عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 02/02/2011, 11:56 PM
صورة عضوية النبراس76
النبراس76 النبراس76 غير متصل حالياً
خاطر
 
تاريخ الانضمام: 17/01/2011
الإقامة: اوروبا
الجنس: ذكر
المشاركات: 49
افتراضي شبكة التجسس الاماراتية ( خبايا بين السطور)

شبكة التجسس الاماراتية ( خبايا بين السطور)

كسرت سلطنة عمان حاجز الصمت بالبيان الذي اصدرته حول اكتشاف شبكة التجسس التابعة لجهاز امن دولة الامارات .. وقد استهلت البيان بالمشيئة الالهية التي مكنت المخلصين من ابنا عمان من اكتشاف هذا الشبكة .. وكان البيان بمثابة رد قوي وحازم على محاولات الجانب الاماراتي الالتفاف على الحقيقة من خلال الترويج أن إيران وراء هذه الشبكة.. وبالطبع الجميع اطلع على الكتابات الموجهة في موقع الملتقى بشبكة الانترنت الذي عزف على هذا الوتر كثيراً منذ بداية انتشار الخبر ..
وبالرغم من أن البيان جاء مقتضباً لكنه حوى بين سطــوره دلالات وابعـــاد لا يستهان بها ورسائل ترمي بشرر "... حفظ الله السلطان المفدى وعمان الحبيبه من ايدي العابثين والماكرين !! .." . وفي الوقت الذي حدد البيان المسار الطبيعي للخونة ( المحاكمة ) ترك في المقابل الباب مفتوحا على أكثر من احتمال بالنسبة للماكر الذي وقف وراء هذه الخطئية الكبرى ... وهذه رسالة اخرى مفادها : بأن ما قبل البيان يختلف عما سيكون عليه الحال بعد إصدار البيان !!
واذا وقفنا قليلاً عند كلمة (المحاكمة) في البيان فهي تعني أنه تم التحقيق مع المتهمين واخضعت القضية للتقصي والتحري الكافي وباتت الحقيقة واضحة وضوح الشمس .. وهنا يبرز السبب الحقيقي وراء تأخر السلطات العمانية في اصدار بيانها رغم التسريبات المبكرة حول القضية التي ظهرت منذ اكثر من ستة اشهر .
في الجانب الآخر جاء البيان الاماراتي بصيغة دبلوماسية واستهل الحديث بالدهشة والاستغراب !! .. وقد طغى عليه المبالغة في محاولة نفي الاتهام .. بل ومحاولة لإلصاق التهمة بطرف آخر تكريساً لمساعي الالتفاف على الحقيقة ، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال عرض الجانب الاماراتي التعاون مع السلطات العمانية لكشف ما وصفه البيان بـ " .. الجهات التي حاولت الاضرار بتلك العلاقات والاساءة اليها .." .
والملفت في البيان هو عرض الجانب الاماراتي على الجانب العماني التعاون معه في التحقيقات التي يجريها وهنا علامة تعجب كبيرة حول الغاية من هذا العرض غير الواقعي والذي لا يقلبه العقل ؛ إذ كيف يشترك المتهم في التحقيق في تهمة موجهة ضده !!!!!!! خاصة وان التهمة تتعلق بقضية حساسة جدا ً كهذه ( التجسس) .
ولا شك أن الصيغة التي خرج بها هذا البيان كانت متوقعة من حيث نفي الخبر وهذا امر بديهي ؛ إذ لم يشهد التاريخ اعتراف دولة او جهة ما بأنها مارست او تمارس نشاط تجسسي تجاه دولة ما .. فما بالك بدولة الامارات التي دائماً ما تصرح بأن عمان هي العمق الاستراتجي وصمام الامان لها !! فكيف لها في حال اعترافها أن تبرر هذا التناقض بين ما تظهره وما تبطنه ... من هنا فإن الاستغراب الذي استهل به الجانب الاماراتي هو ليس استغرابا وانما تصنع الاستغراب والحقيقة ان الجانب العماني هو الذي اصيب بصدمة ودهشة عندما اكتشف بالادلة والبراهين والوقائع حقيقة انغماس الشقيق والجار في نشاط تجسسي سافر - للأسف .
بيان آخر للجانب الامارتي تصدر الواجهة بجريدة الاتحاد الامارتية الرسمية بعنوان " حسن جوار .. وعلاقة ازلية " تناول مجدداً شبكة التجسس بنفس الاستغراب والصدمة مع تكرار ما وصف بوجود طرف ثالث يحاول النيل من متانة وصلابة العلاقة بين البلدين !!
وفي تصريح لمصدر اماراتي مسؤول في صحيفة ايلاف الالكترونية (لم يكشف عن نفسه) اكد المصدر المسؤول ان اتصالات رسمية على مستوى رفيع جرت بين الطرفين العماني والاماراتي قبل الاعلان عن ضبط شبكة التجسس المعنية وانا مباحثات جرت لتهدئة الامور إلا ان العمانيين اصروا- حسب قول المصدر- على تسريب تلك المعلومات ، دون وجود ادلة ملموسة على تورط الامارات .. واشار المصدر بأن الامارات ليس لها علاقة بهذه الشبكة لأنه ليس بها اي اماراتي وانما اشخاص قد يكونوا عمانين اتهمتهم عمان بخيانة الامانة .. وتساءل المصدر إن كان هناك اشخاص إمارتيين متورطين في تلك الخلية فلماذا لم تكشف السلطات العمانية عن هوياتهم وصورهم حتى تتضح الصورة للجميع .
ويمكن القول أن هذا التصريح وما ورد به عكس بوضوح مدى الارباك لدى الجانب الاماراتي والسعي عبثاً للتملص من الفعلة المشينة إذ أن من ابسط البديهيان ألا يكون عدم وجود شخص اماراتي ضمن المتورطين في الشبكة دليلاً على براءة جهاز امن الدولة الاماراتي ؟!.. فهناك كلمة تدعى (عملاء ) قد تلخص القصة بأكملها.. وطبعاً هذا لا يعني عدم وجود اشخاص اماراتين مارسوا وربما يمارسون تحت المتابعة نشاط تجسسي على ارض السلطنة من خلال استخدام واجهات كغطاء لهذا النشاط..
كذلك فإن تكرار الجانب الاماراتي لعبارات الاستغراب والدهشة والتعجب من الخبر هو في حد ذاته امر يثير الاستغراب فكيف يبدي الجانب الاماراتي دهشته من الخبر ويصفه بالصدمة وفي المقابل يصرح بأن اتصالات رسمية على مستوى رفيع جرت بين الطرفين العماني والاماراتي قبل الاعلان عن ضبط شبكة التجسس المعنية... ( اليس في ذلك تناقض )..
وطالماً ان الجانب الامارتي كشف بنفسه عن المساعي الامارتية السابقة لتهدئة المناخ ورفض السلطنة لذلك ، فهذا يقود الى أن نسأل وبصوت عالي :- لماذا اصر الطرف العماني المعرف عنه حلمه وتسامحه على رفض التهدئة واتجه الى اعلان الخبر .. اليس في ذلك دلالات ابسطها ان الخطيئة واضحة وضوح الشمس وأنها اكبر من أن يتم تبسيطها وانه لم يعد هناك مساحة اضافية للحلم والتسامح في ظل ما ثبت من تمادي ومكر ونكران للجميل.. والطبع ذلك يجعل رفض الجانب العماني التهدئة امر طبيعي جداً جداً فالمسألة وطنية صرفة تمس كل امة عمان بأكملها..
بإختصار يتضح أن بيان السلطنة يعبر عن موقف حازم يستند الى قناعة راسخة .. وتأخر إصداره ينم على ان القضية اخضعت لما يكفي من التمحيص الدقيق والمتعمق وباتت الحقيقة واضحة وضوح الشمس بالادلة والحقائق ،، فيما حاول الجانب الاماراتي في تصريحاته نفي التهمة الموجهة اليه بإسلوب يغلب عليها المبالغة في محاولة الاقناع تسبب في بروز بعض المتناقضات الملفتة ..... وهنا ينبغي ان نتفهم جميعاً انه من الاستحالة أن يصدر اعتراف من الجاني بالجانب الاماراتي وهو معذور في ذلك لأن الامر يتطلب شجاعة الكبار لا يمتلكها ، وبطبيعة الحال الجانب العماني لم يكن ينتظر أي اعتراف كهذا ..
وقبل ان اقلب الصفحة الاخيرة من هذا الفصل حول مسلسل شبكة التجسس المشؤومة... هناك نقطة جوهرية في هذا القضية اتوقع انه ادركها الجميع وهي أن تحدد البيان العماني صراحة جهاز امن دولة الامارت الجهة التي تقف وراء الشبكة قصد به الرؤوس الكبيرة في ابوظبي المتحكمة في هذا الجهاز (جهاز امن الدولة الامارات) فهؤلاء هم من خططوا واشرفوا على هذه الجريمة غير محسوبة العواقب واذا وددتم ان نسميهم بالرموز التي ذكرت في وثائق وكيليكس فهمــا : ( MBZ و HBZ).. بمعنى آخر أن رموز باقي الامارات هم براء من هذه الخطيئة بل وعلى الارجح غير راضين عنها وربما لديهم مواقف في الخفاء رافضة لهذه التصرفات غير المسؤوله وغيرها من التصرفات التي بات تزيد من قناعتهم بأنه لابد من التحرك يوماً ما لوقف هذه التصرفات الصبيانية.
وبصرف النظر عن التوقعات المحتملة للمسار القادم لهذه القضية فإن المؤكد - والايام ستثبت - أن الجانب الامارتي - رغم قناعته بأن السلطنة العمانية على صدق .. إلا انه سيسعى الى تكريس ما يروج له من أن عمان منقادة الى مكيدة دبرت من قبل الطرف الايراني ايران وهو (أي الجانب الامارتي ) سوف يحاول لتحقيق ذلك أن يستغل نفسية المواطن الامارتية المهيئة لتقبل مثل هذا الطرح ..

*****[/SIZE]