الصباح لمن هُم مثلي فارغين من أيّ عمل
إلا من صراعهم مع ذاكرة محقونة بالألم
وقلب غارقٌ في الخوف
وفكر مشتت
لا يحمل لهم إلا النعاس
وبعض الخيبة والكآبة
نطمئنُ قلوبنا بالأمل
وتذرونا الأحزان ذري الريح للقمح
وبين هاتين نتأرجح
ودقائق الاستقرار لم تحملها لنا أنفاس الصباح.
نُقدّس النوم
ليس رغبةً ولكن
هروب من خيبة صباحيّة
ذكرى بائسة
أو كآبةٌ يجلبها المطر
لم يعد للدقائق أيّ معنى
والصباح كالمساء
وربما كان المساء أفضل
على الأقل في مثل هذه الأيام
لا ترفضنا الأسرّة
فننام بكلّ ما حملّنا إياه الصباح
من إرهاق وانهزام.
يلومون غرقي هنّا في شبكة الإنترنت
التي لا تعني شيئاً حقاً
أكثر العوالم بؤساً هي
ولكن، لمن هُم مثلي
من فقدوا رغباتهم كلًها
ماذا يفعلون؟
أظنّ أن بريدي الإلكتروني الخاص
يحوي ألفاً وثلاث مئة رسالة غير مقروءة
ولم أفتح أيّاً منها حتى الآن.
منذ أشهر كان قد امتلأ بستة آلاف رسالة
قمت بحذفها كلّها
غير آبهة بالرسالة وصاحبها.
ليت الرسائل تصل مع ساعي البريد
لكان على أقلّ تقدير
هناك من يحيّك تحية الصباح
وتستيقظ وكلّك شوق
وأنت تنتظر رسالة
لكان جميلاً
أن تجري إلى الصندوق البريدي أمام مدخل المنزل
وأنت تبحث عنها.
لكان الصباح أجمل.
لا شيء يذكر حقاً
ولا شيء يستحق الذكر أيضاً
أيّها الرفاق
أجربتّم شيئاً كهذا ؟
أجربتّم أن تستفزّ الكآبة وحنجرة فيروز صباحكم؟
هل هناك من وصفة تعالج اكتئاب الصباح؟
وصباحي بلا رغبة
لا شيء سوى النعاس/الكآبة/تفكير أجهدني
وضياعٌ بلا انتهاء.
على أمل أن يتعافى الصباح
لربما عادت رغباتي
لربما عدت.
فيروز/صباح ومسا
كونوا بخير
أحبّكم
أنتهى.
(عطرهـ)*
16/12/2009