مخلفات النخيل .. مصادر واعدة لصناعة الأعلاف الحيوانية بالسلطنة

[هزايع]

مخلفات النخيل .. مصادر واعدة لصناعة الأعلاف الحيوانية بالسلطنة

العمانيون استغلوا زور النخيل في الدعون والطبخ وجذرها في صناعة البيوت والسلالم


أولت وزارة الزراعة اهتماما خاصا للاستفادة من المخلفات الزراعية، فقد تبنت الوزارة خططا حثيثة ومستمرة وذلك لمضاعفة الإنتاج الحيواني، كما سعت الوزارة من خلال الكادر الفني المتوفر لديها نحو استغلال هذه المخلفات لتقليل تكاليف الإنتاج الحيواني بالسلطنة وللحد من الاعتماد على استيراد المواد الخام اللازمة لتصنيع الأعلاف ولإيجاد مصادر بديلة لتغذية الحيوان، حيث تعتبر مخلفات النخيل من المصادر الواعدة لصناعة الأعلاف الحيوانية بالسلطنة وهي من المصادر المتجددة نظرا لارتباطها بحياة المواطن العماني واهتمام الأجيال المتعاقبة بشجرة النخيل. فإلى ما توفره أشجار النخيل من الغذاء البشري توفر أيضا عدد من المنتجات والمخلفات التي يمكن الاستفادة منها في صناعة تحويلية أخرى.
الاستفادة من المخلفات الزراعية
إن من الطرق التي ينبغي على المزارع التعرف عليها لزيادة دخل المزرعة هي الاستفادة من المخلفات الزراعية وهي من الطرق المتبعة منذ القدم فلقد استغل العمانيون زور النخيل في صناعة الدعون والطبخ وكما استغل جذر النخلة في صناعة البيوت وصناعة السلالم واستغل ألياف النخلة في صناعة الحبال والسعف وأوعية تعبئة التمور وصناعة أنواع من الحبال. وعايش الإنسان العماني واستغل المواد الطبيعية الاستغلال الأمثل مما مكنه من التحكم بجميع عناصر بيئته المحيطة.
المفهوم الجديد للمخلفات
بما أن نمط حياة الناس حديثا اختلف عما كان عليه أصبح لزاما ان يواكب هذا النمط أيضا تغير في طرق الاستفادة من هذه العناصر وأصبح لزاما البحث عن بدائل لاستغلال ما يسمى حاليا بمخلفات، أو ما يطلق عليه مصطلح مخلفات زراعية في الوقت الراهن فهذا المصطلح لم يكن معروفا وهذه المواد كانت تمثل مصدر من مصادر دخل المزارع وتمثل منتجات ثانوية بالإضافة إلى دخل المزرعة. المقصود بمصطلح المخلفات هي تلك العناصر والمواد التي لا يستفاد منها ويمكن الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى سواء كانت قبل أو بعد التصنيع.
النخلة غذاء للإنسان والحيوان
تأتي تغذية الحيوان في المرتبة الثانية للاستفادة من منتجات النخيل منذ القدم فكما أمدت النخلة الإنسان بالتمر والظل أمد الحيوان الإنسان باللبن واللحم والصوف والجلود.
فمنذ المراحل الأولى لتكون التمور يكون الحيوان المستفيد الأول سواء كان بترك الحيوان يرعى تحت ظلال النخيل أو بجمع ما يتساقط من منتجات هذه النخلة وتقديمه للحيوان وظلت علاقة الإنسان بزراعة النخيل وتربية الحيوان علاقة مترابطة على مر العصور وفي الوقت الراهن أصبحت تغذية الحيوان صناعة مستقلة قائمة بذاتها ودخلت عليها الكثير من التغيرات التي ترافقت مع اختلاف طرق تربية الحيوان فلم يعد الرعي محبذا نظرا لاختلاف نمط حياة الناس ومحدودية المصادر الرعوية المتوفرة، وأدخلت مواد أولية منها الذرة والشعير والأسماك وكسب القطن ومواد أخرى مختلفة تختلف حسب توافر المواد الخام لكل دولة ومنطقة، وروعي في تصنيع هذه الأعلاف قلة التكاليف بالإضافة إلى غناها بالمصادر الغذائية اللازمة للحيوان.
وإن من أهم الأسباب التي دفعت الباحثين في المجال الحيواني للبحث عن مصادر بديلة للأعلاف الحيوانية هي قلة المياه وتملح التربة وارتفاع أسعار الأعلاف المركزة ، ولكون النخلة المحصول الزراعي الأول بالسلطنة؛ كانت منتجات التمور ومخلفات النخيل المورد الأول لإيجاد صناعة لأعلاف الحيوان ومن المنتجات التي يمكن أن تدخل في صناعة الأعلاف.
دراسات وبحوث
لقد تجسدت جهود وزارة الزراعة في مجال تصنيع الأعلاف الحيوانية من خلال المشاريع البحثية والدراسات التي أجرتها الوزارة ومنها المشروع البحثي لتقدير القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية والصناعية والسمكية، كذلك أجرت الوزارة دراسة لمقارنة أداء الماعز والضأن عند التغذية على أعلاف مركزة وأعلاف مصنعة من المخلفات ذات محتوى عال من الألياف، ودراسة أخرى لمقارنة أداء وخصائص الذبيح للماعز الظفاري وماعز الكشميري باستخدام أعلاف مصنعة من المخلفات ذات محتوى عال من الألياف ومدعمة بأسماك السردين كمصدر للبروتين الخام، ودراسة لمقارنة الأداء وخصائص الذبيح للضأن المحلي والضأن الخليط باستخدام أعلاف مركزة مصنعة من المخلفات الزراعية، ودراسة لمقارنة الأداء وخصائص الذبيح للأبقار الخليط باستخدام الأعلاف المصنعة من المخلفات والأعلاف المركزة التجارية، ودراسة أداء الدواجن البياض عند التغذية على أعلاف المخلفات والأعلاف المركزة، ودراسة لتقييم التغذية باستخدام البسور والسعف والسردين في الضأن القبرصي، كما أجريت دراسة لتقييم طريقة الحفظ بالتخمير لبعض المخلفات الزراعية المختارة.
أنواع الأعلاف
إن إدخال المخلفات الزراعية كمواد أولية بديلة لتصنيع الأعلاف الحيوانية مكن من الحصول على عدة أنواع من الأعلاف المركزة والتي يختلف بعضها عن الآخر حسب غرض الاستخدام ، فهناك أعلاف للمجترات الصغيرة وأخرى لتسمين المجترات الصغيرة وثالثة لتسمين العجول إضافة إلى الأعلاف الخاصة بأبقار اللبن وأخرى للدجاج البياض ومن المواد التي تدخل في تصنيع أعلاف المخلفات الزراعية هي مخلفات النخيل كالتمور والسعف والنوى وتفالة التمور والبسور والدبس بالإضافة إلى اسماك السردين والشعير وأملاح الطعام بنسب تختلف من عليقة لأخرى حسب غرض التصنيع.
مراحل تصنيع العلف الحيواني
تمر عملية تصنيع العلف الحيواني بأربع مراحل تبدأ بتحضير المواد الأولية الداخلة في تصنيع العلف بعدها يتم تجهيز هذه المواد وإعدادها بحيث تصبح جاهزة لعملية الخلط ثم تأتي مرحلة خلط هذه المواد حسب النسب المحددة مسبقا والتي تحدد حسب تركيز العناصر الغذائية لكل مدخل من هذه المواد، وأخيرا يتم خلط وتكعيب هذه المواد بحيث تخرج بالشكل المطلوب لتغذية الحيوان.

http://www.omandaily.com/mainstories/main9.htm