عرض المشاركة وحيدة
  #45  
قديم 01/02/2011, 05:17 PM
صورة عضوية رفيف الأقحوان
رفيف الأقحوان رفيف الأقحوان غير متصل حالياً
مميزة السبلة العامة
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2010
الإقامة: حيث المكان واللامكان
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,086
افتراضي

ألقت مروة عبارتها وانتهى الأمر... لم تحدث أحدا بما جرى بينها وبين الأخير من حديث لم يتصل بها في اليوم التالي ولم يرسل لها الرسائل التي تفيض حبا وحنان في الواقع شعرت بالفراغ وأنها فقدت شيئا جميلا في حياتها، شيئا كان يبث فيها حب الحياة كان يبث لها السعادة لم تدرك أنه أحمد ذلك الرجل الذي لم تكلف حالها في الاقتراب منه وفهمه وسماعه ربما بخسته حقه هنا وربما بخست حقها في منح نفسها فرصة لتتقرب من رجل كأحمد وبعد يومين اتصلت أمه على امها وحدثتها فبان الغضب والحزن على وجه والدتها وهي تستمع إلى محدثتها فساور القلق مروة وهي تتأمل التجهم الذي ظلل محيا والدتها التي أغلقت السماعة في هدوء ثم نظرت إلى ابنتها قبل أن تفاجأ بها مروة تقول لها:
ـ سامحيني يا ابنتي كنت محقة بشأن أحمد إنه لايستحقك كدت أن أظلمك يوم أقنعتك بالزواج من رجل مثله!
همست مروة وهي لاتكاد تصدق ماتسمع من أمها:
ـ ماذا تعنين ياأمي؟!، ما الذي قالته لك أم أحمد؟!
ـ يبدو أن له تطلعات أخرى صارح عائلته أن في حياته أخرى ويريد الزواج بها، ولايريد على حد قوله ظلمك وظلمها لذا اعترف بالأمر لعائلته، الكل لامه وعاتبه ونال غضبهم بسبب تصرفه، لقد ظلمك وظلمتك قبله يا ابنتي، انسيه سيعوضك الله بخير منه، وحسن مافعلت بعدم التحدث إليه او الجلوس معه، إنه لايستحقك.
ياإلهي كم هو رائع ذاك الرجل إنه حتى لم يعترف أنها سبب الانفصال رغم أنها لم تطلب منه ذلك، لاتعلم لم شعرت بحزن جارف ورغبة شديدة في البكاء فحبست نفسها في غرفتها وبكت بحرقة وليست تعلم هل تبكي لأنها فقدته أم تبكي لأنها نالت حريتها من جديد أم لماذا؟!!، قطعة من قلبها قد فقدتها إلى غير رجعة!!.
منذ ذلك اليوم وهي تتجنب لقاءه خجلا وقلما تسمع عن أخباره بعد انتقال أختها وزوجها لبيت مستقل، فقد كانت اخباره تصلها من أختها لم تكن تفكر إلا فيه حاولت طرده من فكرها ولم تقدر كانت ابتسامته التي منحها لها يوما ما قد طغت على كيانها وتفكيرها، آخر ماتعرفه أنه ترك العمل في الجيش وبدأ بممارسة أعماله الحرة وأنه استبعد فكرة الزواج تماما حينها.. ومضى عام ونصف العام على الانفصال خلالها تقدم ثلاثة أو أربعة لمروة رفضتهم جميعا لم يكن رفضها هذه المرة عيبا في شخصهم كما كانت تفعل كل مرة بل لأن أحمد مازال يحتل تفكيرها على نحو غريب!!... ثم تقدم لها الفارس نعم الفارس المنشود جمال علم ثقافة كان وسيما يحمل شهادة الماجستير التي حصل عليها بعد دراسة لعدة سنوات بالخارج ووالده رجل أعمال ثري، كان إغراء من الصعب مقاومته وهو يأتي بسيارته الفاخرة التي تصل لعشرات الآلاف ويوقفها أمام باب بيتهم البسيط، رأى فيها جمالا يرضي غروره ورأت فيه حلما طال انتظاره بل ربما هي فرصة لتطرد شبح أحمد عنها فوافقت على الزواج به فكان عرسا تحدثت عنه البلدة لأيام وانتقلت مروة لفيلا زوجها ابن رجل الأعمال الثري... ومضى عامين أو ثلاثة على زواجهما رزقهما الله خلالهما بطفلين جميلين ولكن كان الفرح قد انطفأ بريقه في عيني مروة فزوجها رجل بلا حياة إطار كما وصفته لها جوخة يوما، مشاعره جامدة خواء لامبالية، اتكالي لايعمل جل اعتماده على مايصرفه عليه والده والشهادة مجرد زينة وصورة يزين به مكانته الاجتماعية، بل أين هو من الثقافة الزوجية أو الثقافة الاجتماعية... عانت مروة من جفاءه وابتعاده وسهره وإهماله لها كان يوفر لها المال ولايجود بأحاسيسه بشيء نحوها تنام على سريرها وهو خواء بارد فكثيرا مايلقي زوجها بنفسه عند التلفاز وينام هناك وهو يتابع فلما خليعا، بل لم يكن يخطو خطوة للصلاة وطالما دخلت مروة معه في شجار ينتهي بتركه البيت فتحتضن دموعها وأحزانها حتى جاء يوم دخلا في مشادة حادة دفعه لصفعها فطالبته بالطلاق فطالبها بحضانة الأبناء، لقد أمسكها من اليد التي توجعها فركنت واستكانت من أجل طفليها وهي تتجرع المرار والحزن.
اتصلت سهى ذات يوم بأختها وأخبرتها أنها مدعوة لعرس أحمد تمتمت مروة:
ـ سيتزوج؟!
ـ هذا الأسبوع
ـ من تلك المحظوظة التي سيتوجها أحمد اميرة على عرش قلبه؟
ـ لا أعرفها فهي من خارج العائلة، قيل انها معلمة ومن عائلة راقية غنية
ـ حقا؟!... إنه يستحق أفضل من ذلك
ـ تعرفين قد أصبح من أصحاب الملايين وقد توسع رزقه وماله، الله رزقه على قدر نيته
بكت مروة قبل أن تهمس:
ـ سوف أطلب الطلاق من زوجي
ـ ماذا لا يامروة لا تتهوري
ـ لم أعد قادرة على تحمله ياسهى، لقد تعبت تعبت!
وأغلقت مروة سماعة الهاتف وهي تستعيد آخر همس وآخر لقاء بينها وبين فارس أحلامها أحمد، ذاك الفارس الذي جاءها ممتطيا جواده يحتضن أحلامها فرفسته ورفست حلمها معه فغاب وغربت احلامها برحيله وإلى الأبد.

تمت بحمد الله
الاسم:  10si7.gif
المشاهدات: 78
الحجم:  60.2 كيلوبايت
__________________
الــحـبـ فـيــ الـأ رضـ بـعـضـ مـنـ تـخـيـلـنـا
لـو لـم نـجـده عــليـهـا لـاخـتـرعـنـاه

آخر تحرير بواسطة رفيف الأقحوان : 01/02/2011 الساعة 05:55 PM