عُمان ... الوطن المنهك

[البواهل]

لقد تكاثرت الأحداث فهي في تسارع ... ولكن الى اين ... لم تكن وجهتها محددة
لقد تسامع العمانيون عن خلية التجسس الأماراتية ( الظبيانية ) بالأخص وانتشر القيل والقال عنها ووضع الناس على قمم امواج عاصفة كثرت فيها الأقوال وشحنت النفوس فكانت حديث الساعة لأكثر من ثلاثة اشهر ، وتكتمت عليها الأجهزة الأمنية في اروقتها حتي يتم جس نبض الشارع العماني وقياس مدي ارتفاع درجة حرارة غلايانه ، فجاء تصريح واعلان الأجهزة الأمنية في الصحف المحلية عن وجود صحة المعلومات تجاه هذه الخلية التجسسية في الوقت الخطاء ، فعندما كانت الأنظار متوجهة الى الأحداث في مصر العروبة كانت صحفنا المحلية تنشر بيان موجز يتكون من بعض السطور يعلن عن اكتشاف خلية تهدد امن الوطن والمواطن ، فلم يكن لها ذاك الأنفجار الكبير المدوي الذي يهز الجانب الأخر من الحدود ، وتلاشت في اليوم التالي بعد ان اعلنت دولة الأمارات في صحفها المحلية نافية الخبر جملة وتفصيلا وانها على استعداد بالعمل على تشكيل لجنة مشتركة تساعد على التحقيق في هذا الأتهام .
نحن نأسف ان يكون بعض المواطنين العمانين المتورطين تجاه هذا الوطن متهمين بالخيانة الكبري لأرضه وشعبه وحكومته ، ولكن لو لم يكن مغرر بهم بحوافز مالية واستثمارات باهضة الثمن لما الو الى هذا المصير المشوم تجاه وطن وشعب .
لو كان المتهمين مواطنين عاديين يعملون بعيداً عن مراكز اتخاذ القرارات ووضع السياسات لقلنا الوضع اهون بالف مرة ولكن ان نسمع ونعلم بأن هولاء الخونة من مراكز صنع القرار وانظمته الأمنية والقريبة المقربة من مراكز الحكم فهذا بطبيعة الحال نضع علامة استفهام كبيرة ونقول هل هذا الوطن اصبح منهك حتي تعالت عليه الصغار يلعبون بأمنه واستقراره وهل تغافل الكبار عن ابنائهم ومربيهم حتي ينهوهم عن العبث بمقدراته ومنجزاته .
وليس بغريب ان نسمع ببعض الشائعات والتي تقول بأن احد كبار القادة العسكرين من الأجهزة الأمنية قام بأختلاس مبالغ طائلة من الجهاز الذي يعمل فيه ومؤمن عليه .. فقد فعلها كثيرون من قبل .... لقد حذرنا سيدنا ونبينا عليه افضل الصلاة والسلام وقال ( أنما اهلك الذين قبلكم ، انهم اذا سرق فيهم الشريف تركوه ، واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ) هل نحن ذاهبون الى الهلاك ... بهذا نعم فكم من منعم تركوه وكم من فقير اقيم عليه الحد .. للأسف هذا ما يحصل على ارضنا وعلى مرأى ناظرينا .. فتبجح السارقون اصحاب المراكز العالية دون عقاب عندما يأمنون شر غضب سلطان البلاد فهل اصبح الوطن منهك عن اتخاذ اقصي العقوبات بحق تبجح هولاء ....
نحن في غضب ولابد من هذا الغضب .. ان يوّلد الأنفجار .... والأنفجار قادم لا محاله ....