كفانا ظلما وغدرا وخيانة

[الغالية نانسي]

السلام عليكم ورحمته وبركاتة


هذه احدى صرخاتي اصرخها...

كم هو مؤلم واقع الإسلام والمسلمين اليوم لم يتعرضون له من ظلم وتعسف وبطش وقهر ... كم هو مخزٍ أن نرى شبابنا وشيبنا ونساءنا وأطفالنا في زنازين الظلم والغدر والخيانة يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في كل مكان في العالم ولا نحرك ساكناً ..

هذه قصة قراتها وحبيت انقلها لكم لما يعاني واقعنا اليوم من ظلم بحق العرب والمسلمين...



غــــــدا لــــن تـــــشــــرق الشـــمــــــــــــــــــ س

في زنزانة ظلمتها احلك من ظلمة الظلام رموه وتركوه مثل الكلاب الظالة .. انكمش على نفسه رعبا حاول ن يتلمس الاشياء من حوله كالاعمى وما هو بأعمى لكن اطفئوا عليه الظلام .. صرخ باعلى صوته : ما اذنبت أنا .. ما شتمت الوزير وما قلت شيئ يسيئ للامير .. وما تكلمت بسوء على ابن وابنة الاكرمين .. أنا امن من الامنين اطلب السلام والامن .. ليس لي علاقة بالسياسة ولا انتمي الى حزب الشمال ولا الى حزب اليمين .. أنا يا اصحاب الفخامة عبد من عبيدكم اعرف حدودي ومقامي بينكم .. انا لا اتكلم الا اذا امرتم وليس لي شأن بالسياسة .. حياتي كلها امشي جنب الاصوار والحيطان لا اخالط احد ولا اتعامل مع احد اخاف من خيالي واخشى من انفاسي ودقات قلبي ..فلما تسجنوني ؟ لما تأسروني .. ما طالبت بالملك ولا بالررياسة ولا طالبت ان استوزر على الناس او اكون مسؤلا ولا طالبت بحقوقي
أديت كل واجباتي وتنازلت لكم عن حقوقي .. فلما تظلموني ولما تسجنوني .. أنا يا سادتي لست خطرا انا يا سادتي لا علاقة لي بالحياة .. لا اسمع نشرة الاخبار وليس لي تلفاز .. ولا اشتري جريدة ولا اطالع كتابا وليس لي في الثقافة شيئا .. انا ليس لي دورفي الحياة يا سادتي فما ذنبي ..؟؟ ما اذنبت في حقكم ونا قلت كلمة سوء تمسكم .. بل كنت اصفق لكم كلما تكلمتم وكلما خاطبتم الناس .. اصفق حتى تلتهب كفي يدي احمرارا اخشى ان اتوقف الاول عن التصفيق فأكون اول ضحية
يا سادتي اسمع الى خطابكم والى كلامكم راضيا قانعا حتى ولو بقيت امامكم الساعات تلوى الساعات وانتم ادرى يا ايها الاكرمين انكم مهما قلتم واطنبتم في القول ففي النهاية لا تقولون شيئا ..

قال كل هذا لحيطان الزنزانة واستسلم للنحيب والبكاء والعويل

فترد حيطان الزنزانة عليه نحيبه وعويله صدا يصفعه .. وتناهى الى مسمعه انين خافت عذب وراح يسترق السمع ..وما لبث ان راح يتبع مصدره يتلمس الاشياء بغير هدا كالاعمى . وفجأة راحت الزنزانة تضيئ مثل الشمس وما كاد يمسح عيونه من شدة الضياء المنبعث حتى اذهله المشهد .. الذي ينبعث منه النور .. امرأة وكانها حورية من السماء يحيطها النور ويغشاها الضياء معلقة الى السماء بسلاسل من حديد مشدود الى سقف الزنزانة عارية طاهرة مثل حواء عند النزول يسترها شعرها الطويل مثل الحرير يسيل مثل نهرا يغطي قمتها وينزل الى الجسد ساترا .

جثى على ركبتيه ... نسى عذابه .. وتوقف الزمن من حوله ولم يعد يرى الا هذه الحورية المعذبة وكتلة النور التي تحيطها .. وقال بصوت متقطع وعيونه تنهمر دمعا .. املاك من السماء .. ام حورية البحر .. ام تراني احلم ..؟
ايسجنون العذارى ..؟؟ ايعدبون الجمال ..؟؟ يا سيدة الجمال كله .. الا ينظرون اهؤولاء يبصرون ؟؟
من انت سيدتي ..؟؟ لما يعذبوك سيدتي ..؟؟ وانت سحر للعيون وانت روع الخلق في الكون ..

وخرج صوتها الهادء الساحر مثل سنفونية الخلود .. انا يا هذا أم البشر .. انا يا هذا سر وجودهم
وقال صبرا يا ام البشر .. صبرا وراح ينتحب ويبكي مثل الاطفال ..

فابتسمت ابتسامة ذابلة مثل وردة جفت من حولها منابع الحياة وقالت بصخرية .. الصبر ..بالامس امامي اعدموه

فقال باكيا : لا تخفي سيدة الجمال .. لا تخشي شيئا ستدركنا الحرية ..

واطرات براسها الارض .. وقالت بصوت يخشع له السكون وويسكن له البحر الهائج :
يا هذا أما علمت انا هي الحرية ..

وفتحوا عليه باب الزنزانة وسحبوه الى الخارج وراح يشيع سيدة البشر بعيون دامعة وراح ذلك الضياء يخفت ويخفت كلما ابتعد عن الزنزانة حتى اختفى نورها .. وفي رواق السجن سمع طلقة رصاصة تلتها صرخة ناعمة فانقبض قلبه وشعر ان كل شيئ قد انتهى ..

لما علموا ان لا شان له بالحياة اخلوا سبيله .. ولما خرج الى المدائن راى الظلمة في كل مكان اعتقد ان الفجر لم يحن وقته وراح ينظر ان تشرق الشمس وانتظرها يوما ويومين سنة وسنتين ولازال ينتظر ان تشرق الشمس يوما ولازال الظلام يسدل اشرعته الرهيبة الى اليوم ..