سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 03/05/2008, 12:29 AM
صورة عضوية خميس الحادي عشر
خميس الحادي عشر خميس الحادي عشر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 01/05/2007
الإقامة: المريخ
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,584
افتراضي من للفقراء

تخمة تزداد بين المترفين في بلادنا ، وبالرغم من أن المعدة بيت الداء إلا أنها تعد بيت السعادة المؤقتة لهؤلاء ، ونظرا لوجود ميزان متفاوت بين الغنى الفاحش والفقر المدقع في بلاد المسلمين- التي من المفترض أن تكون بلاد التكافل والتعاون وجميع المصطلحات الدالة على الجسد الواحد – بالرغم من ذلك إلا أن هذا التفاوت يعكس صورة مسيئة للإسلام بشكل أو بآخر ، وطالما أننا نُستفز ونستنكر كل حملة باتجاه إهانة المسلمين ومشاعرهم هنا أو هناك والتطاول على مقدساتنا، والإستهزاء بأرواحنا فلا بد أن نتذكر بأننا قدمنا مبررات ذلك على شكل أفعال لم ننتبه لما تعكسه من صورة مسيئة .
نسمع هنا وهناك شكاوى مكبوتة وتأوه يكاد لا يُسمع أن البعض منا قد وجدت تعاملا أفضل في بلاد الغرب أكثر من بلادنا، وآخر يبوح بأنه قد أحس بانسانيته بينهم أكثر من الأهل في بلده ، وآخر قد عان العوز في بلاده إلى أن تيسرت له دروب الهجرة إلى خارج البلاد ، نسمع الشكوى، ونبثها، ونقف أمامها كما العاجز الذي لا حول له ولا قوة، وتناسينا ما لمد اليد بالمساعدة من أثر على أصعدة متعددة، إذ قد تنقذ إنسانا من الهلاك سواء الجسدي أو حتى النفسي .

وبالرغم من كثرة النصوص الشرعية التي ترشد إلى أهمية التكافل والتعاون بين المسلمين إلا أن الأمر بات خارج دائرة الأولويات لكثير من أمة الإسلام ، ونظرا لتشتت الجهود في هذا الإتجاه وفي الغالب تبقى في دائرة المبادرات الفردية فان الفقر والعوز وكثير من الإحتياجات الأخرى تتعاظم، وتتعاظم تبعا لها مشكلات إجتماعية عدة تجعل من التواصل بين الأهل أو حتى بين الجار وجاره أمرا مستهجنا ونادرا.

بالرغم من تزايد عدد أثرياء العرب والمسلمين، وبالرغم من أن شوارعنا تعج بالسيارات الفارهة والموديلات الحديثة، ونوافذنا مزينة بالورود الصيفية إلا أن قلوبنا لا تزال خاوية من ثقافة ومبادئ أصيلة ، وبالرغم من أننا نطالب المسؤولين بحل الأزمات الإقتصادية، ومعالجة الغلاء، والمحافظة على الطبقة الوسطى ، وتوفير الحد الأعلى من الأمان للمواطن تجاه مستقبله ولقمته وشربة مائه ، إلا أن الحال مجزء إلى تفاصيل عدة تتداخل مع بعضها البعض لنخرج بواقع بائس ، إذ لا سعادة حقيقية وجارك محتاج أو جائع فما بالك بالأقربين .

ليس من الصعب أبدا ربط المقدمات لحالنا بالأمة الإسلامية بالنتائج التي نجنيها ، فالأنانية المنتشرة على الأصعدة العائلية ، والتفاوت الطبقي ، وغير ذلك من الظواهر الإجتماعية التي نعيشها تعكس تناقضا واضحا في تصرفاتنا وتُفرّغ العطاء من مضمونه الأساسي .

لم يكن الإسلام يوما إلا ساعيا لبناء مجتمع متكامل يسعى به القوي لنصرة الضعيف، والغني للتخفيف من وطأة الفقر على الفقير ، وما نراه اليوم ما هو إلا اثبات لأنفسنا بأن الأمر بحاجة إلى تكثيف الجهود لتنشيط الوازع الديني القابع في أعماق الكثيرين ، ولا نعني بالوازع الديني أمرا بعيدا عن الأخلاق بل هو الأخلاق ذاتها والمبادئ التي نفتقدها معززا باستشعار الرضا الإلاهي والمفهوم الواسع للذة العطاء .

قد يفترض البعض أنه ليس من العدل مطالبة أغنياء الأمة بالإلتفات للأعمال الخيرية بدلا من الصرف المبالغ فيه على المتع الشخصية وعلى الإستثمارات غير الموجهة إلا باتجاه بوصلة الربح بغض النظر عن السؤال فيم أنفق، لكن الأمر بحاجة لتصحيح فمن حق الأم أن تسأل هؤلاء المستثمرين عن الضرر الذي لحق أبناءها من الإستثمارات التي لا يلحقنا منها سوى الإفساد، وإساءة التوجيه للشباب الذي من غير الممكن أن يُقدّر بمال أو أن تبرره مبررات ، فالتقرير الذي بثته إحدى القنوات الفضائية عن حجم التمويل الذي تنفقه الدول العربية لانتاج- الفيديو كليبات- أو الأغاني المصورة يستفز فينا السؤال هل التضحية بالإمكانيات لمجرد الكسب السريع والتلاعب بمشاعر فئات مهمة بالمجتمع واساءة توجيهها من الممكن أن يمضي دون مساءلة؟ وهل المحسوبية والرشوات والتلاعب بالأسعار، والتهاون بصحة المواطن، وإهمال راحته في مقابل مزيد من النوادي الليلية ، ومحلات الترفيه التي تُخدّر الفكر لا أكثر من المنطقي أن تزيد في مقابل اهمال الغذاء العقلي، وتناسي لهموم المجتمع الرئيسية، والإكتفاء بابتكار وتسويق كل ما من شأنه تسكين الأوجاع فينا تسكينا مؤقتا بالرغم من أنها بحاجة لمبضع جراح لاستئصالها .

إن الإحصائيات تثبت عبر الأرقام الصادمة أن الفقر بازدياد ، والتفاوت الطبقي مرشّح للتأصّل في المجتمع ، وارتفاع الأسعار في اضطراد مستمر ، لذلك كان لا بد من الإجابة على السؤال: من لهؤلاء وعلى رأسهم الفقراء ؟ إذ أن الفقر معضلة اجتماعية ستستمر وتزداد إن لم نغيّر طريقة التعاطي مع الأولويات في مجتمعاتنا ، والإقتناع التام بأن هذه المشكلة هي على رأس الأولويات في المجتمع يستلزم تحركا سريعا باتجاه غرس القيم التكافلية المفقودة وتحديد استراتيجيات شاملة بدء من مرحلة التثقيف لترشيد الإنفاق، ولتفعيل مقاطعة البضائع التي ترتفع أسعارها دون مبرر، وللبحث عن البدائل وصولا للمعالجة الجذرية .

إن تنظيم الموارد المالية على الصعيد الشخصي، وعلى صعيد الدول هو أمر أصيل بالدين يأخذ بالإعتبار الأولويات التي من الواجب الإلتفات اليها، وتخصيص المصارف للمالية العامة لصالحها ، ولا شك أن الأمر في بداية الإسلام كان محكوما بتشريعات بيت مال المسلمين والذي يتسم بأفق اداري مالي متطور ينسجم مع الإحتياجات العامة للمسلمين .

نحن بحاجة اليوم لأن تكون بنود الإنفاق موجهة توجيها فاعلا باتجاه وضع حد للمشكلات الإقتصادية التي سبق أن ذكرناها، ومن ثم الإرتقاء بالواقع الإقتصادي بما يتناسب مع التطوير في مجالات متعددة أخرى تهدف لبناء مجتمع متكامل منتج بالدرجة الأولى لا مستهلك فحسب، بالإضافة لعنصري الرقابة والشفافية لضمان سير الإستراتيجيات في طريقها الصحيح .

نُشر في جريدة الغد - كتبتها : خوله النوباني
__________________
وللأوطان في دم كل حر *** يد سلفت ودين مستحق
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 03/05/2008, 03:25 AM
صورة عضوية الساهر202
الساهر202 الساهر202 غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 30/01/2008
المشاركات: 2,444
افتراضي

لهم الله الخالق الرازق الغني الكريم .
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
  #3  
قديم 03/05/2008, 10:33 AM
صورة عضوية خميس الحادي عشر
خميس الحادي عشر خميس الحادي عشر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 01/05/2007
الإقامة: المريخ
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,584
افتراضي

ان الله مع الصابرين
__________________
وللأوطان في دم كل حر *** يد سلفت ودين مستحق
  #4  
قديم 03/05/2008, 03:22 PM
صورة عضوية خميس الحادي عشر
خميس الحادي عشر خميس الحادي عشر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 01/05/2007
الإقامة: المريخ
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,584
افتراضي

من للفقراء ولو من القراء
__________________
وللأوطان في دم كل حر *** يد سلفت ودين مستحق
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 11:32 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها