لماذا نهرب من مصارحة أنفسنا بحقيقتها؟

[المستغفر الله]

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد،،،

للإنسان عدة إتصالات في محيط حياته والإطار الذي يشمل هذه الإتصالات أو العلاقات يمكن ان يلخص في:
- إتصال الإنسان بربه (وهنا يختلف الرب حسب المعتقد وسبحان الله تعالى أن يكون له شريك).
- إتصال الإنسان مع نفسه.
- إتصال الإنسان مع ما يحيط به.

وبناءا على عنوان طرحي هذا فلن اتطرق إلا إلى إتصال الإنسان مع نفسه
وهنا يكمن المعنى الذي أود أن اوصله لكم، حيث أننا دائما ما نحاول عكس إنطباع جميل عن أنفسنا للآخرين، وقد يكون ذلك على حساب علاقتنا بأنفسنا وتكبر فجوة فراغ نصنعها بإبداء ما لا يعبر عن حقيقتنا ومن ثم تصل هذه الفجوة إلى منحنى تزداد من نفسها رغما أننا نراها ونشعر بها ولكن لا يمكن فعل شيء معها.

وقليلا منا الذين يعقدون العزم على المواجهه مع النفس، وإن وصل ذلك إلى التحاور معها، وهنا أذكر لفتة جميلة للشيخ المرحوم بإذن الله تعالى "محمد متولي الشعراوي" إذ أن في عهد رئاسته للأزهر الشريف رآه أحدهم في دورة المياه وبيده مكنسة يكنس بها الأرضية ويقول: كنس يا إبن خضرة" وكان إسم أمه "خضرة" فحاول هذا الذي وجده أن يكرمه بأخذ المكنسه منه ورد الشيخ : سيبني ما نفسي عاوزه تتكبر رئيس الأزهر".

وكثير منا لا يستطيع مواجه النفس فيقعون في مختلف الأخطاء، حتى ينغمسون في ذلك ويتيهون وينسون طريق العودة.

كم منا لو جلس مع نفسه وحاول تذكر الأخطاء التي فعلها عن قصد وماذا لو لم يفعلها؟
كم منا حاول مجاراة صديقه في مغامراته وألف بعض منها، كم منا حاول تضخيم سيرته الذاتية، كم منا حاول وحاول....

كن أنت حتى مع نفسك تعش سعيدا روحا وقالبا.

ودمتم بود.