عرض المشاركة وحيدة
  #896  
قديم 30/01/2011, 04:57 PM
وما يحق إلا الحق وما يحق إلا الحق غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/12/2008
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,980
افتراضي

أدارت الحكومة العمانية، وعلى رأسها الجهاز الأمني، قضية ما بات يعرف بخلية التجسس بحرفية وحُنْكَةٍ، غُلِّفَتْ بالتكتم والصمت في بدء اكتشافها، وحين مُسِكَتْ خُيوط اللعبة وأُحِيْطَ بها، تمَّ اطلاع مجلس الوزراء، تلاه مجلس الشورى، ثم الرأي العام وذلك عَبْرَ تسريبها بواسطة شبكة الانترنت، وها هي الآن تعلنها رسميًا. هذا التعامل، في الحقيقة، هو دليل نَضْجٍ ورُشْد لا يتأتى إلا لأناس قرأوا واقعهم المحلي والإقليمي والعالمي قراءة واعية متعمِّقة مستفيضة.
فالله دَرُّ رجال أمننا، الذين تشرَّبُوا حُبّ هذا الوطن العزيز، فكانوا جديرين بالانتساب إليه، والذَّوْدِ عنه، وهنيئًا لسلطاننا المفدى برجالٍ تغلي في عروقهم شجاعة بدائية، لا تقيم وزنًا للنفس أو المال أو الولد حين يكون الوطن في كَفَّةٍ أُخْرَى.
ومن هنا يمكنني القول، أنه ليس بمستغربٍ، حقيقةً، محاولة البعض استنقاصهم والنَّيْل منهم، وذلك بخلق عالمٍ مثاليٍّ لا وجودَ له إلا في عقولهم الغَضَّة، متناسين بذلك أن واقعية وحقيقة الواقع تقولان أن في كلِّ مؤسسة، بل في كلِّ أُمَّةٍ أناس جيدون، وآخرون بَيْنَ بَيْن، وهناك، أيضًا، القابلون للبيع والشراء. وعلى كُلٍّ، فهذه الخلية خلقت إنتفاضة على المستوى الأمني، استتبعها وعيًا للذات ولحقيقةِ الواقع. وهذا هو مفهوم التدافع الذي وجوده يخلق الحياة وبانتفائه يتجلى الموت.

مصير الخونة
لا عزاءَ للخونة، هي حقيقة لا يَرُدُّهَا إلا خائن عميل، وسيكون، بِحَوْلِ الله، مصير كل من له ارتباط مباشر وغير مباشر بالمتآمرين أعواد المشانق، مع أنني، في الحقيقة، أرى أن السجن الانفرادي مدى الحياة هو الأفضل في حالتهم، ففي السجن يَذْبُلُونَ، وفي السجن تَتَخَطَّفُهُمُ ذِكْرِيات الخيانة وعذاب الضمير، وهم بهذه الحالة، حتمًا، سيكونون عِبْرَةً لأُولي النُّهَى.

رغبة مواطن
لا شكَّ أنَّ من يريد أنْ يؤثر على (أو في) واقعٍ ما، بُغْيَةَ تغييره نحو الأفضل، أو إرجاعه إلى مساره الطبيعي، بعد زَيْغٍ وانحراف، أن يعرف مكونات هذا الواقع، والوشائج التي تربط ما بين هذه المكونات، ثُمَّ الغوص عميقًا في التفاصيل الدقيقة واستقرائها استقراءًا يُحَدِّدُ منه نقاط الضَّعْف التي منها يتم تفكيك هذا الواقع وإعادة لملمته من جديد.
وكون أن هذا الأمر قد تَمَّ وكَمُل، فلا بُدَّ أن تُسَلَّم الخنجر العمانية لأحد أبناء زايد الواعيين لواقعهم ومستقبل بلدهم وصالح شعبهم، ليكون وَلِيًّا للعهد بَدَلَ محمد.
محمد، ما زال يافعًا غِرًّا في عالم السياسة، الذي يموج بالتناقضات والمتغيرات التي تحمل كل منها بذور انفصالها وتفككها، كما أنه، للأسف، يعاني من نرجسية مَرَضِيَّةٍ تُغَذِّي فيه روح النقص.
نعم، إنني مع القول القائل بأن من يحاول أو يسعى ليكون شوكة في خاصرة الجسد العماني، أن يُساعد على حفر قبره، والحقيقة أن محمد، قد نحر نفسه بنفسه، سياسيًا، بمحاولته الفاشلة التي تَنِمُّ عن قصورٍ في القراءةِ السياسية والتاريخية لواقع اليوم والمستقبل. كما أن الهدف من هذه الخلية، بالنسبة له، لا يزال مبهمًا، وذلك لأنه تبنى حالة ذهنية أكثر مما تبنى فكرة، وهذا، من الطبيعي، أن يقوده إلى أن يكون إلى جانب الضحايا.

حكمة السلطان
بنى جلالة السلطان المفدى، وهو رجل عَرَكَتْهُ التجارب وصقلته جبال عمان بِعُنْفُوانِهَا وكِبْرِيَائِهَا، صداقة راسخة بينه وبين الشيخ زايد، لم تعكر غيمة واحدة صفاء هذا الصداقة المُفْعَمَةُ بالمحبة والتآخي، فجاء محمد لِيُدْخِلَ، للأسف، نغمًا ناشزًا في هذا الإيقاع المتساوق. مع ذلك، فنحن أبناء عمان نَثِقُ بحكمة السلطان ونُعَوِّلُ عليها، فقد عرفناه حكيمًا، قارئًا للواقع، مسترشدًا بالتاريخ.

عمان هي الحقيقة الكبرى
وعلى كُلٍّ، عمان الكبرى هي حقيقة المستقبل، وبناء الدولة وديمومة بقائها يَكْمُنُ في قوة الفكرة التي تأسَّسَتْ عليها، وإخلاص الفرد لها. فعلينا أن نسترجع ماضيًا مجيدًا، ونعرض، في ذات الوقت، حاضرًا ومستقبلاً مجيدًا، أيضًا، والأيمانُ الذي تَنْقِصُهُ الأعمالُ هو، حتمًا، إيمان ميت. فعلى الحكومة، وأخُص المؤسسة الأمنية، أن تبين لكلِّ فردٍ في الشعب أن عَظَمَة هذا الشعب إنما تنعكس عليه وعلى كل فردٍ من أفراده.

المؤسسة الأمنية والمستقبل
لا شكَّ أن المشكلة الكبرى التي ستواجهها المؤسسة الأمنية في السنوات المقبلة، هي في إيجاد أعمال ووظائف لهذه الأجيال الصاعدة، فعليها أن تسعى إلى خلق أعمالٍ جديدة وذلك من طريق المتابعة المباشرة في عملية التعمين، وعدم تركها للمسؤولين من المدنيين، فترك هذا الأمر للمدنيين، سيشكل هوة ستنمو باتساع فاصلة النظام القائم عن المجتمع الموجود، ولا شكَّ أن هذه الهوة ستتسع على درجات ومراحل، ولا بُدَّ أن يأتي يوم تصبح فيه هذه الدرجات والمراحل غير محتملة.

وختامًا، النخبة التي تفتقر إلى القوة والقدرة على العنف محكوم عليها بالموت.
__________________
لمن يريد العلاج في الهند والدراسه اللغه الانجليزيه في معهد امريكي لغتهم الام الانجليزيه
100 ريال شامل الدراسه والسكن والاكل شهريا من هنا..


يوجد العود الهندي والكمبودي الخالص للأغراض تجاريه او شخصيه وباسعار منافسه وبجوده عاليه من هنا

قُمْ وَغادِرْ يا مُبارَكْ = إنّ لِفنيْ بانتظارَكْ

ساعَة ُالصِّفر ِاستَدارتْ = لَنْ يُنَجِّيك َاعتِذارَكْ

لا تقلْ ما كُنت ُ أدري = قالها مِنْ قبلُ جارَكْ