عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 07/04/2009, 02:39 PM
أبو عثمان أبو عثمان غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 29/07/2007
الإقامة: مسقط
الجنس: ذكر
المشاركات: 346
افتراضي كما قال بأبي هو وأمي (أول موضوع لي في السبلة)


الحمد لله الكريم الرحمن، الحليم المنان، سبحان من قال وقوله الحق: ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)) [الأنبياء،104]، وقال سبحانه: (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)) [الزمر،67] فسبحانه ما قدرناه حق قدره.

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد بن عبدالله ،صاحب الحوض والشفاعة وصاحب الخلق العظيم الذي ادخر دعوته ليوم القيامة حين يقول الناس "نفسي نفسي" ويقول هو "أمتي أمتي" من حبه العظيم لأمته، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغر الميامين أجمعين.

السلام على أهل السبلة ورحمة الله وبركاته
أطل عليكم إخواني من أهل السبلة بأول مشاركاتي ،فأسأل الله العلي القدير أن يوفقني في ما أنا بصدد ذكره، وألتمس منكم العذر مسبقا إن أخطأت.

لن أطيل في مشاركتي هذه ولكن سأحاول أن أجعلها دالة على المقصود بحول الله. وما هي إلا رسالة إلى كل ما كان له قلب يهتدي به في ظلمات الجهل والغفلة.

أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم

قال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد في مسنده وابن ماجة في سننه والحاكم في مستدركه من حديث أبي هريرة: ((قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة))
الرويبضة: السفيه ينطق في أمر العامة.

ولم يأت على الدنيا زمان يتحقق فيه هذا الحديث كما تحقق في زمننا هذا. فتكاد لا تعرف الصادق من الكاذب، ولا الأمين من الخائن وذلك لكثرة هذا النوع من الناس الذي ذكر في الحديث "الرويبضة". وتأثير هذا الرويبضة على الناس يكون بأساليب عديدة منها:

1. إدعاؤه العلم. فسيرته مرصعة بمختلف الشهادات، فقط الفرق أنها ليست في علوم الدين، وكفا به فرقا.
2. استخدامه أحسن الكلام وأعذبه لجذب بسطاء العقول وهم كثر ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)) [يوسف،103].
3. استعانته بألفاظ منها "الحرية"، "الانفتاح"، "نبذ الرجعية"، "ترك التعصب" ، "إعمال العقل"، "مواكبة العصر" وغيرها من الألفاظ التي ظاهرها حسن ولكن ليس على إطلاقه. فالحرية تقيد بحدود الله، والانفتاح يقيد بضوابط الدين ، ونبذ الرجعية يقيد بالثبات على الأصول، وترك التعصب يقيد بعدم التفريط أو الإفراط، وإعمال العقل مقيد بالالتزام بمحيطه القاصر (فلا كامل إلا الله عز وجل)، ومواكبة العصر -وهي أهم شيء- هي بدورها مقيدة ب"إن لم تستح فاصنع ما شئت".

فهذا الزمان لم يلق بالا لخلقٍ أو فضيلةٍ أو عفةٍ أو حياءٍ أو أو أو..... ،كيف وقد فصل الدين عن الدنيا ، لا بل وجعل يطمسه ويحقره ويستهزئ به،قال سبحانه ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايت الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا))[النساء،140]، وذلك كله بسبب مفاهيم منها الجديد ومنها ما جُدِّد:

1. العولمة.
2. اللادينية.
3. اللاأدرية.
4.الثقافة.
5. التطور.
6. وغيرها الكثير.

فالذين تبنوا هذه المفاهيم نزعوا عن أنفسهم ثيابا كانت تعيقهم من تحقيق أهدافهم، أهدافهم التي لم يدر عنها أتباعهم شيئا،يقول سبحانه واصفا الأتباع ومن اتبعوا (( إذ تبرَّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب، وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)) [البقرة،166-167]

فهنيئا للذين اتبعوا ما تبعوه، فيوم القيامة سيجدونه بين أيديهم والله لا يخلف الميعاد.

أخيراً أقول:
إخواني في الله،،،

والذي نفسي بيده إن الأمر لجد وليس بهزل (( إنه لقول فصل وما هو بالهزل، إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)) [الطارق،أواخر السورة]، فلا تغرنكم - يا رعاكم الله- الحياة الدنيا ولا يغرنكم حلم الله وإمهاله للناس كفارا ومسلمين عاصين فذلك كله من مكر الله وهو أشد الماكرين (( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)) [الأعراف، 99] ، ولا يغرنكم تمتع الكفار بالدنيا فذلك هو نصيبهم، وليس لهم في الآخرة إلا جهنم، قال سبحانه في آخر سورة آل عمران: ((لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد)) [آل عمران، 196] ،ولا تنساقوا لمثل هذه الشعارات الفاتنة خاصة وبعدما علمنا أن هذا هو الزمان الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما عليكم بكتاب الله وسنة نبيه والخلفاء الراشدين المهديين حيث قال فيها رسول الله "عضوا عليها بالنواجذ" صيغة أمر تجد لها وقعا في القلب لقوة بلاغتها، وعليكم باتباع العلماء الربانيين أهل العلم والدين، وليس الجهلاء المتحذلقين، وعليكم بالجماعة كما قال صلى الله عليه وسلم ((عليكم بالجماعة فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية))رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: (( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد))رواه أحمد، وليست الشعاب في زمننا إلا هذه المسالك التي يسلكها الجهال من أمتنا -وهم كثير نسأل الله العافية-سعيا وراء "الثقافة" و"التطور" و"المواكبة" وغيرها.

فالحذر الحذر إخواني وقد قارب الزمان على نهايته فإما إلى جنة وإما إلى نار -أجارنا الله منها، فاقتفوا أثر الذين أنعم الله عليهم تكونوا من أهل الجنة، ((لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار)) [آل عمران، 197]، هذه رسالتي إليكم يا رعاكم الله، فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

أبو عثمان الأوسي 11 ربيع الثاني 1430
ملاحظة: الرجاء عدم جعل موضوعي خطبة جمعة (ابتسامة)
__________________
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} (البقرة: 130)
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}(النساء: 125)

اقتباس:
لكل فاجعة في الدهر سلوان **** وما لنكبة أرض القدس سلوان
هذي مآذنه خرساء ذاهلة **** فلا أذان ولا في الناس آذان
بيت مشى أمس في ساحاته عمر**** فكيف يمرح فيه اليوم شيطان


آخر تحرير بواسطة أبو عثمان : 19/04/2009 الساعة 08:56 AM السبب: أخطاء إملائية