سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » السبلة الثقافية » سبلة الشعر الفصيح

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 03/02/2011, 04:12 AM
هشام مصطفى هشام مصطفى غير متصل حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 03/08/2007
الجنس: ذكر
المشاركات: 58
افتراضي ثقوب في ذاكرة النهر

ثُقوبٌ في ذاكِرَةِ النَّهْرِ
مُفْتَتَحٌ : ( أَنْتَ لا تَعْبُرُ النَّهْرَ مَرَّتَيْنِ )
هيراقليطس
أيُّها النيلُ تَمهَّلْ
وَدَعِ الْماءَ ...
بما فيكَ مِنَ السِّرِ
يلوحْ
لَيْسَ إلّاكَ الّذي ينبي
عَنِ الْماضي ... وَعَنّي ...
ويُجيبُ النَّفْسَ
عَنْ كُنْهِ الْجروحْ
خازِنَ التَّاريخِ
هل كُنْتُ سوى فصلٍ
بواديك المُعنَى
وسواقيكَ الّتي غَنَّتْ وأبْكَتْ ؟
فمتى كانَ الْفمُ الشَّاجي
يواري شَجْوَهُ
أوْ لا يَبوحْ
إيْهِ يا نيلَ الْحيارى
هلْ غدا الْحَرْفُ عقيما ؟!!
أوْ سرى الْبَوْحُ خطايا ؟!!
أوْ مضى يا نيلُ عُمْرٌ
فانْتَهتْ ذاكرةُ الشِّعْرِ
ولمْ يبْقَ سوى
ريْحِ الصّحاري حاكيا
أنَّاتِ موْجٍ ...
فيْكَ يعلو شَدْوُها حُزْنا
وأخرى ...
تَخْتَفي خَلْفَ الْقُروحْ ؟!!
كيْفَ شاخَ الْماءُ حتّى
لمْ يَعُدْ يُغري الصَّبايا
كيْ تُغَنّي فيكَ عِشقا
حيْنَ يأتيْنَ ضفافَ النَّهْرِ
يَغْسِلْنَ ...
شِغافَ الْقلبِ ...
مِنْ حُبٍّ يفوحْ
وانْزوى مَجْرَاكَ صمتا
بيْنَ سيقاني الْمباني الصُمِّ
عَنْ لَحْنِ الصَّبا
أوْ شَدْوِ صيّاديكَ
( إذْ يُلْقونَ طرفا ...
مِنْ شباكِ الْحُلمِ )
في الدُّنيا الْجَموحْ
أجفا جُنْدُولَ ( طه )
سِحْرُ أجْفانِ الْعذارى
إذْ يهبْنَ الليلَ عِطرا
مِنْ أهازيجِ الْحَصادِ الْمُرِّ
للْعُمرِ الْموشّى
بيد الْحرمانِ
مِنْ يومٍ صَبوحْ
أم خلا مِنْ ضفّتيْ واديكّ
فلّاحوكَ بحثا عنْ
رغيفٍ منْ عجينِ الْقَهْرِ
والشَّاي الْمُحلى
ببقايا الْخَوْفِ مِنْ ذِكْرى
ـ بلونِ الصَّبْرِ ـ
مازالتْ تنوحْ
أيْنَ يا نيلُ ...
زمانُ الْحبِّ والْعِشْقِ الْمُحنى
بابتساماتِ الرَّوابي
حيْثُ لا شيءَ سوى
خَمْرِ الأماني
للْغدِ الْمُنْسابِ رقصا
في وريدِ الزَّرع ِ
والْيومِ الطَموحْ
كمْ غدا الْماءُ غريبا
عنْ نَخيلِ الشَّطِ
والصَّفْصافِ ... والنَّاي
وموّالِ فتىً أَسْمرَ
في عيْنيْهِ نامتْ أُمْنياتٌ
سافرتْ ...
عِبْرَ جِبالِ الْمِلْحِ
في أقْصى حوافِ الذاتِ
شوقا للسُفوحْ
آهِ يا نيلَ الْحيارى
ذاتِ عِشْقٍ إذْ تلاقتْ
شَهْوَةُ الْماءِ النَّجاشيِّ
بِشَوْقِ الْأرْضِ حتّى أنْجَبَتْ
مِنْ سَمْتِ طَمْي الْحُبِّ
طفلا ...
أرْضَعَتْهُ الأرْضُ عشْقا
للبقاءْ
ألْبَسَتْهُ الشَّمْسُ
ثوبَ السّمْرَةِ الْمَنْسوجَ طُهْرا
مِنْ جِرارِ الضيِّ
في قَلْبِ السَّماءْ
أدرى الْماءُ ...
بأنَّ الطِّفْلَ قَدّتْ
كَفُّ ( سِتْ )
أوْصالَهُ ... ثُمَّ أزاحتْ
حَبْلَهُ السُّريَّ عَنْ ( إيزيس )
حَتَّى غرَّبتْ عَنْ روحهِ
حبَّ الْغِناءْ
صار مَفْتونا بعطْرِ الْغُربةِ الجوفاءِ
لا يدري سوى
طَعْمِ الرَّحيلِ الْمُرِّ
مِنْ كَفِّ الْيدِ الْعَطْشى ...
إلى كَفِّ الْفناءْ ...
هاربٌ مِنْ دَمِهِ
يَحْمِلُ ماضيْهِ ...
على رأسِ الْأسى الْمَسْجونِ
في جُبِّ غَدِ التِّيْهِ
وأيّامي التَّمَنِّي ...
واغْترابٍ كالرَّحى
لا قَلْبَ يشجيها
ولا ينْهى خطاويها
رجاءْ
شابَ قَلْبُ الطِّفْلِ أمْ
صارتْ مياهُ النّهْرِ
لا تروي شرايينَ الْهوى ؟!!
فانْفضَّ شَمْلُ الْحُبِّ
عَنْ واديكَ حتّى أقْفَرَتْ
بوحُ الْقوافي ...
عَنْ عِناقِ الْماءِ
كيْ يحكي لُقاها
سرَّكَ الثَّاوي على بابِ الشَّقاءْ
عُدْتُ يا نيلُ فهل ْ
عاد النَّسيمُ الْحلوُ يُطْفي
حرَّ قلْبِ الصّاديَ الْمُلْتاعِ
أوْ يُشْفي غليلا ...
لربي وَلْهى إلى أمْشاجِ حُلْمٍ
لا يروحْ
أنْتَ لمْ تَعْبأْ ...
لم الحُزْنُ غدا أوْرِدَةً
في أحْرُفِ الشِّعْرِ وآهاتِ الحيارى
لمْ يَعُدْ مَجْرَاكَ رَتْعا
للأماني أوْ هُدى
أمْسَيْتَ جسْما دون روحْ
شعر / هشام مصطفى
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
برنامج ذاكرة وطن الذي يعرض في تلفزيون عمان ماهكذا ذاكرة العماني سلطان البسطاء السبلة العامة 1 21/12/2010 12:30 AM
اختبار النهر alaryaf aljafh السبلة الدينية 7 05/09/2010 06:03 PM
النهر الأطول في العالم...!!! OMNEng السبلة العلمية 12 07/06/2010 09:53 AM
كيف انقل الرسائل من ذاكرة إلى ذاكرة اخرى A N M سبلة الدعم الفني وطلبات التطبيقات للهواتف النقالة 2 22/11/2009 11:47 AM
من البحر إلى النهر حلم تبدد مقداد 24-2008 سبلة السياسة والاقتصاد 1 29/10/2008 10:12 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 08:48 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها