سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 30/03/2008, 07:38 AM
صورة عضوية وطن الأشرعة
وطن الأشرعة وطن الأشرعة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 03/12/2006
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,592
افتراضي هل ماتت العروبة السياسية ؟ فيصل القاسم ....

من المفترض أن المظهر العروبي الذي تظهر به القمم العربية يعبر عن وجود روح قومية سياسية مشتركة تجعل المجتمعين يجلسون حول مائدة واحدة لتدارس همومهم وآمالهم ومشاكلهم المشتركة، كما يفعل الأوروبيون، والآسيويون، والأمريكيون الشماليون والجنوبيون، وحتى الأفارقة، الذين أثبتوا أنهم أكثر قدرة منا على الالتفاف حول أهداف معينة ، بالرغم من أن قارتهم تعاني الكثير من الأمراض التي خلفها الاستعمار الغربي، كالصراعات القبلية والحدودية والفقر والفاقه. فنحن نعلم مثلاً أن هناك روحاً قومية عقدية سياسية تحكم الاتحاد الأوروبي، وتشد أجزاءه بعضها إلى بعض. أي أن هناك إطاراً سياسياً قومياً جامعاً للاتحاد يبرر انعقاد قمم دورية كتعبير عن روح الوحدة السياسية والعقدية والقومية. فهل لدينا نحن العرب مثل تلك الروح العقدية أو القومية كي نتحدث عن عمل عربي مشترك على أقل تقدير، فما بالك أن نتحدث عن نظام إقليمي عربي؟ هل تجمع العروبة كرابط قومي أو عقدي العالم العربي لتجعل منه وحدة سياسية مترابطة؟هل يمكن الحديث فعلاً عما يسمى بالنظام العربي نسبة إلى العروبة؟ أم إن العامل القومي قد ضعف كثيراً، ولم يعد في محل فاعل أبداً؟ أليست الصراعات العربية- العربية، وللأسف الشديد، أنكى وأشد من الصراعات مع الأعداء؟ أليست العلاقات العربية- العربية بحاجة إلى سنوات من العلاج الناجع كي تستعيد بعضاً من صحتها التي اعتلت كثيراً بعد المحن والأزمات التي مرت بها الأمة على مدى العقود الخطيرة الماضية؟ ألم يزدهر شعار "نحن أولاً" في الأعوام الأخيرة الماضية ليصبح الناظم الحقيقي للعلاقات العربية العربية؟ أليس الهدف غير المعلن من إطلاق مثل هذه الشعارات التي تركز على "أنا أولاً" هو الإمعان في ضرب أي نوع من التلاقي العربي حتى على أضعف الإيمان، وتكريس حالة الشقاق والتنافر والقطرية الصارخة؟ أليس الوضع مرشحاً لمزيد من التباعد والانزواء القطري؟ صحيح أن الشارع العربي، من نواكشوط حتى بغداد، يجتمع على قلب رجل واحد وجدانياً وثقافياً وقومياً، إن لم نقل إنه ازداد توحداً رغم كل الأزمات والنكسات. لكن الأمر مختلف تماماً على الصعيد السياسي، إلى حد أنه يمكن الحديث عن موت زوئام للعروبة السياسية. وحسب الذين ما زالوا يرفعون بعض الشعارات القومية، وينادون بوحدة الصف العربي الشتم والسباب والسخرية من أعداء العروبة. وإذا تركنا العامل القومي جانباً على اعتبار أن لغة المصالح قد تكون أقوى من الروابط القومية بمقاييس عالم اليوم، هل هناك أي مصالح كبرى تجمع الدول العربية كي تجعلها تنضوي تحت خيمة واحدة؟ بالطبع لا. أليس من المضحك أن التجارة البينية بين الدول العربية لا تصل إلى خمسة بالمائة، بينما يرتفع معدل التبادل التجاري والاقتصادي بين الدول العربية والبلدان الأجنبية إلى أضعاف ذلك المعدل؟ ألم تول ليبيا وجهها باتجاه أفريقيا؟ ألا تخرج بعض الأنظمة العربية من الدائرة العربية الواحد تلو الآخر، والحبل على الجرار؟ ألا يفضل الفريق الانعزالي في لبنان مثلاً التقارب مع إسرائيل على التقارب مع بعض العرب؟ ألا يجد الكثير من زعماء جماعة الرابع عشر من آذار اللبنانية ضالته المنشودة في تل أبيب وواشنطن؟ ألا تلتقي سياسات بعض الدول العربية، وللأسف الشديد، مع التوجه الإسرائيلي مثلاً أكثر مما تلتقي مع بعض التوجهات العربية؟ ألم ينته الأمر في ظل الهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية إلى نوع من الاستعمار غير المباشر الذي افتقد الكثير من الدول العربية في ظله السيادة الوطنية ليصبح مجرد أحجار على رقعة الشطرنج الأمريكية. من المستحيل إذن أن تنضوي الدول العربية تحت لواء قمة عربية واحدة إذا كان معظم تلك الدول لا يملك أبسط مقومات الانضواء. ألم تخضع أجندات القمم العربية السابقة للضغط، والتوجيه الأمريكي المباشر؟ كيف تنجح القمم العربية إذا كانت أمريكا تحرض الأنظمة العربية الحليفة لها على أي نظام عربي خارج عن الطوق الأمريكي؟ أليس هناك تطابق بين المواقف العربية المناهضة لسوريا مثلاً والموقف الأمريكي؟ هل كانت ليبيا لتبقى خارج الصف العربي لفترة طويلة من الزمن لولا أن أمريكا كانت وراء عزلة ليبيا وتحييدها عربياً؟ هل كان للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ليُعزل في غرفتين براماالله ليموت مسموماً على أيدي إسرائيل وبعض عملائها من الفلسطينين والعرب لولا الإرادة الأمريكية؟ لا يمكن أبداً الحديث عن عمل عربي مشترك، إذا لم يكن لديك أجنده وطنية عربية خاصة بك، فمعظم أجندات الأنظمة العربية مفروضة من الخارج، لهذا نرى هذا التخبط والارتباك قبيل انعقاد كل قمة عربية. ولو عُرف السبب لبطل العجب!

فيصل القاسم
الشبيبة
30/3/2008
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 04:25 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها