سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة الدينية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 03/08/2010, 04:21 AM
صورة عضوية Lovely princess
Lovely princess Lovely princess غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/06/2010
الإقامة: مملكة أحزاني
الجنس: أنثى
المشاركات: 866
افتراضي ماهو سر السلام على أهل البيت (عليهم السلام)؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في الواقع لقد أحببت ان أطرح هذا الموضوع سائلة الله عزوجل أن يوفقنا دائما لما فيه الخير والصلاح.. الحقيقة الكثير من الأخوة الكرام أرى تساؤلاتهم في معظم المواضيع التي تتعلق بأهل البيت (عليهم السلام) عن سبب قول جملة (عليه السلام) فلهذا أحببت من خلال موضوعي أبين لكم سبب قول هذه الجملة أو بمعنى أصح ماهو سر السلام على أهل البيت (عليهم السلام).. عسى أن تكون الإجابة شافية وكافية بإذن الله تعالى..


ما هو سرّ السلام على أهل البيت (عليهم السلام)؟


لعلكم سمعتم بأن واحدة من آداب محفل العلم سلام المعلم على المتعلمين و المخاطبين. و هذا الأدب قد تعلّمناه من الذات الأقدس الإلهية في سورة الأنعام المباركة بسم الله الرحمن الرحيم : (و إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم) ، أي إذا جاءك المؤمنون لتلقي العلوم الإلهية فقل سلام عليكم. و بالطبع فإن سلام الله هو إعطاء السلامة. و ليس معناه أن الله يسلم على أحد باللفظ، و إن أهم نوع للسلامة هي سلامة القلب.
إن القلب السالم هو الخالي من ذكر غير الله. فإن كان ظرف القلب سالماً سيتهيأ المكان للمظروف، و عندئذ ستُلقى العلوم و المعارف في مثل هذا الظرف. إذن فإن الذات الأقدس الإلهية يعطي الإنسان الظرف في بادئ الأمر ثم الظرفية و في نهاية المطاف المظروف.
و من جانب آخر فإن سلامة القلب في انكسار القلب، لذا فلو أصحب الإنسان حال أدی الی انكسار قلبه فعليه أن يكون شاكراً، و لو تعلّم مسألة فلابد أن يكون شاكراً، لأن هذه كلها من عطايا الله. و على أي حال فإن سلامة القلب نصف الطريق، لأن الظرف السالم ما دام خالياً من المظروف فهو لا ينفع.
إننا حين نقول في تحيتنا للأئمة (عليهم السلام) في الزيارات: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، تتعلق هذه السلامة بسلامة القلب و الظرف، و إن تلك الرحمة التي نسألها هي ناظرة إلى المظروف، أي أننا في الواقع نطلب من الله أمرين؛ أحدهما سلامة ظرف القلب، و الثاني الحصول على المظروف الحسن، أي نطلب من الله أن يُنزل رحمته و بركاته على قلبنا، و أن يطهّر قلبنا عن ذكر غيره.


السلام على أهل بيت النبوة..
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين..
__________________
ملاكي... أتمنى أن تكون بخير
  #2  
قديم 03/08/2010, 04:44 AM
اوبـار اوبـار غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 04/06/2010
الإقامة: ربــوة ظـــفار
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,440
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



موضوع رائع

وفقك الله




الله صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


اللهم امين
  #3  
قديم 03/08/2010, 02:44 PM
صورة عضوية Lovely princess
Lovely princess Lovely princess غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/06/2010
الإقامة: مملكة أحزاني
الجنس: أنثى
المشاركات: 866
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة ظفار 2020 مشاهدة المشاركات
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



موضوع رائع

وفقك الله




الله صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


اللهم امين
اللهم صل على محمد وآل محمد.. موفقين عزيزتي..
__________________
ملاكي... أتمنى أن تكون بخير
  #4  
قديم 03/08/2010, 03:23 PM
مناصحة مناصحة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/07/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 262
افتراضي

تفسير الاية كاملة عند الطبري

القول في تأويل قوله : وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذين عنى الله تعالى ذكره بهذه الآية.

فقال بعضهم: عنى بها الذين نهى الله نبيَّه عن طردهم. وقد مضت الرواية بذلك عن قائليه.

وقال آخرون: عنَى بها قومًا استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذنوب أصابوها عظامٍ, فلم يؤيسهم الله من التوبة.

* ذكر من قال ذلك:

13291- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد قال، حدثنا سفيان, عن مجمع قال، سمعت ماهان قال: جاء قوم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قد أصابوا ذنوبًا عظامًا. قال ماهان: فما إخاله ردّ عليهم شيئًا. قال: فأنـزل < 11-391 > الله تعالى ذكره هذه الآية: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم " الآية.

13292- حدثنا هناد قال، حدثنا قبيصة, عن سفيان, عن مجمع, عن ماهان: أنّ قومًا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، إنا أصبنا ذنوبًا عظامًا! فما إخاله ردّ عليهم شيئًا, فانصرفوا فأنـزل الله تعالى ذكره: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " . قال: فدعاهم فقرأها عليهم.

13293- حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا سفيان, عن مجمّع التميمي قال، سمعت ماهان يقول: فذكر نحوه.

* * *

وقال آخرون: بل عُني بها قومٌ من المؤمنين كانوا أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بطرد القوم الذين نهاه الله عن طردهم , فكان ذلك منهم خطيئة, فغفرها الله لهم وعفا عنهم, وأمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم إذا أتوه أن يبشرهم بأن قد غفر لهم خطيئتهم التي سلفت منهم بمشورتهم على النبي صلى الله عليه وسلم بطرد القوم الذين أشاروا عليه بطردهم. وذلك قول عكرمة وعبد الرحمن بن زيد, وقد ذكرنا الرواية عنهما بذلك قبل.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بتأويل الآية, قولُ من قال: المعنيُّون بقوله: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم "، غيرُ الذين نهى الله النبي صلى الله عليه وسلم عن طردهم. لأن قوله: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا "، خبر مستأنَفٌ بعد تقضِّي الخبر عن الذين نهى الله نبيه صلى الله < 11-392 > عليه وسلم عن طردهم. ولو كانوا هم، لقيل: " وإذا جاؤوك فقل سلام عليكم ". وفي ابتداء الله الخبرَ عن قصة هؤلاء، وتركه وصلَ الكلام بالخبر عن الأولين، ما ينبئ عن أنهم غيرُهم.

فتأويل الكلام إذًا = إذ كان الأمر على ما وصفنا = وإذا جاءك، يا محمد، القومُ الذين يصدِّقون بتنـزيلنا وأدلتنا وحججنا، فيقرّون بذلك قولا وعملا مسترشديك عن ذنوبهم التي سلفت منهم بيني وبينهم, هل لهم منها توبة، فلا تؤيسهم منها, وقل لهم: " سلام عليكم "، أَمَنَةُ الله لكم من ذنوبكم، أن يعاقبكم عليها بعد توبتكم منها =" كتب ربكم على نفسه الرحمة "، يقول: قضى ربكم الرحمة بخلقه =" أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تابَ من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ".

* * *

واختلفت القرأة في قراءة ذلك:

فقرأته عامة قرأة المدنيين: (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا) ، فيجعلون " أنّ" منصوبةً على الترجمة بها عن " الرحمة " =(ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، على ائتناف " إنه " بعد " الفاء " فيكسرونها، ويجعلونها أداة لا موضع لها, بمعنى: فهو له غفور رحيم = أو: فله المغفرة والرحمة.

* * *

وقرأهما بعض الكوفيين بفتح " الألف " منهما جميعًا, بمعنى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ = ثم ترجم بقوله: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ، عن الرحمة، (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فيعطف ب " أنه " الثانية على " أنه " الأولى, ويجعلهما اسمين منصوبين على ما بينت.

* * *

< 11-393 >
وقرأ ذلك بعض المكيين وعامة قرأة أهل العراق من الكوفة والبصرة: بكسر " الألف " من " إنه " و " إنه " على الابتداء, وعلى أنهما أداتان لا موضع لهما.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب, قراءة من قرأهما بالكسر: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ إِنَّهُ) ، على ابتداء الكلام, وأن الخبر قد انتهى عند قوله: " كتب ربكم على نفسه الرحمة " ، ثم استؤنف الخبر عما هو فاعلٌ تعالى ذكره بمن عمل سوءًا بجهالة ثم تاب وأصلح منه.

* * *

ومعنى قوله: " إنه من عمل منكم سوءًا بجهالة "، إنه من اقترف منكم ذنبًا, فجهل باقترافه إياه = ثم تاب وأصلح =" فإنه غفورٌ"، لذنبه إذا تاب وأناب، وراجع العمل بطاعة الله، وترك العود إلى مثله، مع الندم على ما فرط منه =" رحيم "، بالتائب أن يعاقبه على ذنبه بعد توبته منه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

13294- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد الأحمر, عن عثمان, عن مجاهد: " من عمل منكم سوءًا بجهالة "، قال: من جهل: أنه لا يعلم حلالا من حرام, ومن جهالته ركب الأمر.

13295 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد, عن جويبر, عن الضحاك, مثله .

13296- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير, عن ليث, عن مجاهد: < 11-394 > " يعملون السوء بجهالة "، قال: من عمل بمعصية الله, فذاك منه جهل حتى يرجع .

13297- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا بكر بن خنيس, عن ليث, عن مجاهد في قوله: " من عمل منكم سوءًا بجهالة "، قال: كل من عمل بخطيئة فهو بها جاهل.

13298 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا خالد بن دينار أبو خلدة قال: كنا إذا دخلنا على أبي العالية قال: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ".

تفسير البغوي


قوله عز وجل: ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) قال عكرمة: نـزلت في الذين نهى الله عز وجل نبيه عن طردهم, وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام .

وقال عطاء: نـزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبلال وسالم وأبي عبيدة ومصعب بن عمير وحمزة وجعفر وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر والأرقم بن أبي الأرقم وأبي سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهم أجمعين.

( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) أي: قضى على نفسه الرحمة, ( أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ) قال مجاهد: لا يعلم حلالا من حرام فمن جهالته ركب الذنب, وقيل: جاهل بما يورثه ذلك الذنب, وقيل: جهالته من حيث إنه آثر المعصية على الطاعة والعاجل القليل على الآجل الكثير, ( ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ ) رجع عن ذنبه, ( وَأَصْلَحَ ) عمله, قيل: أخلص توبته, ( فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ) (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بفتح الألف فيهما بدلا من الرحمة, أي: كتب على نفسه أنه من عمل منكم, ثم جعل الثانية بدلا عن الأولى, كقوله تعالى: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ,(المؤمنون: 35), وفتح أهل المدينة الأولى منهما وكسروا الثانية على الاستئناف, وكسرهما الآخرون على الاستئناف.

التفسير الميسر


وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)

وإذا جاءك -أيها النبي- الذين صَدَّقوا بآيات الله الشاهدة على صدقك من القرآن وغيره مستفتين عن التوبة من ذنوبهم السابقة, فأكرِمْهم بردِّ السلام عليهم, وبَشِّرهم برحمة الله الواسعة; فإنه جلَّ وعلا قد كتب على نفسه الرحمة بعباده تفضلا أنه من اقترف ذنبًا بجهالة منه لعاقبتها وإيجابها لسخط الله -فكل عاص لله مخطئًا أو متعمدًا فهو جاهل بهذا الاعتبار وإن كان عالمًا بالتحريم- ثم تاب من بعده وداوم على العمل الصالح, فإنه تعالى يغفر ذنبه, فهو غفور لعباده التائبين, رحيم بهم
  #5  
قديم 03/08/2010, 03:31 PM
صورة عضوية alsafeer07
alsafeer07 alsafeer07 غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2007
الإقامة: مسقط العامره
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,314
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة مناصحة مشاهدة المشاركات
تفسير الاية كاملة عند الطبري

القول في تأويل قوله : وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذين عنى الله تعالى ذكره بهذه الآية.

فقال بعضهم: عنى بها الذين نهى الله نبيَّه عن طردهم. وقد مضت الرواية بذلك عن قائليه.

وقال آخرون: عنَى بها قومًا استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذنوب أصابوها عظامٍ, فلم يؤيسهم الله من التوبة.

* ذكر من قال ذلك:

13291- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد قال، حدثنا سفيان, عن مجمع قال، سمعت ماهان قال: جاء قوم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قد أصابوا ذنوبًا عظامًا. قال ماهان: فما إخاله ردّ عليهم شيئًا. قال: فأنـزل < 11-391 > الله تعالى ذكره هذه الآية: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم " الآية.

13292- حدثنا هناد قال، حدثنا قبيصة, عن سفيان, عن مجمع, عن ماهان: أنّ قومًا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، إنا أصبنا ذنوبًا عظامًا! فما إخاله ردّ عليهم شيئًا, فانصرفوا فأنـزل الله تعالى ذكره: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " . قال: فدعاهم فقرأها عليهم.

13293- حدثنا المثنى قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا سفيان, عن مجمّع التميمي قال، سمعت ماهان يقول: فذكر نحوه.

* * *

وقال آخرون: بل عُني بها قومٌ من المؤمنين كانوا أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بطرد القوم الذين نهاه الله عن طردهم , فكان ذلك منهم خطيئة, فغفرها الله لهم وعفا عنهم, وأمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم إذا أتوه أن يبشرهم بأن قد غفر لهم خطيئتهم التي سلفت منهم بمشورتهم على النبي صلى الله عليه وسلم بطرد القوم الذين أشاروا عليه بطردهم. وذلك قول عكرمة وعبد الرحمن بن زيد, وقد ذكرنا الرواية عنهما بذلك قبل.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بتأويل الآية, قولُ من قال: المعنيُّون بقوله: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم "، غيرُ الذين نهى الله النبي صلى الله عليه وسلم عن طردهم. لأن قوله: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا "، خبر مستأنَفٌ بعد تقضِّي الخبر عن الذين نهى الله نبيه صلى الله < 11-392 > عليه وسلم عن طردهم. ولو كانوا هم، لقيل: " وإذا جاؤوك فقل سلام عليكم ". وفي ابتداء الله الخبرَ عن قصة هؤلاء، وتركه وصلَ الكلام بالخبر عن الأولين، ما ينبئ عن أنهم غيرُهم.

فتأويل الكلام إذًا = إذ كان الأمر على ما وصفنا = وإذا جاءك، يا محمد، القومُ الذين يصدِّقون بتنـزيلنا وأدلتنا وحججنا، فيقرّون بذلك قولا وعملا مسترشديك عن ذنوبهم التي سلفت منهم بيني وبينهم, هل لهم منها توبة، فلا تؤيسهم منها, وقل لهم: " سلام عليكم "، أَمَنَةُ الله لكم من ذنوبكم، أن يعاقبكم عليها بعد توبتكم منها =" كتب ربكم على نفسه الرحمة "، يقول: قضى ربكم الرحمة بخلقه =" أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تابَ من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ".

* * *

واختلفت القرأة في قراءة ذلك:

فقرأته عامة قرأة المدنيين: (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا) ، فيجعلون " أنّ" منصوبةً على الترجمة بها عن " الرحمة " =(ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، على ائتناف " إنه " بعد " الفاء " فيكسرونها، ويجعلونها أداة لا موضع لها, بمعنى: فهو له غفور رحيم = أو: فله المغفرة والرحمة.

* * *

وقرأهما بعض الكوفيين بفتح " الألف " منهما جميعًا, بمعنى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ = ثم ترجم بقوله: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ، عن الرحمة، (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فيعطف ب " أنه " الثانية على " أنه " الأولى, ويجعلهما اسمين منصوبين على ما بينت.

* * *

< 11-393 >
وقرأ ذلك بعض المكيين وعامة قرأة أهل العراق من الكوفة والبصرة: بكسر " الألف " من " إنه " و " إنه " على الابتداء, وعلى أنهما أداتان لا موضع لهما.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب, قراءة من قرأهما بالكسر: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ إِنَّهُ) ، على ابتداء الكلام, وأن الخبر قد انتهى عند قوله: " كتب ربكم على نفسه الرحمة " ، ثم استؤنف الخبر عما هو فاعلٌ تعالى ذكره بمن عمل سوءًا بجهالة ثم تاب وأصلح منه.

* * *

ومعنى قوله: " إنه من عمل منكم سوءًا بجهالة "، إنه من اقترف منكم ذنبًا, فجهل باقترافه إياه = ثم تاب وأصلح =" فإنه غفورٌ"، لذنبه إذا تاب وأناب، وراجع العمل بطاعة الله، وترك العود إلى مثله، مع الندم على ما فرط منه =" رحيم "، بالتائب أن يعاقبه على ذنبه بعد توبته منه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

13294- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد الأحمر, عن عثمان, عن مجاهد: " من عمل منكم سوءًا بجهالة "، قال: من جهل: أنه لا يعلم حلالا من حرام, ومن جهالته ركب الأمر.

13295 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد, عن جويبر, عن الضحاك, مثله .

13296- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير, عن ليث, عن مجاهد: < 11-394 > " يعملون السوء بجهالة "، قال: من عمل بمعصية الله, فذاك منه جهل حتى يرجع .

13297- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا بكر بن خنيس, عن ليث, عن مجاهد في قوله: " من عمل منكم سوءًا بجهالة "، قال: كل من عمل بخطيئة فهو بها جاهل.

13298 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا خالد بن دينار أبو خلدة قال: كنا إذا دخلنا على أبي العالية قال: " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ".

تفسير البغوي


قوله عز وجل: ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) قال عكرمة: نـزلت في الذين نهى الله عز وجل نبيه عن طردهم, وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام .

وقال عطاء: نـزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبلال وسالم وأبي عبيدة ومصعب بن عمير وحمزة وجعفر وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر والأرقم بن أبي الأرقم وأبي سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهم أجمعين.

( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) أي: قضى على نفسه الرحمة, ( أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ) قال مجاهد: لا يعلم حلالا من حرام فمن جهالته ركب الذنب, وقيل: جاهل بما يورثه ذلك الذنب, وقيل: جهالته من حيث إنه آثر المعصية على الطاعة والعاجل القليل على الآجل الكثير, ( ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ ) رجع عن ذنبه, ( وَأَصْلَحَ ) عمله, قيل: أخلص توبته, ( فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ) (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بفتح الألف فيهما بدلا من الرحمة, أي: كتب على نفسه أنه من عمل منكم, ثم جعل الثانية بدلا عن الأولى, كقوله تعالى: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ,(المؤمنون: 35), وفتح أهل المدينة الأولى منهما وكسروا الثانية على الاستئناف, وكسرهما الآخرون على الاستئناف.

التفسير الميسر


وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)

وإذا جاءك -أيها النبي- الذين صَدَّقوا بآيات الله الشاهدة على صدقك من القرآن وغيره مستفتين عن التوبة من ذنوبهم السابقة, فأكرِمْهم بردِّ السلام عليهم, وبَشِّرهم برحمة الله الواسعة; فإنه جلَّ وعلا قد كتب على نفسه الرحمة بعباده تفضلا أنه من اقترف ذنبًا بجهالة منه لعاقبتها وإيجابها لسخط الله -فكل عاص لله مخطئًا أو متعمدًا فهو جاهل بهذا الاعتبار وإن كان عالمًا بالتحريم- ثم تاب من بعده وداوم على العمل الصالح, فإنه تعالى يغفر ذنبه, فهو غفور لعباده التائبين, رحيم بهم

هل لك أن تشرح لي معنى هذه الآيه الكريمه

{سَلاَمٌ عَلَى اِلْ يَاسِينَ} سورة الصافات الآية 130‏
__________________
وقف فوقها السلطان في شامخات عروش

يقود السحب من طيب يمناه واليسرى

ولو في زمن قيصر وكسرى لفى بجيوش

خضع قيصر لقابوس وانصاع له كسرى
  #6  
قديم 03/08/2010, 03:51 PM
مناصحة مناصحة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/07/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 262
افتراضي

اذا كنت تسأل عن شرح الاية الكريمة :

تفضل و هو مأخوذ من تفسير الطبري

قول في تأويل قوله تعالى : سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)

يقول تعالى ذكره: أمنة من الله لآل ياسين.

< 21-101 >
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) فقرأته عامة قرّاء مكة والبصرة والكوفة: ( سَلامُ عَلى إلْياسِينَ ) بكسر الألف من إلياسين ، فكان بعضهم يقول: هو اسم إلياس، ويقول: إنه كان يُسمى باسمين: إلياس، وإليا سين مثل إبراهيم، وإبراهام; يُستشهد على ذلك أن ذلك كذلك بأن جميع ما في السورة من قوله ( سَلامٌ ) فإنه سلام على النبي الذي ذكر دون آله، فكذلك إلياسين ، إنما هو سلام على إلياس دون آله. وكان بعض أهل العربية يقول: إلياس: اسم من أسماء العبرانية، كقولهم: إسماعيل وإسحاق، والألف واللام منه، ويقول: لو جعلته عربيا من الإلس، فتجعله إفعالا مثل الإخراج، والإدخال أجْري ; ويقول: قال: سلام على إلياسين، فتجعله بالنون، والعجمي من الأسماء قد تفعل به هذا العرب، تقول: ميكال وميكائيل وميكائيل، وهي في بني أسد تقول: هذا إسماعين قد جاء، وسائر العرب باللام; قال: وأنشدني بعض بني نمير لضب صاده:

يَقُــولُ رَبُّ السُّــوقِ لَمَّــا جِيْنـا



هَـــذَا وَرَبّ البَيْـــتِ إسْــرَائِينا

< 21-102 >
قال: فهذا كقوله إلياسين; قال: وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا، فتجعل أصحابه داخلين في اسمه، كما تقول لقوم رئيسهم المهلب: قد جاءتكم المهالبة والمهلبون، فيكون بمنـزلة قولهم الأشعرين بالتخفيف، والسعدين بالتخفيف وشبهه، قال الشاعر :

أنا ابْنُ سَعْدٍ سَيِّدِ السَّعْدِينَا

قال: وهو في الاثنين أن يضمّ أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسما كقول الشاعر :

جَــزَانِي الزَّهْدَمَــانِ جَـزاءَ سَـوْءٍ



وكُــنتُ المَــرْءَ يُجْـزَى بالكَرَامَـةْ

< 21-103 >
واسم أحدهما: زهدم; وقال الآخر:

جَـزَى اللـه فِيهـا الأعْـوَرَيْنِ ذَمَامَةً



وَفَــرْوَةَ ثَفْــرَ الثَّـوْرَةِ المُتَضَـاجِمِ

واسم أحدهما أعور.

وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة: " سَلام عَلى آل يَاسِينَ" بقطع آل من ياسين، فكان بعضهم يتأول ذلك بمعنى: سلام على آل محمد. وذُكر عن بعض القرّاء أنه كان يقرأ قوله وَإِنَّ إِلْيَاسَ بترك الهمز في إلياس ويجعل الألف واللام داخلتين على " ياس " للتعريف، ويقول: إنما كان اسمه " ياس " أدخلت عليه ألف ولام ثم يقرأ على ذلك: " سلام على إلياسين ".

والصواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأه: ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) بكسر ألفها على مثال إدراسين، لأن الله تعالى ذكره إنما أخبر عن كل موضع ذكر فيه نبيا من أنبيائه صلوات الله عليهم في هذه السورة بأن عليه سلاما لا على آله، فكذلك السلام في هذا الموضع ينبغي أن يكون على إلياس كسلامه على غيره من أنبيائه، لا على آله، على نحو ما بيَّنا من معنى ذلك.

فإن ظنّ ظانّ أن إلياسين غير إلياس، فإن فيما حكينا من احتجاج من احتج بأن إلياسين هو إلياس غني عن الزيادة فيه.

مع أن فيما حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) قال: إلياس.

وفي قراءة عبد الله بن مسعود: " سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ" دلالة واضحة على خطأ قول من قال: عنى بذلك سلام على آل محمد، وفساد قراءة من قرأ: " وإنَّ إلياسَ" بوصل < 21-104 > النون من " إن " بالياس، وتوجيه الألف واللام فيه إلى أنهما أدخلتا تعريفا للاسم الذي هو ياس، وذلك أن عبد الله كان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: " وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ"، ثم يقرأ على ذلك: " سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ"، كما قرأ الآخرون: ( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) بقطع الآل من ياسين. ونظير تسمية إلياس بإل ياسين : وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ [ثم قال في موضع آخر: وَطُورِ سِينِينَ وهو موضع واحد سمي بذلك.

وقوله ( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) يقول تعالى ذكره: إنا هكذا نجزي أهل طاعتنا والمحسنين أعمالا وقوله ( إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) يقول: إن إلياس عبد من عبادنا الذين آمنوا، فوحَّدونا، وأطاعونا، ولم يشركوا بنا شيئا.
  #7  
قديم 03/08/2010, 03:58 PM
صورة عضوية alsafeer07
alsafeer07 alsafeer07 غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2007
الإقامة: مسقط العامره
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,314
افتراضي

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {سَلاَمٌ عَلَى آلْ يَاسِينَ} الذي يستحق هذا السلام المتكرر في حياة الأجيال ‏كلهم، لجهاده في سبيل الله ودعوته لدينه [من وحي القرآن ج 19 ص 214]
أقول: المروى عن أهل البيت (عليهم السلام) أنَّ ياسين اسمٌ من أسماء النبي الأكرم (صلى الله ‏عليه وآله)، وهو المروي أيضاً عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار ومحمد بن الحنفية ‏وسعيد بن جبير والكلبي وغيرهم كثير.‏
وعن ابن جرير الطبري، والقرطبي، وابن الجوزي، والشوكاني، وغيرهم ـ من ابناء السُّنة ـ ‏في تفاسيرهم: وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب ورويس (وورش) وشيبة وعبد الوارث سلام على ‏آل ياسين» على إضافة آل إلى ياسين.‏
أقول: وكذا عن الشيخ الطوسي والطبرسي ـ من علماء الشيعة أيدهم الله تعالى ـ في ‏تفسيريهما.‏
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره أيضاً: وقرأ عامةُ قرَّاءِ المدينة سلام على آل ياسين» بقطع ‏آل من ياسين، فكان بعضُهم يتأوَّل ذلك بمعنى: سلام على آل محمد (صلى الله عليه وآله)
من مصادر أبناء السُّنة: جامع البيان ج 23 ص 115 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22.‏
وقال القرطبي في تفسيره: وعن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما في قوله تعالى سلام على آل ‏ياسين» أي على آل محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وقال أيضاً: وذكر الماوردي عن عليٍّ (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏يقول: إن الله تعالى أسماني في القرآن سبعةَ أسماء، محمد وأحمد وطه ويس والمزَّمِّل والمدَّثِّر ‏وعبد الله، قاله القاضي تفسير القرطبي ج 15 ص 4 ـ 5 و 118 إلى 120.‏

وعن الشوكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في فتح القدير في تفسير سورة ياسين: وقال سعيد بن جبير ‏وغيره، هو اسم من أسماء محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وعنه أيضاً: قال الواحدي ـ من أبناء السُّنة ـ: قال ابن عباس والمفسِّرون يريد يا إنسان يعني ‏محمداً (صلى الله عليه وآله) فتح القدير ج 4 ص 359 ـ 360 و409 إلى 412
وقال القندوزي ـ من أبناء السُّنة ـ: وأخرج أبو نعيم الحافظ وجماعة المفسِّرين عن مجاهد وأبي ‏صالح هما عن ابن عباس قال: آل ياسين آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وياسين اسم من أسماء ‏محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وقال أيضاً: وذكر فخر الدين الرازي ـ من أبناء السُّنة ـ في تفسيره الكبير: إنَّ ‏أهل بيته (صلى الله عليه وآله) يساوونه في خمسة أشياء: في السلام، قال تعالى السلام عليك ‏أيها النبي ورحمة الله وبركاته» وقال سلام على آل ياسين» ينابيع المودة ج 1ص 37 ـ 38 و130 وج 2 ص 435
وأخرج ابن أبي حاتم، والطبراني في المعجم الكبير، وابن مردويه في مناقبه، والحاكم الحسكاني ‏في شواهده، والموفق بالله ـ وكلهم من أبناء السُّنة ـ في ترتيب أماليه، ومحمد بن العباس في ‏تفسيره بإسنادهم عن مجاهد ـ ورواه عباد بن يعقوب بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس ـ عن ‏ابن عباس في قوله تعالى سلام على ال ياسين» قال: آل محمد (صلى الله عليه وآله).‏
أقول: وورد عن ابن جبير وأبي مالك والكلبي وغيرهم كثير.‏
وأخرجه أيضاً الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والشيخ الصَّدوق في معاني الأخبار وفي ‏الأمالي، بإسنادهم عن أبي صالح عن ابن عباس، وأيضاً أخرجه الحسكاني بإسناده عن ميمون بن ‏مهران عن ابن عباس.
وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد، والصَّدوق في الأمالي والمعاني، بإسنادهما عن السدي عن ‏أبي مالك الغفاري غزوان الكوفي في قوله تعالى سلام على آل ياسين» قال: هو محمدٌ (صلى ‏الله عليه وآله)، وآلُه (عليهم السلام) هم أهلُ بيته.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني ومحمد بن العباس وفرات بإسنادهم عن سليم بن قيس العامري قال: ‏سمعت عليَّاً يقول: رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) ياسين ونحن آلُه.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والصَّدوق في الأمالي وفي معاني الأخبار بإسنادهم ‏عن كادح عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن عليٍّ ‏‏(عليه السلام)، في قوله عز وجل سلام على إل ياسين» قال: ياسين محمد (صلى الله عليه ‏وآله)، ونحن آلُ ياسين.‏
وأخرج الصَّدوق في المعاني، ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهما عن أبي عبد الرحمن ‏السلمي، أنَّ عمر بن الخطاب كان يقرأ: سلام على آل ياسين». قال أبو عبد الرحمن السلمي: ‏آلُ ياسين آل محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وأخرج الصَّدوق في عيون الأخبار وفي الأمالي، بسند صحيح عن الريان بن الصلت ـ قال: ‏حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو ـ وهو المجلس المشهور المعروف جداً ـ.... ‏قال المأمون: فهل عندك في الآل شيءٌ أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): ‏نعم، أخبروني عن قول الله عزَّ وجل {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى ‏صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} سورة ياسين الآية 1 إلى 4فمَن عنى بقوله ياسين؟ قالت العلماء: ياسين محمدٌ (صلى الله عليه وآله) لم ‏يشك فيه أحدٌ، قال أبو الحسن (عليه السلام): فإنَّ الله أعطى محمداً (صلى الله عليه وآله) وآلَ ‏محمد (صلى الله عليه وآله) من ذلك فضلاً لا يبلغ أحدٌ كنهَ وصفِهِ إلا مَن عَقِلَه، وذلك أنَّ الله لم ‏يُسلِّم على أحد إلا على الأنبياء (عليهم السلام)، فقال تبارك وتعالى {سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} ‏وقال {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} وقال {سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} سورة الصافات الآية 79 و109 و120ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم ‏يقل: سلام على آل موسى، ولا على آل إبراهيم، وقال{سلام على آل ياسين} يعني آلَ محمد ‏‏(صلى الله عليه وآله)

معاني الأخبار ص 122 ؛ عيون أخبار الرضا ج 2 ص 214 ؛ الأمالي للشيخ الصَّدوق ص 558 ـ 559 و615ـ 623 ؛ ‏روضة الواعظين ص 268 ؛ مستدرك الوسائل ج 6 ص 316 وج 10 ص 365؛ شرح الأخبار ج 2 ص 344 ؛ الاختصاص ص ‏‏74 ؛ الاحتجاج ج 1 ص 377 وج 2 ص 316؛ مناقب آل ابيطالب ج 1 ص 277 و288 وج 2 ص 62 و160 وج 3 ص 39 ‏و181 و208 و228 و230 و270 و445 و491 و502 و503 و520 ؛ المزار لابن المشهدى ص 418 و568 و586؛ بحار الأنوار ‏ج 13 ص 401 وج 23 ص 167 ـ 171 وج 39 ص 67 ؛ مناقب أهل البيت للشيرواني ص 88؛ ؛ تفسير القمي ج 2 ص 226 ‏؛ تفسير فرات الكوفي ص 356 ؛ التبيان ج 8 ص ص 441- 525 ؛ التبيان ج 8 ص 523 و328 ـ 330 ؛ خصائص الوحي ‏المبين ص 213 ؛ تفسير غريب القرآن ص 587؛ التفسير الصافي ج 1 ص 49 وج 4 ص 200 ـ 202 و281 ـ 282 ؛ التفسير ‏الأصفى ج 2 ص 1056 ؛ تفسير نور الثقلين ج 3 ص 192 وج 4 ص 301 وص 374 ـ 375 ؛ تفسير الميزان ج 17 ص ‏‏159 ؛ بشارة المصطفى ص 356 - 357 ؛ سعد السعود ص 273 ؛ كشف اليقين ص 403؛ تأويل الآيات ج 2 ص 498 ـ 501 ؛ ‏مجمع البحرين ج 2 ص 406 وج 4 ص 160 ‏
‏ من مصادر أبناء السُّنة: شواهد التنزيل ج 2 ص 165 ـ 170 ؛ زاد المسير ج 6 ص 308 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22 ؛ الدر ‏المنثور ج 5 ص 286 ؛ تفسير الثعالبي ج 5 ص 46 ؛ ميزان الاعتدال ج 4 ص 214 ؛ لسان الميزان ج 6 ص 125 ؛ ينابيع ‏المودة ج 2 ص 142ـ 143 ؛ الصواعق المحرقة ص 148 الباب 11 الفصل الاول ؛ ترتيب الأمالي ح3 و17 ص 148و151 ؛ ‏المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 56 ؛ نظم درر السمطين ص 94 و239.‏
__________________
وقف فوقها السلطان في شامخات عروش

يقود السحب من طيب يمناه واليسرى

ولو في زمن قيصر وكسرى لفى بجيوش

خضع قيصر لقابوس وانصاع له كسرى
  #8  
قديم 03/08/2010, 03:59 PM
مناصحة مناصحة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/07/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 262
افتراضي

و هذا شرح الاية الكريمة :


إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُذْكَرُ بِخَيْرٍ سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ يُذْكَرُ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ

الشرح‏:‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏(‏سلام على إلياسين‏)‏ فقرأه الأكثر بصورة الاسم المذكور وزيادة ياء ونون في آخره‏.‏

وقرأ أهل المدينة ‏"‏ آل ياسين ‏"‏ بفصل آل من ياسين، وكان بعضهم يتأول أن المراد سلام على آل محمد صلى الله عليه وسلم وهو بعيد، ويؤيد الأول أن الله تعالى إنما أخبر في كل موضع ذكر فيه نبيا من الأنبياء في هذه السورة بأن السلام عليه فكذلك السلام في هذا الموضع على إلياس المبدأ بذكره، وإنما زيدت فيه الياء والنون كما قالوا في إدريس إدراسين والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال ابن عباس‏)‏ وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏سلام على الياسين‏)‏ يذكر بخير‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس‏)‏ أما قول ابن مسعود فوصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن عنه قال‏:‏ إلياس هو إدريس، ويعقوب هو إسرائيل‏.‏

وأما قول ابن عباس‏.‏

فوصله جويبر في تفسيره عن الضحاك عنه وإسناده ضعيف، ولهذا لم يجزم به البخاري‏:‏ وقد أخذ أبو بكر بن العربي من هذا أن إدريس لم يكن جدا لنوح وإنما هو من بني إسرائيل لأن إلياس قد ورد أنه من بني إسرائيل، واستدل على ذلك بقوله عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ‏"‏ ولو كان من أجداده لقال له كما قال له آدم وإبراهيم ‏"‏ والابن الصالح ‏"‏ وهو استدلال جيد إلا أنه قد يجاب عنه بأنه قال ذلك على سبيل التواضع والتلطف فليس ذلك نصا فيما زعم‏.‏

وقد قال ابن إسحاق في أول السيرة النبوية لما ساق النسب الكريم فلما بلغ إلى نوح قال‏:‏ ابن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس النبي فيما يزعمون، وأشار بذلك إلى أن هذا القول مأخوذ عن أهل الكتاب‏.‏

واختلف في ضبطه فالأكثر خنوخ بمعجمتين بعد الأولى نون بوزن ثمود، وقيل بزيادة ألف في أوله وسكون المعجمة الأولى، وقيل غير ذلك لكن بحذف الواو، وقيل‏:‏ كذلك لكن بدل الخاء الأولى هاء، وقيل‏:‏ كالثاني لكن بدل المعجمة مهملة‏.‏

واختلف في لفظ إدريس فقيل هو عربي واشتقاقه من الدراسة وقيل له ذلك لكثرة درسه الصحف، وقيل‏:‏ بل هو سرياني، وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أنه كان سريانيا، ولكن لا يمنع ذلك كون لفظ إدريس عربيا إذا ثبت بأن له اسمين‏.‏
  #9  
قديم 03/08/2010, 04:22 PM
صورة عضوية alsafeer07
alsafeer07 alsafeer07 غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2007
الإقامة: مسقط العامره
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,314
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة مناصحة مشاهدة المشاركات
و هذا شرح الاية الكريمة :


إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُذْكَرُ بِخَيْرٍ سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ يُذْكَرُ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ

الشرح‏:‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏(‏سلام على إلياسين‏)‏ فقرأه الأكثر بصورة الاسم المذكور وزيادة ياء ونون في آخره‏.‏

وقرأ أهل المدينة ‏"‏ آل ياسين ‏"‏ بفصل آل من ياسين، وكان بعضهم يتأول أن المراد سلام على آل محمد صلى الله عليه وسلم وهو بعيد، ويؤيد الأول أن الله تعالى إنما أخبر في كل موضع ذكر فيه نبيا من الأنبياء في هذه السورة بأن السلام عليه فكذلك السلام في هذا الموضع على إلياس المبدأ بذكره، وإنما زيدت فيه الياء والنون كما قالوا في إدريس إدراسين والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال ابن عباس‏)‏ وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏سلام على الياسين‏)‏ يذكر بخير‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس‏)‏ أما قول ابن مسعود فوصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن عنه قال‏:‏ إلياس هو إدريس، ويعقوب هو إسرائيل‏.‏

وأما قول ابن عباس‏.‏

فوصله جويبر في تفسيره عن الضحاك عنه وإسناده ضعيف، ولهذا لم يجزم به البخاري‏:‏ وقد أخذ أبو بكر بن العربي من هذا أن إدريس لم يكن جدا لنوح وإنما هو من بني إسرائيل لأن إلياس قد ورد أنه من بني إسرائيل، واستدل على ذلك بقوله عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ‏"‏ ولو كان من أجداده لقال له كما قال له آدم وإبراهيم ‏"‏ والابن الصالح ‏"‏ وهو استدلال جيد إلا أنه قد يجاب عنه بأنه قال ذلك على سبيل التواضع والتلطف فليس ذلك نصا فيما زعم‏.‏

وقد قال ابن إسحاق في أول السيرة النبوية لما ساق النسب الكريم فلما بلغ إلى نوح قال‏:‏ ابن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس النبي فيما يزعمون، وأشار بذلك إلى أن هذا القول مأخوذ عن أهل الكتاب‏.‏

واختلف في ضبطه فالأكثر خنوخ بمعجمتين بعد الأولى نون بوزن ثمود، وقيل بزيادة ألف في أوله وسكون المعجمة الأولى، وقيل غير ذلك لكن بحذف الواو، وقيل‏:‏ كذلك لكن بدل الخاء الأولى هاء، وقيل‏:‏ كالثاني لكن بدل المعجمة مهملة‏.‏

واختلف في لفظ إدريس فقيل هو عربي واشتقاقه من الدراسة وقيل له ذلك لكثرة درسه الصحف، وقيل‏:‏ بل هو سرياني، وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أنه كان سريانيا، ولكن لا يمنع ذلك كون لفظ إدريس عربيا إذا ثبت بأن له اسمين‏.‏
من مصادر أبناء السُّنة: جامع البيان ج 23 ص 115 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22.‏
وقال القرطبي في تفسيره: وعن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما في قوله تعالى سلام على آل ‏ياسين» أي على آل محمد (صلى الله عليه وآله).‏

وقال أيضاً: وذكر الماوردي عن عليٍّ (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏يقول: إن الله تعالى أسماني في القرآن سبعةَ أسماء، محمد وأحمد وطه ويس والمزَّمِّل والمدَّثِّر ‏وعبد الله، قاله القاضي تفسير القرطبي ج 15 ص 4 ـ 5 و 118 إلى 120.‏

وعن الشوكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في فتح القدير في تفسير سورة ياسين: وقال سعيد بن جبير ‏وغيره، هو اسم من أسماء محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وعنه أيضاً: قال الواحدي ـ من أبناء السُّنة ـ: قال ابن عباس والمفسِّرون يريد يا إنسان يعني ‏محمداً (صلى الله عليه وآله) فتح القدير ج 4 ص 359 ـ 360 و409 إلى 412
وقال القندوزي ـ من أبناء السُّنة ـ: وأخرج أبو نعيم الحافظ وجماعة المفسِّرين عن مجاهد وأبي ‏صالح هما عن ابن عباس قال: آل ياسين آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وياسين اسم من أسماء ‏محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وقال أيضاً: وذكر فخر الدين الرازي ـ من أبناء السُّنة ـ في تفسيره الكبير: إنَّ ‏أهل بيته (صلى الله عليه وآله) يساوونه في خمسة أشياء: في السلام، قال تعالى السلام عليك ‏أيها النبي ورحمة الله وبركاته» وقال سلام على آل ياسين» ينابيع المودة ج 1ص 37 ـ 38 و130 وج 2 ص 435
وأخرج ابن أبي حاتم، والطبراني في المعجم الكبير، وابن مردويه في مناقبه، والحاكم الحسكاني ‏في شواهده، والموفق بالله ـ وكلهم من أبناء السُّنة ـ في ترتيب أماليه، ومحمد بن العباس في ‏تفسيره بإسنادهم عن مجاهد ـ ورواه عباد بن يعقوب بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس ـ عن ‏ابن عباس في قوله تعالى سلام على ال ياسين» قال: آل محمد (صلى الله عليه وآله).‏
أقول: وورد عن ابن جبير وأبي مالك والكلبي وغيرهم كثير.‏
وأخرجه أيضاً الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والشيخ الصَّدوق في معاني الأخبار وفي ‏الأمالي، بإسنادهم عن أبي صالح عن ابن عباس، وأيضاً أخرجه الحسكاني بإسناده عن ميمون بن ‏مهران عن ابن عباس.
وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد، والصَّدوق في الأمالي والمعاني، بإسنادهما عن السدي عن ‏أبي مالك الغفاري غزوان الكوفي في قوله تعالى سلام على آل ياسين» قال: هو محمدٌ (صلى ‏الله عليه وآله)، وآلُه (عليهم السلام) هم أهلُ بيته.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني ومحمد بن العباس وفرات بإسنادهم عن سليم بن قيس العامري قال: ‏سمعت عليَّاً يقول: رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) ياسين ونحن آلُه.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني، ومحمد بن العباس، والصَّدوق في الأمالي وفي معاني الأخبار بإسنادهم ‏عن كادح عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن عليٍّ ‏‏(عليه السلام)، في قوله عز وجل سلام على إل ياسين» قال: ياسين محمد (صلى الله عليه ‏وآله)، ونحن آلُ ياسين.‏
وأخرج الصَّدوق في المعاني، ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهما عن أبي عبد الرحمن ‏السلمي، أنَّ عمر بن الخطاب كان يقرأ: سلام على آل ياسين». قال أبو عبد الرحمن السلمي: ‏آلُ ياسين آل محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وأخرج الصَّدوق في عيون الأخبار وفي الأمالي، بسند صحيح عن الريان بن الصلت ـ قال: ‏حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو ـ وهو المجلس المشهور المعروف جداً ـ.... ‏قال المأمون: فهل عندك في الآل شيءٌ أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): ‏نعم، أخبروني عن قول الله عزَّ وجل {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى ‏صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} سورة ياسين الآية 1 إلى 4فمَن عنى بقوله ياسين؟ قالت العلماء: ياسين محمدٌ (صلى الله عليه وآله) لم ‏يشك فيه أحدٌ، قال أبو الحسن (عليه السلام): فإنَّ الله أعطى محمداً (صلى الله عليه وآله) وآلَ ‏محمد (صلى الله عليه وآله) من ذلك فضلاً لا يبلغ أحدٌ كنهَ وصفِهِ إلا مَن عَقِلَه، وذلك أنَّ الله لم ‏يُسلِّم على أحد إلا على الأنبياء (عليهم السلام)، فقال تبارك وتعالى {سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} ‏وقال {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} وقال {سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} سورة الصافات الآية 79 و109 و120ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم ‏يقل: سلام على آل موسى، ولا على آل إبراهيم، وقال{سلام على آل ياسين} يعني آلَ محمد ‏‏(صلى الله عليه وآله)

معاني الأخبار ص 122 ؛ عيون أخبار الرضا ج 2 ص 214 ؛ الأمالي للشيخ الصَّدوق ص 558 ـ 559 و615ـ 623 ؛ ‏روضة الواعظين ص 268 ؛ مستدرك الوسائل ج 6 ص 316 وج 10 ص 365؛ شرح الأخبار ج 2 ص 344 ؛ الاختصاص ص ‏‏74 ؛ الاحتجاج ج 1 ص 377 وج 2 ص 316؛ مناقب آل ابيطالب ج 1 ص 277 و288 وج 2 ص 62 و160 وج 3 ص 39 ‏و181 و208 و228 و230 و270 و445 و491 و502 و503 و520 ؛ المزار لابن المشهدى ص 418 و568 و586؛ بحار الأنوار ‏ج 13 ص 401 وج 23 ص 167 ـ 171 وج 39 ص 67 ؛ مناقب أهل البيت للشيرواني ص 88؛ ؛ تفسير القمي ج 2 ص 226 ‏؛ تفسير فرات الكوفي ص 356 ؛ التبيان ج 8 ص ص 441- 525 ؛ التبيان ج 8 ص 523 و328 ـ 330 ؛ خصائص الوحي ‏المبين ص 213 ؛ تفسير غريب القرآن ص 587؛ التفسير الصافي ج 1 ص 49 وج 4 ص 200 ـ 202 و281 ـ 282 ؛ التفسير ‏الأصفى ج 2 ص 1056 ؛ تفسير نور الثقلين ج 3 ص 192 وج 4 ص 301 وص 374 ـ 375 ؛ تفسير الميزان ج 17 ص ‏‏159 ؛ بشارة المصطفى ص 356 - 357 ؛ سعد السعود ص 273 ؛ كشف اليقين ص 403؛ تأويل الآيات ج 2 ص 498 ـ 501 ؛ ‏مجمع البحرين ج 2 ص 406 وج 4 ص 160 ‏
‏ من مصادر أبناء السُّنة: شواهد التنزيل ج 2 ص 165 ـ 170 ؛ زاد المسير ج 6 ص 308 ؛ تفسير ابن كثير ج 4 ص 22 ؛ الدر ‏المنثور ج 5 ص 286 ؛ تفسير الثعالبي ج 5 ص 46 ؛ ميزان الاعتدال ج 4 ص 214 ؛ لسان الميزان ج 6 ص 125 ؛ ينابيع ‏المودة ج 2 ص 142ـ 143 ؛ الصواعق المحرقة ص 148 الباب 11 الفصل الاول ؛ ترتيب الأمالي ح3 و17 ص 148و151 ؛ ‏المعجم الكبير للطبراني ج 11 ص 56 ؛ نظم درر السمطين ص 94 و239.‏
__________________
وقف فوقها السلطان في شامخات عروش

يقود السحب من طيب يمناه واليسرى

ولو في زمن قيصر وكسرى لفى بجيوش

خضع قيصر لقابوس وانصاع له كسرى
  #10  
قديم 03/08/2010, 04:26 PM
مناصحة مناصحة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/07/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 262
افتراضي

عند مراجعة المراجع التي ذكرتها وجدنا هذه التفاسير

لقول الله تعالى : (( { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }


1 - تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)

يقول تعالـى ذكره: أمنة من الله لآل ياسين.

واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله: { سَلامٌ عَلـى إلْـياسِينَ } فقرأته عامة قرّاء مكة والبصرة والكوفة: { سَلامٌ عَلـى إلْـياسِينَ } بكسر الألف من إلـياسين، فكان بعضهم يقول: هو اسم إلـياس، ويقول: إنه كان يُسمى بـاسمين: إلـياس، وإلـياسين مثل إبراهيـم، وإبراهام يُستشهد علـى ذلك أن ذلك كذلك بأن جميع ما فـي السورة من قوله: { سَلامٌ } فإنه سلام علـى النبـيّ الذي ذكر دون آله، فكذلك إلـياسين، إنـما هو سلام علـى إلـياس دون آله. وكان بعض أهل العربـية يقول: إلـياس: اسم من أسماء العبرانـية، كقولهم: إسماعيـل وإسحاق، والألف واللام منه، ويقول: لو جعلته عربـياً من الإلس، فتـجعله إفعالاً، مثل الإخراج، والإدخال أُجْرِي ويقول: قال: سلام علـى إلـياسين، فتـجعله بـالنون، والعَجَمِيّ من الأسماء قد تفعل به هذا العرب، تقول: ميكال وميكائيـل وميكائين، وهي فـي بنـي أسد تقول: هذا إسماعين قد جاء، وسائر العرب بـاللام قال: وأنشدنـي بعض بنـي نُـمير لضبّ صادَهُ:يَقُولُ رَبُّ السُّوقِ لَـمَّا جِينا هَذَا وَرَبّ البَـيْتِ إسْرَائِينا
قال: فهذا كقوله: إلـياسين قال: وإن شئت ذهبت بإلـياسين إلـى أن تـجعله جمعاً، فتـجعل أصحابه داخـلـين فـي اسمه، كما تقول لقوم رئيسهم الـمهلب: قد جاءتكم الـمهالبة والـمهلبون، فـيكون بـمنزلة قولهم الأشعرين بـالتـخفـيف، والسعدين بـالتـخفـيف وشبهه، قال الشاعر:أنا ابْنُ سَعْدٍ سَيِّدٍ السَّعْدِيْنَا
قال: وهو فـي الاثنـين أن يضمّ أحدهما إلـى صاحبه إذا كان أشهر منه اسماً كقول الشاعر:جَزَانِـي الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ وكُنتُ الـمَرْءَ يُجْزَى بـالكَرَامَهْ
واسم أحدهما: زهدم وقال الآخر:جَزَى اللّهُ فِـيها الأعْوَرَيْنِ ذَمامَةً وَفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ الـمُتَضَاجِمِ
واسم أحدهما أعور.

وقرأ ذلك عامة قرّاء الـمدينة: سَلاَمٌ عَلـى آلِ ياسِينَ» بقطع آل من ياسين، فكان بعضهم يتأوّل ذلك بـمعنى: سلام علـى آل مـحمد. وذُكر عن بعض القرّاء أنه كان يقرأ قوله: { وَإنَّ إلْـياسَ } بترك الهمز فـي إلـياس ويجعل الألف واللام داخـلتـين علـى ياس» للتعريف، ويقول: إنـما كان اسمه ياس» أدخـلت علـيه ألف ولام ثم يقرأ علـى ذلك» سلام علـى الْـياسين».

والصواب من القراءة فـي ذلك عندنا قراءة من قرأه: { سَلامٌ عَلـى إلْـياسِينَ } بكسر ألفها علـى مثال إدراسين، لأن الله تعالـى ذكره إنـما أخبر عن كلّ موضع ذكر فـيه نبـياً من أنبـيائه صلوات الله علـيهم فـي هذه السورة بأن علـيه سلاماً لا علـى آله، فكذلك السلام فـي هذا الـموضع ينبغي أن يكون علـى إلـياس كسلامه علـى غيره من أنبـيائه، لا علـى آله، علـى نـحو ما بـيَّنا من معنى ذلك.

فإن ظنّ ظانّ أن إلـياسين غير إلـياس، فإن فـيـما حكينا من احتـجاج من احتـجّ بأن إلـياسين هو إلـياس غنـي عن الزيادة فـيه، مع أن فـيـما:

حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السدي { سَلامٌ عَلـى إلْـياسِينَ } قال: إلـياس.
وفـي قراءة عبد الله بن مسعود: سَلامٌ عَلـى إدْرَاسِينَ» دلالة واضحة علـى خطأ قول من قال: عنى بذلك سلام علـى آل مـحمد، وفساد قراءة من قرأ: وإنَّ الـياسَ» بوصل النون من إن» بـالـياس، وتوجيه الألف واللام فـيه إلـى أنهما أدخـلتا تعريفـاً للاسم الذي هو ياس، وذلك أن عبد الله كان يقول: إلـياس هو إدريس، ويقرأ: وَإنَّ إدْرِيسَ لَـمِنَ الـمُرْسَلِـينَ»، ثم يقرأ علـى ذلك: سلامٌ عَلـى إدْرَاسِينَ»، كما قرأ الآخرون: { سَلامٌ عُلـى إلـياسِينَ } ، فلا وجه علـى ما ذكرنا من قراءة عبد الله لقراءة من قرأ ذلك: سَلامٌ عَلـى آلِ ياسِينَ» بقطع الآل من ياسين. ونظير تسمية إلـياس بـالـياسين:
{ وَشَجَرَةٌ تُـخْرُجُ مِنْ طُورِ سِيناءَ }
ثم قال فـي موضع آخر:
{ وَطُورِ سِينِـينَ }
وهو موضع واحد سمي بذلك.

وقوله: { إنَّا كَذلكَ نَـجْزِي الـمُـحْسِنـيِنَ } يقول تعالـى ذكره: إنا هكذا نـجزي أهل طاعتنا والـمـحسنـين أعمالاً. وقوله: { إنَّه مِنْ عِبـادِنا الـمُؤْمِنِـينَ } يقول: إن إلـياس عبد من عبـادنا الذين آمنوا، فوحَّدونا، وأطاعونا، ولـم يُشركوا بنا شيئاً.

2- تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)

{ سَلاَمٌ عَلَىٰ آلِ يَاسِينَ }
[الصافات: 130] فكأنه واللّه أعلم جعل ٱسمه إلياس وياسين ثم سلم على آله؛ أي أهل دينه ومن كان على مذهبه، وعلِم أنه إذا سلم على آله من أجله فهو داخل في السلام؛ كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " اللهم صلّ على آل أبي أوفى " وقال اللّه تعالى:
{ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ }
[غافر: 46]. ومن قرأ إِلياسِين» فللعلماء فيه غير قول. فروى هارون عن ابن أبي إسحاق قال: إلياسين مثل إبراهيم يذهب إلى أنه اسم له. وأبو عبيدة يذهب إلى أنه جُمع جمَع التسليم على أنه وأهل بيته سلّم عليهم؛ وأنشد:قَدْنِيَ من نَصْر الْخُبَيْبِينَ قَدِي
يقال: قدني وقَدِي لغتان بمعنى حَسْب. وإنما يريد أبا خُبَيْب عبد اللّه بن الزبير فجمعه على أن من كان على مذهبه داخل معه. وغير أبي عبيدة يرويه: الخُبَيْبَيْن على التثنية، يريد عبد اللّه ومُصْعَبا. ورأيت عليّ بن سليمان يشرحه بأكثر من هذا؛ (قال) فإن العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم، فيقولون: المهالِبة على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلَّب. قال: فعلى هذا سَلامٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ» سمّى كل رجل منهم بإلياس. وقد ذكر سيبويه في كتابه شيئاً من هذا، إلا أنه ذكر أن العرب تفعل هذا على جهة النسبة؛ فيقولون: الأشعرون يريدون به النسب. المهدوي: ومن قرأ إلياسِين» فهو جمع يدخل فيه إلياس فهو جمع إلياسيّ فحذفت ياء النسبة؛ كما حذفت ياء النسبة في جمع المكسَّر في نحو المهالبة في جمع مهلبيّ، كذلك حذفت في المسلَّم فقيل المهلّبون.

وقد حكى سيبويه: الأشعرون والنميرون يريدون الأشعريين والنميريين. السهيليّ: وهذا لا يصح بل هي لغة في إلياس، ولو أراد ما قالوه لأدخل الألف واللام كما تدخل في المهالبة والأشعريين؛ فكان يقول: سَلامٌ على الإلياسيِن» لأن العَلَم إذا جمع ينكر حتى يعرّف بالألف واللام؛ لا تقول: سلام على زيدين، بل على الزيدين بالألف واللام. فإلياس عليه السلام فيه ثلاث لغات. النحاس: وٱحتج أبو عبيد في قراءته سَلامٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ» وأنه ٱسمه كما أن ٱسمه إلياس؛ لأنه ليس في السورة سلام على آل» لغيره من الأنبياء صلى الله عليه وسلم، فكما سُمِّي الأنبياء كذا سُمِّي هو. وهذا الاحتجاج أصله لأبي عمرو وهو غير لازم؛ لأنا بينا قول أهل اللغة أنه إذا سلم على آله من أجله فهو سلام عليه. والقول بأن ٱسمه إلياسين» يحتاج إلى دليل ورواية؛ فقد وقع في الأمر إشكال. قال الماوردي: وقرأ الحسن سَلامٌ عَلَى يَاسِينَ» بإسقاط الألف واللام وفيه وجهان: أحدهما أنهم آل محمد صلى الله عليه وسلم؛ قاله ٱبن عباس. الثاني أنهم آل ياسين؛ فعلى هذا في دخول الزيادة في ياسين وجهان: أحدهما أنها زيدت لتساوي الآي، كما قال في موضع: { طُورِ سَيْنَآءَ } وفي موضع آخر طورِسِينِينَ» فعلى هذا يكون السلام على أهله دونه، وتكون الإضافة إليه تشريفاً له. الثاني أنها دخلت للجمع فيكون داخلاً في جملتهم فيكون السلام عليه وعليهم. قال السهيلي: قال بعض المتكلمين في معاني القرآن: آل ياسين آل محمد عليه السلام، ونزع إلى قول من قال في تفسير يۤس» يا محمد. وهذا القول يبطل من وجوه كثيرة: أحدها أن سياقة الكلام في قصة إلياسين يلزم أن تكون كما هي في قصة إبراهيم ونوح وموسى وهارون وأن التسليم راجع عليهم، ولا معنى للخروج عن مقصود الكلام لقول قيل في تلك الآية الأخرى مع ضعف ذلك القول أيضاً؛ فإن يۤس» و حۤمۤ» و الۤمۤ» ونحو ذلك القول فيها واحد، إنما هي حروف مقطَّعة، إما مأخوذة من أسماء اللّه تعالى كما قال ابن عباس، وإما من صفات القرآن، وإما كما قال الشعبي: للّه في كل كتاب سرّ، وسرّه في القرآن فواتح القرآن. وأيضاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لي خمسة أسماء " ولم يذكر فيها يۤس». وأيضاً فإن يۤس» جاءت التلاوة فيها بالسكون والوقف، ولو كان ٱسماً للنبي صلى الله عليه وسلم لقال: يسِنُ» بالضم؛ كما قال تعالى:
{ يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ }
[يوسف: 46] وإذا بطل هذا القول لما ذكرناه؛ فـإلياسين» هو إلياس المذكور وعليه وقع التسليم. وقال أبو عمرو بن العلاء: هو مثل إدريس وإدراسين، كذلك هو في مصحف ٱبن مسعود. وَإِنَّ إِدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» ثم قال: سَلامٌ عَلَى إِدراسِين» { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } تقدّم.

3 - الشوكاني

{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى ٱلآخِرِينَ سَلَـٰمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } قرأ نافع، وابن عامر، والأعرج، وشيبة على { آل ياسين } بإضافة آل بمعنى: آل ياسين، وقرأ الباقون بكسر الهمزة، وسكون اللام موصولة بياسين إلا الحسن، فإنه قرأ " الياسين " بإدخال آلة التعريف على ياسين. قيل: المراد على هذه القراءات كلها إلياس، وعليه وقع التسليم، ولكنه اسم أعجمي، والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية، ويكثر تغييرهم لها. قال ابن جني: العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعباً؛ فياسين، وإلياس، وإلياسين شيء واحد. قال الأخفش: العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم، فيقولون: المهالبة، على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلب. قال: فعلى هذا إنه سمي كل رجل منهم بالياسين. قال الفراء: يذهب بالياسين إلى أن يجعله جمعاً، فيجعل أصحابه داخلين معه في اسمه. قال أبو عليّ الفارسي: تقديره: الياسيين، إلا أن الياءين للنسبة حذفتا كما حذفتا في الأشعرين، والأعجمين. ورجح الفرّاء، وأبو عبيدة قراءة الجمهور قالا: لأنه لم يقل في شيء من السور على آل فلان، إنما جاء بالاسم كذلك الياسين؛ لأنه إنما هو بمعنى: إلياس، أو بمعنى: إلياس، وأتباعه. وقال الكلبي: المراد بآل ياسين: آل محمد. قال الواحدي: وهذا بعيد؛ لأن ما بعده من الكلام، وما قبله لا يدلّ عليه، وقد تقدّم تفسير { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } مستوفى.
  #11  
قديم 03/08/2010, 04:30 PM
مناصحة مناصحة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/07/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 262
افتراضي

انتهى
  #12  
قديم 03/08/2010, 04:34 PM
صورة عضوية الغزيلي
الغزيلي الغزيلي غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 22/04/2007
الإقامة: عابــــر سبيـــــل
الجنس: ذكر
المشاركات: 258
افتراضي

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين

سوأل: هل عائشة -رضي الله عنها- تعتبر من آل البيت؟؟
__________________
.
.
ليتك تحلـــو والحيــــاة مريرة ..... وليتـــك ترضى والانام غضـاب
وليت الذي بيني وبينـك عامر..... وبيني وبين العالمــين خراب
اذاصح منك الود فالكــل هين ٌ..... و كل الذي فوق التراب تـــراب
  #13  
قديم 03/08/2010, 04:40 PM
مناصحة مناصحة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/07/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 262
افتراضي

الغزيلي

السؤال بصيغة اخرى من هم آل البيت

من هم أهل النبي؟

يجاوب على سؤالك الشيخ محمد صالح المنجد



الحمد لله ،،،،


ذكر العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أقوالا ، فمنهم من قال : أن أهل بيت النبي هم أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو عبد المطلب ومواليهم ، ومنهم من قال أن أزواجه ليسوا من أهل بيته ، وقال البعض أنهم قريش ، ومنهم من قال أن آل محمد هم الأتقياء من أمته ، وقال البعض أنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعاً .





أما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فالقول الراجح أنهم يدخلن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم . لقول الله تعالى بعد أن أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . وقول الملائكة لسارة زوج إبراهيم عليه السلام : ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ) , ولأنه استثنى امرأة لوط من آل لوط عليه السلام في قوله تعالى : ( إلا آل لوط فإنا لمنجوهم أجمعون * إلا امرأته ) فدل على دخولها في الآل .



فأما دخول أزواجه رضي الله عنهن في آله صلى الله عليه وسلم، فيدل لذلك قول الله عز وجل: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] * ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)) [الأحزاب:34].


فإن هذه الآية تدل على دخولهن حتما؛ لأن سياق الآيات قبلها وبعدها خطاب لهن، ولا ينافي ذلك ما جاء في صحيح مسلم (2424) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: {خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مِرطٌ مُرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]}؛ لأن الآية دالة على دخولهن؛ لكون الخطاب في الآيات لهن، ودخول علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنهم في الآية دلت عليه السنة في هذا الحديث، وتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث لا يدل على قصر أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى، وإنما يدل على أنهم من أخص أقاربه.

ونظير دلالة هذه الآية على دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آله، ودلالة حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم على دخول علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين رضي الله عنهم في آله، نظير ذلك دلالة قول الله عز وجل: ((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)) [التوبة:108] على أن المراد به مسجد قباء، ودلالة السنة في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1398) على أن المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى مسجده صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر هذا التنظير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته (فضل أهل البيت وحقوقهم) (ص:20-21).

وزوجاته صلى الله عليه وسلم داخلات تحت لفظ (الآل)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {إن الصدقة لا تحلُّ لمحمد ولا لآل محمد}، ويدل لذلك أنهن يعطين من الخمس، وأيضا ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/214) بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة: [[أن خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردتها، وقالت: إنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة]].

ومما ذكره ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام) (ص: 331- 333) للاحتجاج للقائلين بدخول أزواجه صلى الله عليه وسلم في آل بيته قوله: (قال هؤلاء: وإنما دخل الأزواج في الآل وخصوصاً أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تشبيهاً لذلك بالنسب؛ لأن اتصالهن بالنبي صلى الله عليه وسلم غير مرتفع، وهن محرَّمات على غيره في حياته وبعد مماته، وهنَّ زوجاته في الدنيا والآخرة، فالسبب الذي لهن بالنبي صلى الله عليه وسلم قائم مقام النسب، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاه عليهن، ولهذا كان القول الصحيح- وهو منصوص الإمام أحمد رحمه الله- أن الصدقة تحرم عليهن؛ لأنها أوساخ الناس، وقد صان الله سبحانه ذلك الجناب الرفيع، وآله من كل أوساخ بني آدم.

ويا لله العجب! كيف يدخل أزواجه في قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً}، وقوله في الأضحية: {اللهم هذا عن محمد وآل محمد}، وفي قول عائشة رضي الله عنه: [[ما شبع آل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز بر]]، وفي قول المصلي: (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)، ولا يدخلن في قوله: {إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد}، مع كونها من أوساخ الناس، فأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالصيانة عنها والبعد منها؟!

فإن قيل: لو كانت الصدقة حراماً عليهن لحرمت على مواليهن، كما أنها لما حرمت على بني هاشم حرمت على مواليهم، وقد ثبت في الصحيح أن بريرة تصدق عليها بلحم فأكلته، ولم يحرمه النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مولاة لعائشة رضي الله عنها.

قيل: هذا هو شبهة من أباحها لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وجواب هذه الشبهة: أن تحريم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليس بطريق الأصالة، وإنما هو تبع لتحريمها عليه صلى الله عليه وسلم، وإلا فالصدقة حلال لهن قبل اتصالهن به، فهن فرع في هذا التحريم، والتحريم على المولى فرع التحريم على سيده، فلما كان التحريم على بني هاشم أصلاً استتبع ذلك مواليهم، ولما كان التحريم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تبعاً لم يقوَ ذلك على استتباع مواليهن؛ لأنه فرع عن فرع.

قالوا: وقد قال الله تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)) [الأحزاب:30] وساق الآيات إلى قوله تعالى: ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)) [الأحزاب:34]. ثم قال: فدخلن في أهل البيت؛ لأن هذا الخطاب كله في سياق ذكرهنَّ، فلا يجوز إخراجهن من شيء منه، والله أعلم).

ويدل على تحريم الصدقة على موالي بني هاشم ما رواه أبو داود في سننه (1650)، والترمذي (657)، والنسائي (2611) بإسناد صحيح- واللفظ لأبي داود - عن أبي رافع: {أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم، فقال لأبي رافع: اصحبني فإنك تصيب منها، قال: حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله، فأتاه فسأله، فقال: مولى القوم من أنفسهم، وإنا لا تحل لنا الصدقة}.



وأما آل المطلب فقد جاء في رواية عن الإمام أحمد أنهم منهم وهو قول الإمام الشافعي أيضاً ، وذهب الإمام أبو حنيفة والإمام مالك أن آل المطلب لا يدخلون في آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا رواية عن الإمام أحمد أيضاً . والقول الراجح في المسألة أن بنو عبد المطلب من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، والدليل ما جاء عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال : " مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ " رواه البخاري برقم 2907 ، والنسائي برقم 4067 وغيرهما .



ويدخل في آل البيت بنو هاشم بن عبد مناف ، وهم آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل الحارث بن عبد المطلب . جاء ذلك فيما رواه الإمام أحمد عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فِينَا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ؛ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدُ أَلَا يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَأُجِيبُ ؛ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ - قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : " هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ " قَالَ : أَكُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ! قَالَ : نَعَمْ . رواه أحمد برقم 18464 .



وأما الموالي فلما جاء عن مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله عليه وسلم : " إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ " رواه أحمد برقم 15152 .

فيصبح آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم : أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو عبد المطلب ومواليهم ، والله تعالى أعلم .
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
كيف نعرف أهل البيت عليهم السلام ؟ محرر الاقصى السبلة الدينية 67 15/01/2010 09:44 PM
الشورى نظرية أهل البيت عليهم السلام إلا صلاتي السبلة الدينية 9 12/12/2008 05:17 PM
قصيده أبي فراس الحمداني في مدح آل البيت (عليهم السلام ) alsafeer07 السبلة الدينية 4 12/10/2008 02:48 PM
عصمة أل البيت عليهم السلام المعتزلي السبلة الدينية 122 13/02/2007 10:58 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 05:54 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها