سبلة عمان

سبلة عمان (https://www.s-oman.net/avb/index.php)
-   السبلة الدينية (https://www.s-oman.net/avb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الخطبة الثانية .. [ الفزع إلى الله وقت الشدائد ] .. (https://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=1045216)

نور الإسلام 25/01/2011 04:26 PM

الخطبة الثانية .. [ الفزع إلى الله وقت الشدائد ] ..
 
؛

.. [ الفزع إلى الله وقت الشدائد ] ..


الفرق بين من تعلق بالمال ومن تعلق بالله عند الأزمات
عباد الله..
ماذا يقع في نفس المسلم وهو يقرأ أخبار الناس؟
"تبخرت مدخرات مستثمرين تأثراً بالأزمة الاقتصادية العالمية وسط حالات من الهلع والذهول والاكتئاب" هذه القضية: هلع ذهول اكتئاب.

"ويقضي المستثمرون نهارهم أمام الشاشات، وليلهم في متابعة الفضائيات، لا حديث سوى التحسر على أموالهم
التي تبخرت" مفردة "التحسر" من المفردات الأخرى، "التحسر" لماذا؟ لما صارت الأموال في نفوسنا لها وزن كبير، والتعلق بها في النفوس عظيم، والأمر كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (العاديات:8)
يعني المال، وقال: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} (الفجر:20) تعلقت النفوس بالأموال، في بعض الأحيان أكثر من
التعلق بالله الواحد المتعال.

لما تتعلق النفوس بالأموال أكثر من الواحد المتعال معناها أنه يوجد خلل؛ ولذلك إذا حدث مثل هذا الحدث، فإن الهلع، والاكتئاب، والتحسر هذا شيء متوقع جداً، لماذا؟ لأن المال عندهم هو كل شيء؛ فمستعد الواحد منهم
إذا خسر ماله أن ينتحر؛ لأنه -عند نفسه- ماذا بقي له من الدنيا؟ المؤمن بقيَ له إيمانه، بقيت له صلته بالله، بقيَ له رفع اليدين بالدعاء لربه، بقيت له صلاته، بقيَ له صيامه، بقيَ له ذكره وتلاوته لكتاب الله، بقيت له الأخوة في
الله، بقيت له الدعوة إلى الله، بقيَ له بر الوالدين، بقي له صلة الرحم، بقي له حسن الخُلُق، والمعاملة بالحسنى، بقيت للمؤمن أشياء كثيرة ولو خسر ماله، لكن أهل الهلع، والذين تعلقت نفوسهم بالمال إلى الحد الأقصى، إذا
خسر ماله ماذا بقيَ له؟ لا شيء، ولذلك يقدم على الانتحار، فَهْم طبيعة الدنيا، ولماذا نحن نعيش فيها؟ في ظل الأزمة في غاية الأهمية: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56).

هناك عجائب ستحدث في العالم، هنالك أمور كثيرة، ونحن لا ندري ماذا بعد هذه التحولات، ولذلك لا حل إلا باللجوء إلى الله، سلم أمرك لربك، وفوض إليه سبحانه، التوكل تفويض، والإنسان إذا حوصر، وإذا أصابه الكرب،
وإذا أصابته الشدة: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} (غافر: من الآية44) هذا شعار المسلم، توكلت عليه ربي لا إله إلا
هو عليه توكلت وإليه أنيب.

..

ضعف الإيمان سبب لعدم تحمل الأزمات
"وإن اجتمعوا لا حديث سوى التحسر على أموالهم التي تبخرت بعد أن فقدوا أكثر من ستين بالمائة من
مدخراتهم في بعض البلدان، ولاحظ أحد أطباء مستشفى كذا أن حالات أمراض الضغط والسكر ارتفعت
بمعدل ثلاثين في المائة منذ بدء الانهيار" ثلاثين! ((الثلث، والثلث كثير)) [رواه البخاري برقم (5354)
، ومسلم برقم (1628) بلفظه]، لماذا لا نتحمل الصدمات؟ ضعف الإيمان بالله؟ ضعف الإيمان بالقضاء
والقدر؟ ضعف الإيمان بقوله: ((ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك)) [رواه أبو
داود برقم (4699)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5244)]؟ ضعف الإيمان بقوله: ((لو
اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم
يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك))؟ ضعف الإيمان بقوله: ((رفعت الأقلام وجفت الصحف)) [رواه
الترمذي برقم (2516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957)]؟ ضعف الإيمان بقوله
سبحانه وتعالى في كتابه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ
نَبْرَأَهَا} (الحديد: من الآية22)؟ سبحان الله! {إِلَّا فِي كِتَابٍ} يعني مكتوبة عنده عز وجل من قبل أن
نبرأها، ونخلقها، ونوجدها في الواقع؟ ضعف الإيمان بقوله: {مَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} (النساء:
من الآية79)؟ لأن الإنسان يتلفت، ويقول: من أُتينا؟ ما الذي حدث؟ من أين هذا؟ {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ
هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: من الآية165).

أيها الإخوة، المصيبة المالية التي حصلت في العالم لم تكن بآفة سماوية، ولا بزلزال، ولا بتسونامي، ولا
بحدث أجراه الله من جنس الفيضانات، والبراكين، لا، كان شيئاً مما عملته أيدي البشر، هم عملوه، وهم
جَنَوه، هم زَرعُوه، وهم حصدوه، هم السبب فيه، وهذه آية كبيرة وعظيمة.

"ويتداول المستثمرون حكاية شخص توفي بسكتة قلبية أصابته بعد أن فقد خمسين مليون كذا في أسواق
الأسهم المحلية والعالمية، وآخرين أصيبوا بجلطات دماغية، ويتلقون العلاج" واضح جداً أن الأزمة
كشفت الخلل في الإيمان بالقضاء والقدر؛ لذلك صار الوارد قوي، والجسد ضعيف لم يتحمل..

الوارد قوي، والقلب ضعيف فانهار، فالنتيجة صارت جلطة، سكتة، اكتئاب، انهيار نفسي، ونُكمِل، قرَّاء
الطالع والمشعوِذون زادت شعبيتهم خلال الأسابيع الأخيرة، كذلك المواقع الالكترونية التي تنشر
الأبراج، والتي بات بعض المستثمرين يزرونها يومياً على أمل أن تدلهم على حظهم في اليوم التالي في
أسواق الأسهم، يعني لما فقدوا الثقة في المحللين.
المحللون لا يغنون عنهم شيئاً، قالوا وأخطؤوا، وقالوا وكذبوا، بدل من اللجوء إلى الله يتم اللجوء إلى
الأبراج! إلى قرَّاء الكف! إلى العرافين! سبحان الله!.

من الذي يعلم الغيب؟ العرَّاف يعلم الغيب؟! هذا قارئ الطالع يعرف الغيب؟! هذا الموقع الذي فيه
أبراجك، كلام فارغ، هو أصلاً القائم على الموقع هذا هو الذي أنشأه، وألفه، وكتبه من عنده، هو الذي
صفَّه أمامهم، ثم لم يخجل فلان الموظف من الإفصاح بأنه لا يراقب الأسواق العالمية، ولا أخبار
الشاشات، وإنما يعتمد على قراءة برجه في اليوم التالي ليتخذ قراره بالبيع أو الشراء! يعني عدنا إلى
الجاهلية الأولى، صارت القضية بالرغم من التقدم التقني هذا كله خبط عشواء، وهي مشكلة البشرية
الشرك والإخلال بالتوحيد.
وآخرون -فيما يتقاذف البشر حول العالم التهم، والأسئلة، والتحليلات عن الأسباب الحقيقة وراء
النكسات، والكوارث الأخيرة- يقوم أحدهم ليقول: "إن السبب فيما حصل الهيجان الشمسي" سبحان
الله! رجعنا إلى قضية تأثير الكواكب في الأرض، واعتقاد أن النجوم، والشمس، والقمر تؤثر، وتفقر،
وتغني، ما هذا؟ إلى هذه الدرجة! إذا صارت مثل هذه الأزمة يفقد الناس التوحيد، والتعلق بالله، وعلوم
القرآن والسنة، والقواعد الأساسية، والثوابت الشرعية! وهذا لا يستطيع الصمود، فينهار ويموت، أو
يكتئب وينتحر! وهذا يفزع إلى العرافين والكهان.

..
يتبــــــــع ..

نور الإسلام 25/01/2011 04:29 PM

؛

كيف نواجه الأزمات؟
أين الدين؟ أين الإيمان؟ أين التوحيد؟ ((بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء))
[رواه الترمذي برقم (3388)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5745)] من الذي يضر
وينفع؟ من الذي يقدر الأمر؟ من الذي يُجري الأقدار؟ من الذي يكور الليل على النهار؟ إنه الواحد القهار
سبحانه وتعالى، فإليه فافزعوا، وإليه فالجؤوا، وإليه المآب؛ فبه تحصَّنوا، وبه تعوذوا، وعليه توكلوا، وإليه
أنيبوا، وإليه توبوا، وإليه الأكف فارفعوا.

المؤمن يلجأ إلى الله.. هذه العبر -أيها الإخوة- من المهم جداً أن نتلمسها، ونتعلمها، ونعلمها في
خضم الأحداث، ولا تدري ماذا يأتي غداً؟ فإذا لم تكن قد أعددت عدة من العلم بالله، وكتابه، وسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم، إذا لم يكن معك زاد من التوحيد، والعلم بالكتاب والسنة تصرع وتهلك.
اللهم إنا نسألك التوحيد، والاستمساك بالعروة الوثقى يا رب العالمين.
اللهم ارزقنا التقوى، والفقه في الدين.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا في أمن وآمان، وخير وعافية يا رحمن.
اللهم إنا نسألك الأمن في البلاد، والإيمان في القلوب يا رب العباد.
أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
آمنا في أوطاننا، وأصلح ذات بيننا، وأرشد أئمتنا وولاة أمرنا، واجعلنا على الحق ثابتين يا أرحم الرحمين.
اللهم إنا نعوذ بك من الزلل، والقسوة والغفلة، والعيلة والمسكنة يا غني يا كريم.
اغننا من فضلك، اغننا بحلالك عن حرامك.
اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا فيما آتيتنا.
اللهم إنا نسألك أن تجنبنا فقراً منسياً، وغنىً مطغياً يا رب العالمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


..

خطبة للشيخ / محمد صالح المنجد

فارس عمان ثلاثه 25/01/2011 09:49 PM

يعطيك الصحه والعافيه

zaabi6622 26/01/2011 09:13 AM

بارك الرحمن فيكم

نور الإسلام 26/01/2011 04:27 PM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة فارس عمان ثلاثه (المشاركة 22563374)
يعطيك الصحه والعافيه

ربي يعافيك ويبارك فيك اخي
وفقكمـ الله ..
اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة zaabi6622 (المشاركة 22574031)
بارك الرحمن فيكم

وفيــكمـ بارك الرحمن ..
شكرا لطيب مروركمـ
حفظكمـ الله ..

سيف الشبلي 27/01/2011 11:14 AM

عدنا حيث المواضيع المتميزة ..

أكثروا منها ..

جزاكم الله خيراً ..

نور الإسلام 27/01/2011 12:43 PM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة سيف الشبلي (المشاركة 22604280)
عدنا حيث المواضيع المتميزة ..

أكثروا منها ..

جزاكم الله خيراً ..

؛
وإيـــــــــاكمـ .. بارك الله فيكمـ
وحفظكمـ ..

هادي الرواحي 27/01/2011 03:27 PM

بوركت أختي على هذا الموضوع الرائع وسلمت يمناك وإلى الأمام دائما...
سبحان الله وبحمده


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 04:53 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها