سبلة عمان

سبلة عمان (https://www.s-oman.net/avb/index.php)
-   السبلة الاجتماعية والتربوية (https://www.s-oman.net/avb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   كلمةٌ من الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات (https://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=1055389)

قطرس 02/02/2011 08:38 AM

كلمةٌ من الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات
 
الزواج نعمةٌ من نعم الله، ومنةٌ من أجلّ منن الله، جعله الله آية شاهدةً بوحدانيته، دالةً على عظمته وألوهيته، لكنه إنما يكون نعمةً حقيقية إذا ترسّم كلا الزوجين هدي الكتاب والسنة، وسارا على طريق الشريعة والملّة، عندها تضرب السعادة أطنابها في رحاب ذلك البيت المسلم المبارك.
و لكن...
.
.
.

كلمةٌ من الكلمات أبكت عيون الأزواج والزوجات، وروعت قلوب الأبناء والبنات، يا لها من كلمةٍ صغيرة، ولكنها جليلةٌ عظيمة خطيرة
الطلاق
الوداع والفراق والجحيم والألم الذي لا يطاق.

يا لها من ساعةٍ حزينةٍ، و من ساعةٍ عصيبةً أليمة، يوم سمعت المرأة طلاقها،
فكفكفت دموعها وودعت زوجها، و وقفت على باب بيتها؛ لتلقي آخر النظرات على بيتٍ مليءٍ بالذكريات،
كلمة واحدة تقلب البيت رأساً على عقب، كلمة واحدة كفيلة بإزالة جبال من المودة والحب، كلمة واحدة تنطلق من لسان الزوج، فتصيب المقاتل في الزوجة والأولاد.
فإذا بالزوجة تعد حقائبها، وتودع أولادها وتلقي النظرة الأخيرة على بيتها، بل عشها الذي امتزج بعرقها وعمل يدها وتشربت في نفسها رائحة بيتها المميزة، تتأمل في وجوه صغارها الذين أسكتتهم الصدمة، وتقرأ في أعينهم عبارات الحسرة والخوف من المستقبل القادم، وهي تتلقى هذا القرار الصارم بالخروج من هذه العيشة وانتقال إلى دار أخرى وعيشة مختلفة مع لقب جديد ربما عيرت به، أو ظن بها التقصير والعجلة وإهمال الحقوق، فهي مطلقة وكفى، وما أقسى نظرة المجتمع إلى هذا اللقب؟!!! حينها تتمنى أن لم تخلق فترى وتعاين هذه اللحظات العصيبة على كل أم رؤوم، يتقطع قلبها أسى وحسرة على فلذات أكباد تودعهم اليوم، ولا تدري عن القلب الذي سيعوض أولادها حنانها وعطفها، وهل هناك قلب يتدفق شفقة ورقة أكثر من قلب الأم؟؟!!!
.
.
.
كُثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجاً يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوجٌ ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزةً كريمةً ضاحكة مسرورة، ويردها بعد أيام حزينة باكية مطلقة ذليلة.

كثر الطلاق اليوم حينما استخف الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيّعوا الأمانات والمسئوليات، سهرٌ إلى ساعات متأخرةٍ، وضياعٌ لحقوق الزوجات، والأبناء والبنات، يُضحك الغريب ويبكي القريب، يؤنس الغريب يوحش الحبيب.

كثر الطلاق اليوم حينما كثر النمّامون، وكثر الحسّاد الواشون و كثر والنمامون والمفرّقون.

كثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجاً يغفر الزلة ويستر العورة والهنّة، حينما فقدنا زوجاً يخاف الله ويتقي الله ويرعى حدود الله ويحفظ العهود والأيام التي خلت والذكريات الجميلة التي مضت.

كثر الطلاق اليوم حينما فقدنا الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، حينما أصبحت المرأة طليقة اللسان طليقة العنان، تخرج متى شاءت، وتدخل متى أرادت، خرّاجة ولاّجة إلى الأسواق واللقاءات.

كثر الطلاق اليوم حينما تدخّل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع ابنه في كل صغير وكبير، الأم تتدخل في شؤون بنتها في كل جليل وحقير حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق.

كثر الطلاق اليوم حينما كثرت المسكرات والمخدرات فذهبت العقول وزالت الأفهام، وتدنّت الأخلاق، وأصبح الناس في جحيم وألمٍ لا يطاق.

كثر الطلاق اليوم حينما كثرت النعم وبطر الناس الفضل من الله والكرم، وأصبح الغني الثري يتزوج اليوم ويطلق في الغد القريب، ولم يعلم أن الله سائله، وأن الله محاسبه، وأن الله موقفه بين يديه في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون ولا عشيرة ولا أقربون.
.
.
.
يا من يريد الطلاق، يريد الوداع والفراق اصبر فإن الصبر جميلٌ، وعواقبه حميدةٌ من الله العظيم الجليل.

يا من يريد الطلاق إن كانت زوجتك ساءتك اليوم فقد سرّتك أياماً، وإن كانت أحزنتك هذا العام فقد سرّتك أعواماً.

يا من يريد الطلاق انظر إلى عواقبه الأليمة ونهاياته العظيمة، انظر لعواقبه على الأبناء والبنات، انظر إلى عواقبه على الذرية الضعيفة، فكم بُدد شملها، وتفرّق قلبها بسبب ما جناه الطلاق عليها.

يا من يريد الطلاق إن كانت المرأة ساءتك فلعل الله أن يخرج منها ذريةً صالحةً تقر بها عينك، قال ابن عباس في قوله تعالى: ((فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)) قال: هو الولد الصالح. المرأة تكون عند زوجٍ تؤذيه وتسبّه وتُهينه وتؤلمه، فيصبر لوجه الله ويحتسب أجره عند الله ويعلم أن معه الله، فما هي إلا أعوامٌ حتى يقرّ الله عينه بذريةٍ صالحةٍ.

وما يدريك فلعل هذه المرأة التي تكون عليك اليوم جحيماً لعلها أن تكون بعد أيام سلاماً ونعيماً، وما يدريك فلعلّها تحفظك في آخر عمرك،
أصبر فإن الصبر عواقبه حميدةٌ، وإن مع العسر يسراً.
.
.
.
و اخيراً
أخي الحبيب اتقي الله تريث فيما أنت قادم عليه.
إذا أردت الطلاق و لا بد فأستشر العلماء، و راجع الحكماء، والتمس أهل الفضل والصلحاء و أسألهم عمّا أنت فيه وخذ كلمة منهم تثبتك، ونصيحةً تقوّيك.
إذا أردت الطلاق ولا بد فأستخر الله وأنزل حوائجك بالله، فإن كنت مريداً للطلاق فخذ بسنة حبيب الله طلّقها طلقةً واحدةً في طهر لم تجامعها فيه، لا تطلّقها وهي حائضٌ فتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.

قطرس 02/02/2011 04:27 PM

الموضوع للقراءة
لتعم الفائدة

رفيف الأقحوان 02/02/2011 05:14 PM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة قطرس (المشاركة 22779056)
الموضوع للقراءة
لتعم الفائدة

جزاك الله خيرا على الإفادة لكني أرغب في فهم الجزئية الأخيرة عندما أمر الله بتطليق المرأة طلقة واحدة وهي في حالة طهر وعدم تطليقها وهي حائض والحكمة من ذلك؟
وفرضا طلقها أكثر من طلقة أو بطلقة واحدة وهي حائض فماحكم ذلك:متفكر:

برشلونــــي 04/02/2011 12:43 AM



بارك الله فيك على الموضوع المفيد :مرتاح:




جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 06:08 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها