المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : من حكم الإمام علي - كرم الله وجهه- في شرح كتاب النيل وشفاء العليل


الجيل الواعد
10/11/2010, 12:15 AM
سَأَلَ شَيْخٌ عَلِيًّا حِينَ رَجَعَ مِنْ صِفِّينَ :

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِنَا إلَى الشَّامِّ أَكَانَ بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ ؟

قَالَ : وَاَلَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَّأَ النَّسَمَةَ مَا وَطِئْنَا مَوْطِئًا وَلَا هَبَطْنَا وَادِيًا وَلَا عَلَوْنَا تَلْعَةً إلَّا بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ ، فَقَالَ الشَّيْخُ :

احْتَسِبْ عَنَائِي فَوَاَللَّهِ مَا أَرَى لِي مِنْ الْأَجْرِ شَيْئًا ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ :
بَلْ أَيُّهَا الشَّيْخُ لَقَدْ عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكُمْ فِي مَسِيرِكُمْ وَأَنْتُمْ سَائِرُونَ ، وَفِي مُنْصَرَفِكُمْ وَأَنْتُمْ مُنْصَرِفُونَ ، وَلَمْ تَكُونُوا فِي شَيْءٍ مِنْ حَالَاتِكُمْ مُكْرَهِينَ ، وَلَا إلَيْهَا مُضْطَرِّينَ ، فَقَالَ الشَّيْخُ :

كَيْفَ لَمْ نَكُنْ مُضْطَرِّينَ وَالْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ سَاقَانَا وَعَنْهُمَا كَانَ مَسِيرُنَا وَانْصِرَافُنَا ؟

فَقَالَ عَلِيٌّ :

وَيْلُك أَيُّهَا الشَّيْخُ لَعَلَّك ظَنَنْت قَضَاءً لَازِمًا وَقَدَرًا حَاتِمًا ، لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ وَالْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ ، وَلَمْ تَكُنْ لَائِمَةٌ لَمُذْنِبٍ وَلَا مَحْمَدَةٌ لِمُحْسِنٍ ، وَلَمْ يَكُنْ الْمُحْسِنُ أُولَى بِالْمَدْحِ مِنْ الْمُسِيءِ ، وَلَا الْمُسِيءُ
أَوْلَى بِالذَّمِّ مِنْ الْمُحْسِنِ ، تِلْكَ مَقَالَةُ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَجُنْدِ الشَّيْطَانِ وَخُصَمَاءِ الرَّحْمَنِ وَشُهُودِ الزُّورِ وَأَهْلِ الْعَمَى عَنْ الصَّوَابِ ، وَهُمْ قَدَرِيَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَجُوسُهَا إنَّ اللَّهَ أَمَرَ تَخْيِيرًا وَنَهَى تَحْذِيرًا وَكَلَّفَ يَسِيرًا وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوبًا وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهًا وَلَمْ يُرْسِلْ الرُّسُلَ عَبَثًا وَلَمْ يَخْلُقْ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا : { ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } الْآيَةَ فَنَهَضَ الشَّيْخُ مَسْرُورًا وَهُوَ يَقُولُ :
أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي نَرْجُو بِطَاعَتِهِ =يَوْمَ النُّشُورِ مِنْ الرَّحْمَنِ رِضْوَانًا
أَوْضَحْت مِنْ دِينِنَا مَا كَانَ مُلْتَبِسًا =جَزَاك رَبُّك عَنَّا فِيهِ إحْسَانًا

--------------------------------

مقتبس من شرح كتاب النيل وشفاء العليل
للعلامة امحمد بن يوسف اطفيش

الجيل الواعد
10/11/2010, 12:18 AM
وَمَا ذَكَرَ عَلِيٌّ .
هُوَ أَصْلٌ لِمَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ تبغورين وَصَاحِبُ السُّؤَالَاتِ " : أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ وَنَهْيَهُ لَهُمْ وَالْمَدْحَ لَهُمْ وَالذَّمَّ لَهُمْ وَالثَّوَابَ وَالْعِقَابَ مُثْبِتَةٌ لِلِاخْتِيَارِ وَالْكَسْبِ مُبْطِلَةٌ لِلْجَبْرِ وَالْجَبْلِ ,



وَسَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا عَنْ الْقَدَرِ فَقَالَ :
تَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ تَمْلِكُهُ مَعَ اللَّهِ أَوْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، إيَّاكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ فَأَضْرِبْ عُنُقَك ، فَقَالَ : وَلِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟

فَقَالَ : نَعَمْ إنْ قُلْت تَمْلِكُهُ مَعَ اللَّهِ فَقَدْ جَعَلْت نَفْسَك شَرِيكًا لِلَّهِ تَعَالَى ، وَإِنْ قُلْت تَمْلِكُهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ جَعَلْت نَفْسَك مَعْبُودًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَقَالَ :
فَمَا الْمَخْرَجُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ .

قَالَ :
أَنْتَ الْمَالِكُ لِمَا مَلَّكَك ، وَالْقَادِرُ عَلَى مَا أَقْدَرَك عَلَيْهِ ، وَلَا حَوْلَ لَك عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إلَّا بِعِصْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَلَا حَوْلًا لَك عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ إلَّا بِتَوْفِيقِهِ ، أَمَا تَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ :
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ





وَقَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ : أَرَأَيْت إنْ جَنَّبَنِي طَرِيقَ الْهَوَى وَسَلَكَ بِي طَرِيقَ الرَّدَى أَحْسَنَ إلَيَّ أَمْ أَسَاءَ ؟ فَقَالَ : إنْ كُنْت اسْتَوْجَبْت شَيْئًا فَقَدْ أَسَاءَ ، وَإِلَّا
هُوَ يَفْعَلُ فِي مُلْكِهِ مَا يَشَاءُ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ الْقَدَرِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَبَى إلَّا الْجَوَابَ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي أَخَلَقَك اللَّهُ كَيْفَ شِئْت أَمْ كَيْفَ شَاءَ ؟ فَأَمْسَكَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَاضِرِينَ : أَتَرُونَهُ يَقُولُ كَمَا أَشَاءُ إذًا وَاَللَّهِ أَضْرِبُ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : كَمَا يَشَاءُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُحْيِيكَ كَمَا يَشَاءُ أَمْ كَمَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : كَمَا يَشَاءُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُمِيتُكَ كَمَا يَشَاءُ أَمْ كَمَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : كَمَا يَشَاءُ ، قَالَ : فَيُدْخِلُكَ حَيْثُ تَشَاءُ أَمْ حَيْثُ يَشَاءُ ؟ قَالَ : حَيْثُ يَشَاءُ ، قَالَ : فَلَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ .

حفيد عمر بن الخطاب
10/11/2010, 01:07 AM
رضي الله عنك يا امير المؤمنين وحشرنا الله معك مع حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام

alajmi85
11/11/2010, 01:14 AM
السلام عليك يا امير المؤمنين

ميثم التمار
11/11/2010, 02:21 PM
السلام عليك ياأمير المؤمنين

درويش الاول
11/11/2010, 02:23 PM
غفر الله له

الجيل الواعد
11/11/2010, 11:48 PM
شكرا لجميع الإخوة الذين مروا وردوا