اهلا بالعنيد
ان مايقصد بالتناقض هنا contradiction ليس بمعنى ان نقابل بين ضدين دون معالجة لهما , بل هي المحاولة في ان نخضع العقل للفكرتين المتضادتين لكي نختبر قدرته في الحكم عليهما , فكما ان العقل يتصور الشيء ويتصور كذلك نقيضه فلابد بالتالي من الجمع بينهما بجامع منطقي يستطيع العقل ان يدركه وفق مقدرته
فالماء والثلج شيئان متضادان فالاول سائل والثاني صلب ولن نستطيع ادراك الحكم في كيفية تكونهما الا بمعرفة العامل الذي يجمعهما كالحرارة , فهي كلما ارتفعت تحول الثلج الى سائل وكلما انخفضت تحول السائل الى صلب , وبدون معرفة هذا العامل الذي يجمع بين المتناقضات لن يستطيع العقل ادراك العلل والاسباب
والمثال الذي سقته هو في عالم التجربة , اي تجريبي , اما ماساقه الفيلسوف الالماني هيجل فهو مثالي ذاتي دياليكتيكي
بمعنى ان الافكار هي التي توجد الموجود لا الموجود ذاته , ولولا الافكار لما كان للاشياء وجود في عقل الانسان
فعقل الانسان يتصور الوحدة كما يتصور الكثرة , ولكنه لايستطيع ان يوفق بينهما الا بمقولة تجعل العقل يستوعبها كمقولة العدد مثلا
العدد( الوحدة- الكثرة-الشمول)
وبهذا صار العقل قاضيا وحاكما فصلا في مقولات الافكار باعتبارها افكارا قبلية نتجت قبل الولوج الى الواقع (الانطولوجيا)
فالزواج مثلا ليس عقدا لماذا؟
لان المقولة تقول بجمع بين متناقضين
فالانسان غاية ونقيضة الانسان اي غاية اخرى
والجمع بينهما ليس عن طريق عقد لان العقد هو علاقة انسانين بشيء معين
اما جمع الانسان والانسان الاخر يكون عن طريق الحب او الوجدان وذلك لكي تتحد الشخصيتان بالتمام والرابط بينهما هو الوجدان والذي هو بتقلبه يباح الطلاق والذي هو محرم بالعقيدة المسيحية
تحيتي
