حصاد الفشل!! اتحاداتنا الموقرة

[alkiyumi]

ونحن على بعد ثلاثة أشهر من توديع عام 2008 واستقبال عام 2009 هناك سؤال هام وخطير يطرح نفسه وهو، ماذا حققنا على المستوى الرياضي خصوصاً في مشاركاتنا الخارجية هذا العام ؟ لاسيما وأن جميع مشاركاتنا انقضت باستثناء منافسة النهضة على كأس الاتحاد الآسيوي والتي لا يتوقع أن يمضي فيها الفريق بعيداً نظراً للعديد من المعطيات التي لا مجال للخوض فيها الآن، ومشاركة طائرة الشباب في بطولة مجلس التعاون بالبحرين والتي نتائجها لا تبشر بالجديد بعد أن جمع الفريق 3 نقاط من أصل تسع.
إن إخفاق فريق في بطولة معينة للعبة معينة أو حتى فريقين أو أربعة أمر طبيعي ولا يثير التساؤل ولا يسبب أي إزعاج إلا لدى من تعود الصعود على المنصات. أما أن تخفق في كل مشاركاتك، فهذا هو الفشل الذريع. إن الخسائر التي منيت بها رياضتنا المحلية خلال هذا العام يجب أن لا تمر مرور الكرام، ولابد من وقفة حقيقية ومراجعة دقيقة، للوصول لمكمن الخلل، فالوعود والشعارات الملونة لن تحقق إنجازات ما لم يرافقها عمل جاد وصادق.
جميع الاتحادات الرياضية هذا العام فشلت في تحقيق أي إنجاز حقيقي رغم تنوع مشاركاتها، الأمر الذي يلقى الكرة في ملعب وزارة الشؤون الرياضية، ويضعها تحت مجهر المساءلة على أساس أنها الشجرة والبقية الفروع؛ لأن الفشل هنا لا يتعلق بلعبة رياضية معينة بل بغالبية الألعاب، فهل يعقل أننا إلى الآن نتحدث عن الاحتكاك وتسجيل الحضور؟ وكيف تسمح الوزارة باستمرار هذا الوضع؟ فبينما دول مجاورة تحقق الإنجاز تلو الآخر ما زلنا نحن نخطوة للأمام خطوة وللخلف عشر خطوات.
النهضة وظفار ممثلا السلطنة في بطولة أندية مجلس التعاون يسجلان حضوراً باهتاً ويخرجان من الأدوار التمهيدية، مخيبين بذلك آمال جماهيرهما بتحقيق إنجاز يفرحها، خاصة بعد الظهور القوي للنصر والمقبول لمسقط في نسختها السابقة.
منتخبات الناشئون والشباب من إخفاق لآخر سواء في اليد أو السلة أو القدم أو الهوكي، والأمر ذاته ينطبق على الفرق الأولى لهذه اللعبات؛ فمعظم المنافسات التي شاركنا فيها هذا العام خرجنا منها بخفي حنين بداية من تصفيات كأس العالم وانتهاءاً بالأولمبياد والمشاركة المخيبة للآمال فيه، إلا إذا عد المركز الثالث الذي أحرزه الناشئين في بطولة مجلس التعاون لمنتخبات الناشئين التي شارك فيها أربعة منتخبات إنجازاً، أو حصول طائرتنا الشاطئية على نفس المركز في الودية التي استضافتها السلطنة في صلالة!
إن ما قالته البطلة الأولمبية السورية السابقة غادة شعاع في قناة أبو ظبي الرياضية تعليقاً على تصريح خولة الرواحية الذي جاء فيه أن السلطنة ذهبت إلى بكين من أجل الإحتكاك يفضح واقعنا الرياضي المرير ويعريه، فهذه البطلة أبدت استغرابها من ذلك وعلقت عليه قائلة: (إن الدورات الأولمبية ليست مجالاً للاحتكاك بل للمنافسة ومن يريد أن يحتك فليقم بذلك في البطولات الودية أو الإقليمية وليس في الأولمبياد) مبديةً استغرابها من اتحاد القوى في السلطنة والآلية التي يعمل بها، ربما الكثيرون في السلطنة لم يشاهدوا هذا الحلقة ولكن من فعل لا بد وأن أصيب بالحرقة التي لسعتني وأنا أسمع تعليق شعاع على تصريح الرواحية.
نحن نحتك بينما جميع دول مجلس التعاون عانقت المعدن الأولمبي النفيس، فهل هناك خيبة وشعور بالنقص من كوننا الوحيدين بين جيراننا دون حضور أولمبي حقيقي؟!
وضع الإستراتيجيات والخطط الممنهجة إلى جانب التنظيم الإداري السليم تعد الطرق الأمثل والأدوات الأنجع لتحقيق النجاح، ومع ما تحقق من نتائج هذا العام دون الحديث عن الأعوام السابقة فنحن فاشلون إدارياً ولا نملك أي خطط أو استراتيجيات، وكل ما في جعبتنا كما يبدو شعارات فارغة.
السويق يهدد بتجميد أنشطته وقبله صحار والمضيبي ينسحب من بطولة الكأس لأنه بدون إدارة، والمصنعة لم تتسلم إدارته الجديدة مهام عملها رغم مرور ما يقارب الثمانية أشهر منذ انتخابها، وانسحابات العديد من الأندية في السلطنة من البطولات المحلية والعزوف عن المشاركة فيها، يبن حجم التخبط الذي نعيشه.
إن ما يمر برياضتنا ليس أمر عادياً أبداً ولا يجب تجاهله، فهو أمر خطير جداً ويجب تداركه، وإلا القادم سيكون أسوأ، وعلى وزارة الشؤون الرياضية أن تراجع نفسها وتعيد حساباتها؛ لأن محصلة عام كامل من المشاركات تكاد أن تكون صفراً قياساً بمستوى الطموحات والتطلعات.


منقوووول (الزمن)