سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة الدينية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 10/01/2011, 01:27 PM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي ˚˚◦{ قصة غرق فضيلة الشيخ : محمد بن صالح المنجّد في رحلة صيد مع ابنه وصاحبه }◦˚˚

بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا أو أغلبنا يعرف فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد



الداعية المعروف ، وهو أحد تلامذة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله

له خدمات جليلة وعظيمة في نشر الإسلام وفي الدعوة إلى الله

وهو صاحب موقع ( الإسلام سؤال وجواب )


نفع الله بجهوده وبدروسه ومحاضراته

قرأت اليوم قصة غرقه مع ابنه في رحلة صيد والتي يرويها صاحبه الذي كان معه في هذه الرحلة ، فوجدتها قصة مؤثرة ، فنقلتها لكم ، وهي طويلة نوعاً ما ، ولكن ما يجعلك تقرأها مع طولها أسلوب صاحبها الشيق ، الذي يجعلك تبحر معه إلى نهاية المطاف ، أضف إلى ذلك ما فيها من فوائد ، فلعلكم تجدون فيها ما وجدته من دروس وعبر مستفادة في العقيدة ، وفي الفقه والأدب وغيرها ، ويا حبذا لو يذكر الإخوان بعض ما استفادوه منها .

ولا أطيل عليكم ، فمع القصة :

يقول كاتب القصة وهو الأخ الفاضل : أبولجين إبراهيم صاحب الشيخ المنجد في رحلته هذه :

تحقيقاً لرغبة الكثير من الأخوة الأفاضل ، سأعود بكم إلى الوراء لأروي لكم قصة غرقي في البحر مع صاحبي أبي أنس وطفله الصغير الذي كان عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات :

سأروي لكم اليوم قصّتي في البحر.. إنّها قصّة مَنْ وقف على شُرفة الموت، وشمَّ رائحة النزع، وعانق مخالب الاحتضار، إنّها قصّة ليست قريبة العهد نسبيّا، ولكن أحداثها المرعبة وفصولها المثيرة لا تزال تتمثّل أمام ناظريّ فكأنها الحلم المُرعب أو الكابوس الثقيل.. كلما هممت أن أكتب عنها تهيأت لي صورة الموت فاغراً فاه.. مُشهراً أنيابه.. فداهمتني رجفة الموقف، وهيبة الحدث، فألْجمتْ قلمي وعصفتْ بذهني، وطفقت أمسح بكفيّ على وجهي وجسدي لأتحسس نبض الحياة.. ولتتوارد الأسئلةُ أمامي.. هل صحيحٌ ما حدث؟! هل أنا اليوم حيٌّ أُرزق؟! هل لا زالت أنفاسي تتردد وقلبي يخفق؟! فأين عبارات الحمد التي تفي بمشاعر الامتنان لله عزّ وجلّ؟!! وأين كلمات الشكر التي توازي فضل الرحيم الرحمن.. السلام المؤمن.. الحفيظ العليم؟!! يا للمنّة!! ويا للعطاء!! ويا للفضل والسخاء!!

بدأت أحداث القصّة بعرض فكرة "رحلة الصيد البحريّة" على صاحبي الداعية الإسلامي المشهور، والخطيب المفوّه، والباحث المحقق، وإمام الجامع الأشهر بمدينة الخبر على الشاطئ الشرقي للمملكة.. إنّها رحلة صيد في كبد البحر.. ولكن يا ليت شعري كم من صيّاد أصبح صيداً.. وكم من مخبرٍ أصبح خبراً عابراً :


جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء و الأكدار

ما إن يرى الإنسان فيها مخبرا *** حتى يُرى خبراً من الأخبار

وحظيت الفكرة بموافقة صاحبي بعد إصرار مني .. واتفقنا على الانطلاق بعد صلاة العصر في ذلك الخميس من مرفأ مدينة الملك فهد الساحلية.. وحضرت أنا وصاحبي في الموعد المقرر ومعه ابنه أنس (3سنوات).... واستقلنا قاربي الموسوم بـ "هاني الأول".. وودعنا شاطئنا لنستعرض البحر بمركبنا الصغير.. في نهار ساكن النسمات.. زكيّ النفحات.. وكأنما نسير في صَدَفة زرقاء تحيطنا من حولنا زُرقة البحر الصافية.. وتغمرنا من فوقنا زُرقة السماء الصافية.. والموشحة بقطع فارهة من السَّحاب الأبيض الرائع المتقطّع كاللؤلؤ المنثور في صدفتنا الزرقاء.. وفي هذا الجوّ الرائع والمنظر الساحر كنتُ أستمع في استمتاع إلى حديث صاحبي الشائق وهو يحدّثني ويحدّث ابنه الصغير عن أدعية الركوب.. وعن عظمة الله.. وعن البحر.. وعن حديث القرقور.. وقصّة صاحب الأخدود..

ومع الحديث الماتع ذهبنا بعيداً في عُمق البحر.. ثم أوقفنا قاربنا لنبدأ عمليّة الصيد.. وما هي إلا دقائق معدودة حتى ظفرنا بسمكة كبيرة كدت وصاحبي أن ننوء بحملها لإدخالها في القارب.. ليصرخ أنس خوفا من تلك السمكة ونسارع إلى طمأنته وبيان محاسنها وصفاتها ولطف أخلاقها وأصالة معدنها!!! ونعدُه بوجبة عشاءٍ بحريّة لذيذة!!

ثم قررنا أن نغير مكاننا لنظفر بصيدٍ آخر.. وتحدث المفاجأة......

المحرك الأصلي لا يعمل.. ولم تفلح محاولاتي الكثيرة في تشغيله..

واضطرني هذا لتشغيل المحرك الإضافي.. وهو محرّك أضفتُهُ مؤخرا بناءً على شروط حرس الحدود كأحد شروط السلامة البحريّة إضافة إلى أطواق النجاة..

ويشتغل المحرّك الاحتياطي.. ونتحرك باتجاه الشاطئ .. وأفاجأ بأن الخزان المجاور للمحرك قد امتلأ بالماء لأسباب لا أعلمها حتى الآن.. وربما يكون لحدوث تهريب من صُرّة القارب المعدّة لتنظيفه على الشاطئ..

وهنا تتصاعد أنفاسي.. ويحاصرني القلق.. ويداهمني الخوف –ليس على نفسي فأنا أجيد السباحة ولله الحمد- ولكن على ذلك الشيخ الفاضل الذي نفع الله بعلمه القاصي والداني.. وفتح الله له قلوب الناس.. وأظهر الله به السنّة.. واعتصرني الألم على ابنه الصغير..

وهممتُ أنزحُ الماء والشيخُ يساعدني.. ولكن هيهات.. إنما هي لحيظات قليلة ويختلُّ توازن المركب من الخلف.. ليغوص في قوّة وسرعة باتجاه عمق البحر.. وفي غمرة الحدث يلقي الشيخ إليّ بابنه أنس لأتلقفه.. وتبتلعنا دوامة الموج التي أحدثها القارب لأغوص مع الطفل الصغير في الأعماق.. وأصعد بصعوبة بالغة.. لقد كانت هذه اللحظة من أحرج اللحظات في حياتي.. لأن الموقف كان أقوى من مهارات السباحة التي أجيدها.. ولقد كدت أن أفقد الطفل في عصفة الموج وهول الصدمة لولا توفيق الله وعنايته وتثبيته...

ونعود للسطح بعد هدأة العاصفة وأنا أمسكُ بالطفل.. وكلّي تساؤل عن حال الشيخ ومآله.. ولقد أيقنت أنه لن ينجو من ذلك الموقف أبدا لأنّه لا يجيد السباحة.. ولكن بفضل الله وجدت صاحبي ممسكا بجالون فارغ.. ومن كرم الله ولطفه أن تلك الحركة السريعة للقارب تسببت في فتح صندوقٍ مغلقٍ كان يحوي أطواق النجاة والتي طفت بدورها على سطح الماء.. ألقيت بطوق نجاة لصاحبي والذي استعاد توازنه.. وجذبت طوقا آخر لي.. لتبدأ الرحلة الشاقة الشاقة في الوصول إلى الشاطئ البعيد..

سبحان الله.. إنها مجرد ثوان معدودة تلك التي تفصل بين الأمان والخوف.. والمتعة والمشقة.. والنعمة والنقمة.. والسكون والعاصفة..

خلق الله هذا البحر السادر الهادر.. فما أجمله في سكونه وهدوئه وصفائه وعظمته وانشراحه.. ولكن –أيضا- ما أسرع غدرته، وما أقوى ثورته، وما أشد صولته.. وما أعظم سطوته..

فيه روعة جمال.. وعليه مهابة وخشوع.. وله طعنة لا تكاد تخطئ !!

إنه -بقدرة الله تعالى- يحمل الأرزاق.. ويقطع الأعمار..

إنّه يبعث الأمل.. ويجلبُ الألم..

إنّه يبهج الناظر.. ويحزن المُثكل..

كم من بعيدٍ قرّبه.. وكم من قريبٍ بعّده..

ربما يحمل المرضى إلى مواطن الاستشفاء.. وربما يهلك الأصحّاء ويبتلع الأحياء..

لقد تحولّت تلك الصَدَفة الزرقاء إلى خطر أحمر.. وتبدّل ذلك الصفاء إلى طوفان هادر.. وتلك النفوس التي كانت قبيلُ منشرحة تضيق الآن بتزاحم مشاعر الخوف والحزن وتأنيب الضمير والرجاء في فرج الله.. وقد تحشرج الصدر واستحكم الأمر فلا منجى من الله إلا إليه.. ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم....

- يتبع -
__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.

آخر تحرير بواسطة محمد بن عبد الوهاب : 10/01/2011 الساعة 01:58 PM
  #2  
قديم 10/01/2011, 01:30 PM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي

كان الوقت قبيل الغروب.. وكنت أرجو من الله أن يسخّر لنا من حرس الحدود أو من الصيادين من يعبر بالقرب منّا فيمد لنا يد العون والمساعدة.. وتتطاول الدقائق فكأنما هي السنوات.. ويضمحل الرجاء فيما سوى الله من أسباب.. ويتلاشى الأمل مع إغماضة الشمس لعينيها لتسدل الستار على يوم عصيب لا زلنا نكابد لحظاته ونتجرع سكراته.. وتتركنا الشمس على صورة رجل يحمل طفلا صغيرا يصارع به الأمواج.. ورجل آخر متعلّق بجالون وطوق نجاة هما –بالنسبة له- كل ما تبقى له من أهداب الحياة وأسباب النجاة –بعد حفظ الله عز وجل-.

لقد كان الشيخُ أثبت منّي إيماناً وأقوى عزماً، وأقرب إلى الله عزّ وجلّ، حيث أخذ يشد من عزمي، ويذكرني بالله عزّ وجلّ، واللجوء إليه في الشدائد، ويتلو عليّ أدعية الهمّ والكرب ودعاء يونس عليه السلام، بل بيّن لي أحكام الوضوء وكيفيّة الصلاة في مثل هذا الوضع.. وأوصاني بإشغال قلبي ولساني بالذكر..

إنها طبيعة الإيمان الصادق والعقيدة الراسخة حينما تتجلى ثمراتهما في أحلك الظروف، حينما تحمرّ عاصفة البلاء، ويهيج طوفان الفتن، فإذا القلوب المفعمة بالإيمان الحق والعقيدة الصافية ترسخ رسوخ الجبال فلا تميل ولا تحيد، بل تقف كالملاذ الآمن لدهماء الناس، وتقترب كالشاطئ الساكن الذي يتلقف الغرقى من كماشة الهلاك..

كان الشيخ قريبا مني يؤنسني ويثبتني ويهوّن المصاب في عيني، ويبعث الأمل في فرج الله.. وكان ينادي علي بين الحين والآخر..

يستلقي الشيخ على ظهره ممسكا بأطواق نجاته.. وهو وضع يصعب معه رؤية ما حوله.. ثم يسمع صوتا فينادي عليّ مبشراً بقدوم قارب.. وألتفت يمنة ويسرةً بقدر ما يسمح لي الظرف.. ولكن يتبيّن لي بأنها طائرة عمودية.. ولقد ظننتها جاءت تبحث عنّا حيثُ لوّحت بيدي وصرخت.. ولكن.... لا حياة لمن تُنادي.....

وتتماوج بنا حركة البحر صعوداً ونزولا، واقتراباً وابتعاداً، وأدركت أننا سنفترق بحكم اتجاهات الموج..

لقد كانت جميع الاحتمالات واردة، فإما أن يمنّ الله علينا بالسلامة، أو أن أهلك ومعي الطفل، أو أنجو أنا ويهلك الطفل أو أن يهلك الشيخ، بل إن مزالق الموت حينها أقرب لنا من جسور الحياة.. وعندها طلبت من الشيخ – تحت وابل من تأنيب الضمير- أن يسامحني وأن يحللني مما اقترفته في حقّه وحق ابنه وعائلته إنْ حصل مكروه.. كلُّ ذلك انطلاقاً من شعوري بالتقصير لأنني كنتُ من اقترح الرحلة وأعد القارب وخطّط للنزهة..

ويحينُ علينا وقت صلاة المغرب وعملتُ بوصيّة الشيخ فنويت الوضوء على وضعي وصليت المغرب في عرض البحر خائفا أترقب.. ويدلهّم الليل ، لم أعد استطيع أن أرى صاحبي ولكني لا زلتُ أسمع صوته، كان يناديني بين الفينة والفينة: يا إبراهيم كيف حالك؟ وكيف حال ( أنس )؟ فأردُّ عليه مباشرة: كلانا بخير، ينقطع الصوت فترة فأناديه: يا أبا أنس كيف حالك؟ فيقول: أنا بخير، وهكذا ...

وبدأ الصوت يتلاشى تدريجياً بسبب تباعدنا، والموج يحمل كلا منّا إلى جهة.. ومرت دقائق قليلة حتى يخيل لي أني أسمع صوته يناديني ولا أدري هل كان يناديني أم هو مجرد استرجاع لصوته السابق!! وحتى أقطع الشك باليقين أصبحت أناديه بصوتٍ عالٍ فلا أسمع أي إجابة!! وأدركت حينها أن الوداع قد حلّ وأن الأمر أصبح أكثر صعوبة عليّ من السابق.. حيثُ بدأت أفتقد صاحبي الفاضل بصوته المؤنس، وكلماته المثبّته، وقُربه الدافئ ، وأذكاره المضيئة التي تنير هذا الأفق المظلم، وتبعث الأمن في النفس المضطربة، وتفتح أبواب الرجاء من فرج الله.. لقد أصبح ابتلائي الآن أشد من ذي قبل، حيث وجدت نفسي أهيمُ في ظلمة الليل الداجي، ولجّة البحر السحيق، على الخط الحدودي الفاصل بين فسحة الحياة وقبضة الموت، وأنا أحمل بين يدي أمانة عظيمة، ووديعة غالية هي ذلك الطفل الصغير بدمه ولحمه ومشاعره البريئة، وهو غافل عمّا يدورُ حوله، أحمل في عنقي أمانة رعايته وحفظه بما أحفظُ به نفسي.. يا لها من وحشة.. ويا لها من مسئولية, ويا له من بلاء!!!!


أراك هجرتني هجراً طويلاً ** وما عوّدْتني من قبل ذاكا

يعز علي حين أدير عيني ** أفتش في مكانك لا أراكا

وما فارقتني طوعا ولكن ** دهاكَ من المصائب ما دهاكا

ويقوم الشيطان بدوره المعهود في إثارة الشكوك لـيزيد حـُزني ، وليفتَّ في عزمي ، ويثير التساؤلات الكثيرة: أين صاحبي؟! لماذا لا يرد على نداءاتي؟! لماذا خفت صوتُه؟! إنه لا يجيدُ السباحة!! ربما أصابه الإعياء!! ربما غمره الموج!! فأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم..

ثم يبدأ انسُ بتساؤلاته البريئة: وين رايحين يا عمو؟!! أين السمكة الكبيرة التي صدناها؟! ثم تتصاعد حدّة الأسئلة مع افتقاد أبيه ومع الإرهاق والتعب فيسأل عن والده: أين أبي؟! لماذا لا أراه؟!! أريد والدي.. ثم يبكي.. ويدفعني بيديه وقدميه ليحرر نفسه من قبضة هذا الرجل الذي لم يألفه بعد...

لم تكن تساؤلات أنس مجرد استفهامات عابرة لمن هو في مثل حالي.. لقد كانت كالنصال الحادّة التي تنهش في فؤادي وأنا أصارع الموت وأسير نحو المجهول المرعب، وكانت كالسياط المؤلمة التي تسلخ جلدي وأنا أشعر بتمام مسئوليتي عمّا حدث، وكانت كالكابوس المزعج الذي تتمنى أن تستيقظ منه لتجدك على مُتّكئ السلامة أو سرير الدّعة.. يا الله!! ما أصعب الموقف !! فأمامي مهمة تنوء بحملها الجبال الرواسي.. فهل أتمكن من قطع هذه المسافة الطويلة!! أم تعتريني فيها الأخطار المترصّدة!! إعياء منهك.. أو أسماك قرش تدور.. أو موج يهتاج!! أو عارض آخر.. ويلتفت قلبي إلى الخلف فيكاد يتقطّع على الشيخ.. ما حالُه!!.. يا ترى هل نلتقي أم أن تلك اللحظات كانت آخر سطر في دفتر ذكرياتي معه!!!

وفي غمرة الأفكار المتلاحقة أيقنتُ أن لا منجى إلا بالاتكال على الله عز وجل وترك الأوهام، والخروج من هول الصدمة إلى العمل الجادّ، والسعي الحثيث في بذل الأسباب للوصول إلى الشاطئ البعيد في أسرع وقت ممكن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتبليغ للبحث عن الشيخ إن كتب الله له السلامة.. معتمداً على الله ثم على مهاراتي في السباحة الطويلة، وأدركت أن من حكمة الله تعالى أن أبتعد عن الشيخ لأباشر العمل في هذا الاتجاه..

ابتدأت بتحديد أقرب المسارات إلى الشاطئ ، فالبحر الداجي يمتد خلفي في مداه السحيق.. وهناك الشاطئ المضيء تلوح لي فيه من بعيد سراب من عقود متلألئة لأنوار الطريق الساحلي لشاطئ نصف القمر، وأرى أمامي مَعلماً ممتدا في رأسه إنارة لم أستطع تحديد معالمه.. نصبت وجهي لذلك المعلم الممتد ..

وابتدأت على بركة الله في السباحة الطويلة الشاقة.. لقد أرهق الطفل من ذلك الوضع المتعب.. وبدأ يعاني من القلق والخوف والوحشة .. فتارةً يغفو وتارةً يصحو فزعاً.. وتارةً يثير التساؤلات البريئة.. وكثيراً ما يبكي ويسأل عن أبيه..

وأنا أواصل السباحة الجادّة.. وأدعو الله عز وجلّ أن يمنّ علينا بالسلامة.. وأكرر دعاء يونس عليه السلام ودموعي تختلط بقطرات البحر الثائرة حولي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين..

وفجأة يصرخ أنس ويصيح.. أسأله ما بك؟!

- يتبع -
__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.
  #3  
قديم 10/01/2011, 01:31 PM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي

قال: سقطت حذائي.. أريدُ حذائي.. فقلت يا أنس نحن في مأساة وأدعو الله أن ينجينا مما نحن فيه من كرب، فقال: أريدُ حذائي!! قلت له: أما حذاؤك فقد سقط في البحر ولن نعثر عليه.. وسنشتري لك أفضل منه. فاستمر في البكاء.. فما كان منّي إلا أن خلعت الحذاء الآخر ورميته في البحر.. فسكت الطفل ولم أكلف نفسي معرفة ما إذا كان ذلك اقتناعاً أم خوفا !..

وأدركت أن وقت صلاة العشاء قد حان منذ فترة وكان لزاماً علي أن أصلي وكيف لي أن أتأخر عن أداء الصلاة التي لم يُسمح للمسلم أن يتركها حتى في أحلك الظروف.. بل ما أحوجني للصلة مع الله في هذه الحالة التي أشهد فيها مظاهر ضعفي إلى قوة الله.. وقلة حيلتي إلى حوله وطوله.. وضيق حالي إلى سعة فضله ومنّه.. وعجزي إلى قدرته.. وخوفي إلى أمنه.. وشتات أمري إلى حفظه ورعايته..

إن للحظات الضعف وحالات البلاء أحيانا جميل الفضل وعظيم الأثر في إيقاظ قلوبنا الغافلة وتزكية نفوسنا من غبار المعصية وران الغفلة.. تماماً مثلما تزكي النار الذهب من العوالق الرديئة.. إنها لحظات نفيسة تتبدّى فيها الدنيا على حقيقتها الزائفة وقد سقطت أقنعتها وخرجت من مساحيقها المضلّلة.. إنها لحظات نفيسة تبيّن لك كم كنت معرضاً عن الله.. وكم كنت مفرطاً في جنب الله.. وكم كنت تعمل للدنيا كأنك تخلد فيها.. وكم كنت تلهو عن الآخرة كأنك لن تبلغها..

نويت الوضوء –كما علمني الشيخ- ومسحت ما أستطيع أن أمسح من مواضع الوضوء، ورفعت الأذان وأن أتذكر أني وإن كنت لوحدي نقطة ضائعة في هذا المدى المظلم فإن الله يسمعني.. والحيتان تسبّح من حولي.. وأجر المؤذن يبلغ ما بلغ أذانُه.. ثم أقمت الصلاة وصليت صلاة العشاء في وقت متأخر ولكني أظن أنها أخشع صلاة صليتها في حياتي.. إنها صلاة الخائف الذليل.. صلاة الضعيف الذي ينوء بأمانة عظيمة.. صلاة المضطر المكروب.. صلاة الغريب المستوحش.. صلاة المودّع الذي يوشك أن يغيب عن هذه الدنيا الفانية الرخيصة.. دنيا اللهو والغرور واللعب..

وأستأنف سباحتي الشاقة والطفل ينام على كتفي الأيمن تارة وعلى الأيسر تارة أخرى.. ويدور أمامي شريط حياتي.. وأتذكر كم من ذنوب خلت.. وغفلات ألهت.. وإعراض صدّ.. لقد أدركت في ذلك الموقف الخطأ الفادح في موازين اهتماماتنا، وفي جهل نظرتنا لواجبات الدنيا وأعمال الآخرة.. لقد تحقق لي حينها بأننا مشدودون لهذه الدنيا، مرتهنون بجاذبيتها ومحسوساتها، بها نفكر.. وفيها نوالي ونعادي.. ولها نبني ونخطط.. مشدوهين عن الآخرة بحقائقها العظيمة ومنازلها الخالدة الأبديّة.. كم هي هذه الدنيا في الآخرة وزناً وزمناً ومنازلاً ؟!! ما مقدار مكثنا في كلٍ منهما؟!! هل تفكرنا في ميزان الله البيّن: ( وللآخرة خيرٌ لك من الأولى ) ؟!!!

وتطوف بي أهم ذكرياتي ومراحل حياتي وحفظ الله لي.. وكان من بين ما برز أمام فكري قصة تعلّقي وأنا صغير على أحد الأسياخ الحديديّة لسور السطح المُشرف على الشارع من ارتفاع شاهق.. وقد بقيت معلّقا بطرف ثوبي موشكاً على السقوط الحُرّ المميت لفترة من الزمن لولا أن وفقني الله بعد معاناة للتخلص دون مساعدة أحد.. إنها أسهم القضاء التي يقدرها الله فتخطيء الشخص بأمر الله حتى يأتيه السهم المسوّم من عند ربّك.. ( فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستئخرون)..

عدت للأذكار والدعاء.. وانصهر قلبي بين يدي الله في هذا الموقف الحالك الذي ذكره القرآن مثالاً على الاضطرار وصدق اللجوء لله حتى من الكفار المشركين أولي القلوب المتحجّرة.. حينما تذيبها نار الكرب فتلين لله وتعترف بربوبيته فترجو فرجه.. لقد دعوت الله بكل قلبي دعاء المضطر إلى رحمته الراجي لاستجابته ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه )

بذلت أقصى الجهد في سباحتي باتجاه المعلم الذي كنت أراه من بعيد، ثم اكتشفت بعد ساعتين من الجهد والتعب أنني لم أحقق أي تقدم فالمسافة بيني وبين ذلك المعلم تبدو لي ثابتة كأنها لا تتغير.. وشعرت بأن الموج المعاكس – رغم ضعفه- قد كان يؤخر تقدمي نحو المعلم ..

أحسست بالهمّ وضيق الحيلة.. فبدأت أناجي ربي بصوت مرتفع .. بدأت أراجع نفسي متسائلا: هل ربي راضٍ عني أم غاضب ؟؟!!

وعدت للسباحة الجادة بعد أن تجدّد عزمي، وكنت أنظر إلى السماء فأرى النجوم على غير ما رأيتها من قبل فكأنها تشجعني بوميضها، وتسليني بثباتها.. فسبحان من سخرها.. وأنظر يميناً وشمالاً لعلي أرى أحداً، أتساءل هل سيتحرك خفر حرس الحدود للبحث عنا ؟؟ وأجيب على نفسي بأن ذلك مستحيلا لأني لم أترك اسمي لديهم ولم أركب البحر من بوابتهم!! ولقد يخيل إلي أحيانا – في غمرة الأفكار- رؤية بعض القوارب تمر أمام عيني، ثم ما تلبث في ثوان معدود أن تضمحل كالسراب العابر والطيف الوامض.. لأبقى في واقع يفيض بالخطر !!

قررت التركيز على السباحة الجادّة والذكر والدعاء.. وكان يقيني بالله يزداد في النجاة لأني أدركتُ أنّي بدأت أحرز تقدماً نحو هدفي.. وشعرت بالحماس.. وبدأت أشمُّ رائحة النجاة.. وذرات جسمي تتلهف في أعظم درجات الشوق لملامسة تراب الأرض.. والاستلقاء على أديمها في أمن وسلامة.. تماماً مثلما يرتمي الابن على صدر أمّه الرؤوم.. يستنشق عبيرها.. ويتدثر بحضنها.. ويتدفأ بحنانها..


ولا تجزع إذا أعسـرت يومـاً *** فقد أيسرت في الزمن الطويل

ولا تظنن بربـك ظـن سـوءٍ *** فإن الله أولى بـالـجـمـيل

وإن العسر يتـبـعـه يسـارٌ *** وقول الله أصدق كـل قـيل

فلو أن العقول تسـوق رزقـاً *** لكان المال عند ذوي العقـول

وأثناء هذه المرحلة المستبشرة يستيقظ أنس – ونحن ربما بعد منتصف الليل - ليصرخ وهو يؤشر للخلف ويبكي ويصيح: سمكة ... سمكة .. سمكة..

توقفت عن السباحة ، سألته : أي سمكة ؟؟؟

فقال : هنا سمكة كبيرة يا عمو خلفك ..

فلا تسألني ما الذي حدث في كياني من خوف ورهبة عندما أدركت أن ما يقوله الطفل قد يكون حقّا.. ولقد كنت أخشى ما أخشاه حينها هو اقتراب سمك القرش المتواجد في الخليج.. والذي ستكون به نهايتنا حتمية في أقسى صورها .. وأعنف أحداثها..

لم يكن مني إلا أن همست للطفل أنس أن يسكت ... وبدأ الوسواس يراودني.. وبدأت أفقد قواي.. ليذبل أملي في النجاة بعد أن بدأت أرى الفرج، لقد كنت حينها انتظر متى يشرع ذلك الشبح البحري الجامح في تمزيق أجسادنا الضعيفة دون هوادة.. لقد كنتُ أشعر بدنوّ أنيابه عند أقدامي.. وتلاحقني خيالات مرعبة.. فو الله لقد بلغ بي الخوف مبلغه، ولم أجد من حيلة إلا أن أدعو الله بصوت خافت وأردد " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر .. إلهي .... لا أريد أن أموت هذه الميتة، لا أريد أن يتمزق جسمي، وبدأت أبكي وأردد ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ..

يا مـن تـحـل بـذكـره عقد النـوائب والـشـدائد

يا من إليه المـشـتـكـى وإليه أمر الخلـق عـائد

يا حـــي يا قـــيوم يا صمد تنزه عن مـضـادد

أنت الرقيب على الـعـباد وأنت في الملكوت واحد

أنت المعـز لـمـن أطـاعك والمذل لكل جـاحـد

إني دعوتـك والـهـمـوم جيوشها نحوي تطـارد

فافرج بحولك كـربـتـي يا من له حسن الـعـوائد

فخفي لطفـك يسـتـعـان به على الزمن المعانـد

أنت الميسر والـمـسـبب والمسهل والمسـاعـد

يسر لنـا فـرجـاً قـريباً يا إلهـي لا تـبـاعـد

كن راحمي فـلـقـد يئست من الأقارب والأباعـد

مرت أكثر من عشر دقائق ونحن في سكون وهدوء.. لا نكاد نتحرك ولا نتحدّث لئلا يسمعنا هذا القرش الفاتك، وبعد تردد قررت أن أواصل مسيري وأنه ليس لنا إلا ما كتبه الله ، ولكن القوى خارت والعزائم هانت والحماس ضعُف، وأثناء سباحتي المتوجّسة يصيح أنس مرة أخرى مثل السابق ويقول : السمكة السمكة!! .. توقفت فوراً وقلت له : أين هي ؟؟ فقال : هنا يا عمو عند أقدامك! ، هنا .. عاودني الخوف، وتملكني الفزع مرة أخرى.. فتوقفتُ وشرعت أردد الأدعية، وبدأت السكينة تعلوني وأنا أتأمّل.. فلو كانت سمكة قرش لما منحتنا كل هذه الفرص.. وعاودت السباحة.. فصرخ الطفل أنس مرددا: ( السمكة ... السمكة ) وهو يبكي ، هنا أدركت أن الأمر متعلق بسباحتي.. فسألته أثناء توقفنا هل يراها، فأجاب: لا!!.. ثم سبحت قليلا فصرخ: السمكة السمكة.. عندئذٍ أدركت أن أنس كان يرى قدمي وهي تتحرك أثناء السباحة فيحسبهما زعانف سمكة القرش التي توشك أن تلتقمنا.. فتملكتني ضحكة مكظومة يلجمها ماء البحر، ويحاصرها الكرب من كل مكان.. ولكن عادت إليَّ السكينة بفضل الله.. وهوّن الله عليّ الموقف.. فواصلت السباحة في نشاط وقوّة وإصرار.. واستعصمت بالله.. واجتهدت في المناجاة.. ومع مرور كل هذه الساعات من الليل شعرت بأني أحرزت تقدماً جيداً في الاقتراب من ذلك المعلم ، وأما صاحبي أنس فهو يصحو وينام وقد بلغ به التعب مبلغه .. والله يعلم في تلك الساعة ما كنتُ أعاني من الإرهاق المبرّح والعطش الشديد، ولكني لم أكن أفكر بالاستسلام ما دمت قادراً على العطاء.. وما دام لي عين تطرف وقلبٌ يخفق..


يا من يرى ما في الضمير ويسمع **** أنت المعد لكـل مـا يتـوقـع

يا من يرجى للشـدائد كـلـهـا **** يا من إليه المشتكى والمـفـزع

يا من خزائن رزقه في قول كن **** أمنن فإن الخير عندك أجـمـع

مالي سوى فقري إلـيك وسـيلة **** فبالافتقار إليك فـقـري أدفـع

مالي سوى قرعي لبابـك حـيلة **** فلئن رددت فـأي بـاب أقـرع

ومن الذي أدعو وأهتف باسـمـه **** إن كان فضلك عن فقيرك يمنع

حاشا لجودك أن تقنط عـاصـياً **** الفضل أجزل والمواهب أوسـع

يتبع
__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.
  #4  
قديم 10/01/2011, 01:32 PM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي

إن الأسباب لا تفعلُ شيئا بذاتها وإن اجتمعت.. وإنما يتحقق نفعها إذا أراد الله الحيُّ القيّوم سبحانه وتعالى.. فلا يُغني حذرٌ من قدر.. ولكن الأخذ بالأسباب والتوكل على رب الأسباب هما ركنا النجاة بإذن الله.. فكم من سبّاح خبير غرق في شبر ماء.. وكم من رحّال مجرّب تاه في الصحراء ومات من العطش.. وأعرف شخصاً سباحاً وصياداً ماهراً ذهب في أحد الليالي بقاربه داخل البحر من أجل الصيد وقد ابتعد بعيداً كعادته عن الشاطئ ، وحيث أنه كان لا يغيب عن بيته أكثر من يوم وليلة فقد افتقده أهله بعد أن غاب ثلاث أيام بلياليهن وقاموا بإبلاغ حرس الحدود، والذي اجتهد في البحث عنه لكنهم لم يعثروا عليه إلا بعد أسبوع من فقدانه، بعد أن استدلوا بقاربه الذي وجدوه على وضعه الطبيعي وكان مثبت بمرسى داخل البحر ولم يعثروا على صاحبه إلا بعد بحث مضن، وقد وجدوه ميتاً في ظرف غامض لم يُعرف، فلم يكن القارب منقلب ولم يتعطل.. وقد هلك أحد السباحين في مسبح إحدى جامعاتنا بسبب شدّ عضلي في فخذه أعجزه عن الحركة فوجدوا جثته طافية على سطح الماء.. فسبحان الله مسبب الأسباب ومقدّر الأقدار الفعال لما يريد..

وأذكر أني ذهبت في ليلة بالقارب وحدي ودخلت داخل البحر من أجل الصيد والاسترخاء ولكن لم تكن المسافة بعيدة جداً عن الشاطئ فحصل أن نفذ وقود المحرك ولم يكن وقتها موجود معي أجهزة لاسلكية تربطني بخفر حرس الحدود ، فاضطررت أن أرمي المرسى في البحر ، وبدأت بالسباحة نحو الشاطئ وعندما قطعت من الوقت تقريباً ثلث ساعة تذكرت أنه يوجد جالون فيه وقود في أحد صناديق القارب ، وكنت متيقن من وجود الجالون ، ولكن لست متأكداً من وجود الوقود وهذا مما جعلني أحتار كثيراً .. هل أعود إلى القارب للتأكد من وجود الوقود ؟؟ أم أستمر في سباحتي نحو الشاطئ ، وبعد تردد رأيت أني إلى القارب أقرب من الشاطئ مع أني سبحت مسافة لا تقل عن ثلث ساعة ، لكني وجدت أن الفارق كبير بين المواصلة إلى الشاطئ أو العودة إلى القارب ، وقد تستغرب أيها القارئ لماذا لم أتأكد من وجود الوقود قبل أن ابدأ السباحة إلى الشاطئ ؟!!!!! فسبحان من أعمى قلبي فلم يخطر على بالي إطلاقاً وقتها أنه كان يوجد جالون الوقود ، وعندما عدتُ إلى القارب وفتحت الصندوق فإذا بالجالون مليء بالوقود فقلت : سبحان الله .. والحمد لله ..!!! ، علماً أنه لست أنا من قام بملء الجالون بالوقود بل كان أحد زملائي .. ولهذا قد تكون وسائل النجاة قريبة منك ولكن لا تصل لها لأي سبب.. ولهذا فإن الأسباب الماديّة تفتقر لتأثيرها إلا إذا أراد المُسبّب سبحانه وتعالى أن تعمل..

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسافر الشخص وحده ، لأنه لا يعلم ما الذي سيحدث له من ظرف طارئ مثل مرض أو غيبوبة أو ظرف مفاجئ ، فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( الراكب شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة ركب) .

ولقد كان من أعظم ما رافقني في تلك الظلمات هو الذكر والدعاء، وهي العبادة الرفيع شأنها الخفيف حملها، العظيم فضلها، الكبير أثرها، فبها تطمئن القلوب، وبها تُطرد الشياطين، وتحضر الملائكة، ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ..

أما صاحبي أنس الصغير فلا حراك.. ولا أدري هل دخل في نوم عميق أم في غيبوبة تامة!! وفي اللحظة التي لا أزال أصارع فيها الأمواج، وأخطو نحو الشاطئ بمجاديف الإعياء والتعب والظمأ، ينكشف ستار الليل بأنوار الفجر الأول، ويتسلل إلى سمعي صوت الأذان لصلاة الفجر من يوم الجمعة "الله أكبر" "الله أكبر" "أشهد أن لا إله إلا الله".. كلمات هزّت كياني، وحركت أشجاني، فكأنها تمد يديها لي لتنتشلني من لجة الموت إلى ضفة الحياة.. كلمات جعلتني أستصغر هيبة البحر وغضبة البحر أمام كبرياء الله وعظمة الله، فالله أكبر من كل جبروت، والله أكبر من كل قوّة، والله أكبر من كل مخلوق، والله أكبر من كل تحدي، كلمات أسبلت معها دموعي، واهتز صدري بالنشيج المزلزل، واندفقّت من صدري تسبيحة عميقة من بين أنقاض الهمّ والوصب، لقد بدأت معالم الشاطئ تتمثّل لي، وبدأت أرى معها أملي الذي ساهرني طوال الليل حيّاً قريباً في صورة فجر مشرق ويوم جديد، توضأت وصليت، واستدار فكري إلى الخلف أحاولُ أن أتخيّل حال صاحبي في عُمق البحر، ما حالُه؟ ما مصيره؟ أحيٌّ فأرجوه؟! أم ميّت فأدعو له؟! كيف أمضى ليلته؟!

ومع بزوغ الشمس اقتربت من الشاطئ .. وأدركتُ أني على وشك النجاة.. أصبحت أردد : الله أكبر .. الله أكبر .. لك الحمد إلهي .. لك الشكر ربي .. لك الثناء.. لك الفضل من قبلُ ومن بعد.. ،واقتربت قليلاً قليلا.. وشعرت بطرف قدمي تلمس باطن البحر.. سبحت لدقائق.. مددت يديّ لألمس الأرض في المياه الضحلة.. يا الله ما أعظمها من فرحه، إنها فرحة النجاة.. فرحة السلامة.. فرحة تعجز أمامها الكلمات.. وتتضاءل أمامها الأوصاف.. فرحة لا ينغصّها إلا ذكرى رفيقي الذي خلّفته ورائي.. حاولت أن أقف.. فخانتني رجلاي.. ولم أستطع الوقوف.. فأكملتُ المسافة زحفا على يديّ وركبتيّ.. وأنس مستلقٍ على كتفيّ.. وخرجتُ من البحر إلى الشاطئ الرمليّ فألقيتُ بجسدي المُنهك مستلقيا على ظهري.. وقد كتب الله النجاة لي ولأنس المنقطع بأعجوبة بعد سباحة طويلة امتدت من بعد صلاة عصر يوم الخميس إلى طلوع الشمس من يوم الجمعة .

لقد تبيّن لي بأن ذلك المعلم ما هو إلا برج حديدي في سكن لعمال إحدى الشركات التي تقع بين الطريق الذي يربط شاطئ نصف القمر ومنطقة العقير وهو ميناء الأحساء القديم.. ولقد حُدت عنه بفعل الموج وأصبح بيني وبينه مسافة يستحيل لمن في وضعي قطعها.. إنها منطقة مهجورة.. بعيدة عن الأنظار.. نائية عن حركة المسافرين وجلوس المتنزهين.. والوقت صباح يوم الجمعة، وهو وقت تقلُّ فيه حركة الناس.. لقد أدركت حينها بأن المعاناة لم تنته بعد، وأنه لابد لي أن أقضي فترة طويلة لأستعيد فيها قواي أو أن تبدأ حركة الناس ليزيد احتمال وصول من يسعفنا.. وما هي إلا لحظات فإذا بي أسمع صوت سيارة مسرعة قادمة إلينا.. لينزل منها سائقها وهو ينظر إلينا باستغراب ودهشة متسائلا: ما الذي جاء بكم إلى هذا المكان؟ قلت له: كنا غرقى من عصر أمس الخميس... فبكى من شدة الفرح وردد كلمات كثيرة فيها الحمد والشكر لله على نجاتنا، بعد ذلك قام صاحب بحملنا بكل مشقة حتى أركبنا السيارة.. وهو متعجب مما حدث لنا.. وذكر لنا بأنه ظننا من دواب البحر ولم يكن يتوقعنا من البشر حين رآنا من بعيد نزحف من البحر نحو الشاطئ .

لقد سخر الله لنا هذا الرجل ليساعدنا ونحن أحوج ما نكون إلى يد تساند وشربة ماء تسدُّ الرمق بعد أن أخذ منا العناء والظمأ والجوع كل مأخذ.. وقد أخبرنا بأنه يأتي لهذا المكان في الأسبوع مرة أو مرتين.. وهو يمارس هواية الصيد باستخدام الأقفاص وهي ما يُسمى عند أهل المنطقة الشرقية بـ ( القراقير ) وهو عبارة عن شبك مصنوع من السلك الحديدي وله فتحة على شكلٍ حلزوني، حيث يضع الصياد فيه طعاما ليكون طُعما لأسماك..

ذهب بنا السائق المنقذ إلى مركز خفر حرس الحدود بعد أن مشى بناء مسافة طويلة، وعند وصولنا وجدناهم في حصتهم الصباحيّة في استعراض عسكري، فاستأذن السائق من بوابة المركز وأدخلونا إلى غرفة الإسعاف.. وأحضروا لنا الماء.. فلا تسأل عن مذاقه بعد طول العناء.. وقاموا بتغسيلنا، ثم وضعوا لي وللطفل المغذي، وحضر لنا مسرعاً في أقل من دقائق قائد المركز ومعه بعض الجنود.. وكان رجلاً طيباً خلوقاً، تفاعل معنا بشكل كبير وقد أخبرناه بالخبر.. وطلبنا منه أن يفعل ما في وسعه لإنقاذ صاحبي، فأصدر أمراً على الفور لجميع الدوريات البحرية وما حولها من الدوريات الموجودة داخل البحر بالتحرك فوراً للبحث عن صاحبي.. وأمر القائد الدوريات أن تتفرق إلى عدة مجموعات تنطلق في أكثر من موقع نظراً لعدم قدرتي على تحديد موقعنا السابق، وقد اقترحت أن أشارك في عملية البحث غير أنهم أشاروا علي بالبقاء نظرا لمعاناتي من الإجهاد، و قد رجّح عدم مشاركتي إيثاري البقاء إلى جانب الصغير أنس.. وجلس القائد يسليني ويحاول أن يخفف عني المصاب لما رأى علي من الخوف والقلق على مصير صاحبي أبي أنس، وبعد أن تعرف على اسمه وشخصيته عرفه جيداً وبدأ عليه القلق مثلي، وقرأت في عينيه الخوف بأن صاحبي لن ينجو عندما علم أنه لا يجيد السباحة، ورأى استحالة صموده كل هذا الوقت، وقد أخبرني القائد على ذمته بأنه قبل أن يستيقظ لصلاة الفجر ليوم الجمعة سمع في المنام منادياً يقول له: قم .. فهناك بعض الغرقى في البحر أذهب فتول أمرهم .. ويقول: لقد نهضتُ مفزوعاً من هذا الحلم مع أذان الفجر وقلت أن هذا من الشيطان ..!! .

ولقد كان القائد يتابع جهود البحث والتحري مع الفرق المتحركة.. و دبَّ اليأسُ إلى أعضائها وكادوا يجمعون على أن صاحبي لا يوجد له أثر.. وأوصوا باستدعاء فرقة الضفادع البشرية للغوص والبحث عن جثته.. ولكنّي بيّنت للقائد بأن صاحبي كان متعلقاً بجالون وسترة نجاة، فإن جزمنا أنه قد مات فأين هي السترة والجالون الذي كان يمسك بهما؟!! فقال لي مباشرة: صدقت.. هذه علامة مؤكدة.. فتحدث بالجهاز اللاسلكي لجميع الدوريات البحرية بأنه لا عودة إلى المركز إلاّ ومعهم صاحبنا حياً أو ميتاً أو بإحضار الجالون والسترة التي كان يمسك بهما.. اقترحت على أنس أن نذهب نبحث في البحر فبكى خوفا من هذا الاقتراح وقد عانى من البحر ما عانى.. وذكرني بقول ابن الرومي في وصف البحر:


وأما بلاء البحر عندي فإنه ** طواني على روع مع الروح واقب

فأيسر إشفاقي من الماء أنني ** أمر به في الكوز مر المجانب

وأخشى الردى منه على كل شارب ** فكيف بأمْنيِه على كل راكب

وأثناء ما كنا نتحرى هذه الاتصالات التي تأتي من فرق الدوريات وبعد بحث وجهد من قبل الدوريات البحرية جاءنا البشير عن طريق الجهاز اللاسلكي أن صاحبنا قد تم العثور عليه وهو ممسك بطوق النجاة وبالجالون الذي كان يحمله فكان أحسن وأسعد خبر تلقيته في حياتي فتذكرت على الفور قول الله تعالى : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{88} نعم فإنه يوجد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من سينجيه الله بصورة عجيبة مثل نجاة صاحبي الذي نجا وهو لا يجيد السباحة إطلاقاً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .. وقد أخبرني بعض من قاموا بإنقاذه أنهم عندما رأوه ظنوه ميتاً لأنه لا يتحرك وكان على نفس الوضع الذي تركته عليه نائم على ظهره وممسكاً بطوق النجاة بيد والجالون باليد الأخرى ..

- يتبع -
__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.
  #5  
قديم 10/01/2011, 01:34 PM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي

خرجت أنا والقائد وبعض الموجودين في استقبال الشيخ الجليل، وكان أول ما سأل عنه صاحبي عند نزوله إلى أرض الشاطئ عن اتجاه القبلة وخر لله ساجداً لله وشاكراً لفضله.. وكنت قد نسيت سجود الشكر ولم يخطر على بالي هذا الأمر وعندما رأيت صاحبي سجدت معه حامداً الله سبحانه وتعالى على فضله وكرمه وإحسانه.. ثم عانقته أنا ومن حضر هذا الموقف المؤثر، وسلم على ابنه أنس.. فلله ما أروع مشهد اللقاء بعد الفراق المرّ.. ولله ما أجمل احتضانه لابنه الصغير وفرحته بسلامته.. ولله ما أقرّ عيني بأن جمع الله بينهما بعد أن كدت أتسبب في كارثة كبيرة لهذه العائلة الكريمة.. إنها فرحة مُشعلَةً بالدموع.. مُلفّعة بمشاعر الحبّ.. محاطة بأحاسيس الشكر والحمد لله عزّ وجلّ..


وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ** يظنان كل الظن ألاّ تلاقيا

إذا اكتحلت عيني بعينك لم تزل ** بخير وجلت غُمة عن فؤاديا

أوصلتنا دوريات حرس الحدود إلى سيارتي في مدينة الملك فهد الساحلية في الشاطئ الآخر.. وركبت أنا وصاحبي وابنه أنس وكان الحديث ذو شجون.. وتعجّب من هذه الرحلة الخطرة.. وقمت بإيصال صاحبي وابنه انس إلى منزله.. وكان حضوره مفاجأة لأقاربه وأصدقائه.. وجماعة مسجده.. والذين قضوا ليلتهم بحثا عنهُ في كل مكان ولم يعثروا له على أثر.. وأما أنا فلم يفقدني أحد لأني كنت أعزب وأغيب عن البيت بالأيام وهو أمر معتاد في منزل والدي .

وصلت إلى المنزل مع وقت خروج والدي حفظه الله ، حيث كان يخرج مبكراً إلى صلاة الجمعة ، ورآني أثناء خروجه من المنزل وأنا بلباس البحر ، فبادرته بالسلام وطفقت أشرح له القصة في حماس لأقدم له المفاجأة التي حدثت لي في البحر.. فانتهرني بشدة متسائلا كيف أكون في مثل هذا الوقت قادماً من البحر وأنا ارتدي الملابس الرياضية وداخل إلى المنزل والناس ذاهبون إلى أداء صلاة الجمعة.. فأردت أن أشرح له ما حدث.. ولكنه تركني وقطع علي طريق الحديث.. صليت الجمعة ودخلت بعدها في نوم عميق بعد يوم وليلة من السهر والخوف والجوع والظمأ.. وسجلت قصتنا في محاضرة مسجلة للشيخ سلمان العودة وكان عنوانها ( فقه إنكار المنكر ).. مجيبا على سؤال عن صحة الأنباء التي تتحدث عن وفاة صاحبي أبي أنس وأنه قد مات غرقاً في البحر فكان جواب الشيخ أنه لا صحة لهذه الأنباء ، وأنه لا يعلم إن كان هناك أخبار جديدة غير ما سمعه.. ثم ذكر أن الذي يعرفه أنه قد تعرض لحادث في البحر هو وابنه أنس ومعهم شخص آخر وقد نجوا بأعجوبة ثم ذكر القصة مختصرة ..

وأذكر أن صاحبي سأل فيها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله عن وضوئنا في البحر إذا لم يغمر الماء وجوهنا فقال له الشيخ: لا عليكم حرج ووضوؤكم صحيح ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ..

هذه هي قصتنا في البحر على حافة الموت.. بعيدا عن المبالغة والخيال.. وقد أعرضت عن بعض التفاصيل خشية الإطالة..

وكلما خطرت ببالي تساءلت هل صحيح أني نجوت من تلك المحنة الكبرى؟! وهل صحيحٌ أنَّ صاحبيّ الآن ينعمان بفسحة العُمر مثلي؟!! هل صحيحٌ أن ذلك الطفل الصغير (3سنوات) الذي رافقني في رحلة السباحة الطويلة أصبح اليوم رجلا يساند أبويه ويقوم بواجبه لخدمة دينه ومجتمعه؟!!

أسأل الله أن يجعل تلك الزيادة في أعمارنا زيادة خير وبركة وبر وإحسان.. وأن يرزقنا شكر نعمته.. وحسن عبادته..

انتهى..

أبو لـُجين إبراهيم

http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=2661

منقول من موقع ملتقى اهل الحديث
__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.
  #6  
قديم 10/01/2011, 02:09 PM
صورة عضوية ابو رضوان
ابو رضوان ابو رضوان غير متصل حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 22/07/2009
الإقامة: مسقط
الجنس: ذكر
المشاركات: 62
افتراضي

بارك الله فيك اخي.. قصة رائعة..اللهم احفظنا في البر والجو والبحر..
__________________
" تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " (القصص، 83)
  #7  
قديم 10/01/2011, 02:17 PM
النمس بيك النمس بيك غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 18/11/2010
الإقامة: حارة الضبع
الجنس: ذكر
المشاركات: 641
افتراضي

يا الهي كم هي قصة مؤثرة ومفيده

امن يجيب المضطر اذا دعا

بارك الله فيك اخي قصة مؤثرة وجميله جدا
  #8  
قديم 10/01/2011, 04:03 PM
صورة عضوية القطوف
القطوف القطوف غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 24/12/2010
الإقامة: مسقط
الجنس: أنثى
المشاركات: 948
افتراضي

ما شاء الله
قصه مؤثره جدا
خلصن دموعي
تشكر اخي
__________________
أللهم اني استودعك قلبي فلا تجعل فيه أحد سواك
وأستودعك لا إله إلا الله فلقني اياها عند الممات
...............................
إذا الشعب يوما أراد الحياة.........فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي................ولا بد للقيد أن ينكسر
  #9  
قديم 10/01/2011, 04:17 PM
صورة عضوية رجل من زمن المستحيل
رجل من زمن المستحيل رجل من زمن المستحيل غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 12/01/2008
الإقامة: سداب
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,159
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
دائما اتشوق لمواضيعك أخي الكريم
فلديك اختيار جميل
وفقك ربي لكل خير

قراأة أولية للموضوع
وسأعود مجدداً
لقراءة القصة كامله
وحفظ الله شيخنا المنجد
وبارك الله في علمه
__________________
إذا أردت أن تعيش سعيداً .. إنزع الحقد من قلبك ..وأي شئ يزعجنا في الآخرين يمكن أن يقودنا لفهم أنفسنا
علمتني الحياة .. أن ابتسم في الوقت الذي ينتظرني فيه الآخرون أن ابكي
يارحيم يارحمن أرحم وأغفر لأبي وأختي واجعل قبورهم رياض من رياض الجنة
  #10  
قديم 10/01/2011, 05:40 PM
صورة عضوية lumut valley
lumut valley lumut valley غير متصل حالياً
خاطر
 
تاريخ الانضمام: 19/12/2010
الإقامة: الفضاء
الجنس: ذكر
المشاركات: 7
افتراضي

الحمد لله ععلى الخاتمه الحلوه
وانا اقرا القصه اسأل نفسي هل الشيخ بيموت غرقان وانا كنت اتابع بعض من حلقاته في رمضان 1430هـ
" اللهم لك الحمد في كل شي وانت القادر على كل شي"
__________________
  #11  
قديم 11/01/2011, 10:00 AM
صورة عضوية محب الآل والأصحاب
محب الآل والأصحاب محب الآل والأصحاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 26/07/2008
الإقامة: سلطنة عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 538
افتراضي

حفظه الله وسلمه من كل مكروه

بارك الله بك يا أبن عبدالوهاب
__________________
حب الصحابة والقرابة سنةٌٌٌ

ألقى بها ربي أذا أحياني



قال الإمام النووي رحمه الله : ( براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين).
أبناء عائشة

http://rasoulallah.net/Aisha/style1/index.aspx
  #12  
قديم 11/01/2011, 11:28 AM
صورة عضوية الفارس النهدي
الفارس النهدي الفارس النهدي غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 26/05/2008
الإقامة: أرض اللبان
الجنس: ذكر
المشاركات: 731
افتراضي

قرأتها سابقاً وشدتني إلى نهايتها .. وفيها فوائد قيمة..
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد بن عبدالوهاب بارك الله فيك ولك ونفع بك الأمة
__________________
أروع ما سمعت
http://www.mediafire.com/?mzwrndewowe
***
العالم يتغير
اللهم غبطاً لا هبطاً
  #13  
قديم 11/01/2011, 02:26 PM
صورة عضوية نبض الورد
نبض الورد نبض الورد غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 07/03/2010
الإقامة: صلاله..
الجنس: أنثى
المشاركات: 785
افتراضي

كثر الله من امثاله


الحين بقراءها
__________________
,, سبحان الله وبحمدة .. سبحان الله العظيم "
يقول ابن عباس:

لو أطبقت السماء على الأرض لـ جعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها

ألا ترون قوله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجــًا)
  #14  
قديم 11/01/2011, 02:32 PM
صورة عضوية مستر سطان
مستر سطان مستر سطان غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 04/08/2010
الإقامة: عومان
الجنس: ذكر
المشاركات: 239
افتراضي

الله يعطي هالعافيه الشيخ

بس اتوقع والله اعلم يسوو زيادات فالقصه ويسووله دعايه اكثر من اللازم
  #15  
قديم 12/01/2011, 05:37 AM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي


بارك الله فيكم وشكر مرورمكم
رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل
وفقكم الله لللعمل بمايرضىسبحانه

__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.
  #16  
قديم 12/01/2011, 01:43 PM
صورة عضوية mustang shelby
mustang shelby mustang shelby غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 17/02/2010
الإقامة: جنب الموستنج انظفها
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى mustang shelby
افتراضي

ماشاء الله ..

قصة جمييلة جدا وفيها من العبر الكثير ..

مثل عدم ترك الصلاة لا في السراء ولا في الضراء ..

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
__________________

لا للتخميس ف السبلة
والي اشوفه يخمس فمواضيعي يا ويله

سهل أن نصوت على قرار .. صعب أن نعمل لتنفيذ القرار ..
في دمك حياة الاخرين
** في العيد الاربعين سيتمنى كل شخص بأن يكون عماني**
&& تمشي رياح بما لا تشتهي السفن خاطرك تشرب بيبسي تشرب سفن &&
عدم التدخل في شؤون الغير وعدم قبول تدخل الغير في شؤوننا الداخلية
مزاجي اليوم :
  #17  
قديم 13/01/2011, 03:35 AM
سيدابوحسين سيدابوحسين غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 28/10/2008
الإقامة: مصر
الجنس: ذكر
المشاركات: 396
افتراضي

شكر الله لكم واحسن الينا واياكم وبارك الله فيك وبك وعليك ولك
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة_لاتدع الوقت يمضي بدون ذكر الله _واتقي الله حيثما كنت واتبع السيئةالحسنة تموحها_عامل الناس كما تحب ان تعامل_احفظ الله يحفظك _تعرف علي الرخاءيعرفك في الشدة
الي كل المهتمين والباحثين عن الحق (السنةقبل الشيعةوبالعكس)
لكل كلام حجة ولكل قولآدليل

http://www.4ph.net/showthread.php?t=13546
http://www.11emam.com/vb/showthread.php?t=4051مهم جدا هذا الموقع للجميع
اسئل الله ان يهدينا جميعا الي الحق والي الطريق المستقيم
http://elrohh.forumegypt.net/رابط المنتدي الخاص بالعلاج بالرقية والاعشاب
للاستفسار عن العلاج بالاعشاب والحجامة والرقية الشرعية والقرأن الكريم ارجو التواصل علي الخاص او علي الايميل
  #18  
قديم 13/01/2011, 04:07 AM
اوبـار اوبـار غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 04/06/2010
الإقامة: ربــوة ظـــفار
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,440
افتراضي



تم حفظ القصة


بقراها لاحقاً

وحفظ الله المنجد

آخر تحرير بواسطة اوبـار : 13/01/2011 الساعة 04:15 AM
  #19  
قديم 13/01/2011, 04:57 AM
صورة عضوية احمر ابيض اخضر
احمر ابيض اخضر احمر ابيض اخضر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2008
الإقامة: بين السيفين والخنجر
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,473
افتراضي

اول مره اسمع عن هذا الشيخ

سابحث عنه قبل ان اقرا القصه

شكرا اخي
__________________
حماة 1970
نرفض المقارنات ..نرفض التقليل من انجازات الوطن
نعم للحوار الداخلي وشعارنا لا للفساد
بعد العيد عمان جديدة..معا نحو عمان افضل
السيد سيف بن علي البوسعيدي:وما خضاب الرجال الا الدم
العسكر قد يحكمون السياحه
  #20  
قديم 13/01/2011, 05:07 AM
اوبـار اوبـار غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 04/06/2010
الإقامة: ربــوة ظـــفار
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,440
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة احمر ابيض اخضر مشاهدة المشاركات
اول مره اسمع عن هذا الشيخ

سابحث عنه قبل ان اقرا القصه

شكرا اخي


طبيعي ما تعرفه

لانك ما تشاهد القنوات الدينية ...
  #21  
قديم 13/01/2011, 05:14 AM
صورة عضوية احمر ابيض اخضر
احمر ابيض اخضر احمر ابيض اخضر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2008
الإقامة: بين السيفين والخنجر
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,473
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة اوبـار مشاهدة المشاركات


طبيعي ما تعرفه

لانك ما تشاهد القنوات الدينية ...
لا ما عندي اشتراك في شبكة سبيس تون للاسف.

نبحث عن المشايخ في بيوتهم وكتبهم باذن الله وعسى الله يفيد بعلمهم جميع المسلمين وان يهدي الله بهم غير المسلمين.
__________________
حماة 1970
نرفض المقارنات ..نرفض التقليل من انجازات الوطن
نعم للحوار الداخلي وشعارنا لا للفساد
بعد العيد عمان جديدة..معا نحو عمان افضل
السيد سيف بن علي البوسعيدي:وما خضاب الرجال الا الدم
العسكر قد يحكمون السياحه
  #22  
قديم 13/01/2011, 05:18 AM
اوبـار اوبـار غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 04/06/2010
الإقامة: ربــوة ظـــفار
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,440
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة احمر ابيض اخضر مشاهدة المشاركات
لا ما عندي اشتراك في شبكة سبيس تون للاسف.

نبحث عن المشايخ في بيوتهم وكتبهم باذن الله وعسى الله يفيد بعلمهم جميع المسلمين وان يهدي الله بهم غير المسلمين.

الحمد لله على نعمة العقل ....



آمين ...
  #23  
قديم 13/01/2011, 03:56 PM
صورة عضوية محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2010
الجنس: ذكر
المشاركات: 247
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة سيدابوحسين مشاهدة المشاركات
شكر الله لكم واحسن الينا واياكم وبارك الله فيك وبك وعليك ولك
شكر الله لكم المرور

وهذه الدعوات الطيبة

وفقك الله لمرضاته
__________________
{ تنبيه }
.
ليس إسمي ( محمد بن عبد الوهاب )
.
وإنما هي شخصية دعوية وإصلاحية أعجبتني فأحببت أن أجعلها نصب عيني في الدعوة إلى الله تعالى
.

.
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
『◦』. . يَـ الله يَـآإ قَـلبيْ سَـرينآإ ◦◦ ضَـآإقَتْ الدنيـآإ عليـنآإ ◦ IPhone ☞ W.P + P!c . .『◦』 Shooly-Chan سبلة الوسائط والخلفيات والرسائل النصية للهواتف النقالة 19 09/12/2010 11:54 PM
[ معروض ] ˚◦˚◦ تشكيلة من أروع فساتين الاعراس و السهرة لكـي حواء ◦˚˚◦ FUND الملابس 26 13/10/2010 03:30 PM
[ معروض ] ..... للمبادلــــــــة العاب ˚◦˚◦˚◦˚◦ PS3 ˚◦˚◦˚◦˚◦ ℗ MEMATI إلكترونيات وألعاب 1 22/09/2010 08:49 PM
˚◦˚◦˚◦˚◦ طلبـــــــات مستعجلــــــــــــــة ˚◦˚◦˚◦˚◦˚◦˚ الكل يشارك ˚◦˚& ام منة الله أرشيف سوق المعروضات والطلبات الأخرى 368 17/03/2009 03:58 PM
˚◦˚◦˚◦˚◦ أتـعـلـمـيـن أي حــزن" يـبـعـث الـمـطــر؟!! ◦˚◦˚◦˚◦˚ ‏ღ♥ شــرواك ♥ღ سبلة التصميم 2 28/05/2008 05:28 PM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 04:38 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها