[حمادي البلوشي]

أرسل أصلا بواسطة النمر الكاشف

- أعذروني على قصر البلاغة والأخطاء وعدم تسلسل الأحدث في بعض المواقف.
- سافرت قبل أسبوع عن بدء المظاهرات في مصر ، وكان معي عدد 6 زملاء في الشقة الكائنة بالمهندسين.. بحثا عن الشهادة التي من الصعب الحصول عليها لغلائها في وطني ورخصها خارج الوطن ..
- كانت الأجواء مستقرة في بداية الأمر .. بعدها علمنا بأن هناك مظاهرة قوية ستحصل يوم الجمعة (يوم الغضب) ، علماً بأن يوم السبت ستبدأ اختبارات لجميع كليات جامعة القاهرة ، ويتوجب علينا الذهاب للجامعة لتأدية الامتحانات ، في ظل الوضع الأمني المتردي هناك.
- كالعادة نتصل بالمطاعم لتوصيل لنا وجبة الغداء والعشاء .. ولكن وبسبب الحضر المفروض رفض الجميع .. وقمنا حينها بدخول المطبخ وأجبرتنا الظروف بأن نتعلم الطبخ لنأكل أي شي.
- بعدها جاءنا خبر فرار مساجين من سجن الفيومة فيما يقارب 250 سجين ، ومن سجن ابو زعبل ما يقارب 300 سجين .. وهم الآن قائمين على السلب والنهب والقتل في الحوائر ومنها المنطقة التي نقطنها .. زاد القلق أكثر خاصة على الطالبات العمانيات هناك.
- بالصدفة.. يوم الجمعة ليلاً.. سمعنا بقناة النيل المصرية بأن الاختبارات قد أجلت إلى إشعار غير مسمى..
- الاتصالات مقطوعة كامل مع الانترنت.. وعند فتحها تفاجئنا بأنه لا يوجد بطاقات شحن لنتمكن من الاتصال بالسفارة وبأهالينا لنطمأن عليهم .
- اتصلنا في السفارة على التلفون الأرضي .. من يوم الخميس إلى نهاية يوم الأحد ويرد علينا عامل النظافة بالسفارة ويفيد بأن السفارة خالية من الدبلوماسيين ولا يوجد أحد.
- أهالينا في السلطنة لا نعرف عنهم شيء، ولا هم يستطيعوا التواصل معنا.. زاد الضغط النفسي .. والبعض منا لم ينم لمدة 48 ساعة بسبب هذا الموضوع وبسبب النهب والسلب والقتل الحاصل حينها.
- اجتمعنا وقررنا الرحيل فورا .. ولكن كيف سنصل للمطار وسط فرض حضر التجوال من الساعة الرابعة مساءا إلى الساعة الثامنة صباحاً.. ووسط المظاهرات القائمة ليل نهار.
- اتفقنا بعد بحثا طويل مع صاحب تاكسي على أن ندفع له ضعف المبلغ المعتاد لتوصيلنا للمطار أول ما ينتهي حضر التجوال وذلك على الساعة الثامنة صبيحة يوم الأحد.. فوافق وجهزنا حقائبنا للرحيل .
- علماً بأننا دفعنا مبلغ 600 ريال عماني للشقة لمدة شهر.. وتذكرة قيمتها 230 ريال عماني.. وراشن للعزبة كل شخص منا دفع 140 ريال عماني.. ومصاريف أخرى من أساتذة لدروس خصوصية وغيرها فيما يقارب 100 ريال عماني كل طالب.. وضمان للكهرباء في حدود 60 ريال عماني .. ومبلغ للخدامة 50 ريال عماني خدمة لمدة شهر.. وكل ذلك بغية أن نكون متواجدين في القاهرة لمدة شهر.
- اتصلنا بصاحب الشقة لكي يرجع لنا مبلغ الإيجار وضمان الكهرباء للأيام التي لم نسكنها فرفض.. واستحكمنا بالله وخرجنا بدون إرجاع أي من المبالغ المذكورة.
- اتجهنا للمطار صبيحة يوم الأحد .. والمفترض أن نصل خلال نصف ساعة.. ولكن أصبح الطريق لحين وصولنا للمطار 3 ساعات.. بسبب أن الجميع يريد المغادرة ويفلت بجلدة من مصر.
- زحمة دخول المطار لم أتصورها ولم أعشها في حياتي .. واستغرق وصولنا لقاعة المغادرين بالمطار بعد نزولنا من التاكسي فيما يقارب الساعتين.
- دخلنا المطار .. ورأينا الهول هناك .. لا نظام ولا قيود.. واللحم باللحم ..والكل يريد أن يغادر ..
- رأينا مندوب السفارة عند الساعة الواحدة ظهرا تقريبا وطلب منا تسجيل أسمائنا وأرقام الجوازات.. وتم له ذلك .. ولا أريد أن أخوض في آلية التسجيل لأنها ترجع في إدارتها للعصور الوسطى..
- واتفق جميع الطلبة بأن الطائرة الأولى المغادرة سنتركها للعوائل العمانية وكبار السن والمرضى والطالبات العمانيات .. وجلسنا في المطار لحين مغادرة الطائرة الأولى فيما يقارب 5 ساعات.

- المفاجئة العظيمة.. بعدها تفاجئنا بأن المغادرين في الطائرة الأولى كانوا طلاب عمانيين وليسوا العجزة والطالبات والعوائل ، بما نسبته 85% من الركاب والاتفاق السابق رمي بعرض البحر ..
- ويعود ذلك بأن مندوب السفارة المكلف من قبل السفير كان من حاشية ومن قوم هؤلاء الطالبة المغادرين ، والبعض يقول بأن قائمة المغادرة للطائرة الأولى جاءت من مسقط جاهزة.

- ثار الطلبة على ذلك.. وبدأت الصيحات وجلسنا على ذلك ما يقارب 10 ساعات ..
- قرر بعض الطلبة الغاضبين الخروج من المطار وعمل مظاهرة على السفارة العمانية أن لم توفر طائرات إجلاء ... وبصراحة رأينا الأمر لا يستحق نشر غسيلنا أمام الجميع فرفضنا هذا الاقتراح.
- فعلمنا أن لا فائدة من الانتظار ولجأنا للمقترح الأخر..
- قمنا بالاتصال على الساعة الثانية فجراً بوزير الخارجية العماني شخصياً.. وشرحنا له الوضع .. وأننا متواجدين في المطار أكثر من 24 ساعة بدون نظام ولا أكل ولا شرب ولا طائرات إجلاء .. رغم التعليمات السامية بشأن ذلك .. وطلب منا أن نوصله بالحديث مع أي شخص متواجد من السفارة هناك .. وتم له ذلك ..
- بعد حديثنا مع وزير الخارجية العماني بنصف ساعة تم استئجار طائرة أخرى أردنية تتسع 250 شخص والمتواجدين بالمطار طلبة وطالبات يفوق 600 فرد عماني.
- الطائرة موجودة .. لكن هناك مشكلة أخرى ظهرت .. بأنه لا يوجد احد من موظفي المطار لإنهاء إجراءات التذاكر ودخول الطائرة .. وانتظرنا فيما يقارب الثلاث ساعات في المطار لإيجاد حل لهذه المشكلة ..
- وبعد عراك مع موظفي المطار تم توفير موظف واحد فقط لإنهاء ذلك.
- وصارت مذبحة .. بالفعل مذبحة للحصول على بطاقة لدخول هذه الطائرة.. وكل الجنسيات الأخرى تنظر إلى المذبحة وتسأل من هؤلاء فيفيدوهم بأنهم ( عمانيين ) !!!
- بعدها 4 ساعات أقلعت الطائرة الثانية عند الساعة 7 صباحاً متجهة للأردن وبعدها للسلطنة.. ووصلنا مسقط يوم الاثنين الساعة 7 مساءا.. وكان ما زال هناك طلبة وطالبات متواجدين بالمطار ولم يغادروا.
- وحسب علمي أن آخر طالب وصل إلى مسقط اليوم الثلاثاء على الساعة 9 مساءا.
- خلال تواجدنا بالمطار لأكثر من 48 ساعة .. لم يوفر لنا لا شرب ولا أكل . وعند رغبتنا بشراء شيء بفلوسنا نرى المحلات والمطاعم بالمطار خالية من كل شي.
- في المقابل نرى السفارات الأخرى توفر الشرب والأكل لمواطنيها ونحن ننظر إليهم بحسره .. والله بحسره.. ماذا ينقصنا نحن العمانيين .. أريد أن أفهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!
- المشكلة أن هناك توجيهات من مولانا السلطان قابوس المعظم حفظة الله بتوفير 5 طائرات للعمانيين المتواجدين هناك .. ولكن هناك نقص وقصور في تنفيذ تلك التعليمات.. للأسف لا يوجد نظام لا في التواصل مع العماني ولا في إدارة إجلائه من مكان الأزمة.

- كان من المفترض تجميع الجميع في الفنادق القريبة من المطار وتسكينهم هناك .. وتوفير الشرب والأكل لهم .. بعدها يتم التنسيق واستلام الجوازات كاملة .. والشخص الذي يحين سفرة يخرج من الفندق مباشرة للمطار وتكون جميع حقائبه وإجراءات السفر الخاصة به جاهزة وعليه مباشرة ركوب الطائرة .. بدون اللجوء للإذلال الذي حدث معنا.. وبعد وصول الطائرة الثانية يتم ترحيل المجموعة الثانية بنفس الأسلوب وهكذا .. ولكن لا شيء من هذا تم .. وللأسف الشديد.

- وأخيرا وبعد هذا الموقف .. إليكم تعليقي .. ( تحرق الشعوب أنفسها لعزل رؤسائها .. وأنا أحرق العالم ليبقى مولاي السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظة الله ورعاه.. الله يحفظه ويطول بعمره)..

- هذه قصتي .. وأنا حزين .. ولكم التعليق.

_______________________________________
أخوي : الحمدلله على سلامتك .
وقل : الحمدلله رب العالــــــــــــمين
وجيت بسلامة وحي وأترزق في الدنيـــــــا .
ولا تقول : أنا حزين .