^^^ زُغْـرُودَةٌ مِنْ ذَاكِرَةِ الغُرُوبِ ^^^

[شطحات جنون]

.

.


زُغْـرُودَةٌ مِنْ ذَاكِرَةِ الغُرُوبِ

- أَحْمَدْ تَعَالْ بْثـرْعَة! ثـقـْـوَانِي ثــَــلْهنْ الفَلَجْ!
- كِيفْ شَلْهنْ نُوبَهْ؟!
- كْنْتْ أَثَـبّحْهِنْ، وَتْــذَحْـلـقَـنْ من يْدِينِي!
- تْسَبّحْ سقـْــوَانْ؟! منْ وَصّاكْ عَليهنْ؟!
- انْتهْ تَعَالْ! تَوْ بيْثـرْبَنْ مَايْ وَاجدْ وْبَيْمُوتنْ!
- يْشرْبَنْ مُوهْ؟ أيْغرْقَنْ قُولْ! زِينْ أَنـفـْـتَـكّ منْهنْ ترَاكْ صَدّعْتنَا بهنْ! جَاينّكْ تَوْ.

تُتَابِعُ رِجْلَاهُ النّحِيلَتَانِ سَرْدَ حِكَايَةٍ إيقَاعِيّةٍ سَرِيعَةٍ نَحْوَ السّاقِيَةِ فَأبْتَسِمُ لِسَذَاجَتِهِ. رُغْمَ مُشَاكَسَاتِهِ التِي دَوْمًا مَا يَلْجَأُ إلَيّ فِي ضَبْطِ نِهَايَاتِهَا كَيْ لَا تُبْكِيهِ، إلّا أنّهُ [عَصْفُور الْبِيتْ] كَمَا يُحِبّ أنْ يُنَادِيهِ وَالِدِي.

أتْرُكُ مَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ حَاسِبَةٍ وَنـُـثَارَةِ أرْقَامٍ حِبْرِيّةٍ لِأنْطَلِقَ لَاحِقًا بِهِ قَبْلَ أنْ تُرِيقَ عَيْنَاهُ مَاءَهُمَا عَلَى فِرَاقِ فِرَاخِهِ الصّغِيرَةِ، فَتَغْرَقُ المَزْرَعَةُ بِحُلُولِ اللّيْلِ!

- أحْمَـــــــدْ! تَــعَــــــــــــالْ!

يَضْؤلُ حَجْمُهُ شَيْئًا فَشَيْئًا إلَى أنْ تَتَبَقّى مِنْ هَيْئَتِهِ نُقْطَةٌ مَرْئِيّةٌ لَا أُمَيّزُ لَوْنَهَا.. ثُمّ تَخْتَفِي.

عَلَى صَفْحَةِ الأَرْضِ تُعَتِّقُ السُّمْرَةُ وَجْهَ الطّينِ الّذِي تَنْبَعِثُ مِنْهُ آدَمِيَّتِي، تَمْتَزِجُ بِتلْكَ الجُذُورِ الضّارِبَةِ سُحْقَ الْأَرْضِ أنَامِلُ جَدِّي المُورِقَةِ عُذُوقــًا، نـَـخِيلٌ عَرِيقَةُ المَلَامِحِ يَزُفّهَا الجَلَالُ، تـُـلْقِي ظِلَالَهَا وَرْفــًا مِنَ سُكُونٍ لَا يَسْتَفِزُّهُ سِوَى الخَرِيرُ، وَالنّهَارُ المُشْرَبُ حُمْرَةً يُوَلّي إشْرَاقَهُ شَطْرَ المَغْرِبِ لِيَتَلَطّخَ الأُفْقُ بِآخِرِ سُلَالَةٍ ضَوْئِيّةٍ تَنَاسَلَتْ مِنْ شَمْسِ اليَوْمِ.

- أحْمــَـــدْ!
- زِينْ زِينْ جَاينّكْ يالسّنّورْ!
- أنَا عَـثـْــفُورْ مَا ثَــنّورْ!

تُصَافِحُ يَدَاهُ سُخُونَةُ المَاءِ فـَتغْرِسُ ارْتِجَافَاتٌ أصَابِعَهَا فِي جَسَدِهِ الصّغِيرِ، يَسْتَلُّهُمَا مِنَ السّاقِيَةِ بِحَرَكَةٍ سَرِيعَةٍ وَيُقَوْقِعُهُمَا أَمَامَ ثَغْرِهِ ثُمّ يُلَاطِفُهُمَا بِأنْفَاسِهِ المُتَلَاحِقَةِ، يُعَانِقُ امْتِدَادُ بَصَرِهِ عَيْنَيَّ لِلَحْظَةٍ.. وَبَرِيقٌ يُؤَلّقُ مُقْلَتَيْهِ فَيُوشِكُ أنْ يُدَلِّي مِنْ طَرْفِهِ دَمْعَةً...

- هِينْهنْ؟
- مَاعرفْ! هْنَا مْـثـَبّحنْهنْ!

نُبَاحٌ شَرِسٌ يُحَطِّمُ أصْفَادَ الهُدُوءِ فَتُطْلِقُ الفَزْعَةُ سَاقَيْهَا لِدَهَالِيزِ تَفْكِيرِهِ...

- كَلْهِن الكَلْبْ..!

يَرْفَعُ حَاجِبَيْ الدّهْشَةِ مُوَسِّعًا حَدَقَتَيْهِ، يَتَعَرّجُ جَبِينـُـهُ المُنْبَسِطُ.. وَتَتَقـَـوّسُ شَفَتَاهُ للأسْفَلِ مَعَ اهْتِزَازَةٍ تَسْكُنُ أطْرَافـَـهَا، ثــُـمَّ يَخْتَرِطُ فِي البُكَاءِ! أدْنُو مِنْهُ.. أُرَبِّتُ عَلَى مِسَاحَةِ كَتِفِهِ الصّغِيرَةِ عَلِّي بِذلِكَ أُسْكِنُ قــَـلَقَ حَنَايَايَ...

- عَثْـفـُــورْ.. قُولْ آَمِينْ..
- حَ مُوهْ؟
- بَنْفَصّلْ لكْ دشْدَاشَة جَدِيدَة عَشَانْ تْسِير بْهَا ملْكَة ْ!

تَتَقَلّصُ مِسَاحَاتِ الحُزْنِ لَتَنْبَسِطَ الحِيرَةُ عَلَى وَجْهِهِ...

- ذَا أبْويِ مَا يثلـْـنِي ملْكَة ْ! يْقُولْ أنَا عَثْفُورْ!
- مَا بَاغِي تْسِيرْ؟! أبُوي أيْشلّكْ الملْكَة بُو أقُولّكْ عَنْهَا، انْتهْ بَسْ قُولْ آمِينْ!

يُصَوِّبُنِي بنَظْرَةِ اسْتِيَاءٍ حَادّةٍ مُخْفِيًا وَرَاءَهَا انْتِشَاءً طُفُولِيًا، فَيَقـُـولُهَا.. ثُمَّ يُوَلّي مُهَرْوِلًا نَحْوَ [اللّومِيّة] حَيْثُ يُحْيِي طُقُوسَ الأذَانِ تسْعَ مَرّاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللـّيْلَةِ! أفْتَرِشُ الثَّرَى مَهْجَعًا لِي، فَيَحْتَضِنُ الصَّمْتُ جَسَدِي حَرْفًا تَائِهًا يَبْحَثُ عَنْ سَطْرٍ يَلْجَأُ إِلَيْهِ بَيْنَ أَوْرَاقِ الغُرُوبِ.

يَأسُرُنِي المَغِيبُ، فَأنْسَكِبُ شَفَقًا بَيْنَ جَفْنَي الشّمْسِ لِتُطْفِئَ عَيْنَيْهَا عَلَى مَهَلٍ، وَأسْرَابُ اللّيْلِ تَزْحَفُ نَحْوِي، فَتَقْطِفُ مِنْ عَيْنَيَّ وَسَنِي، وَتُعَبِّئُ بِهِ أعْشَاشَ النّجُومِ لِيَرْبُو بَيْنَهَا مُؤَرِّقِي. يَمْتَدُّ الغَسَقُ إلَى سَمَائِيَ السَّابِعَةِ، وَبَعْضِي يُضَمِّدُ الحَلَكَ بِقُصَاصَاتِ ضَوْءٍ وَرّقَتْهَا الرُّوحُ، حَتّى إذَا مَا اللّيْلُ يَنْفُثُ فِيَّ عِتْقًا مِنَ الزَّمَانِ، تَكْتَظُّ بِسَوَادِهِ تَفَاصِيلٌ صَاخِبَةٌ، قَرْعُ طُبُولٍ وَأهَازِيجٌ تَنْسَلُّ بَيْنَ أصَابِعِ الفَجْرِ، فَيَتَفَجّرُ الصُبْحُ بَيْنَ يَدَيَّ سَاكِبًا صَوْتًـا غـَـضًّا عَلَى مَسْمَعِي. أُزِيلُ فُتَاتَ النّوْمِ مِنْ عَيْنَيَّ، فَألْتَفِتُ نَحْوَ مَصْدَرِ الصّوْتِ مَشْدُوهًا..

- ثقـْـوَانِي ثَـلْـهـنْ الفَـلَـجْ!

أُحَمْلِقُ فِيهِ مُتَعَجِّبًـا، فَإذَا بِقَسَمَاتِـهِ تَـنْفُثُ فِي دَاخِلِي زُغْرُودَةً تـَـلِيدَةً تَأبَى الانْقِرَاضَ!

- وِيشْ تْقُولْ حَبِيبِي؟!
- ثقـْـوَانِي ثَـلْـهـنْ الفَـلَـجْ!

أُلَمْلِمُنِي مِنْ بَعْثَرَةِ الذّهُولِ قَبْلَ أنْ يَفْطِرَ دَمْعُهُ المُتَوَارِي خَافِقِي...

- تـَـ تْ تَـ تَوْ جَاينَّكْ.. تَوْ!

تُتَابِعُ رِجْلَاهُ النّحِيلَتَانِ سَرْدَ حِكَايَةٍ إيقَاعِيّةٍ سَرِيعَةٍ نَحْوَ السَّــاقِـيـَـ...

- أبـــُــووووووووويْ.. تَــعَـــــالْ!

شَطَـحَــاتُ جُــنُــونْ

.

.

[حمد المخيني]

رائعة إلى البعيد
..
..

رغم أن الفكرة مطروحة , ولكنك ابدعتي في تشكيلها وسردها

أحيَ قلمك المذهل أختاه ..

بخير كوني

[عمانية حالمة]

روعه...لا تسكن
..............سوى موطن الـــــــــــجلال...!!

لك ياسمين

[هلال البادي]

سأجد وقتا لقول رأي ما

مودتي

[شطحات جنون]

أرسل أصلا بواسطة حمد المخيني

رائعة إلى البعيد
..
..

رغم أن الفكرة مطروحة , ولكنك ابدعتي في تشكيلها وسردها

أحيَ قلمك المذهل أختاه ..

بخير كوني

حَـمَـد/ الوَاعِـدُ..

شُكْرًا لَكَ/ لِحُضُورِكْ/ لِإِطْـرَائِـكَ

بُورِكْتْ..
تَحِيَّــةٌ..

[شطحات جنون]

أرسل أصلا بواسطة عمانية حالمة

روعه...لا تسكن
..............سوى موطن الجلال...!!

لك ياسمين

شُكْرًا لَكِ حَالِمَة

وَلَكِ البَنَفْسَجُ..

[الم ودموع]

ممتعة لك باقة ورد


لك الود

[بنت الراشد2009]

وسرد قلمك أجمل النفحات

كنت هنا

وثقواني ثلهن الفلج

فائقُ حبي

[الحرف الحزين]

شطحات جنون
جميلةُ الحرف أنتِ بأي لونٍ تأتين به
لروحكِ إكليل ود