سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 15/01/2011, 10:49 PM
لزوم مالا يلزم لزوم مالا يلزم غير متصل حالياً
خاطر
 
تاريخ الانضمام: 13/01/2011
الإقامة: عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 3
افتراضي في الطريق إلى صندوق اقتراع..


سحب متفرقة تتجمع ببطء .. ببطء شديد جدا .. وأقول في نفسي : لن تمطر هذه الليلة أيضا .. لقد فعلتها في الليلة الفائتة وما قبلها .. أرغت وأزبدت واشتد سوادها .. ولم تسقط قطرة !
لأدع السحب وشأنها، فالسماء قصية وغامضة ولها شؤونها الخاصة .. لكن في المقابل من يضمن أن الأرض وما فيها أقل غموضا والتباسا ..
على أية حال .. أمامي أمور شتى ينبغي إنجازها.
أمور تبدو لي في غاية الأهمية والتفاهة في ذات الوقت .
عادة ما أتخيل أن كائنات شائهة تترصدني وأشرارا يمدون ألسنتهم لي في كل اتجاه .. وكما ترون فأنا أنتظر الأسوأ في هذه المتوالية السخيفة من السحب التي لا تمطر والفأل السيئ .. لكن أمرا آخر مقلقا ينتظرني صبيحة الغد .. وإنه لحدث استثائي لي شخصيا .. فستكون هذه هي المرة الأولى التي سأدلي فيها بصوتي في شأن عام .. إن الانتماء الجمعي شعور لم أجربه قط .. كيف سيبدو الأمر ياترى عندما أمنح الخيار .. وأنا اضع للمرة الأولى ورقة حرة في صندوق .. كيف حال الورقة .. كيف هو شكل الصندوق .. ورقة وصندوق يا الهي ماذا يعني ذلك ؟!.. إن الأمر بالنسبة لي يبدو كمن يتعلم لغة بدائية في ثلاثة ايام .. غدا سأجد أمامي وجبة هامبورجر جامبو بالجبن العفن أسمها الديموقراطية.. وتعني حرية أن تأكل .. حرية أن يأكلك الآخرون. وسال لعابي إذ تذكرت على الفور أن أهل العراق أحرقوا حدائق بابل وداسوا على نفايات حمورابي وعلى جثث الناريخ والحضارة، فقط كي يصلوا الى هذا الصندوق .. وأن الإدارة الأميركية أهدرت مليارات من أموال دافعي الضرائب لتصدير هذه الفاكهة المحرمة إلى مضارب القبائل في صحارى الشرق الأوسط ..!
لكن التجارب المضحكة لديموقراطيات البدو والطوائف في المنطقة لا يجب أن تحجب عن عيني البريق الحقيقي لهذه الحشيشة التي تختمر بها الأحلام .. ثم أن هذا الصندوق العجيب لم يعد اختيارا كما يبدو.. إنه ضريبة اضطرار .. ثم دعونا من الصندوق .. إن الأهم من ذلك أن جمعيتنا ـ وأنا أحسن بها الظن ـ ليست من شاكلة جمعيات التغرير بالمغفلين ونهب الأموال .. ولو كانت لا تستحق العناء ما انتسب إليها مثقفون ومفكرون ومحاربون قدامى ..!
ولنعد الى الصندوق ما المانع .. لا شك أنه يفرق عن صناديق الحظ والسحوبات الوهمية في البنوك ومحلات الهايبرماركت .. بل هو صندوق سحري .. يمكن أن يجعل من الشبه فضة كما يقولون ! .. سيتيح لي الحق في إسقاط مجلس الادارة .. سأسقط رئيس المجلس شخصيا بكل تسامح .. ليس لأنه غير مناسب .. إنما فقط وفقط لأتأمل كيف يسقط .. لكني أقول في نفسي مرات عديدة إن إسقاط الرئيس لا يعني سقوط المنهج .. ثم أن إسقاط الرؤساء ليس دائما هو الحل المثالي للتصحيح .. .. إذن سأختار أشخاصا أعتقد جازما أنهم مؤهلون وقادرون على ترجمة الأهداف المعلنة لجمعيتنا الفاضلة .. اشخاصا يعترفون بأخطائهم ويعملون على إصلاح الوضع.. لكن هل الوضع مختل فعلا .. لا يوافقني بالطبع كثير من أعضاء الجمعية.. أما غيرهم فمن قال إنهم يرون الوضع أصلا حتى يوافقوا على اختلاله..!
أترون .. إن السحب تتجمع .. وإن حساسيتي مفرطة تجاه الأبخرة العلوية .. وإن انضمامي للجمعية سيتيح لي فرصة تاريخية لأبسط معتقداتي الصائبة والمختلة على الملأ دون تحفظ أو لومة لائم .. والحق أنني قد مللت الهمز واللمز .. وهي العادة السرية التي أدمنتها طويلا لتفريغ المكبوت .. إن ديموقراطيتنا ولله الحمد أصبحت تتسع لهواة المسارح وركوب الأمواج .. ولا أدل على تنامي حرية التعبير من شيوع مقويات الجنس العشبية وقصائد النثر ..
حتى التظاهر أصبح متاحا في غرف النوم! .. لكن من قال إنني مع هذه الديموقراطية المتأخرة..!
هذه الوليمة المنتنة التي ـ وياللمفارقة ـ لا أحد يتجاسر اليوم على رفضها!.

أفكر في تشكلات السحب .. إن أحوال الطقس لم تعد شيئا هامشيا .. كل سحابة ولها حساب .. غير أننا في المرة المقبلة لن نغرق على غفلة من الرصد .. بل سنغرق بالمزاج .. وسيكون الغرق اختيارا شخصيا محضا .. لا انتحارا جماعيا مع تزايد الاهتمام هذه الأيام بتنظيف قيعان الأودية وسدود الحماية.
لكن انتخابات جمعيتنا الفاضلة أكثر إثارة لي من الأنواء المناخية .. ولقد فكرت في المقام الأول في تزوير اللغة التي ينبغي أن أخاطب بها أشخاصا كنت وما أزال صديقا مشفقا على أحوالهم ..
من قال إن جنديا على خط النار مثلا لا يستحق الشفقة .. لكن الفارق المذل هو أننا لسنا على خط نار ولا مواجهة من أي نوع .. إنما نحن خارج الخطوط تماما .. نحن لسنا صناع حدث ولا طرفا في اللعبة ..أولسنا نستحق الشفقة.. بالطبع نستحق .. جميعا نستحق .. حتى القلة ممن تبدو عليه النعمة أو أثر زوالها !.. لكنهم مواطنون صالحون أولا وأخيرا.. أوليس شيئا ذا بال أن تكون مواطنا صالحا في هذا البلد ؟!.. واقول في نفسي : نحن لم نقدر حق التقدير .. نحن أشباه ظلال لأشجار كسيحة .. التمسونا إن شئتم في الركن القصي .. في الضوء القليل .. بينما يغتسل الآخرون بأضوائنا الكاشفة.
طوال سنين ونحن نتحدث عن الآخرين .. عن أحلام الآخرين .. تطلعاتهم وحتى أمراضهم.. ونسينا الجهر بأنفسنا .
هذه الجمعية التي ولدت بعد حمل متعسر يجب أن تعني لنا الكثير .. إنها الحائط الذي نسند إليه ظهورنا وما بقي لنا من أحلام المنام واليقظة .. لتكن حائط مبكى .. لتكن حائطا مائلا أول الأمر .. ليس مهما أنها لا تملك عصا ولا جزرة ا .. لسنا في حاجة الى طاقة العصا .. إن آمنا بالمطلق بطاقة الكلمة .. الكلمة هي الوردة التي في فمي .. هي الرصاصة التي في جيبي .. هي بذرة الفعل الحية .. تلك البذرة الصغيرة يمكن أن تنتج شجرة أو فكرة كبيرة .. قد لا تحرر العالم ... ولكن قد يستريح تحتها المناضلون .. ( أية مناضلين)؟.. الحق إن كلمات فخمة من هذا النوع تشعرني أحيانا بالتقزز..!
تركت السحب تتدافع وتلاقح وتنشر الذعر في الأرجاء .. أقول بعد قليل ترعد وتزبد.. وذهبت قبل الموعد المحدد لاجتماع عمومية مجلس الإدارة الجديد .. تأملتهم واحدا واحدا .. متشابهون مختلفون .. مهنيون بالتقادم .. متشبثون بالرمق .. منهم لاجئون من طرقات يأس متأخرة .. منفيون من جحيم ما بعد الشهادة العامة.. وجميعهم على اختلافهم أو اتفاقهم .. نخبة من أبناء هذا الوطن.. نخبة منتقاة بمحض الصدفة .. صحفيون كيفما اتفق .. صحفيون كيفما شئت .. صحفيون حقيقة ووهما .. صحفيون على أية حال .. لكنهم هم وجه من وجوه هذه الأرض الأكثر صدقا وبلاغة .. هم عرقها ورحيقها .. لسانها الناطق وضميرها الحي ..
ببطء يستمر تجمع السحب .. أقول ستمطر هذه الليلة لامحالة.
لكن ماذا عن طموحي الشخصي ..إن التطلعات الشخصية في العمل الطوعي العام مخيفة للغاية .. يقال إنها مقبرة الأعمال الخيرة على الدوام .. ولقد حدثت نفسي بعد اطلاعي على البيان المالي لجمعيتنا الفاضلة أنه من المعقول جدا أن أضع منصب أمين المال في الاعتبار إن قررت الترشح في قادم الايام لمجلس الادارة .. إن المهمة كما بدت لي ميسورة للغاية .. وضع أرقام أمام بنود قبض ودفع مجدولة بحيث يتساوى عند الجرد السنوي المقبوض والمدفوع .. يجب أن يتساويا كتفا بكتف .. ريالا بريال .. بيسة ببيسة.!
أي أن المطلوب ببساطة هو أن تشهر افلاس الجمعية قبل غروب شمس الادارة في كل انعقاد سنوي كي تثبت ذمتك المالية .. لا عقدة في المنشار اذن.!


بعد كل شي .. لقد كان عملهم مشكورا.. رحلة ترفيهية .. وحفل إفطار جماعي .. لكن يبقى الانجاز الأهم وفق مجلس الادارة هو حصولنا على اعتراف اتحاد الصحفيين العرب واستضافة اجتماعاته في مسقط .. ولم أدرك على الفور الانعكاسات الايجابية لهذا الاعتراف التاريخي على وضع الصحافة والصحفيين في عمان.!
منذ ذلك اليوم والسحب تمر ببطء .... وقريبا تستعد جمعيتنا الفاضلة من لأوراق وصناديق ووعود جديدة .. وما زلت مؤمنا بهذا الحائط المائل .. وأستلذ أغنية الغد الجميل والغد الأفضل والغد الواعد والمستقبل المشرق .. فأحلام البسطاء أمثالي قابلة دوما للتأجيل.
لكن في تصوري المتواضع هناك هدف واحد لا يحتاج الى مورد بقدر ما يحتاج الى ارادة.
ذلك الهدف يتمثل في ضرورة السعي إلى إثارة الاهتمام الرسمي بأحوال العاملين في المؤسسات الصحفية والعمل على تهيئة المناخات الايجابية التي يفترض أن يعمل الصحفيون في إطارها فضلا عن الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ..
وهنا عند الحديث عن الحقوق والمصالح المعطلة تتصاعد الأدخنة .. إذ ما تزال بعض المؤسسات بكل اسف متأخرة كثيرا عن تلبية السقف الأدنى من هذه الحقوق .. مع تقديرنا البالغ لظروف هذه المؤسسة أو تلك .
لكن في المقابل ..هل يجوز ألا يحصل صحفي على أجره إلا بمضي شهرين وأكثر.. فضلا عن الحرمان من المسكن ووسيلة النقل... وهل بات مقدرا على الصحفي في بلادنا أن يبقى على الكفاف .. كيف يمكن أن نتحدث عن صحافة متطورة .. عن النهوض المهني والمواكبة الإعلامية .. مالم نسأل في البدء.. ماذا نأكل .. أين نسكن .. وكيف نعيش.؟!
وأخيرا وأولا .. يقولون: الصحفي واجهة البلد.. ونقول إن هذه الواجهة عانت كثيرا وفي أمس الحاجة إلى طلاء.
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 15/01/2011, 10:58 PM
صورة عضوية حمد اللحدان
حمد اللحدان حمد اللحدان غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 04/06/2007
الإقامة: سلطنة عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,301
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة لزوم مالا يلزم مشاهدة المشاركات

سحب متفرقة تتجمع ببطء .. ببطء شديد جدا .. وأقول في نفسي : لن تمطر هذه الليلة أيضا .. لقد فعلتها في الليلة الفائتة وما قبلها .. أرغت وأزبدت واشتد سوادها .. ولم تسقط قطرة !
لأدع السحب وشأنها، فالسماء قصية وغامضة ولها شؤونها الخاصة .. لكن في المقابل من يضمن أن الأرض وما فيها أقل غموضا والتباسا ..
على أية حال .. أمامي أمور شتى ينبغي إنجازها.
أمور تبدو لي في غاية الأهمية والتفاهة في ذات الوقت .
عادة ما أتخيل أن كائنات شائهة تترصدني وأشرارا يمدون ألسنتهم لي في كل اتجاه .. وكما ترون فأنا أنتظر الأسوأ في هذه المتوالية السخيفة من السحب التي لا تمطر والفأل السيئ .. لكن أمرا آخر مقلقا ينتظرني صبيحة الغد .. وإنه لحدث استثائي لي شخصيا .. فستكون هذه هي المرة الأولى التي سأدلي فيها بصوتي في شأن عام .. إن الانتماء الجمعي شعور لم أجربه قط .. كيف سيبدو الأمر ياترى عندما أمنح الخيار .. وأنا اضع للمرة الأولى ورقة حرة في صندوق .. كيف حال الورقة .. كيف هو شكل الصندوق .. ورقة وصندوق يا الهي ماذا يعني ذلك ؟!.. إن الأمر بالنسبة لي يبدو كمن يتعلم لغة بدائية في ثلاثة ايام .. غدا سأجد أمامي وجبة هامبورجر جامبو بالجبن العفن أسمها الديموقراطية.. وتعني حرية أن تأكل .. حرية أن يأكلك الآخرون. وسال لعابي إذ تذكرت على الفور أن أهل العراق أحرقوا حدائق بابل وداسوا على نفايات حمورابي وعلى جثث الناريخ والحضارة، فقط كي يصلوا الى هذا الصندوق .. وأن الإدارة الأميركية أهدرت مليارات من أموال دافعي الضرائب لتصدير هذه الفاكهة المحرمة إلى مضارب القبائل في صحارى الشرق الأوسط ..!
لكن التجارب المضحكة لديموقراطيات البدو والطوائف في المنطقة لا يجب أن تحجب عن عيني البريق الحقيقي لهذه الحشيشة التي تختمر بها الأحلام .. ثم أن هذا الصندوق العجيب لم يعد اختيارا كما يبدو.. إنه ضريبة اضطرار .. ثم دعونا من الصندوق .. إن الأهم من ذلك أن جمعيتنا ـ وأنا أحسن بها الظن ـ ليست من شاكلة جمعيات التغرير بالمغفلين ونهب الأموال .. ولو كانت لا تستحق العناء ما انتسب إليها مثقفون ومفكرون ومحاربون قدامى ..!
ولنعد الى الصندوق ما المانع .. لا شك أنه يفرق عن صناديق الحظ والسحوبات الوهمية في البنوك ومحلات الهايبرماركت .. بل هو صندوق سحري .. يمكن أن يجعل من الشبه فضة كما يقولون ! .. سيتيح لي الحق في إسقاط مجلس الادارة .. سأسقط رئيس المجلس شخصيا بكل تسامح .. ليس لأنه غير مناسب .. إنما فقط وفقط لأتأمل كيف يسقط .. لكني أقول في نفسي مرات عديدة إن إسقاط الرئيس لا يعني سقوط المنهج .. ثم أن إسقاط الرؤساء ليس دائما هو الحل المثالي للتصحيح .. .. إذن سأختار أشخاصا أعتقد جازما أنهم مؤهلون وقادرون على ترجمة الأهداف المعلنة لجمعيتنا الفاضلة .. اشخاصا يعترفون بأخطائهم ويعملون على إصلاح الوضع.. لكن هل الوضع مختل فعلا .. لا يوافقني بالطبع كثير من أعضاء الجمعية.. أما غيرهم فمن قال إنهم يرون الوضع أصلا حتى يوافقوا على اختلاله..!
أترون .. إن السحب تتجمع .. وإن حساسيتي مفرطة تجاه الأبخرة العلوية .. وإن انضمامي للجمعية سيتيح لي فرصة تاريخية لأبسط معتقداتي الصائبة والمختلة على الملأ دون تحفظ أو لومة لائم .. والحق أنني قد مللت الهمز واللمز .. وهي العادة السرية التي أدمنتها طويلا لتفريغ المكبوت .. إن ديموقراطيتنا ولله الحمد أصبحت تتسع لهواة المسارح وركوب الأمواج .. ولا أدل على تنامي حرية التعبير من شيوع مقويات الجنس العشبية وقصائد النثر ..
حتى التظاهر أصبح متاحا في غرف النوم! .. لكن من قال إنني مع هذه الديموقراطية المتأخرة..!
هذه الوليمة المنتنة التي ـ وياللمفارقة ـ لا أحد يتجاسر اليوم على رفضها!.

أفكر في تشكلات السحب .. إن أحوال الطقس لم تعد شيئا هامشيا .. كل سحابة ولها حساب .. غير أننا في المرة المقبلة لن نغرق على غفلة من الرصد .. بل سنغرق بالمزاج .. وسيكون الغرق اختيارا شخصيا محضا .. لا انتحارا جماعيا مع تزايد الاهتمام هذه الأيام بتنظيف قيعان الأودية وسدود الحماية.
لكن انتخابات جمعيتنا الفاضلة أكثر إثارة لي من الأنواء المناخية .. ولقد فكرت في المقام الأول في تزوير اللغة التي ينبغي أن أخاطب بها أشخاصا كنت وما أزال صديقا مشفقا على أحوالهم ..
من قال إن جنديا على خط النار مثلا لا يستحق الشفقة .. لكن الفارق المذل هو أننا لسنا على خط نار ولا مواجهة من أي نوع .. إنما نحن خارج الخطوط تماما .. نحن لسنا صناع حدث ولا طرفا في اللعبة ..أولسنا نستحق الشفقة.. بالطبع نستحق .. جميعا نستحق .. حتى القلة ممن تبدو عليه النعمة أو أثر زوالها !.. لكنهم مواطنون صالحون أولا وأخيرا.. أوليس شيئا ذا بال أن تكون مواطنا صالحا في هذا البلد ؟!.. واقول في نفسي : نحن لم نقدر حق التقدير .. نحن أشباه ظلال لأشجار كسيحة .. التمسونا إن شئتم في الركن القصي .. في الضوء القليل .. بينما يغتسل الآخرون بأضوائنا الكاشفة.
طوال سنين ونحن نتحدث عن الآخرين .. عن أحلام الآخرين .. تطلعاتهم وحتى أمراضهم.. ونسينا الجهر بأنفسنا .
هذه الجمعية التي ولدت بعد حمل متعسر يجب أن تعني لنا الكثير .. إنها الحائط الذي نسند إليه ظهورنا وما بقي لنا من أحلام المنام واليقظة .. لتكن حائط مبكى .. لتكن حائطا مائلا أول الأمر .. ليس مهما أنها لا تملك عصا ولا جزرة ا .. لسنا في حاجة الى طاقة العصا .. إن آمنا بالمطلق بطاقة الكلمة .. الكلمة هي الوردة التي في فمي .. هي الرصاصة التي في جيبي .. هي بذرة الفعل الحية .. تلك البذرة الصغيرة يمكن أن تنتج شجرة أو فكرة كبيرة .. قد لا تحرر العالم ... ولكن قد يستريح تحتها المناضلون .. ( أية مناضلين)؟.. الحق إن كلمات فخمة من هذا النوع تشعرني أحيانا بالتقزز..!
تركت السحب تتدافع وتلاقح وتنشر الذعر في الأرجاء .. أقول بعد قليل ترعد وتزبد.. وذهبت قبل الموعد المحدد لاجتماع عمومية مجلس الإدارة الجديد .. تأملتهم واحدا واحدا .. متشابهون مختلفون .. مهنيون بالتقادم .. متشبثون بالرمق .. منهم لاجئون من طرقات يأس متأخرة .. منفيون من جحيم ما بعد الشهادة العامة.. وجميعهم على اختلافهم أو اتفاقهم .. نخبة من أبناء هذا الوطن.. نخبة منتقاة بمحض الصدفة .. صحفيون كيفما اتفق .. صحفيون كيفما شئت .. صحفيون حقيقة ووهما .. صحفيون على أية حال .. لكنهم هم وجه من وجوه هذه الأرض الأكثر صدقا وبلاغة .. هم عرقها ورحيقها .. لسانها الناطق وضميرها الحي ..
ببطء يستمر تجمع السحب .. أقول ستمطر هذه الليلة لامحالة.
لكن ماذا عن طموحي الشخصي ..إن التطلعات الشخصية في العمل الطوعي العام مخيفة للغاية .. يقال إنها مقبرة الأعمال الخيرة على الدوام .. ولقد حدثت نفسي بعد اطلاعي على البيان المالي لجمعيتنا الفاضلة أنه من المعقول جدا أن أضع منصب أمين المال في الاعتبار إن قررت الترشح في قادم الايام لمجلس الادارة .. إن المهمة كما بدت لي ميسورة للغاية .. وضع أرقام أمام بنود قبض ودفع مجدولة بحيث يتساوى عند الجرد السنوي المقبوض والمدفوع .. يجب أن يتساويا كتفا بكتف .. ريالا بريال .. بيسة ببيسة.!
أي أن المطلوب ببساطة هو أن تشهر افلاس الجمعية قبل غروب شمس الادارة في كل انعقاد سنوي كي تثبت ذمتك المالية .. لا عقدة في المنشار اذن.!
بعد كل شي .. لقد كان عملهم مشكورا.. رحلة ترفيهية .. وحفل إفطار جماعي .. لكن يبقى الانجاز الأهم وفق مجلس الادارة هو حصولنا على اعتراف اتحاد الصحفيين العرب واستضافة اجتماعاته في مسقط .. ولم أدرك على الفور الانعكاسات الايجابية لهذا الاعتراف التاريخي على وضع الصحافة والصحفيين في عمان.!
منذ ذلك اليوم والسحب تمر ببطء .... وقريبا تستعد جمعيتنا الفاضلة من لأوراق وصناديق ووعود جديدة .. وما زلت مؤمنا بهذا الحائط المائل .. وأستلذ أغنية الغد الجميل والغد الأفضل والغد الواعد والمستقبل المشرق .. فأحلام البسطاء أمثالي قابلة دوما للتأجيل.
لكن في تصوري المتواضع هناك هدف واحد لا يحتاج الى مورد بقدر ما يحتاج الى ارادة.
ذلك الهدف يتمثل في ضرورة السعي إلى إثارة الاهتمام الرسمي بأحوال العاملين في المؤسسات الصحفية والعمل على تهيئة المناخات الايجابية التي يفترض أن يعمل الصحفيون في إطارها فضلا عن الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ..
وهنا عند الحديث عن الحقوق والمصالح المعطلة تتصاعد الأدخنة .. إذ ما تزال بعض المؤسسات بكل اسف متأخرة كثيرا عن تلبية السقف الأدنى من هذه الحقوق .. مع تقديرنا البالغ لظروف هذه المؤسسة أو تلك .
لكن في المقابل ..هل يجوز ألا يحصل صحفي على أجره إلا بمضي شهرين وأكثر.. فضلا عن الحرمان من المسكن ووسيلة النقل... وهل بات مقدرا على الصحفي في بلادنا أن يبقى على الكفاف .. كيف يمكن أن نتحدث عن صحافة متطورة .. عن النهوض المهني والمواكبة الإعلامية .. مالم نسأل في البدء.. ماذا نأكل .. أين نسكن .. وكيف نعيش.؟!
وأخيرا وأولا .. يقولون: الصحفي واجهة البلد.. ونقول إن هذه الواجهة عانت كثيرا وفي أمس الحاجة إلى طلاء.
من كثر ما قريت موضوعك بدأت أتثائب وجائني نعاس لو تختصر افضل لك وللقراء.
__________________
ألله ألوطن ألسلطان
يمينا علي بالله الاوحدي بصدق الحماية لكل مهتدي وصدق الرماية لكل معتدي.
  #3  
قديم 15/01/2011, 11:00 PM
صورة عضوية أبو المقدام العماني
أبو المقدام العماني أبو المقدام العماني غير متصل حالياً
عضو فوق العادة
 
تاريخ الانضمام: 15/03/2009
الإقامة: تصدقو لو قلتلكم بيدور الراس فأحسلكم ماتعرفو هوه صحيح من عمان بس من اجمل المناطق في عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 11,881
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى أبو المقدام العماني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى أبو المقدام العماني إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو المقدام العماني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى أبو المقدام العماني
افتراضي

اسمحلي ما قريت شي
  #4  
قديم 15/01/2011, 11:04 PM
صورة عضوية Ibrahimovic
Ibrahimovic Ibrahimovic غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 24/10/2007
الإقامة: سلطنة عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 330
افتراضي

اخوي موضوعك جيد جدا بس فيه مشكلتين رئيستين تعوقان قرائته والرد عليه:

1- غالبية الاعضاء لا يحبون المواضيع الطويله والملغمه بالالفاظ القويه
2- الكثير من الاعضاء وانا منهم دون ثقافتك الكريمه
__________________
لا اله الا الله محمدا رسول الله

تقبل الله صلاتكم وصيامكم وصالحات أعمالكم

 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
صندوق الاحتياطي - صندوق الأجيال القادمه فكره عقيمه للم شنان سبلة السياسة والاقتصاد 0 06/01/2011 08:46 PM
**__**صندوق التعارف**__** صندوق الجدد**__**صندوق الغائبين**__**صندوق المتميزين**__) عذب الاماسي السبلة العامة 3 07/06/2009 11:52 PM
الاستثمارات الوطنية تطرح (صندوق المدى) المتوافق مع الشريعة الاسلامية وبنك التمويل الآسيوي يعتزم إنشاء صندوق عقاري إسلامي سويسرا الشرق سبلة الأوراق المالية والإستثمار 2 20/05/2008 06:09 PM
بنك الاتحاد الوطنى يطرح أول صندوق إسلامي للاستثمار "صندوق السماحة الإسلامى" بحد أدنى 10,000 درهم سويسرا الشرق سبلة الأوراق المالية والإستثمار 4 19/05/2008 12:24 PM
صندوق أبوظبي أكبر صندوق سيادي في العالم إذ تبلغ قيمة استثماراته 3 تريليونات درهم والإمارات أكبرالخاسرين من تراجع الدولار سويسرا الشرق سبلة السياسة والاقتصاد 2 06/02/2008 08:59 PM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:21 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها