|
||
#1
|
|||
|
|||
حكم الاحتفال بما يسمى ( ليلة الإسراء والمعراج ) !
سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه . أما بعد : فلا ريب أن " الإسراء والمعراج " من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى عظم منزلته عند الله - عز وجل - ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة ، وعلى علوه - سبحانه وتعالى - على جميع خلقه ، قال الله - سبحانه وتعالى - : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ . [ الإسراء : 1 ] .
وتواتر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنه عرج به إلى السماء ، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ، فكلمه ربه - سبحانه - بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ، وكان الله - سبحانه - فرضها أولاً خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يراجعه ويسأله التخفيف ، حتى جعلها خمسًا ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر ، لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه . وهذه الليلة التي حصل فيها " الإسراء والمعراج " ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها ؛ فهو غير ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها ، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء ، ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لبينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل ، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة - رضي الله عنهم - إلينا ، فقد نقلوا عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم - كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير ، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكتمه ، فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أن الاحتفال بها ، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء ، وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله ، قال - سبحانه وتعالى - في كتابه المبين من سورة المائدة : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ﴾ . [ المائدة : 3 ] . وقال - عز وجل - في سورة الشورى : ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ . [ الشورى : 21 ] . وثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة : التحذير من البدع ، والتصريح بأنها ضلالة ، تنبيها للأمة على عظم خطرها ، وتنفيرًا لهم من اقترافها ، ومن ذلك ما ثبت في " الصحيحين " عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ؛ فهو رد ) ، وفي رواية لمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ؛ فهو رد ) . وفي " صحيح مسلم " عن جابر - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته يوم الجمعة : ( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) . زاد النسائي بسند جيد : ( وكل ضلالة في النار ) . وفي " السنن " عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أنه قال : وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة ، وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ؛ فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع ؟ فأوصنا ! فقال : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ؛ فإنه من يعش منكم ؛ فسيرى اختلافًا كثيرًا ؛ فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وقد ثبت عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعن السلف الصالح بعدهم ، التحذير من البدع والترهيب منها ، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين ، وشرع لم يأذن به الله ، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم ، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله ، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي ، واتهامه بعدم الكمال ، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم ، والمنكر الشنيع ، والمصادمة لقول الله عز وجل : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ . [ المائدة : 3 ] . والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - المحذرة من البدع والمنفرة منها . وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة : أعني بدعة الاحتفال بـ " ليلة الإسراء والمعراج " ، والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء . ولما أوجب الله من النصح للمسلمين ، وبيان ما شرع الله لهم من الدين ، وتحريم كتمان العلم ، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه البدعة ، التي قد فشت في كثير من الأمصار ، حتى ظنها بعض الناس من الدين . والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعًا ، ويمنحهم الفقه في الدين ، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه ، وترك ما خالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه . |
#2
|
||||
|
||||
برعي /
أشكرك أخي .. ورحم الله الشيخ عبد العزيز وعندي فتوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله، وعندما سُئل قال َ بما معناه : أن هذه المناسبة لا يجب أن تكون عيدا ً بمعنى كلمة العيد فالأعياد للمسلمين 2 لا غيرهما، ولكن هذه المناسبة فرصة جميلة للتذكير بالرسول صلى الله عيله وسلم والتذكير بسنته.. وإن الله تعالى يقول : "فذكر ِ إن الذكرى تنفع ُ المؤمنين" ولنجعل في هذا اليوم فرصة للتذكير بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك أخي وجزاك على موضوعك خير الجزاء أخوك / دمشقي
__________________
.. عاشت تونسُ ما مات الصمت .. ،، "ياااااااااااااااااااا نــــــفــــــس إلا تــُقـــتـــلــــي تــــــــــــــمـــــــــ ــوتـــــي"
|
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
اهل السنة والجماعة مجمعون على أن الاحتفال بهذه المناسبة منبعه قوله تعالى : وذكرهم بأيام الله
__________________
قصيدتي المورد الهني في مديح المصطفى بترنم مَنْ أظن فيهم الصلاح ولا أزكي على الله أحدا ، للاستماع اضغط هنا حروف العشق عُمان ، أنشودة رائعة بقلمي وأداء تطبيقية نزوي، اضغط هنا أنشودة عماننا ، بقلمي وأداء شباب فرقة أسمو، اضغط هنا رسالة إلى رمش عينيها ، اضغط هنـــــــــــا جاسم القرطوبي ، هنا
|
#4
|
|||
|
|||
تصحيح الآية ؛
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) الذاريات55 وجزاكم الله خيرا ،،
__________________
. ( وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون ) .
|
#5
|
||||
|
||||
شكراً لك لعرض رأي سماحة الشيخ ولكن الأمر فيه متسع فالكثير من أمورنا الدينية جرى عليها التغيير ولا نستطيع القول بأنها بدعة .. فالبدعة ما خالفت فيه الشرع وإلا لقيل على سبيل المثال الطواف بالدور الأول والثاني حول الكعبة بدعة فهي لم تكن على عهد النبي ولا الصحابة الكرام.
رحم الله علماء الأمة
__________________
ولا عرفت سيرة التكرّم إن لم أجرّعه سمام الأرقم
وأسقه كاس الحمام المسمم بمعرك ضنك عليه أشأم داجي الغيوم مطلخم ضمضم مسَّهم مزهم مهمهم مهزّم مزهزم مرزّم محطّم مهدم مدمدم مقضم موضَّم مقصَّم يهرج بالغمغام والتحمحم تحت سرادق الغمام الاقتم يحطم رأس الموشجي الأبكم ´.(*.(. .´).*).´» ´¨*.. * الخطاب تيمور *..*¨» ´.(.´(.* *.).).´» |
أدوات الموضوع | البحث في الموضوع |
أنماط العرض | |
|
|