سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة العامة

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 24/04/2010, 01:38 PM
الصباح الباكر الصباح الباكر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/10/2009
الإقامة: في القمم
الجنس: ذكر
المشاركات: 906
افتراضي بين المدير والساموراي ( هل تعرف كيف تدير دون أن تدير ؟ )

بلغ أشباله مبلغ الرجال أو كادوا، وبعد أن درّبهم وربّاهم يوماً بعد يوم وسنةً بعد سنة أراد تسوكاهارا بوكودين -أحد رجال الساموراي العظام في تاريخ اليابان- اختبار أولئك الشبّان وتقدير جدارتهم بحمل ذلك الشرف العظيم: السيف.

وضع بوكودين وسادةً فوق عمود الستارة على باب غرفته بحيث تقع الوسادة على الداخل إلى الغرفة لدى احتكاكه بالستارة. ثم بدأ باختبار ابنه الأكبر فاستدعاه إليه.

هبّ الشاب إلى أبيه وقبل دخوله الغرفة لاحظ الوسادة فمدّ يده وأمسكها ثم دخل وتكلّم مع أبيه ثمّ ركّزها في موضعها وهو يخرج.
وبعد ذلك استدعي الابن الأوسط.
أسرع الشاب ملبياً ودفع الستارة وهو داخل.. وفي اللحظة ذاتها شعر بوقوع الوسادة فمد يديه الاثنتين وأمسكها وأعادها إلى موضعها.
وعندما استدعي الابن الأصغر طار إلى أبيه كالإعصار.
دخل الغرفة ساحباً الستارة فوقعت الوسادة وكادت أن تلامس ظهره، لكنّه استل سيفه كالبرق وانتهت الوسادة أرباعاً قبل أن تصل الأرض!

انتهى الاختبار. وأعلن بوكودين حكمه:
- يستحق الابن الأكبر عن جدارة الانضمام إلى حملة سيف الساموراي الحقيقيّين، وقدّم له سيفاً.
- ينبغي على الابن الأوسط متابعة تدريبه بمزيد من الوعي والاجتهاد.
- والابن الأصغر! يا حسرةً على أيام التدريب والإرشاد.. إنّه عارٌ على تلك العائلة العريقة!

تبيّن تلك الحكاية أن حمل السيف كما ينبغي هو أمر أكبر بكثير من إجادة تقنيات ذلك الفن. وينطبق القول نفسه على فن الإدارة أو أيّ فن آخر.

تعرف كيف تدير!.. فهل تعرف كيف لا تدير؟
من المشاهد الأكثر شيوعاً في حياتنا مشهد ذلك المدير المشغول دائماً وأبداً، والهادر بالنشاط والحركة دائماً وأبداً، الذي يهجم على المشكلات هجوماً لا يعرف الضعف أو التردّد ولا يجدُ متعةً أكبر من متعة مواجهة المشكلات والتغلّب عليها. مثل الابن الأصغر لبوكودين الذي يملؤه بالسرور والفخر منظر الريش المتطاير من الوسادة التي مزّقها سيفه البتّار، فإنّ هذا المدير ينقصه الكثير، ولو استطاعت مهنية الإدارة الحقيقيّة أن تتبرّأ منه لفعلت.

لماذا؟ لأن فن الإدارة الحقيقيّ لا شأن له بحل المشكلات، إنّه فن منع المشكلات. لا شأن له بالخروج من المآزق، إنّه فن الاستبصار وعدم الوقوع في المآزق من خلال القيام الصحيح بوظائف التخطيط والتنظيم والسيطرة.

كلما ازداد عدد المشكلات التي يتورّط المدير في حلّها أو ينشغل بها كلّما ازداد البعد بينه وبين ممارسة الإدارة الحقيقيّة وازدادت الدلالة وضوحاً على اختلال أو انعدام قيامه بالوظائف الحقيقيّة المفترض قيامه بها من تخطيط وتنظيم وسيطرة. إنّ ما يقوم به في الواقع هو: زعزعةٌ للسيطرة أو تخلٍّ عنها.

مثل تحقيق أرقى صور النصر لدى الفرسان الحقيقيّين، النصر دون قتال وهزيمة العدو دون سلّ السيوف، فإنّ المدير الحقيقيّ يعرف كيف يدير دون أن يدير.

استخدام السيف ليس غاية. تعلّم كيف تحمل سيف الإدارة حملاً يغنيك عن استخدامه.
بالنار يمتحن الذهب، وبالموت يمتحن الفرسان
فكيف تمتحن نفسك وقادة شركتك؟
ومن قصص الساموراي المعبّرة أيضاً قصة ذاك المقاتل الذي كان يعمل في الحرس الشخصيّ لأحد شوجونات اليابان (الشوجن لقب قديم للقادة العسكريين الذين كان واحدهم يحكم بالفعل حكماً إقطاعياً منطقةً معينة تحت اسم الإمبراطور).

توجّه ذلك المقاتل إلى تاجيما نوكامي أحد كبار معلّمي المبارزة حتّى يتدرّب على يديه. وصل المقاتل، وعندما تفرّس المعلم في وجهه وعينيه سأله: أين تعلّمت فن حمل السيف؟

فوجيء المقاتل بالسؤال وقال للمعلم: ليس في أيّ مكان! وأنا لستُ بخبير في فن حمل السيف. لقد أتيت إليك كي تعلّمني ذلك!

أصرّ تاجيما على قوله إنّ ذلك التلميذ يعرف كيف يحمل السيف، بل إنّه محترف حقيقيّ، وأصرّ المقاتل على أنّه لا يعرف! وأخيراً سأله تاجيما:
- دعنا من حمل السيف يا بنيّ! ألست تتقن شيئاً آخر؟
بعد لحظات من التفكير قال المقاتل: منذ صغري وبداية سلوكي مسلك الساموراي تعلّمت أن لا أخشى الموت في أيّ موقف. لم تعد فكرة الموت ترهبني أبداً. فهل تقصد بسؤالك تجاوز الخوف من الموت يا معلّم؟
- تماماً هذا ما أقصده! وهل جعلني معلّم سيف إلاّ تغلّبي على الخوف من الموت؟

إن الاختبار النهائي للبراعة في فن حمل السيف هو اختبار الخوف من الموت، ومن بين تلاميذي الكثيرين البارعين حقاً في استخدام السيف لم تفلح إلاّ قلة نادرةٌ في تجاوز هذا الاختبار والتغلّب على الخوف من الموت. هكذا قال تاجيما وودّع التلميذ الذي لم يكن في حاجة إلى تدريبه.

هل يغرق قادتك قبل سفينتهم أم بعدها؟
في الواقع لا يموت المديرون في سبيل شركاتهم كما يموت الساموراي في سبيل سيّده الشوجن وإنما تأتيهم آجالهم وهم وراء مكاتبهم. ومع ذلك يبقى نجاح الساموراي في مواجهة الموت في فن حمل السيف يوازي ما نراه في فن الإدارة من تقبّل المدير المسؤولية عن قراراته وتحمّله كل تبعاتها مهما كانت.

إن الاختبار النهائيّ الحاسم لاحترافية المدير هو ليس كم لديه من تقنيات وخبرة وطاقة، وإنّما هو تصميمه المطلق على الوقوف خلف مبادئه وقراراته في الشركة، والوصول في ذلك في كثير من الأحيان إلى حدّ الإقدام على تضحيات لا تقل عن الإقدام على الموت: التضحية بمستقبله وبوقت عائلته.

هل يقود شركتك مديرون أم لاعبو خفّة؟
لسوء الحظ، فإن كثيراً ممن يحملون لقب مدير، ويقبضون أجر مدير لا تتكشّف مظاهرهم في النهاية إلاّ عن مخضرمين في فنون الخفّة والتملّص من المآزق عندما تقع المشكلات ويعلو الماء في السفينة المكافحة بين الأمواج.

لا يتقن هؤلاء المديرون الاسميّون إلاّ حيلةً واحدة يتعلّمونها من خلال التكرار: حيلة التملّص من المسؤولية. وفي تطبيق حركة الخفة المشهورة هذه تلاحظ طريقتان:
- الطريقة الأولى هي تواري "المدير" عن الأنظار بسبب مشكلةٍ وقعت بسببه. ويُلجأ إلى هذه الطريقة عندما يتوفّر لدى اللاعب وقتٌ كافٍ للاختباء وصرف الأنظار إلى أحدٍ آخر.
- والطريقة الثانية هي المسارعة بتوجيه الاتهام إلى أيّ أحد وتلفيق ما يحمّله المسؤولية، ويلجأ إليها اللاعب عندما ترفع الستائر عن الحقائق فجأةً ولا يتوفر لديه وقتٌ كافٍ لتحضير مناورة الاختباء.

كثيرٌ من المديرين لا تجد لديهم مهارةً سوى مهارة النجاة بجلودهم من المآزق التي تنجم في معظم الأحيان عن تصرّفاتهم وقراراتهم. ولسوء الحظ فإن هذه النوعية من المديرين الاسميين تزداد يوماً بعد يوم.
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 24/04/2010, 01:45 PM
الصباح الباكر الصباح الباكر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/10/2009
الإقامة: في القمم
الجنس: ذكر
المشاركات: 906
افتراضي

أرجو الاستفادة والمشاركة الطيبة
  #3  
قديم 24/04/2010, 01:56 PM
الصباح الباكر الصباح الباكر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/10/2009
الإقامة: في القمم
الجنس: ذكر
المشاركات: 906
افتراضي

مختصر القصة فن الإدارة
  #4  
قديم 24/04/2010, 01:58 PM
صورة عضوية دكتور مجنون
دكتور مجنون دكتور مجنون غير متصل حالياً
عضو فوق العادة
 
تاريخ الانضمام: 05/01/2007
الإقامة: كنت هناك والحين رجعت !
الجنس: ذكر
المشاركات: 12,563
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى دكتور مجنون
افتراضي

يسعد مسائك
الادارة فن من الفنون الجميله
طرحك قيم عزيزي
بس طويل !
تسلم
__________________
عزيزي المواطن العربي بخصوص كل أسبوع ينطرد رئيس !
استار أكاديمي مثلا..!
موه تشوف
  #5  
قديم 24/04/2010, 02:00 PM
الصباح الباكر الصباح الباكر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/10/2009
الإقامة: في القمم
الجنس: ذكر
المشاركات: 906
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة دكتور مجنون مشاهدة المشاركات
يسعد مسائك
الادارة فن من الفنون الجميله
طرحك قيم عزيزي
بس طويل !
تسلم
شكرا أخي دكتور مجنون على مرورك الطيب

هي فن صحيح بس ارجو قراءة الموضوع فهو جميل
  #6  
قديم 24/04/2010, 02:24 PM
الفيصل2009 الفيصل2009 غير متصل حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 19/05/2009
الإقامة: العالم
الجنس: ذكر
المشاركات: 54
افتراضي

سلمت اناملك
طرح سلس وممتاز
فعلا الادارة فن ، لكن اجد ان ادارة الازمات بحد ذاتها ايضا احد فنون الادارة ، فكانك الغيت ذلك الفن حين قلت ( الفن في الادارة لا ان تحل المشكلة بالقدر الذي تمنع وقوعها ) ففي ذلك لا اشاطرئك الراي .ولعلني مخطأ فارجو التصحيح لي .

دام قلمك نبراسا للمعرفة
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
لحظة لو سمحت .......هل تعرف كيف تدير نقاش ناجح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ملك الأشباح السبلة العامة 20 19/01/2010 07:07 PM
التراث بخير ، يوم بني بنجال بخير المندوب السامي سبلة ترويح القلوب 564 31/10/2009 02:42 PM
مصر لسه بخير .. (!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) موستانج السبلة العامة 25 05/05/2009 03:03 PM
تخير هام جدا جدا جدا قلب جامد السبلة العامة 11 25/04/2009 03:35 PM
كل عام وعمان بخير وجلالة السلطان بخير والعيد يوم الثلاثاء كلمه الحق سبلة السياسة والاقتصاد 2 08/12/2008 12:09 PM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:24 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها