عرض المشاركة وحيدة
  #31  
قديم 02/02/2011, 09:02 PM
صورة عضوية ورده وسط جنة
ورده وسط جنة ورده وسط جنة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 10/10/2008
الإقامة: في قلب زوجي
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,263
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة معاوية الرواحي مشاهدة المشاركات
المعلمون يضربون عن تعليم عُمان ..


لعلَّ أكبر أخطاء الحكومة التي وقعت فيها قيامِها بعملية التعمين الجائر، التعمين الذي خلعت بسببه آلاف الموظفين من المصريين والتوانسة والجزائريين من عُمان لإحلال سريعٍ وفق سياسة [التعمين] التي كانت لها آثار ذات جانبين.

من جهة المُجتمع الذي ينظر للأمر ببراغماتية، في الزمن الفائت لم يكن لديه إلا [أولاده الكبار] كي يتعلموا في هذه المدارس، ولكن جاء اليوم، وهؤلاء [الشباب] أصبح لهم أولاد، وأصبح واقع الدراسة والتعليم بالنسبة لهم لا يمثل المستقبل الذي يحملونَه لوطنهم، لا يمثل التدريب الأساسي الذي مدته 12 سنة لصناعة طفل، فالثقة المفقودة بدأ بفقدها المعلِّم العُماني الذي أصبح أكثر خبرةً وفهما خلال السنوات الماضية، وعرفَ أنَّه كان جزءا ــ دون أن يعي ــ في لعبة أرقام كبيرة سببها مساومات بين جودة المستوى التعليمي، ورضا المجتمع وإيجاد رواتب لأبنائه.

&&&

اضطراب المعلمين. ماذا يعني أن يضطرب المعلمون؟ فلسفيا مهنة المعلم لا تقل قداسة عن مهنة الشرطة والطبيب، أنت تعطي هؤلاء الموظفين ابنك أو ابنتك لمدة ثمان ساعات في اليوم، وتعطي الحكومة ثقة قيامِها بعملية [التعليم] بينما تقوم الأمَّهات في البيوت بشكل حقيقي بعملية [التعليم]. المعلمون يضربون ولهم مطالب أهمها تحسين الوضع، وأعتقد أن الوضع أكثر تعقيداً من تحسين الوضع التعليمي، ولكنه تحسين الوضع المعيشي، وتحسين الوضع المالي لمهنة مهمة للغاية أصبح يهربُ منها من يستطيع الفرار بجلدِه.

لو كنت معلما كنت سأكون فخوراً بالطريقة السلمية التي نظَّم بها أبناء بلدي هذا الإضراب، فمن الناحية القانونية هو جائزٌ تماما، ومن الناحية الأخرى إن الشخص الأوَّل الذي نادى بمراجعة النظام التعليمي في البلاد هو جلالة السلطان المعظَّم، فعلا النظام التعليمي عليه أن يراجع، وعلى وزارة المالية أن تضخ المزيد من النقود في الحياة العائلية للمعلمين، لأنَّ الحالة العامَّة من الإحباط التعليمي سوف تجعل من الضربات القيمية التي تصيب التعليم قوية للغاية ، ولن يكون لدينا جيل يأمل أن يكون طبيبا أو مهندساً أو مدرساً، وإنما جيل يأمل بفتح محل هواتف نقالة، أو سمسرة العقارات، أو ببساطة اختيار الطريقة السهل للثراء، هُنا تكمن أهمية المعلمين الفلسفية والفعلية.

&&&

ثمَّة نقطة في غاية الحيوية في إضراب المعلمين، وهو ألا يقع في فخ العاطفة أو التأجيج، فالمطالبات هي [تحسين الوضع التعليمي] تذكروا أيها المعلمون أن الهدف هو أجيال عُمان القادمة وليس الهدف تحسين وضع المعلمين فحسب، الأمر الآخر ألا يقع هذا الإضراب فيما وقعَت فيه المسيرة الخضراء من شخصنة تجاه وزيرين بعينِهم، المشكلة الآن ليست في الوزير فحسب [مع أنَّه جزء من المشكلة] ولكن في السياسة التعليمية العامَّة للدولة، نحن كمواطنين نريد أن نقول للدولة [حسنا نسب قبول الدراسة الجامعة منخفضة] ولكن قدَّرنا تقديركم النسب وفق سوق العَمل، ماذا عن أبنائنا؟ نريد لهم نظاما تعليميا يكفل لنا أن نطمئن عليهم عندما نبلغ الخمسين والستين، نريد أن نثقَ بهذا النظام التعليمي، وما دام المعلم، ومادامت المعلمة بائسين في ملاحقة الحياة فماذا ننتظر من غرس إيجابي؟ أيَّة روح معنوية سوف تغرس في هؤلاء الطلاب؟

&&&

إضراب المعلمين خطوة شجاعة عُمانية، خطوة تُثبت عدم انجرارِنا وراء الموجة من العنف في دولٍ أخرى، يجب أن يكون إضرابا هادئا، وواجب المعلمين الآن الحاصلين على شهادات في التعليم تشخيص الوضع على هيئة تقارير واسعة، يتم كتابتها وتوقيعها ورفعها إلى صاحب الجلالة عبر وزير الديوان. فليكن إضرارا منتجا وله نتائج، واستفزاز الحكومة لن يؤدي إلا إلى خطوات تعنَّت من جهة أخرى، لذلك واصلوا إضرابكم، ولكن لا تضربوا طويلا، أبناؤنا بحاجة لإكمال دروسهم، وحددوا مطالبكم ولكن لا تكونوا حالمين فالأشياء لن تتغير بين يوم وليلة، وأرفعوا صوتَكم، فالحرية هي الطريق الوحيد الذي يمكنكم به حماية عُمان بتعليم أبنائها.
&&&

يجب أن نكون حذرين، الطريقة الآن هي إسقاط المعلمين والمدراء المفسدين، إسقاط معيقي العمل التعليمي الإبداعي، إيصال الأصوات، فتح حوار مفتوح مع الوزارة وأتمنى أن يستجيب الوزير للقاء مع نخبة من المعلمين. الهدف الرئيسي هي عُمان، وليس أنفسنا، الهدف الرئيسي هو إصلاح النظام التعليمي، وليس وضعنا المادي، يجب ألا ننسى ــ في خضم هذه الحماسة ــ أن تحذروا على قضيتكم المقدسة من التشويه، أن تتأكدوا من خلوها من العنف والدماء، أن تكون عُمانية كحال العُمانيين، وأيها المعلمون، وأيتها المعلمات، لستم وحَدكم، كُلنا نحن الأوفياء الذين تربينا على أيديكم، كلنا نقول لكم نحن معكم، فحافظوا على إضرابكم، وتذكروا أنَّه ليس من أجل أنفسكم، إنَّه من أجلِ عُمان، التي علينا جَميعا أن نخلصَ لها حتى نموت. تذكروا أيها الأبطال أننا لم نصل لمرحلة بائسة للغاية، لم تنتشر الدروس الخصوصية أو الفساد بشكل فادح للغاية، لدينا بعض [العفن] الذي يحتاج إلى قلوب مؤمن لكي تنظفه، وهذا العفن أو الأخطاء أو أي مجازٍ آخر يحتاج منكم للصبر والتضحية، وسيحتاج منكم أن تكونوا قدوةً لكل عُماني سيستخدم حقَّه القانوني في الإضراب من أجل إصلاح واقع عمله.



تحية احترام وإجلال لكم أيها الأبطال
مبدع وراقي جدا في طرحك
تحياااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااتي لكل بطل من الابطال تحياتي لكل معلم تحياتي لكم
__________________
من خاف من شي هرب منه ومن خاف من الله هرب اليه