الموضوع: لا نصيب..!!
عرض المشاركة وحيدة
  #340  
قديم 18/02/2009, 08:02 PM
صورة عضوية أرخميدس السادس عشر
أرخميدس السادس عشر أرخميدس السادس عشر غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 12/05/2007
الإقامة: في قلوب المحبين
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,905
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أرخميدس السادس عشر
افتراضي


**
أي تشابه في الأسماء أو الأحداث التي حصلت/تحصل
في الواقع وأسماء وأحداث القصة فهو تشابه غير مقصود بتاتاً
وأحداث القصة لا تمت للواقع
بصلة
!
**
(17)

// ما يجري من أحداث في هذا الجزء هو على لسان الصغير "أمجد" //
وانطلقت صافرة الحكم
ومعها انفجرنا نحن مرة واحدة
وقفزنا في الجو مرة واحدة
بعد كبتٍ دام لتسعين دقيقة أو أكثر
،،
فمع انطلاقة صافرة الحكم
ضمن منتخبنا التأهل للنهائي
بنتيجة
1-0
على نفس المنتخب الذي أبعده
عن لقب البطولة قبل النهائية
،،
ومع انطلاقة الصافرة
أصبحنا نبعد خطوة واحدة
عن تحقيق حلمنا
بل
حلم شعبنا
برفع كأس البطولة لأول مرة في تاريخنا الرياضي
..
بكل بساطة
كان الحدثُ في منزلنا أكبر من أن يصفه أحد
في بضعة سطور
،،
خصوصاً وأنها كانت المباراة الأولى التي
لم نسجل فيها بالشوط الأول
باستثناء المباراة الإفتتاحية
ولذلك
فقد كان الضغط كبيراً
والفرحة أكبر
،،
بعد دقائق من الفرحة
شدني مشهد أرخميدس وهو يخرج
من السبلة
ومنظره أقرب بكثير للحزن والكآبة من الفرح
!!
لم
؟؟
لم أعبأ به
أو حاولتُ إقناع نفسي بأني
لم أعبأ به
فبعد خمس دقائق لم أستطع طرد ذاك المشهد من رأسي
فتبعته..
وكالعادة كان فوق سطح المنزل
..
وكالعادة أيضاً
ففور أن أحس بوجودي أطفأ تلك السيجارة الحقيرة التي كانت
بين أصابعه ورمى بها بعيداً
بسرعة
ظاناً بأني لم أره
،،
اقتربتُ منه بهدوء رغم أنني بدأت أشعر بصداع خفيف
يجتاحُ رأسي
ككل مرة ينقلبُ فيها مزاجي للأسوأ
وسألته:
- مالك جالس هنا؟
نظر جانباً ثم إلى أعلى قبل أن يقول:
- أغير جو..
،،
كان من الواضح أن هناك شيئاً ما يشغل أرخميدس
بل ويدفعه للحزن
،،
وفي العادة كُنت لا أهتم بأرخميدس
وكان تصرفي الطبيعي سيكون بالإبتعاد عن المكان
بهدوء
..
ولكن لأن أرخميدس ساهم في تخفيف كآبتي بالذهاب إلى
"مركز رعاية الطفولة"
ورؤية أصحابي هناك
فقد شعرتُ بأنه من الواجب عليّ أن أساعده في محنته
فسألته:
- أرخميدس، بمو تفكر؟
..
كان من الواضح أنه لم يكن يتوقع سؤالاً مشابهاً مني
لدرجة أن نسي فمه مفتوحاً ببلاهة لعدة ثوان << ما منك..من بو معطنك مجال في القصة
قبل أن يقول :
- ما شي..
ويبدو أنه استنتج أنني لن أتركه دون الحصول على أية إجابة فأكمل:
- ما يلك خص..
،،
كانت عبارته الأخيرة بمثابة إهانة لي
وكنت أفكر حينها بأن الخطأ مني لأني أردت مساعدته
ولكن خطأه تضاعف حينما قال مرة أخرى:
- ممكن تخليني وحدي؟..
،،
بالطبع
،،
كان يريد أن يكون وحده حتى يدخن
!!
وتذكرتُ حينها مشهد خالتي وهي تشكي
لأبو أرخميدس قبل بضعة أيام
خوفها على صحة أرخميدس
بسبب كثرة تدخينه
..
تذكرتُ نبرة الحزن في صوتها
ويدها وهي تمسحُ الدموع قبل أن تغادر عينيها
..
ولذلك قُلت له بغضب:
- طبعاًً..بروح عشان تدخن براحتك
وابتعدتُ عنه قبل أن أستدير مرة أخرى وأقول
وأنا أواجه وجهه الجامد صارخاً:
- انت إنسان أناني..ما تفكر حتى في أمك والا في خوتك
..
حينها
شعرتُ بأن جسدي ينتفض
نتيجة مزيج من القهر والحزن
قبل أن أقول له للمرة الأخيرة:
- إن كان التدخين يريحك.. فليش ما تعطيني سيجارة عشان أرتاح
؟؟
والا تقدر تقول إني مرتاح في هالحياة أكثر منك
؟؟
..
ولم أنتظر رداً منه بل نزلت من السطح
وخرجت من المنزل
وأنا أمسح دموعي..
..
يتبع>>
..
// ما جرى من أحداث في هذا الجزء هو على لسان الصغير "أمجد" //
** الرجاء عدم الخلط بين بطل القصة وشخصية الكاتب
__________________

" لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " (الأنبياء، 87)
" سبحان الله وبحمده..سبحان الله العظيم "
..
شنق قلمه في الأول من مارس 2009م
..
- في إجازة من السبلة -