سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » السبلة العامة

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 26/04/2010, 09:44 PM
صورة عضوية أنس الوجود2012
أنس الوجود2012 أنس الوجود2012 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 04/09/2009
الإقامة: في اعماق الوجود .. لأنني أَنسه
الجنس: ذكر
المشاركات: 641
افتراضي قصة كاملة لم يؤلفها بشر ..




بسم الله الرحمن الرحيم



هذه قصة واقعية مشوقة يرويها الشيخ الأديب علي الطنطاوي – رحمه الله – تبين العدالة الإلهية وعدل الله سبحانه وتعالى حين لا يجد المظلوم نصرته من من أهل الأرض ,, وكما هو أسلوب الأديب العالم علي الطنطاوي رحمه الله الذي توفي عام1999 سهلاً مستساغاً وكل كتاباته وكتبه كنوز أدبية قيمة وثمينة فقد أتت هذه القصة بالسرد الجميل الميسر ..



ج1

قصة كاملة لم يؤلفها بشر ..

يقول الشيخ علي الطنطاوي :

ِكنت ذاهبا إلى بيروت من أكثر من أربعين سنة ( نشرت هذه في 27/ 11/ 1986 م في جريدة الشرق الأوسط ) في سيارة صغيرة ، لصديق لي ، فلما جاوزنا شتورا وبدأنا نتسلق الجبل ، مرت بجنبنا سيارة " شيفروليت " من المقياس الواسع ، جديدة مسرعة ، فمشينا وراءها ، وإذا هي تسابق السيارات ، كلما رأت سيارة أسرعت حتى تسبقها ، فيصيح من فيها ويضحكون ويصفقون ، فلما رأينا ذلك تأخرنا عنها ، ولكننا لبثنا نراها ، حتى إذا وصلت إلى المنعطف الكبير ، حيث يمشي الطريق على شفير الوادي ، يشرف على سهل البقاع ، رأيناها تحاول أن تسبق سيارة صهريج كبيرة من التي تنقل البنزين ، ضخمة كلها من الحديد ، وكانت تريد أن تدور ، فلم تنتظر السيارة الصغيرة دورانها ، بل زاحمتها ومرت من جنبها ، فمال الصهريج عليها ، فصدمها ، فلم نرها إلا وهي ساقطة في الوادي ، تتدحرج كأنها كرة قذفتها قدما غلام ، فدهشنا ووقفنا سيارتنا ووقفت السيارات المارة كلها ، ونزلنا نرى فلم نصل إليها إلا بعد ربع ساعة ، فوجدنا أطفالا ثلاثة وبنتا في نحو التاسعة قد أصابتهم خدوش وجروح ولكنهم أحياء ، ووجدنا فتاة شابة إلى جنب السيارة قد أصابها الإغماء ولكن يبدو أنها سليمة ، أما باقي الركاب فقد صاروا عجينة واحدة ، منظر من أفظع المناظر التي يمكن أن تراها العين ، قد اختلط فيها اللحم والعظم ، منظر لم أر مثله إلا مرة أخرى سنة 1970 م في الطريق الدولي في ألمانيا ، عند ( دوسلدورف ) – إذ تمشي السيارات في المسرى الأيسر من الطريق بسرعة تزيد دائما عن المائة والخمسين كيلا ، فإذا وقفت واحدة منها فجأة ، لم تستطع التي وراءها أن تقف فيكون هذا الصدام الهائل – فأسعفنا الأولاد ولم نمس شيئا حتى تصل النجدة التي ذهبت إحدى السيارات لطلبها من المريجات على طرف الوادي ، وسرعان ما حضر المحقق والطبيب والشرطة ، وجعل الناس ينصرفون يتابعون طريقهم ، ووقفت مع المحقق وكنت يومئذ من رجال القضاء ، فاستمعت أول التحقيق وأمسكت بطرف الخيط . فلما رجعت إلى دمشق ، تتبعت بقية القصة واطلعت على الأوراق ، وجمعت الخيوط كلها ، حتى عرفت القصة كاملة ، فقلت : لا إله إلا الله ، ما أعظم عدالتك يا رب ؟ !



ووجدت قصة فيها عبرة من أعظم العبر ، فكتبتها وتركتها بين أوراقي ، حتى جئت اليوم أقلب هذه الأوراق القديمة فوجدتها ، فقلت : أحدثكم حديثها .



كانت بنتا جميلة ، وكان أبوها واسع النعمة ، مبسوط اليد ، فنشًأها على الدلال ، وعلى أن تتمنى فتنال ، وأن تطلب فتعطى .



فلما بلغت السابعة عشرة خطبت ، فاعتل أبوها بصغرها ، فقال أبو الخاطب : ألا ترضى أن أجعلها مني بمثابة ابنتي ، وأن أسكنها معي في داري ، فتكون أبدا في سمعي وبصري ؟



قال : بلى .



وعقد العقد ، ووصاها أبوها حين زفها إلى زوجها ، أن تكون لحميها – أي لوالد زوجها – بنتا ليكون لها أبا ، وأن تمنحه التوقير والطاعة ، ليخلص لها الرعاية والحب ، وأن تجعل حماتها كأمها ، وأن تثق بها ، ولا تكذب عليها ولا تخالف أمرها .





يتبع ..



  مادة إعلانية
  #2  
قديم 26/04/2010, 09:55 PM
صورة عضوية أنس الوجود2012
أنس الوجود2012 أنس الوجود2012 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 04/09/2009
الإقامة: في اعماق الوجود .. لأنني أَنسه
الجنس: ذكر
المشاركات: 641
افتراضي ج2

ج2

ولم تكن تحتاج إلى هذه الوصاة لأنه كان لها من طبيعتها ، ومن أسلوب نشأتها ، ما يدفعها إلى الصدق والاستقامة ، ويمنعها من الانحراف والكذب .

وعاشت معهم ، وكانوا أربعة في الدار :

الزوج ، وهو شاب رضي الخلق صادق الحب يريد لها الخير والإسعاد ، ولكنه لا يملك مع أبيه في الدكان عطاء ولا منعا ، ولا مع أمه في الدار أمرا ولا نهيا .



وعمة الزوج ، وهي عجوز عانس سعيدة في ظاهرها ، ولكنها شقية في حقيقتها ، فهي لهذا تحسد كل بنت متزوجة سعيدة في زواجها ، وتتمنى زوال نعمتها عنها .



وأم الزوج ، وهي امرأة بخيلة شحيحة العين ، مقبوضة الكف ، ربها الدينار ، ودينها جمع المال ، ودستورها ادخار الدرهم الأبيض لليوم الأسود ، ثم إنها تظن أن الأرض كفت عن الدوران ، وأنه وقف الزمان ، وأن سنة 1920 م بعاداتها وأزيائها يمكن أن تجيء في سنة 1947 م – سنة وقعت هذه الواقعة – فإذا هي لم تجئ معها ، أفرغت غيظها على بنات هذا الجيل الجديد ، وترحمت على جيلها وزمانها .



والرابع أبو الزوج ، وهو رجل شديد الأسر ، سليط اللسان ، ولكنه إذا قابل امرأته كلّ لسانه ، ولان ساعده ، ولم يكن له مع رأيها رأي ، ولا مع سلطانها سلطان .



وعملوا بدستور المرأة وادخروا ، وكثرت في أيديهم الدراهم البيض ، والدنانير الصفر ، والأوراق الملونة المنقوشة ، ودفاتر الصكوك – الشيكات – وأسناد العمارات ، فاحتفظوا بها كلها ، خوفا من اليوم الأسود.



ولم يأت اليوم الأسود ولكنهم جعلوا أيامهم كلها من خوفهم سوداء ، كمن كان عنده الطعام الكثير فخاف أن يأكل فينفد فيجوع بعده ، فجوّع نفسه العمر كله ، خوفا من أن يجوع يوما واحدا .



وكانت في بيت أبيها تجد الطعام أمامها ، من الخبز إلى أفخر الحلوى ، ومن الفاكهة إلى النقل والسكاكر ، وكان أبوها إذا وجد منها ومن إخوتها عزوفا عن الطعام ، جعل لهم على الأكل جُعْلا ، أي مكافأة ليرغبهم فيه .

فلما جاءت بيت زوجها وجدت إقلالا من كل شيء ، إن جاؤوا يوما بعلبة حلوى ، حفظوها في الخزانة ، وأقفلوا عليها كأنما هي علبة جوهر ، وإن هم وضعوها بين أيدي الضيوف وضعوا عيونهم عليها ، وقلوهم معها ، لا يمدون أيديهم إليها ، لعل الضيف تقصر يده عنها .

وكانت قطع اللحم في بيت أبيها أكثر من حبات الفاصوليا مثلا ، فوجدت اللحم عندهم أخفى من نجم السها ، فهو لا يرى إلا بالمجهر الكهربي ( الإلكتروني ) .

يتبع ..
  #3  
قديم 26/04/2010, 10:01 PM
عالم النسيان عالم النسيان غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 26/07/2009
الجنس: أنثى
المشاركات: 739
افتراضي

كمل القصه
__________________
بالأمس دورك تجرح واليوم دوري بأخذ بثأري منك والبادي اظلم
لو تبكي عمرك ما تغير شعوري ما التفت صوبك لو عينك تهل دم
اصبح وجودك عندي ماهو ضروري حرماني من عطفك ترا صار ارحم
بفرض وجودي بكبريائي وغروري لأني بشعورك صدق ما عدت اهتم
امشي برايك وانا بأمشي بشوري لكن يجيلك يوم تبكي وتندم
وان تكلمت بغيبتي او حضوري ما همني منهو علي تكلم
  #4  
قديم 26/04/2010, 10:11 PM
صورة عضوية كلي امنيات
كلي امنيات كلي امنيات غير متصل حالياً
عضو عميد
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2009
الإقامة: السبله
الجنس: أنثى
المشاركات: 20,001
افتراضي

متابعه...............
__________________
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك..
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..


أذكروني بالخير الله يذكركم بالخير
ان مرت الايام فلم تروني فهذه مشاركتـي فتذكروني
واذا غبت فتره ولم تروني اكون وقتها بحاجه لـ دعـآئكم
  #5  
قديم 26/04/2010, 11:32 PM
SQU03 SQU03 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 06/05/2007
الجنس: ذكر
المشاركات: 211
افتراضي

شوقتنا متابعييييييييييييييين
__________________
من أروع ما قرأت في حياتي

فمثلك لم تر قط عيني.....ومن مثلك لم تلد النساء
خلقت مبراء من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
( زيد بن ثابت شاعر رسول الله
صلى الله عليه وسلم )

نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت سيكون عليكم مقاتلة الجيل القادم والذي يليه أما انا فحياتي ستكون أطول من حياة شانقيني
( المجاهد عمر المختار )
  #6  
قديم 26/04/2010, 11:57 PM
صورة عضوية alhomani22
alhomani22 alhomani22 غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 23/09/2009
الإقامة: اكيد فعمان ولاكن بالتحديد الخابوره
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,798
افتراضي

الاخو عييت من وين تكتب


حشى انت كم سنه تكتبه ذا كله

مووووت انا اقرا ونمت كيف لو اكتب


اسف يا اخي اقصد ما شاء الله
  #7  
قديم 27/04/2010, 12:16 AM
صورة عضوية options
options options غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/09/2007
الإقامة: oman
الجنس: ذكر
المشاركات: 225
افتراضي

يا أخي أكتبها مرة وحدة ... هذي ما حالة
  #8  
قديم 27/04/2010, 12:28 AM
صورة عضوية بارونة الليل91
بارونة الليل91 بارونة الليل91 غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 10/10/2009
الإقامة: بلاد الأمجاد عمااااان
الجنس: أنثى
المشاركات: 3,813
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى بارونة الليل91
افتراضي

ياااااااااالله...شوقتنا يا أخ..
كمل القصة كمل الله يخليك
  #9  
قديم 27/04/2010, 12:33 AM
صورة عضوية الرهيب
الرهيب الرهيب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 10/12/2006
الإقامة: عمان بلد الأمان
المشاركات: 412
افتراضي حلو

متابع بصمت.......
__________________
اللهم أرحم اخي الغالي محمــــــــد واسكنه فسيح جناتك 25/1/2008م

الله يرحم صدام فخر الأجـــــيال

إلى من كانت حبيبتي يوما...........خلاص عافك الخاطر
إلى عمان الحبيبة......رغم كل ما قاسيته من أجلك..........أحبك

""عمـــــــــــــــــــــــ ان نبض واحــــــــــــد""

يوما ما سأصبح وزيرا في بلدي الحبيبة عمان..... بإذن الله تعالى
  #10  
قديم 27/04/2010, 04:50 AM
صورة عضوية FoRzA
FoRzA FoRzA غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 11/03/2010
الإقامة: McT
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,286
افتراضي

كمل لاه .. فضلا وليش امرا ..

لنا عودة حين تكتمل القصة ..
__________________
When people run in circles its a very very MAD world ..
Loyal 2 >> MiLan
FoRzA!!!
  #11  
قديم 27/04/2010, 11:20 PM
صورة عضوية كلي امنيات
كلي امنيات كلي امنيات غير متصل حالياً
عضو عميد
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2009
الإقامة: السبله
الجنس: أنثى
المشاركات: 20,001
افتراضي

ننتظر التكمله
__________________
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك..
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..


أذكروني بالخير الله يذكركم بالخير
ان مرت الايام فلم تروني فهذه مشاركتـي فتذكروني
واذا غبت فتره ولم تروني اكون وقتها بحاجه لـ دعـآئكم
  #12  
قديم 28/04/2010, 12:57 AM
صورة عضوية التائه في زمن الظلم
التائه في زمن الظلم التائه في زمن الظلم غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 19/04/2010
الإقامة: بين أربع مكعبات من الثلج الدافئ الشديد السواد
الجنس: أنثى
المشاركات: 743
افتراضي

شوقتني في القصة ,,,,ننتظر البقية
  #13  
قديم 28/04/2010, 01:08 AM
صورة عضوية تسنيم-5
تسنيم-5 تسنيم-5 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/04/2008
الإقامة: muscat
الجنس: أنثى
المشاركات: 693
افتراضي

ششششششششو بقية القصة؟؟؟؟؟؟؟
__________________
ربي لا تحجب دعوتي ولاترد مسألتي
ولا تدعني بحسرتي ولا تكلني الى حولي وقوتي
وأرحم عجزي فقد ضاق صدري وتاه فكري
وتحيرت في أمري وأنت العالم سبحانك
بسري وجهري المالك لنفعي وضري
القادر على تفريج كربي وتيسير عسري
بفضلك ورحمتك ياأرحم الراحمين
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ
وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني
برحمتك في عبادك الصالحين
  #14  
قديم 28/04/2010, 03:01 AM
صورة عضوية options
options options غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/09/2007
الإقامة: oman
الجنس: ذكر
المشاركات: 225
افتراضي

يا أخي فيه إختراع اسمه copy + paste
Ctrl+c = copy
Ctrl+v= Paste
يعني يا إنك تنزل الموضوع مرة وحدة و لا بلاش لا تخلينا كما عور يترجى الصبح
و سلامتك
  #15  
قديم 28/04/2010, 03:02 AM
صورة عضوية كلي امنيات
كلي امنيات كلي امنيات غير متصل حالياً
عضو عميد
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2009
الإقامة: السبله
الجنس: أنثى
المشاركات: 20,001
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة options مشاهدة المشاركات
يا أخي فيه إختراع اسمه copy + paste
Ctrl+c = copy
Ctrl+v= Paste
يعني يا إنك تنزل الموضوع مرة وحدة و لا بلاش لا تخلينا كما عور يترجى الصبح
و سلامتك
شكل صاحب القصه نسينا

واحنا ننتظر

الله يعين
__________________
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك..
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..


أذكروني بالخير الله يذكركم بالخير
ان مرت الايام فلم تروني فهذه مشاركتـي فتذكروني
واذا غبت فتره ولم تروني اكون وقتها بحاجه لـ دعـآئكم
  #16  
قديم 28/04/2010, 03:14 AM
صورة عضوية هاوية بلدها
هاوية بلدها هاوية بلدها غير متصل حالياً
مميزة سبلة ترويح القلوب
 
تاريخ الانضمام: 12/03/2009
الجنس: أنثى
المشاركات: 39,864
افتراضي

وخلاف
عسى نلقى التكملة بكرة
__________________
....عصارة فكر وإلهام
. . . الخمـــــاســـــــي الــذهبــــــي . . .
....عصارة فكر وإلهام
__
أوصيك بعد رحيلي
أهتم بروحك ياروحي
الوصية تنفذ
أنتهيت~
~الحمد لله رب العالمين~
  #17  
قديم 28/04/2010, 09:37 PM
صورة عضوية فرح
فرح فرح غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 01/06/2007
الإقامة: مسقط
الجنس: أنثى
المشاركات: 4,004
افتراضي

وين تكملة القصة
__________________
ألا يا طفلُ لا تكبرْ..
فهذا عهدك الأغلى.. وهذا عهدك الأطهرْ
فلا همٌّ ولا حزنٌ.. ولا "ضغطٌ" ولا "سكّرْ "..
وأكبر كِذبةٍ ظهرت.. على الدنيا: "متى أكبرْ؟!"
فعشْ أحلامك الغفلى.. وسطّرها على الدفترْ..
وزخرفْ قصرها العاجي.. ولوّن سهلها الأخضرْ
وموّجْ بحرها الساجي.. وهيّج سُحْبَها المُمْطرْ
وصوّرْ طيرَها الشادي.. ونوّرْ روضَها المُمْطرْ
ستعرفُ عندما تكبر.. بأن الحُلْمَ لمْ يظهرْ!!
  #18  
قديم 30/04/2010, 10:32 PM
صورة عضوية كلي امنيات
كلي امنيات كلي امنيات غير متصل حالياً
عضو عميد
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2009
الإقامة: السبله
الجنس: أنثى
المشاركات: 20,001
افتراضي

شكلنا بنحرص وايد

الين يجي صاحب القصه
__________________
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك..
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..


أذكروني بالخير الله يذكركم بالخير
ان مرت الايام فلم تروني فهذه مشاركتـي فتذكروني
واذا غبت فتره ولم تروني اكون وقتها بحاجه لـ دعـآئكم
  #19  
قديم 22/05/2010, 02:49 PM
صورة عضوية أنس الوجود2012
أنس الوجود2012 أنس الوجود2012 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 04/09/2009
الإقامة: في اعماق الوجود .. لأنني أَنسه
الجنس: ذكر
المشاركات: 641
افتراضي

[COLOR="Green"]آسف على التأخير بس نسيت الموضوع ومنكم السماحة ..

التكملة كامل :[/
COLOR]
وكانت الفاكهة توضع في بيت أبيها على المائدة ، فمن شاء أكل ، فوجدت ظهور الفاكهة هنا أندر من ظهور قرص الشمس في بلاد الإنكليز ، وإن هم شروها ؛ فإنما يشترون منها الرخيص الفاسد الذي لا يؤكل .

فتألمت لذلك ولكنها ما تكلمت ، وكانت قليلة الطعام ، شبعانة العين ، فلم تبال .

وكانت مدللة لا تشتغل ؛ لأن في بيت أبيها خادمتين ، فكلفت هنا خدمت الأسرة كلها ، يكومون لها كومة الصحون الوسخة ، ويدخلون ليسمروا وتبقى هي في المطبخ لتغسلها ، لا يسمحون لها من أن تسخن الماء ، خوفا من كلفة التسخين ، فكانت أصابعها تحمر من الماء البارد في الشتاء القاسي ، فإذا دخلت وجدت المدفأة مطفأة توفيرا للنقود ، وخوفا من اليوم الأسود .

فتشققت يداها ، واسودت أظافرها ، واجتمع عليها من نقص الغذاء وزيادة التعب ، وفقد الاطمئنان والعطف ، فذهبت صحتها وذاب جسمها .

وكان زوجها يحبها ويبتغي الخير لها ، وكان مستقيم السيرة ، متين الدين ، فلم يكن ينظر إلى غيرها ، أو يفكر في سواها ، ولكنه لم يكن يستطيع أن يبدي حبه إياها ، وعطفه عليها لأن هذه العيون الست كانت أبدا مفتحة عليه ناظرة إليه ، مراقبة حركاته وسكناته ، لاسيما عينا عمته العجوز العانس ، الحاسدة الحاقدة ، التي لم تعرف يوما حب الزوج ، وسعادة الزواج ، فهي تريد أن تنتقم لنفسها من المجتمع ، بحرمان هذه الفتاة من الحب والسعادة ، فكانت تلازمها دائما ، لا تفارقها لحظة ، وكانت لها ولزوجها أشد من الرقيب للمحب ، والعزول للعاشق ، وكانت أكبر من أخيها سنا ، وكانت كالمربية للزوج في صغره ، فاتخذت لنفسها حق النصح له في كبره فكانت تنخر أبدا في قلبه نخر السوس ، إن رأته منح زوجته بسمة ، أو رقق لها كلمة ، عاتبته وقالت : أنت يا ولدي صغير لا تعرف النساء ، إن المرأة إن رأت من زوجها ضعفا ركبته ركوبا ، ولم تعد تطع له أمرا . وإن رأته أطال الخلوة بها ، وسوست له وسواس الشيطان ، ووضعت في قلبه جراثيم الكره لها ، كما تضع الجراثيم بذور المرض في جسم الصحيح ، حتى كادت تكرهه بها ، فتبدلت سيرته معها ، فصار يتأخر عن العودة في المساء ، وإن عاد عاد مقطبا ، لا لذنب منها ، بل لما وسوست له شيطانته – أي : عمته – من أن إظهار الشدة للزوجة من حسن السياسة ، ومن فضل العقل . وكانت تنتظره حتى يجيء فلا يشكرها ولكنه يلومها ويستقبح عملها ، وإن هو أطال السهرة ليلة فغلبها النوم جاءته الشيطانة – أي : العمة – فقالت : أرأيت كيف تهملك ولا تبالي بك ؟ ولا تنتظرك كما تنتظر الزوجات رجالهن ؟ فزادت نقمته عليها .



وكانت البنت تحاول أن تشكو إلى أبيها ، أو أن تخبر أمها ، فلا تستطيع أن تنفرد بهما ؛ لأنهم لا يدعونها تذهب إلى أهلها وحدها ، لا تذهب إلا ومعها زوجها أو معها هذه العمة التي تظهر لها – من مكرها – أمام أهلها أشد الحب ، وأكثر الحنو ، وإذا رأوها هزيلة وسألوها ؛ قالت : إنها لا تأكل ..عجزنا عن إقناعها بوجوب الغذاء ، فيصدق أهلها.

وكانت البنت تكتم ألمها في نفسها ، لا تجد من تشكو إليه ، فتنفرد في غرفتها تبكي وحدها حتى تبلل بدموعها وسادتها ، ثم تنام ، وكان معجّل مهرها عشرة آلاف ليرة سورية ومؤجله مثل ذلك ، وكان ذلك مبلغا ضخما جدا ، وكان أبوها لسماحة نفسه ، وكرم يده ، لا يفكر بالمال ، فكتب المهر في صك الزواج ، ولم يطالب به ، ثم زاد فجهز بنته من ماله، جهازا ضخما يليق مثله ببنات الملوك .



ولم يرض أهل الزوج أولا بهذا المهر ، ولكن الوالد أصر فكتبوه مرغمين ، وهم يرسمون الخطط الشيطانية للخلاص منه، إذ كانوا يحاسبون على ( الفرنك ) ويموتون على ( الليرة ) ، أفيدفعون هذا المبلغ كله مهرا للبنت ؟ وسلكوا إلى إزعاجها كل طريق ، من الإعراض عنها وإهمالها ، إن تكلمت لم يصغوا إليها ، وإن سألت لم يجيبوها ، وإن قعدت تستريح شغلوها ، وكلفوها بأعمال الدار كلها ، يقترون عليها بالطعام أو يحدثون لها عند كل أكلة ما يزعجها حتى تقوم عن المائدة ويستعملون جهازها في استقبال ضيوفهم ، ويتخذونه لقعودهم ، ويعملون على إفساده عمدا .

وكان مقصدهم الأول أن يتخلصوا من المهر ، يقدّرون أن إزعاجها يضيق صدرها ، وينفد صبرها فيدفعها إلى طلب المخالعة ، ولكن المسكينة لم تكن تدري ما المخالعة ، ولم تسمع بها ، وكانت تتقبل ما كتب عليها صابرة لا مفزع لها إلا دمعها .



ثم وسوست إليهم الشيطانة ، فبيتوا أمرا ، فبدلوا معاملتها فجأة ، وصاروا يخصونها بالرعاية ، ويلينون لها القول ، ويقومون عنها ببعض أعمال الدار ، ويمدحونها بأنها هي المتعلمة الكاتبة القارئة ، ولم يكن في العادة يطرق بابهم طارق ، لأنهم – لبخلهم – لا يزورون أحدا أبدا ، لئلا يزورهم فيكلفهم ثمن الضيافة ، فصار بابهم يطرق كل يوم ، يطرقه موزعو البريد برسائل مسجلة ، فكانوا يجيئونها بالوصل لتمضيه ؛ لأنها هي الكاتبة القارئة وكل من في الدار أميات ؛ فكانت تسر بذلك وتفرح .

وكانت يوما في المطبخ ويدها في جلي الصحون ، فسمعت قرع الباب ، فجاءت العمة مسرعة ، قالت : خذي الله يرضى عليك إمض هنا ، قالت : ألا ترين يدي في الصابون ، انتظري حتى أغسلها وأقرأ ما في الورق ، فقالت لها : الرجل على الباب ، إمض وبعد ذلك تقرئين ما فيها ، وماذا يكون فيها ؟ إنه إيصال بريد كغيره من الإيصالات .

فمسحت يدها وأخذت الورقة ، وكانت مثنية ما يظهر ما فيها ، فوقعت حيث أشاروا إليها .

وساءت معاملتهم إياها فجأة ، كما حسنت فجأة ، وعادوا أفظع عما كانوا عليه ، وشاركهم زوجها وانقلب معهم عليها ، وكانت حاملا في شهرها الأخير ، فأرادوا أن يتخلصوا من تكاليف الولادة فطردوها ، فذهبت إلى بيت أبيها .



وعجب لما رآها داخلة عليه ، وأسرع يلومها ، ويقول لها : ما هذا العمل ، ومتى كان الحرد من شمائلنا ؟ وأيدته أمها، لأنهما لم يكونا يعرفان شيئا من حال أحمائها ، فانطلقت تبكي بكاء موجعا ، يقطع القلوب ، وتقص عليهما قصتها من خلال دموعها .

وطيب أبوها خاطرها ، وأولاها من قلبه ومن ماله ، ما ضمد جراحها ، وفتحت لها أمها صدرها ، ومشت الوسائط بين الفريقين ، فإذا بيت الأحماء يقلبون لها ظهر المجن ، ويجاهرون بالعداوة ، ويكشفون عن حقيقتهم التي كانوا يخفونها وراء ستار التصنع والنفاق ، فيئس أهل البنت ، وطلبوا أن يطلقها الزوج ويؤدي إليها حقوقها ، ويرد عليها جهازها .



قالوا : هيهات ! حقوقها وصلت إليها لقد قبضت مهرها كله ، معجله ومؤجله وسند القبض بأيدينا ، أما الجهاز فهو لنا نحن اشتريناه .

وكانت قصة الجهاز أن بيت الأحماء من مكرهم قد عرضوا على الأب أن يتولوا هم شراء الجهاز واختياره ، ورضي أبو البنت ، فاشتروه وهو الذي دفع الثمن ولكن كانت ورقة الإيصال بأسمائهم وكانت بأيديهم .

وأما المهر فإن الورقة التي جاؤوا بها إليها لتمضيها ، وزعموا أنها وصل البريد ، كانت سندا بوصول المبلغ إليها ، وكانت قصة رسائل البريد التي ترد كل يوم قصة مصطنعة اتخذوها تمهيدا لما أرادوه وبيتوه .



وأقيمت الدعوى ووكل أبو البنت محاميا قديرا ، ودفع له أجرا وفيرا ، وبذل له المحامي جهده ، وكان القاضي من قضاة العدل . ولكنهم عجزوا عن الإثبات ، فطلبوا تحليف اليمين كذبا وبهتانا ، وخسرت البنت دعواها ، خرجت بلا زوج ولا مهر ولا جهاز ، ما بقي معها إلا ابنتها التي ولدتها .

وجاء المحامي يريد أن يأذنوا له بإقامة الدعوى الجزائية لليمين الكاذبة . فقال الأب : لا أريد ، قال المحامي : لِمَ لا تريد ؟ قال : أما رأيت كيف ضاع حقنا ؟ قال : ما ضاع لتقصير في الدفاع ، ولا لميل من القاضي عن الحق ، بل لأن القضاء البشري إنما يحكم بالبينات الظاهرة ، ولا يستطيع أن ينفذ إلى الحقائق ؛ ولذلك يخطئ القاضي حينا ، ويصيب حينا ، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعدل قاض في تاريخ البشرية كلها ، قال : " إنكم لتحتكمون إلي ، ولعل أحدكما ألحن بحجته من صاحبه – أي : أقدر على الدفاع – فأقضي له ، فإنما أقضي له بقطعة من النار " .

والقضاة ما عندهم إلا الأوراق والشهود والأيمان ، وقد تزّور الأوراق ، وقد يكذب الشهود ، وقد تفجر اليمين ، والله وحده هو الذي يعرف المحق من المبطل دائما ، قال الأب : ولذلك فإني أقيم الدعوى عليه عند الله .



ومرت الأيام ، وكانت الأم تجد أنسها ببنتها ، جعلتها هي حظها من دنياها ، وقنعت بها ، ووقفت نفسها عليها ، وبلغت البنت التاسعة فجاء الأب يطلبها .

وكان قد تزوج من بعدها ورزق بولدين ، فتجددت للأم المسكينة أحزانها كلها ، وعادت مأساتها التي حسبتها قد طواها النسيان ، وأصبحت تشعر بأن فراق روحها أهون عليها من فراق ابنتها .

لقد جعلت هذه البنت دنياها ، فماذا يبقى لها إن فقدتها ؟ وصارت لا تستطيع فراقها لحظة ، وكلما رأتها ضمتها إليها ، وبكت البنت بين ساعديها وبكى كل من رآهما ، وجاء يوم المحاكمة وصدر الحكم بتسليم البنت إلى أبيها .



أخذ الأب البنت ، وأراد أهله مبالغة في الكيد والانتقام ، أن يخرجوا إلى النزهة ليفرحوا في يوم مأساة الأم ، ويضحكوا في يوم بكائها ، وكانت له سيارة اشتراها على معارضة من أبيه فأخذ أباه وأمه وعمته وزوجته الجديدة وبنته الأولى التي أخذها من أمها وسافر إلى لبنان .

وكان حديثهم طول الطريق عن الزوجة الأولى ( أم البنت ) والسخرية بها ، والبنت المسكينة تسمع ، لا يدركهم خوف الله فيكفوا عن غيبة الغائبة ، وظلم البريئة ، ولا رحمة الإنسان فيرعوا عواطف هذه الطفلة التي انتزعوها من أمها .



وبلغ بهم الكبر والجبروت الغاية ، فكان من فرحه بظفره يسابق السيارات ، فكلما رأى سيارة أمامه أسرع حتى يسبقها ، فرأى ذلك الصهريج ، فقالوا له : قف حتى يمر ، قال : لا ، إني أسبقه إلى المنعطف ، وقد صارت لي خبرة للخلاص من المآزق ، أما تخلصت من تلك المرأة فأخرجتها يدا من الوراء ويدا من الأمام ، بلا مال ولا جهاز ، ثم نزعت منها ابنتها ؟ وقهقه ضاحكا ، وكان قد صار بجنب الصهريج ، ووقعت المأساة...



مال الصهريج كما عرفتم على سيارته ، كما يميل الفيل على شاة صغيرة ، فرمى بها إلى الوادي ، فتحطمت ، أما الركاب ، فإن الزوج والأب والأم والعمة قد صاروا عجينة واحدة اختلط لحمها بعظمها ، والزوجة الجديدة والأولاد الذين لا ذنب لهم خرجوا سالمين ، ما أصابهم كبير أذى لأنهم أبرياء ما اشتركوا في الجريمة ، أما الذين اشتركوا فيها ، وأقام عليهم أبو البنت المظلومة الدعوى في محكمة الله ؛ فكان هذا مصيرهم!!

ومن لم يلق مثله في الدنيا ؛ فليعلم أنه ينتظره عند الله ما هو أشد وأكبر !

................................................

إنتهت القصة ..

كيف ؟؟
  #20  
قديم 22/05/2010, 02:59 PM
صورة عضوية أنس الوجود2012
أنس الوجود2012 أنس الوجود2012 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 04/09/2009
الإقامة: في اعماق الوجود .. لأنني أَنسه
الجنس: ذكر
المشاركات: 641
افتراضي

[COLOR="Green"]آسف على التأخير بس نسيت الموضوع ومنكم السماحة ..

التكملة كامل :[/
COLOR]
وكانت الفاكهة توضع في بيت أبيها على المائدة ، فمن شاء أكل ، فوجدت ظهور الفاكهة هنا أندر من ظهور قرص الشمس في بلاد الإنكليز ، وإن هم شروها ؛ فإنما يشترون منها الرخيص الفاسد الذي لا يؤكل .

فتألمت لذلك ولكنها ما تكلمت ، وكانت قليلة الطعام ، شبعانة العين ، فلم تبال .

وكانت مدللة لا تشتغل ؛ لأن في بيت أبيها خادمتين ، فكلفت هنا خدمت الأسرة كلها ، يكومون لها كومة الصحون الوسخة ، ويدخلون ليسمروا وتبقى هي في المطبخ لتغسلها ، لا يسمحون لها من أن تسخن الماء ، خوفا من كلفة التسخين ، فكانت أصابعها تحمر من الماء البارد في الشتاء القاسي ، فإذا دخلت وجدت المدفأة مطفأة توفيرا للنقود ، وخوفا من اليوم الأسود .

فتشققت يداها ، واسودت أظافرها ، واجتمع عليها من نقص الغذاء وزيادة التعب ، وفقد الاطمئنان والعطف ، فذهبت صحتها وذاب جسمها .

وكان زوجها يحبها ويبتغي الخير لها ، وكان مستقيم السيرة ، متين الدين ، فلم يكن ينظر إلى غيرها ، أو يفكر في سواها ، ولكنه لم يكن يستطيع أن يبدي حبه إياها ، وعطفه عليها لأن هذه العيون الست كانت أبدا مفتحة عليه ناظرة إليه ، مراقبة حركاته وسكناته ، لاسيما عينا عمته العجوز العانس ، الحاسدة الحاقدة ، التي لم تعرف يوما حب الزوج ، وسعادة الزواج ، فهي تريد أن تنتقم لنفسها من المجتمع ، بحرمان هذه الفتاة من الحب والسعادة ، فكانت تلازمها دائما ، لا تفارقها لحظة ، وكانت لها ولزوجها أشد من الرقيب للمحب ، والعزول للعاشق ، وكانت أكبر من أخيها سنا ، وكانت كالمربية للزوج في صغره ، فاتخذت لنفسها حق النصح له في كبره فكانت تنخر أبدا في قلبه نخر السوس ، إن رأته منح زوجته بسمة ، أو رقق لها كلمة ، عاتبته وقالت : أنت يا ولدي صغير لا تعرف النساء ، إن المرأة إن رأت من زوجها ضعفا ركبته ركوبا ، ولم تعد تطع له أمرا . وإن رأته أطال الخلوة بها ، وسوست له وسواس الشيطان ، ووضعت في قلبه جراثيم الكره لها ، كما تضع الجراثيم بذور المرض في جسم الصحيح ، حتى كادت تكرهه بها ، فتبدلت سيرته معها ، فصار يتأخر عن العودة في المساء ، وإن عاد عاد مقطبا ، لا لذنب منها ، بل لما وسوست له شيطانته – أي : عمته – من أن إظهار الشدة للزوجة من حسن السياسة ، ومن فضل العقل . وكانت تنتظره حتى يجيء فلا يشكرها ولكنه يلومها ويستقبح عملها ، وإن هو أطال السهرة ليلة فغلبها النوم جاءته الشيطانة – أي : العمة – فقالت : أرأيت كيف تهملك ولا تبالي بك ؟ ولا تنتظرك كما تنتظر الزوجات رجالهن ؟ فزادت نقمته عليها .



وكانت البنت تحاول أن تشكو إلى أبيها ، أو أن تخبر أمها ، فلا تستطيع أن تنفرد بهما ؛ لأنهم لا يدعونها تذهب إلى أهلها وحدها ، لا تذهب إلا ومعها زوجها أو معها هذه العمة التي تظهر لها – من مكرها – أمام أهلها أشد الحب ، وأكثر الحنو ، وإذا رأوها هزيلة وسألوها ؛ قالت : إنها لا تأكل ..عجزنا عن إقناعها بوجوب الغذاء ، فيصدق أهلها.

وكانت البنت تكتم ألمها في نفسها ، لا تجد من تشكو إليه ، فتنفرد في غرفتها تبكي وحدها حتى تبلل بدموعها وسادتها ، ثم تنام ، وكان معجّل مهرها عشرة آلاف ليرة سورية ومؤجله مثل ذلك ، وكان ذلك مبلغا ضخما جدا ، وكان أبوها لسماحة نفسه ، وكرم يده ، لا يفكر بالمال ، فكتب المهر في صك الزواج ، ولم يطالب به ، ثم زاد فجهز بنته من ماله، جهازا ضخما يليق مثله ببنات الملوك .



ولم يرض أهل الزوج أولا بهذا المهر ، ولكن الوالد أصر فكتبوه مرغمين ، وهم يرسمون الخطط الشيطانية للخلاص منه، إذ كانوا يحاسبون على ( الفرنك ) ويموتون على ( الليرة ) ، أفيدفعون هذا المبلغ كله مهرا للبنت ؟ وسلكوا إلى إزعاجها كل طريق ، من الإعراض عنها وإهمالها ، إن تكلمت لم يصغوا إليها ، وإن سألت لم يجيبوها ، وإن قعدت تستريح شغلوها ، وكلفوها بأعمال الدار كلها ، يقترون عليها بالطعام أو يحدثون لها عند كل أكلة ما يزعجها حتى تقوم عن المائدة ويستعملون جهازها في استقبال ضيوفهم ، ويتخذونه لقعودهم ، ويعملون على إفساده عمدا .

وكان مقصدهم الأول أن يتخلصوا من المهر ، يقدّرون أن إزعاجها يضيق صدرها ، وينفد صبرها فيدفعها إلى طلب المخالعة ، ولكن المسكينة لم تكن تدري ما المخالعة ، ولم تسمع بها ، وكانت تتقبل ما كتب عليها صابرة لا مفزع لها إلا دمعها .



ثم وسوست إليهم الشيطانة ، فبيتوا أمرا ، فبدلوا معاملتها فجأة ، وصاروا يخصونها بالرعاية ، ويلينون لها القول ، ويقومون عنها ببعض أعمال الدار ، ويمدحونها بأنها هي المتعلمة الكاتبة القارئة ، ولم يكن في العادة يطرق بابهم طارق ، لأنهم – لبخلهم – لا يزورون أحدا أبدا ، لئلا يزورهم فيكلفهم ثمن الضيافة ، فصار بابهم يطرق كل يوم ، يطرقه موزعو البريد برسائل مسجلة ، فكانوا يجيئونها بالوصل لتمضيه ؛ لأنها هي الكاتبة القارئة وكل من في الدار أميات ؛ فكانت تسر بذلك وتفرح .

وكانت يوما في المطبخ ويدها في جلي الصحون ، فسمعت قرع الباب ، فجاءت العمة مسرعة ، قالت : خذي الله يرضى عليك إمض هنا ، قالت : ألا ترين يدي في الصابون ، انتظري حتى أغسلها وأقرأ ما في الورق ، فقالت لها : الرجل على الباب ، إمض وبعد ذلك تقرئين ما فيها ، وماذا يكون فيها ؟ إنه إيصال بريد كغيره من الإيصالات .

فمسحت يدها وأخذت الورقة ، وكانت مثنية ما يظهر ما فيها ، فوقعت حيث أشاروا إليها .

وساءت معاملتهم إياها فجأة ، كما حسنت فجأة ، وعادوا أفظع عما كانوا عليه ، وشاركهم زوجها وانقلب معهم عليها ، وكانت حاملا في شهرها الأخير ، فأرادوا أن يتخلصوا من تكاليف الولادة فطردوها ، فذهبت إلى بيت أبيها .



وعجب لما رآها داخلة عليه ، وأسرع يلومها ، ويقول لها : ما هذا العمل ، ومتى كان الحرد من شمائلنا ؟ وأيدته أمها، لأنهما لم يكونا يعرفان شيئا من حال أحمائها ، فانطلقت تبكي بكاء موجعا ، يقطع القلوب ، وتقص عليهما قصتها من خلال دموعها .

وطيب أبوها خاطرها ، وأولاها من قلبه ومن ماله ، ما ضمد جراحها ، وفتحت لها أمها صدرها ، ومشت الوسائط بين الفريقين ، فإذا بيت الأحماء يقلبون لها ظهر المجن ، ويجاهرون بالعداوة ، ويكشفون عن حقيقتهم التي كانوا يخفونها وراء ستار التصنع والنفاق ، فيئس أهل البنت ، وطلبوا أن يطلقها الزوج ويؤدي إليها حقوقها ، ويرد عليها جهازها .



قالوا : هيهات ! حقوقها وصلت إليها لقد قبضت مهرها كله ، معجله ومؤجله وسند القبض بأيدينا ، أما الجهاز فهو لنا نحن اشتريناه .

وكانت قصة الجهاز أن بيت الأحماء من مكرهم قد عرضوا على الأب أن يتولوا هم شراء الجهاز واختياره ، ورضي أبو البنت ، فاشتروه وهو الذي دفع الثمن ولكن كانت ورقة الإيصال بأسمائهم وكانت بأيديهم .

وأما المهر فإن الورقة التي جاؤوا بها إليها لتمضيها ، وزعموا أنها وصل البريد ، كانت سندا بوصول المبلغ إليها ، وكانت قصة رسائل البريد التي ترد كل يوم قصة مصطنعة اتخذوها تمهيدا لما أرادوه وبيتوه .



وأقيمت الدعوى ووكل أبو البنت محاميا قديرا ، ودفع له أجرا وفيرا ، وبذل له المحامي جهده ، وكان القاضي من قضاة العدل . ولكنهم عجزوا عن الإثبات ، فطلبوا تحليف اليمين كذبا وبهتانا ، وخسرت البنت دعواها ، خرجت بلا زوج ولا مهر ولا جهاز ، ما بقي معها إلا ابنتها التي ولدتها .

وجاء المحامي يريد أن يأذنوا له بإقامة الدعوى الجزائية لليمين الكاذبة . فقال الأب : لا أريد ، قال المحامي : لِمَ لا تريد ؟ قال : أما رأيت كيف ضاع حقنا ؟ قال : ما ضاع لتقصير في الدفاع ، ولا لميل من القاضي عن الحق ، بل لأن القضاء البشري إنما يحكم بالبينات الظاهرة ، ولا يستطيع أن ينفذ إلى الحقائق ؛ ولذلك يخطئ القاضي حينا ، ويصيب حينا ، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعدل قاض في تاريخ البشرية كلها ، قال : " إنكم لتحتكمون إلي ، ولعل أحدكما ألحن بحجته من صاحبه – أي : أقدر على الدفاع – فأقضي له ، فإنما أقضي له بقطعة من النار " .

والقضاة ما عندهم إلا الأوراق والشهود والأيمان ، وقد تزّور الأوراق ، وقد يكذب الشهود ، وقد تفجر اليمين ، والله وحده هو الذي يعرف المحق من المبطل دائما ، قال الأب : ولذلك فإني أقيم الدعوى عليه عند الله .



ومرت الأيام ، وكانت الأم تجد أنسها ببنتها ، جعلتها هي حظها من دنياها ، وقنعت بها ، ووقفت نفسها عليها ، وبلغت البنت التاسعة فجاء الأب يطلبها .

وكان قد تزوج من بعدها ورزق بولدين ، فتجددت للأم المسكينة أحزانها كلها ، وعادت مأساتها التي حسبتها قد طواها النسيان ، وأصبحت تشعر بأن فراق روحها أهون عليها من فراق ابنتها .

لقد جعلت هذه البنت دنياها ، فماذا يبقى لها إن فقدتها ؟ وصارت لا تستطيع فراقها لحظة ، وكلما رأتها ضمتها إليها ، وبكت البنت بين ساعديها وبكى كل من رآهما ، وجاء يوم المحاكمة وصدر الحكم بتسليم البنت إلى أبيها .



أخذ الأب البنت ، وأراد أهله مبالغة في الكيد والانتقام ، أن يخرجوا إلى النزهة ليفرحوا في يوم مأساة الأم ، ويضحكوا في يوم بكائها ، وكانت له سيارة اشتراها على معارضة من أبيه فأخذ أباه وأمه وعمته وزوجته الجديدة وبنته الأولى التي أخذها من أمها وسافر إلى لبنان .

وكان حديثهم طول الطريق عن الزوجة الأولى ( أم البنت ) والسخرية بها ، والبنت المسكينة تسمع ، لا يدركهم خوف الله فيكفوا عن غيبة الغائبة ، وظلم البريئة ، ولا رحمة الإنسان فيرعوا عواطف هذه الطفلة التي انتزعوها من أمها .



وبلغ بهم الكبر والجبروت الغاية ، فكان من فرحه بظفره يسابق السيارات ، فكلما رأى سيارة أمامه أسرع حتى يسبقها ، فرأى ذلك الصهريج ، فقالوا له : قف حتى يمر ، قال : لا ، إني أسبقه إلى المنعطف ، وقد صارت لي خبرة للخلاص من المآزق ، أما تخلصت من تلك المرأة فأخرجتها يدا من الوراء ويدا من الأمام ، بلا مال ولا جهاز ، ثم نزعت منها ابنتها ؟ وقهقه ضاحكا ، وكان قد صار بجنب الصهريج ، ووقعت المأساة...



مال الصهريج كما عرفتم على سيارته ، كما يميل الفيل على شاة صغيرة ، فرمى بها إلى الوادي ، فتحطمت ، أما الركاب ، فإن الزوج والأب والأم والعمة قد صاروا عجينة واحدة اختلط لحمها بعظمها ، والزوجة الجديدة والأولاد الذين لا ذنب لهم خرجوا سالمين ، ما أصابهم كبير أذى لأنهم أبرياء ما اشتركوا في الجريمة ، أما الذين اشتركوا فيها ، وأقام عليهم أبو البنت المظلومة الدعوى في محكمة الله ؛ فكان هذا مصيرهم!!

ومن لم يلق مثله في الدنيا ؛ فليعلم أنه ينتظره عند الله ما هو أشد وأكبر !

................................................

إنتهت القصة ..

كيف ؟؟
  #21  
قديم 22/05/2010, 03:03 PM
صورة عضوية نعومي الأميرة
نعومي الأميرة نعومي الأميرة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 10/01/2010
الإقامة: مسقط
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,746
افتراضي

اقول من يعرف اسم الموضوع الي يعرض فيه اناس خلقهم الله بصوره مختلفه كان منزل يوم الجمعه؟؟؟
__________________
ما همني وجود رجل بحياتي دام معي اجمل قط بدنيتي
  #22  
قديم 22/05/2010, 03:26 PM
طير حر طير حر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 13/02/2008
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,018
افتراضي

سبحان الله يمهل سبحانه ولا يهمل أبدا
الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة
  #23  
قديم 22/05/2010, 05:28 PM
صورة عضوية أنس الوجود2012
أنس الوجود2012 أنس الوجود2012 غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 04/09/2009
الإقامة: في اعماق الوجود .. لأنني أَنسه
الجنس: ذكر
المشاركات: 641
افتراضي

حقاً الظلم ظلمات
  #24  
قديم 22/05/2010, 09:19 PM
صورة عضوية بارونة الليل91
بارونة الليل91 بارونة الليل91 غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 10/10/2009
الإقامة: بلاد الأمجاد عمااااان
الجنس: أنثى
المشاركات: 3,813
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى بارونة الليل91
افتراضي

جميل جداً...ننتظر كل الجديد.."أخ أنس الوجود2012"
إلى الأمام
  #25  
قديم 23/05/2010, 01:00 AM
صورة عضوية اسلـــــــوبي غيـــــــر
اسلـــــــوبي غيـــــــر اسلـــــــوبي غيـــــــر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/09/2007
الإقامة: مســـــــقط
الجنس: ذكر
المشاركات: 478
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى اسلـــــــوبي غيـــــــر إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى اسلـــــــوبي غيـــــــر
افتراضي

....... للرفع .......
__________________
][‡¨U çmplé†è My LFë Lkë 1 + 1 Màkés Fvë.......My ârT¨‡][
  #26  
قديم 23/05/2010, 01:52 AM
صورة عضوية قهوة عمانية
قهوة عمانية قهوة عمانية غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/05/2009
الإقامة: أرض الغبيراء
الجنس: أنثى
المشاركات: 410
افتراضي

سبحـــان اللــــــــــــــه

الله يمهــل ولا يهمــــل

رزقك الله أعالي الجنان ع القصه
__________________
لا إلـــــه إلا اللـــه وحــده لا شريـــك لــه ، لــه الملك ولــه الحمد وهــو علـــى كــل شــئ قديـــر
  #27  
قديم 23/05/2010, 03:02 PM
صورة عضوية كلي امنيات
كلي امنيات كلي امنيات غير متصل حالياً
عضو عميد
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2009
الإقامة: السبله
الجنس: أنثى
المشاركات: 20,001
افتراضي

سبحان الله

الله يمهل ولا يهمل

مشكور على القصه
__________________
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك..
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..


أذكروني بالخير الله يذكركم بالخير
ان مرت الايام فلم تروني فهذه مشاركتـي فتذكروني
واذا غبت فتره ولم تروني اكون وقتها بحاجه لـ دعـآئكم
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
هل هي منجزات كاملة؟؟ أول الغيث سبلة السياسة والاقتصاد 6 15/12/2008 07:10 PM
ممكن تفاصيل كاملة عن GMC need سبلة السيارات 11 14/12/2008 11:57 AM
برامج كاملة للبيع:- شاعر مبدع ومتميز إلكترونيات وألعاب 0 04/08/2008 10:39 AM
مطلوب لعبة FAR CRY 2 كاملة عاشق الجوال إلكترونيات وألعاب 4 28/07/2008 08:25 AM
قصة الأسراء والمعراج كاملة إبن الحائمة السبلة العامة 1 02/08/2007 04:07 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:26 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها