|
||
#1
|
|||
|
|||
إذا غاب حضر ..... الفقيدعبدالوهاب المسيري
كان الدكتور عبدالوهاب المسيري يقول لزوجته إنه حين يتوفاه الله، فإن أحداً لن يمشي في جنازته، وإنها بدلاً من ذلك ستتلقي سيلاً عرمرماً من برقيات العزاء، وفي سيرته التي نشرت قبل عامين، أرجع ذلك إلي أنه شخصياً لم يحضر سوي جنازة أو اثنتين طيلة حياته، كما لم يذهب لتعزية أحد تقريباً، كما أنه نادراً ما كان يذهب لكي يعود أحداً من أصدقائه المرضي، وفي سلوكه ذاك، فإنه أقنع نفسه بأن أصدقاءه سوف يقدرون انشغالاته بكتابه الموسوعة وبأعماله الفكرية التي استولت علي كل وقته في الصحو والمنام، لكنه أدرك أن المسألة أبعد من ذلك وأعمق، حين انتبه إلي أنه يحرص دائماً علي أن يحتفظ بمسافة بينه وبين الحدث لكي يعطي لنفسه فرصة للتأمل والتفكير فيه وفي سيرته التي سجل فيها رحلته الفكرية»، ذكر أيضاً أنه لم يعان من المرض طيلة حياته، باستثناء العوارض البسيطة، وأنه ظل طوال الوقت غير مستوعب تماماً للمرض أو الموت، علي الرغم من إحساسه الشديد بالزمن، وهو لم يفسر هذا الشعور، الذي أكاد أرجعه إلي عاملين، أولهما أنه ظل متمتعاً بصحة جيدة طيلة حياته قبل أن يصاب بأحد أمراض سرطان الدم في سنة 2002»، أما العامل الثاني فهو أنه كان لديه إحساس قوي بأنه صاحب رسالة، لم يدرك كنهها بالضبط. إذ أشار في سيرته إلي أنه عبر حياتي كان هناك هدف أو مشروع أكبر من قدراتي دائماً، لا أعرف كامل أبعاده إلا بعد أن أدخله»، وربما كان ذلك الهدف الغامض هو الذي دفعه لأن يظل طوال الوقت باحثا ًومنقباً وسابحاً في بحور المعرفة ومراسيها، فتراه تارة مقبلاً علي الأوبرا والمعارض الفنية والفنون الشعبية، حتي إنه وهو في مرضه كان يخصص يوماً في الأسبوع ليتجول في صالات العرض ويتابع أعمال الفنانين التشكيليين، وفي الوقت ذاته فإنه ينظم الشعر الحديث ويترجمه ويمارس تحليله ونقده، ثم ينخرط في كتابة قصص الأطفال التي أصدر منها تسع مجموعات فازت واحدة منها بالجائزة الأولي في أحد المعارض، ويخوض غمار نقد الحضارة الغربية ورفض التحيز للنموذج الغربي، بماديته وعلمانيته، التي تحداها وقام بتشريحها في مجلدين كبيرين عن العلمانية الشاملة والجزئية. ومن رفضه الالتحاق بالنموذج الغربي واعتزازه بالذات العربية والإسلامية، تحول إلي مواجهة المشروع الصهيوني بكل تجلياته، وإلي الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني، وهي الساحة التي أصدر فيها نصف مؤلفاته المنشورة باللغة العربية 22 كتاباً من بين 52 مؤلفاً». في هذه الساحات جميعها أثبت الدكتور المسيري حضوراً قوياً، من خلال مواهبه المتعددة ومعرفته العميقة ومواقفه النضالية والنبيلة، الأمر الذي يعزز مكانته كمثقف فذ، نذر نفسه للدفاع عن قيم الحق والعدل والجمال، وشاءت المقادير أن يختم حياته بالنزول إلي ساحة النضال السياسي، حين تم اختياره منسقاً لحركة كفاية، وظل يباشر مسئوليته طوال الـ 18 شهراً الأخيرة، رغم إصابته بالمرض اللعين، التي لم تمنعه من المشاركة في المظاهرات والمؤتمرات الجماهيرية. من مفارقات الأقدار أن طبيبه الأمريكي الذي كان يعالجه من سرطان الدم أخبره في عام 2002 بأنه لم يبق له من العمر سوي ست سنوات فقط، وقد توفاه الله في نهاية السنوات الست، ليس بسبب مرضه، ولكن بسبب أزمة قلبية حادة ألمت به، من تلك المفارقات أيضاً أن الرجل الذي توقع ألا يسير أحد في جنازته، شيعه كل المثقفين المصريين باستثناء الحكومة المصرية، التي كانت قد رفضت تحمل نفقات علاجه من قبل. لقد رحل عنا الدكتور المسيري حقاً لكن إضاءاته ستظل باقية، لأنه من ذلك الطراز النادر الذي يقول عنه المتصوفة إنه إذا غاب حضر. مقال لفهمي هويدي http://www.egyptwindow.net/modules.p...ticle&sid=9482
__________________
رحمك الله يا شيخ بهوان ..... جزاك الله خيرا على كل ما فعلته لهذا الوطن
|
مادة إعلانية
|
#2
|
||||
|
||||
رحمه الله ..
__________________
" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ " (إبراهيم، 41) فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها =وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
|
#3
|
||||
|
||||
رحم الله عبد الوهاب المسيري
بالأمس كنت أشاهد له لقاء مسجل ومعاد في قناة الجزيرة رجل حمل هم العروبة وناضل من أجل وطنه مثل هؤلاء تبقى سيرتهم عطرة شكرا على النقل المميز
__________________
. . . سعة عقلك تجلب لك الأعداء ,,,, وسعة قلبك تجلب لك الأصدقاء نورمان فينكلستاين كاتب وأكاديمي يهودي أمريكي ماذا يقول عن المقاومة وحق حزب الله في مقاومة إسرائيل ؟
http://www.youtube.com/watch?v=qKJys...eature=related وبماذا رد على من تبكي على ضحايا الهولوكوست ؟ http://www.youtube.com/watch?v=zgzVE...eature=related |
أدوات الموضوع | البحث في الموضوع |
أنماط العرض | |
|
|