|| ثمرات غض البصر ||

[لولؤة المضيق]

|| ثمرات غض البصر ||





ومن آفات النظر أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى العبد ما ليس قادراً عليه ولا صابرا عنه وهذا من أعظم العذاب أن ترى ما لا صبر لك عنه ولا عن بعضه ولا قدرة لك عليه وكم ممن أرسل لحظاته فما أقلعت إلا وهو يتشحط بينهن قتيلا.


ومن العجب أن لحظة الناظر سهم لا يصل إلى المنظور إليه حتى يتبوأ مكانا وأعجب من ذلك أن النظرة تجرح القلب جرحاً فيتبعها جرحاً على جرح ثم لا يمنعه ألم الجراحة من استدعاء تكرارها وقد قيل حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات،


ومن غض بصره عن الحرام نال هذه الثمرات:


1. تخليص القلب من ألم الحسرة فإن من أطلق نظره دامت حسرته، والنظر بمنزلة الشرارة من النار.


2. يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح.


3. يورث صاحبه الفراسة، فإنها من النور وثمرته، وإذا استنار القلب صحت الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرآة المجلوة.


4. يفتح له طرق العلم وأبوابه.


5. يورث قوة القلب وثباته وشجاعته.


6. يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر.


7. يخلص القلب من أسر الشهوات.


8. يسد عنه باباً من أبواب جهنم فإن النظر باب الشهوات الحامية على مواقعة الفعل وغض البصر يسد عنه هذا الباب.


9. يقوي عقله ويزيده ويثبته فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب.


10. يخلص القلب من سكر الشهوات ورد قوة الغفلة.


_____________

م/ن للفائد~