عرض المشاركة وحيدة
  #32  
قديم 31/01/2011, 09:55 PM
صورة عضوية رفيف الأقحوان
رفيف الأقحوان رفيف الأقحوان غير متصل حالياً
مميزة السبلة العامة
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2010
الإقامة: حيث المكان واللامكان
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,086
افتراضي

دفنت مروة وجهها بين كفيها وقد لازمت غرفة المعلمات بعد أن انهت بعض حصصها حتى شعرت بزميلتها تجلس قبالتها وهي تقول لها:
ـ والله يامروة حالك لايسر لاعدو ولاصديق، ياعزيزتي نحن في القرن الواحد والعشرين ولاشيء يجبرك لتتزوجي برجل مستواه أقل من مستواك وأمك ستتفهم وضعك إنها لن ترغب في غير سعادتك، ستتورطين معه بعد الزواج وعندما يصبح بينكما أطفال لاتجرحيه أكثر من ذلك فتظلميه وتظلمي حالك معه
ـ أمي لن تقبل ياجوخة،إنها تضع اعتبار كبير لكلام الناس لأننا قبلنا بشروط أسرة أحمد ووافقنا،ورفضي لابنهم الآن بعد أن تزوج أخوه من اختي سيعتبرونه امرا خارج عن الأخلاقيات والمروءة!!
أطلقت جوخة زفرة حارة ثم ردت:
ـ إذا حدثي أحمد بمشاعرك الحقيقية وبيني له الأسباب الحقيقية وراء تصرفك
ـ لاأقدر أشعر بلساني ينعقد عن قول شيء عندما أرى كيف ينظر إلي، إنه هائم بي ياجوخة!
جوخة بخبث:
ـ ياعيني، والله يامروة لو كنت مكانك لتمسكت به بيدي ورجلاي أيضا، قلما تجدين رجلا يحب زوجته أو يخلص لها، اسألي مجرب، صدقيني الحب قبل الزواج ليس بمقياس لسعادة دائمة بعده إنها مسألة حظ وقبل ذلك حسن اختيار، صدقيني لاشيء كامل في الحياة، قد تجدين رجلا كما تريدين مال ووسامة وثقافة لكن تتفاجئين به بعد الزواج ان رصيده الأخلاقي صفر وتعامله الاجتماعي خواء مجرد صورة أو إطار لاأكثر لكن لاوجود لنبض حياة في داخله.
شعرت مروة بالسلوان والاطمئنان من حديث جوخة لكن صورة الفارس المطلوب مازالت تسيطر على عقلها وقلبها:
ـ ولم لايوجد رجل هكذا؟، مال وجمال وعلم وثقافة وأخلاق، ما الذي يمنع؟!
ـ محظوظة تلك التي تجد رجل كهذا الان.
لم ترد مروة وعادت تقارن صورة احمد ووضعه الحالي وصورة الفارس الذي تنتظر قدومه فرجحت صورة الفارس المنتظر وهي غير كاسدة وسيطرق بدل الواحد عشرة باب بيتهم ليخطفها على حصانه الأبيض لا لن تحطم حلمها الجميل وتحصره في حياة قاسية مع رجل كأحمد جل همه الجيش كما سيكون عالة عليها وينفق من راتبها للبيت والأطفال وربما كونها معلمة سيشعره بانه اقل منها في المستوى فيطلب منها التقاعد لتتفرغ للبيت والأولاد فيئد كل احلامها وطموحاتها فهي تتطلع لنيل شهادة الماجستير حتى لو اضطرها ذلك لنيلها من خارج الوطن...
لقد قررت مصارحة الأخير بمشاعرها الحقيقية وليكن مايكون بالتأكيد سيتصل بها الليلة كما تعود ان يفعل لكنها كانت نادرا ما ترد وإن ردت تتعلل بالانشغال أو الإرهاق فلاتستغرق محادثتهما أكثر من خمس دقائق...
ارتفع رنين هاتفها النقال إنه هو وبعد تردد اجابت:
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام، الحمدلله أنك أجبت خشيت أن تخذلني ظروفك هذه المرة أيضا ولاتجيبين، فبالكاد مانتحادث
لم تجبه لهنيهة ثم قالت:
ـ أحمد انا...
وبترت عبارتها كانت تشعر بدقات قلبها في أذنها كانت خائفة من إخباره بالحقيقة كم هي جبانة جاءها صوته دافئا حنونا وهو يجيب:
ـ ما الأمر مروة اقلقتيني عليك، هل ثمة مايزعجك؟
تلعثمت وارتبكت اكثر وخانتها عبارتها عن الرد ثم همست بهدوء:
ـ أنا بخير اطمئن.
ـ سأستأجر منزلا
ـ ماذا؟
ـ منزل صغير ودافيء يحتوينا، لن أجبرك للعيش مع عائلتي..
ـ لكن مرتبك أعني...
وبترت عبارتها فرد بحنان:
ـ لاعليك، ثم أني لي اعمال أخرى اديرها غير عملي ومنها اجني ربح معقول ولو تحسن دخلي في اعمالي الحرة سأترك الجيش وأتفرغ لتلك الأعمال، سأبذل جهدي لأجعلك سعيدة، أنت أميرة وتستحقين العيش كأميرة.
غشيت الدموع عيني مروة لقد تضاءلت نفسها أم عطف الأخير صغرت امام براءة وحنان هذا الرجل لقد باتت تراه بصورة مختلفة تماما إن أقل ما يوصف به أنه رائع!!.. ولكن.... وعادت فكرة الانفصال تلح عليها ويزينها لها قرينها ويحثها عليها فردت بهدوء شديد هذه المرة:
ـ أحمد يجب أن ننفصل..
لم تسمع له ردا لمدة نصف دقيقة ربما وسمعته يسأل بحزن:
ـ لم يامروة؟ن هل هذا يعني أنك لاتحبيني؟
ـ أحمد انا آسفة حقا لم أرغب أن تصل الأمور بيننا إلى ماهي عليه الآن، صدقني انا...
ولم تكمل لقد خانتها عبراتها عن الإكمال فبكت في صمت وذاقت ملوحة الدموع على رجل لاتحبه إذا لم تبكي لم تبالي.. بينما لم ينبس هو ببنت شفه وهمس أخيرا:
ـ فهمت، أشكرك لأنك لم تطيلي اللعبة والتلاعب بمشاعري، لك ماتريدين يامروة، لك ماتريدين.
وأغلق السماعة توقعت منه أن يثور أن يغضب يسبها ويصرخ بوجهها لقد تقبل الأمر على نحو غريب مما زاد من عذابها وألمها... أتراها نهاية علاقتها بأحمد أم أن للأقدار كلمة أخرى؟

الجزء الجديد في الغد
في انتظار تعقيباتكم المميزة



الاسم:  11-986.jpg
المشاهدات: 129
الحجم:  12.4 كيلوبايت
__________________
الــحـبـ فـيــ الـأ رضـ بـعـضـ مـنـ تـخـيـلـنـا
لـو لـم نـجـده عــليـهـا لـاخـتـرعـنـاه

آخر تحرير بواسطة رفيف الأقحوان : 01/02/2011 الساعة 07:44 AM