا يكاد يذكر، والأرزاق كثيرة، والأسعار منخفضة، لا أحد إلا ويملك لا أقل من حدٍ متوسطٍ من العيش من دار وسيارة وأثاث وما أشبه، والغنى سمة الكثيرين، ولا عوانس ولا عزاب ولا يكون بلد أو أمة تفوقهم في العلم والصناعة، والبلاد قوية إلى حد أنه لا يفكّرون أعداؤهم في منازلتهم، والنفوس طيبة ذكية، ولا قيود على التجارة أو الزراعة أو الصناعة أو الصحافة أو العمارة أو غيرها، وكل مسلم مواطن، فلا جنسية ولا جواز ولا هوية، والكل كأسنان المشط، لا فرق بين عربيهم وغير عربيهم ولا بين أبيضهم وأسودهم إلا بالتقوى، والمؤسسات الخيرية منتشرة في طول البلاد وعرضها، والمساجد عامرة بالمصلين والتالين، والقلوب عامرة بالإيمان والتقوى، لا يظلم المالك العامل، ولا يثور العامل على المالك، والموظفون قليلون، بقدر الحاجة والضرورة، بدون أن يكون لهم حجاب أو بوّاب، والحكم استشاري مع توفر شروط العدالة والفقه، وفهم الحياة من قِبَل الحكّام، وكبيرهم يرحم صغيرهم، وصغيرهم يوقر كبيرهم، وكلهم يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، و... و... و...

فإذا رأيت أمة هذا شأنها، أو دخلت بلداً كان كذلك، فاعلم أنها أمة إسلامية، وذلك بلد إسلامي. وفي أي بلد أو أية أمة نقص بند من هذه البنود، فاعلم أن الأمة لم يكمل إسلامها، وأن البلد لم يطبق فيه الإسلام.

6 ـ جانب العقوبات والجرائم:

وهذا الجانب هو المقصود بالبحث هنا، فنقول إن الإسلام يمتاز ـ في هذا الجانب ـ بأمور:

1 ـ إن ما يعدّه القانون جريمة كثيراً ما هو ليس بجريمة في نظر الإسلام. ولذا فالإسلام لا يعترف بأكثر ما يسمى في القانون بالجرائم، ومن لاحظ كتاب الحدود والقصاص والديات في الإسلام، ثم لاحظ كتب القانون يلمس الفرق الشاسع بين الأمرين حتى أن الجرائم في الإسلام أقل من الثلث، بل الربع، من الجرائم القانونية.

مثلاً الإنسان الذي لا جواز له، أو ليست له إقامة، ليس بمجرم في الإسلام، والقانون يراه مجرماً.

والإنسان الذي دخل البلاد بدون رخصة أو بدون (دعوة) ليس بمجرم في الإسلام، والقانون يراه مجرماً. والإنسان الذي عمّر بدون رخصة من البلدية، ليس بمجرم في الإسلام، والقانون يراه مجرماً.

والإنسان الذي أتجر بماله، بدون إجازة من وزارة التجارة، ليس بمجرم في الإسلام، والقانون يراه مجرماً، إلى غيرها... وغيرها...

2 ـ إن الإسلام لا يسجن إلا نادراً، كما يشهد بذلك مراجعة كتاب الحدود وغيره، ولذا لم يكن السجن في الزمان الإسلامي إلا لبضع أشخاص قد لا يعدون إلا بالأصابع.

3 ـ إن الإسلام لا يعترف بالتغريم، إلا إذا كانت الجناية على النفس أو المال، وما يسميه الإسلام الدية أو الضمان.

4 ـ لا تعذيب في الإسلام، لأجل أخذ الاعتراف ممن يشتبه به أنه مجرم أم لا.

5 ـ لا قتل في الإسلام إلا نادراً، حتى في مواد تشريع الإسلام القتل، جعل الإسلام للقتل بدلاً على الأغلب. مثلاً القاتل عمداً، جعل الإسلام له القتل، لكن أجاز الإسلام أن يأخذ ولي المقتول الدية عوض أن يقتل القاتل.. وكذا جعل الإسلام جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً، القتل، لكن الإسلام جعل بدل ذلك النفي من البلد (أو ينفوا من الأرض).

6 ـ جعل الإسلام التوبة في بعض الجرائم مسقطة للعقوبة.

7 ـ لا أعمال شاقة في الإسلام بالنسبة إلى أي مجرم.

8 ـ الإسلام لا يقرر العقوبة إلا بعد تنظيف المجتمع، ففي عام المجاعة لا يعاقب السارق لقوته وقوت عياله، وهكذا.

9 ـ لا يطبق الإسلام العقوبة إلا على العالم بالتحريم المختار في الفعل، فالجاهل والمكره، والمضطر، والناسي، والغافل، ونحوهم، لا عقوبة عليهم.

10 ـ جعل الإسلام العقوبة على من لم تكن لديه شبهة، ولم يكن عند القاضي والشاهد شبهة، كما ورد (الحدود تدرأ بالشبهات).

11 ـ يشترط الإسلام في القاضي العدالة التامة، وفي الشاهد العدالة التامة، والتعدد، والرجولة في بعض الأمور.

13 ـ لم يجعل الإسلام العقوبة على من لم يأت بالجريمة، وإن شرع في مقدماتها.

إلى غير ذلك، مما يعرف تفصيله من المقارنة بين القانون الإسلامي في الجرائم، وبين القانون غير الإسلامي في الجرائم. وبالعكس من كل ذلك، القانون:

1 ـ فإنه يعدّ كثيراً من الأشياء جريمة، وهي ليست بجريمة واقعاً.

2 ـ ويسجن كثيراً، وليس السجين مستحقاً للسجن.

3 ـ ويُغرم من يراه مجرماً، في كثير من الأحيان، والحال أن تغريمه باطل.

4 ـ ويعذّب من اشتبه به، والحال أنه لا تعذيب على المجرم، فكيف بالبريء المشتبه؟!

5 ـ وقد جعل القانون عقوبة القتل على كثير مما يعتبره جرائم، وذلك إراقة للدماء بلا مبرّر.

6 ـ ولا يعترف القانون بكون التوبة مسقطة للعقوبة في أي لون من الجرائم.

7 ـ ويقرر القانون الأعمال الشاقة، عقوبة لبعض ما يراه جريمة.

8 ـ والقانون لا يلاحظ حالة المجتمع في إقراره العقوبات، فالعقوبة واردة، في المجتمع الموبوء، كما هي واردة في المجتمع النظيف. بل فوق ذلك تناقض هائل في القانون، فبينما يجيز القانون فتح المواخير والمخامر والسينمات المنافية للعفة والأخلاق، و. و. يقرر القانون العقوبات لمرتكبي الجرائم الناشئة من تلك المفاسد، فالسكران إذا قتل إنساناً، عوقب على قتله، والحال أنه لا يشعر عند القتل، إلى غير ذلك من الأمثلة.

9 ـ والقانون يعاقب الجاهل بالقانون، والمكره، والمضطر، والغافل، ونحوهم.

10 ـ والقانون لا يعترف، برفع العقوبات، في مورد الشبهات.

11 ـ والقانون لا يشترط في القاضي ولا الشاهد، العدالة، كما لا يشترط التعدد في الشاهد ـ غالباً ـ.

12 ـ والقانون يجعل العقوبة حتى لمن لم يأت بالجريمة، إذا شرع في مقدماتها.

إلى غير ذلك.. وغير ذلك..

إذاً فأي القانونين، الإسلامي، أو البشري، أحق بالاتباع، وأبعد عن التوحش، وأنسب إلى الكرامة الإنسانية، وأضمن للرفاه والعدالة الاجتماعية؟

وبعدما عرفت هذه المقدمة، في المقارنة بين القانونين الإسلامي والبشري، نأتي إلى الحوار الذي جرى بيني وبين لفيف من المثقفين ـ في أوقات متعددة ـ أدمجها بصورة حوار واحد، وذلك حول إنسانية قانون العقوبات الإسلامية.

قال أحدهم: ألا تعترف بأن قوانين الإسلام في باب العقوبات لا تصلح لهذا الزمان؟

قلت: ولماذا لا تصلح؟

قال: (بلا مؤاخذة) هي قوانين وحشية، تصلح للعصور البدائية، لا عصور العلم والحضارة.

قلت: فما هي هذه القوانين التي تسمّيها بالوحشية، ولا تصلح ـ بنظرك ـ لهذا العصر؟

قال: كل قوانين العقوبات؟

قلت: وهل تعرف كل قوانين الإسلام في باب العقوبات؟

قال: لا وإنما أعرف بعضها.

قلت: فكيف تقول: كل قوانين العقوبات غير صالحة؟

قال: أقصد بعض القوانين.

قلت: وما هي؟

قال: قانون قطع يد السارق، وقانون جلد الزاني، وقانون القصاص، وقانون قتل اللاطي، وقانون ضرب شارب الخمر، وقانون رجم المحصن إذا زنى أو زنت.

قلت: وهل من قانون آخر تراه غير ملائم لهذا العصر؟

قال: لا أذكر الآن..

قلت: فلنجعل الحوار حول قانون مما ذكرت.

قال: حسناً، أليس سجن السارق ـ كما يقرره القانون الحديث ـ أفضل من قطع يده، كما قرره الإسلام؟

قلت: وهل تعرف أن الإسلام اشترط لقطع يد السارق زهاء عشرين شرطاً؟

قال: لا، وما هي تلك الشروط؟

قلت: مذكورة في الفقه الإسلامي.

قال: فلتكن تلك الشروط، فلا يغيِّر ذلك جوهر القضية.

قلت: نعم.. يتغيّر جوهر القضية.

قال: وكيف؟

قلت: في الفلسفة يقولون: (كلّ ما زاد قيوده قلّ وجوده).

  مادة إعلانية
  #2  
قديم 30/11/2008, 10:07 PM
فالكري فالكري غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 30/11/2008
الإقامة: في قلبها من بعد برج الصحوة
الجنس: ذكر
المشاركات: 921
افتراضي

اقتباس:
الإسلام له جوانب متعددة نذكر منها:

1 ـ جانب العقيدة، هي أنظف العقائد.

2 ـ جانب العبادة، هي أقرب العبادات إلى العقل.

3 ـ جانب الأحكام، هي أكثر الأحكام قرباً إلى المنطق.

4 ـ جانب الأخلاق والآداب، هي أجلّ أخلاق وآداب عرفها البشر إلى اليوم.


يجب أن يكون هناك observer خارجي حتى يتفق العالم على هذا الكلام
  #3  
قديم 30/11/2008, 11:08 PM
صورة عضوية اخناتون
اخناتون اخناتون غير متصل حالياً
عضو عميد
 
تاريخ الانضمام: 22/08/2008
الإقامة: ارض الفراعنه+ في قلب نفرتيتي
الجنس: ذكر
المشاركات: 25,601
افتراضي

بونسوار:نط� �ط:
  #4  
قديم 01/12/2008, 02:50 AM
صورة عضوية القلم المريض
القلم المريض القلم المريض غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/05/2008
الإقامة: THE UK
الجنس: ذكر
المشاركات: 570
افتراضي

كلام كثير ..........أقرأه الأسبوع القادم إن شاء الله ، الحين مشغول!!




..........
__________________
.
.
.
.
.
"(·._اللهم صلي على المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين_.·´)"
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:37 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها