|
||
#1
|
||||
|
||||
:: بنــــات لـنـدن ( قصـة ) ::
السلام عليكم ،،
تقديم : بعد الإنتهاء من قصة الطريق إلى كازابلانكا ( هنا ) ،، ها هو الفكر الجميل يعود إليكم بقصة خيالية أخرى تدور أحداثها في المملكة المتحدة. قصة تحكي واقعا ً يعيشه شبابنا في هذه السنوات. قصة فيها شيء ٌ من الجُرأة و الواقعية و المصداقية. ربما قرأ أو سمع بعضكم عن رواية ( بنات الرياض ) للكاتبة السعودية ( رجاء عبدالله الصانع ) و ما أحدثته من ضجة و إنتقادات في المجتمع السعودي. و رغم أني لم أقرأها، و لكني قرأتُ آراء بعض الكتاب فيها، إلا أن هذه القصة ( بنات لندن ) ستكون مختلفة كليا ً. فارجو أن تنال على إعجابكم و رضاكم . متابعتكم ، و تعقيبكم على كل جزء ،، بلا شك يُهم ( الفكر الجميل ) ،، سواء في صلب الموضوع ،، أو بالرسائل الخاصة !! بنات لندن صورة لـ Big Ben التقطتها قبل سنتين من London Eye ذات مساء .. و بينما ( خالد ) يقود سيارته عائدا من العمل إلى البيت، تصله رسالة نصية ( SMS ) على هاتفه النقال : " إذا فاضي .. أريد أكلمك ضروري " ! المرسل: حنان أحسّ ( خالد ) بشيء ٍ من القلق ، لأن ( حنان ) إنسانة غالية على قلبه. فقرر الإتصال مباشرة: خالد ( قلقا ً) : السلام عليكم .. خيرٌ حنان ،، ما الأمر ؟ حنان ( بعد صمت ) : لا أدري .. أحس بضيق و إختناق ،، محتاجة أشوفك ، أريد أن أخبرك بحاجة ! خالد : طيب .. أتغدّى و استحم ، و بعدها نلتقي ! حنان: أين ؟! خالد لاقيني في مواقف نادي الضباط ( الشفق ) عند الخامسة عصرا ً ! حنان: حسنا .. سأكون في إنتظارك. تناول ( خالد ) غداءَهُ ، و استحم و غيـّر ملابسه ، ثم ذهب لنادي ( الشفق ) حسب الموعد. وجد حنان في إنتظاره ، سلـّم عليها ، ثم طلب منها السير خلفه بسيارتها إلى أن وصل البوابه : الحارس: بطاقتك العسكرية لو سمحت يا سيدي. خالد هاكَ بطاقتي الحارس : تفضل سيدي خالد اسمح للسيارة التي بخلفي بالدخول الحارس: أمرك سيدي نزل الإثنان من سياراتهما ،، و قررا الجلوس على طاولة في الزواية داخل المطعم و شُرب عصير البرتقال. لم يتسرّع ( خالد ) في السؤال عن الموضوع الذي تريد حنان التحدث فيه. بل أعطاها وقتـا ً كي تستريح، و تزيل القلق الذي كان يعتريها. ثم .. حنان: خالد .. أتدري لمَ أردتُ رؤيتك ؟! خالد لا .. ليس بعد ! خيرٌ إن شاء الله ! حنان ( متنهدة ) : آآآه .. أتمنى لو تنشق الأرضُ فتبتلعُني ،، قبل أن أعترف لك بما في داخلي ! خالد ما هذا الكلام يا حنان ،، أين ذهب إيمانك ؟! حنان : سأحكي لك كل شيء ،، و لكن أرجوك افهمني للآخر ! و بعدها قرر إن شئت الإرتباط بي أو تــَركي ! خالد ( مستغربا ) : سأستمع .. هاتي ما عندك ! حنان : بداية القصة .. قبل 4 سنوات ، عندما نجحت بتفوق و كنت من ( العشرة الأوائل ) في الثانوية العامة على السلطنة. في تلك اللحظة لم تسعني الدنيا من الفرحة، لأنني حققت طموحي في الحصول على بعثة خارجية، و في الوقت ذاته أرضيت طموح والداي لأني كنتُ البنت الوحيدة لهم . سافرتُ للمملكة المتحدة و كُـلـّي هِمـّة و طموح لأعود بشهادة ترفع اسمي و اسم عائلتي ،، و أساهم في بناء وطني. و لكن فور وصولي لمطار ( لندن هيثرو ) أحسست بإحساس غريب ،، ممزوج بالوحدة ، و الخوف ،، و الإغتراب. و قلت في نفسي " هذا المكانُ ليس لي " !! من المطار مباشرة ركبت القطار السريع ( Heathrow Express ) إلى محطة القطارات بادنتون ( Paddington ). كانت المرة الأولى التي أسافر فيها خارج وطني، فلم أركب في حياتي لا طائرة و لا قطار. لا أدري كيف تعاملت مع الوضع. جلست أنتظر القطار الذي سيأخذني إلى مدينة ( كارديف ) غربيّ بريطانيا، و نفسي تبكي من الداخل. في تلك الأثناء ، اقتربت مني فتاة ٌ شكلها تركيـّة أو أمريكية ثم دار بيننا حوار .. الفتاة: السلام عليكم حنان ( فرحَة ) : و عليكم السلام .. أنتِ عربيـّة ؟! الفتاة: نعم ،، أنا كويتية ! حنان ( باستغراب ) : كويتية ؟! و الله خِلتـُكِ غير ذلك ! الفتاة ( ضاحكة ) : ههههه .. لا عليكِ ، فنحنُ نرتدي هذه الملابس هنا ،، و لا نلبس الحجاب ! حنان : الحمدلله .. أني التقيتُ بفتاةٍ خليجية في هذا البلد ! الفتاة: ماذا جاء بكِ إلى لندن ؟ حنان : بعثة دراسية بجامعة ( كارديف ) ،، و ما زال قطاري ساعة من الآن ! و أنتِ ؟ الفتاة: أنا طالبة بجامعة ( الملك فهد ) هنا بلندن ، رأيتك فعلمت بأنك خليجية من مظهرك ! فأحببت السلام . حنان : فرصة سعيدة عزيزتي. الفتاة: إسمي ( أمل ) و هذا رقم موبايلي ،، إن احتجتِ أي شيء ، أو قررتي المجيء يوما ً إلى ( لندن ) ،، لا تترددي بالإتصال ! حنان: أشكرك جدا على لطفك ، إسمي حنان ، و سأفعل إن شاء الله ! أمـل : سأترتك الآن ،، في امان الله ! حنان: في أمان الله ! ثم تكمل حنان قصتها .. أمل .. كانت فتاة جميلة جدا، و شخصيتها قويـّة ، ارتحتُ لها من البداية. ثم أكملت رحلتي إلى محطة قطارات كارديف (Cardiff Central Station ). وصلت المدينة المشمسة ، ارتحت من الوهلة الأولى لها. وجوه قاطنيها لا ترتسم بمظاهر العنصرية، بل يبادلوك الإبتسامة العريضة. أقلـّني سائق الأجرة إلى عنوان سكني. دخلت شقتي الجامعية ، و مباشرة ً إلى غرفتي و قررت النوم لسويعات فجسمي محطمٌ من الإرهاق . في الجزء القادم ،، يومٌ جديد لـ ( حنان ) في بلد الغربة ،، يا ترى كيف ستتأقلم مع الوضع ؟ يُـتبع >> في الجزء الثاني >> في نفس الموضوع !
__________________
الرحيل بلا صوت .. هو أجمل هدية ٍ نقدمها لأنفسنا !
حينَ تقرر الرحيل ،، لا تدفن رأسك في الرمال ،، كي لا تلمح وجوه الذين أحبوك بصدق ٍ فخذلتهم برحيلك ! و لا تبكِ بصوتٍ مرتفع ٍ .. كي لا يسمعك الذين أحببتهم بالصدق ذاته .. فخذلوكَ برحيلهم ! |
|
|