المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : مـحـــــــــاولــــــــــ ـة...


رياض سالم عمر
12/10/2010, 12:23 AM
لا أدري بم أبدأ ....برحيل الحروف أم محاولة السفر إليها ...
وستظل هذه المحاولات شيئا من إثبات أنّ ثمّة تحت هذا الرماد المتراكم جمر ما زال ينبض حياً بالنـــــــــــــــــــــ ـــــــــــار!!

وستظل تلك الجذوة المتّقدة خيراً من إشعال شمعة تنتهي بلعن الظلام....
وقبل ذلك وبعده سيجدي كثيراً لعن هذا الظلام
فالصمت ظلمة تزيد الليل موتاً (تحت) الموت !!

وجميـــــــــــل ألاّ ندري ما يحدث طالما أنّ ثمة قلق يدفعنا إلى نبش كل شيء لنصل إلى مانريده(نحن) لا مايريده لنا الآخرون
بل كل هذا خير من معرفة جاهزة تطفىء لدينا الكثير وتقتل فينا الأكثر فقط للحصول على الكلمة السحرية الخادعة(أدري) !!

فلتكن الكتابة نبشاً عن اللاأدري.....ولتكن القراءة كذلك ....بل ولتكن الحياة أيضاً من هذا اللاأدري...
فتلك القبور التي توشحت بلباس الحياة ...ومشت بمن فيها إلى لحود أخر...لتستبدل (الأموات) ب(أموات) آخرين.....تنادي من بالخارج أنّ ثمّة في أجوافها(حياة)!!!

هنيئاً لنبّاشي القبور....
لمَ كان القبر محدوداً تلامس جوانب المرء جدرانه؟
ألم يكن كذلك إلا لأنّنا (موتى) لا نحتاج لمساحة المغامرة!!
أولئك الذين يريدون حصارنا والحد من عقولنا, يريدوننا أن نحفر قبورنا بأيدينا...
البحث عن (اللاأدري) يتطلب منّا البعد عن الحلول الجاهزة....رفض الطمأنينة التي تودي بنا إلى الهلاك..
إذا أردنا رؤية أكثر من مكان....فمن الخير ألا نحدد وجهة السفر...
ليس في مغامرة (المعرفة) مسافات مهدورة....



وتستمر المحاولة...............

رياض سالم عمر
15/10/2010, 09:11 AM
((شيء من البوح إلى (القلم الشقيق).....))
أهي الأيام دارت رحاها لتطحن حروفنا
ولم أعلم أنّ الكتابة ستنساب من بين أصابعي كقطرات ماء
أكنت حريصاً على حياة ذاك اليراع حتى يبقى يراعي على قيد الحياة
أم لأنّني مدين لمن أبقى حروفي تنبض....في عالم مجنون....نجهد في السعي فيه بحفنة من عقل
إلى ذاك القلم:
عندما أرجع بالذاكرة إلى تلكم الأيام, عندما كنّا على قيد (الكتابة) نتنفس حروفاً تجد طريقها إلى صفحاتنا/ آلامنا/ آمالنا
أدرك كم منّ الله علي بذاك القلم (الشقيق), وكم كانت بداية رحلة ملآ بعذاب الكتابة
وها أنا أتسلل على أطراف قلمي....حاملاً الذكرى دواة أسقي منها قلمي الذي أنهكته
رحلة سبع سنين عجاف....
(أهي سبع؟)
أكنّا حقاً نبحث عن ذواتنا؟
أكانت أحلاماً كبيرة؟ أم كان سراباً خانتنا فيه حتى أعيننا؟
ومازالت سطور كتبها (قلمان) تهدي إلي شيئاً من (أمل) أستعين به في هذه الحياة
وقد تعودت منذ الصغر أن أقتات على الأمنيات, ذاك أجدى من العيش دون( فسحة الأمل), ألم يقلها أحد أجدادنا ألأوائل؟
ودارت الأيّام....يا (قلمـ)ـي....فصافحت أيادٍ بدون وجوه, وغدت الحياة رحيلاً لا ينقطع, وكل يوم يدفن ما قبله....ومعه أرواح تبذر في الأرض وأخرى تقتلع...
وتلك الطفلة تخبرني أنّ أباها اغتالته سكتة قلبية, وأحاول أنّ أتذكّره, وتجهد هي في وصف أبيها, وكدت أقول لها إنّي أصافح أيادٍ بلا وجوه....لكن أشفقت على تلك الدموع التي انسابت تسقي ذكرى أبيها...
أعلم أنّنا لم نعتاد على الكثير من البوح....
لكنّي لم أعد أعلم في أي بقعة أنت من ملكوت الله ....بل وأجهل مكاني كذلك!!

فـ(أين قلمي)؟

رياض سالم عمر
16/10/2010, 10:01 PM
(إلى....)
قرأت للراحل نجيب محفوظ أنّه لا يكتب شيئاً قبل النوم, لأنّه ببساطة لن يستطيع النوم بعدها...
فكيف بمن حرم الكتابة والنوم معاً؟
أشعل ذبالة مصباحي ولا أجد زيتاً يروي خبوته, وأسقي قلمي بدمي فيخطّ بشارات العجز رايات تقود إلى متاهات فغرت أفواهها, وهناك لا مكان ولا زمان يهديان إليك
شعوراً بأنّ هذه الضلوع تضم قلباً ينبض !!
وهل ذكرت لك يا قلمـ(ـي) أنّ السكّري غزى كل شيء, وزاد تلك الحدّة حدة تبتر كل يوم ما تبقّى من أوشاج تصلني بهذا العالم العبثي!
وضحكاتي أرسلها لتكنس ركام الظلمات التي جعلت من العالم غيابة جبّ!
وأبحث عن البياض يحتضن حروفي, يربتّ عليها, يهديها دفء الوجود, أو شيئاً من رونق الحياة, ولكني أشفق على البياض من أن تغتاله حروف سوداء!
أي (قلم):
لم تعد العيون تسافر في أعماق الأوراق, وكلما صافحها كتاب بادرت اليد برميه إلى العدم, وكثير من تلك القناعات ضاعت, أو سقطت في مكان ما, لكن الضجيج هو الضجيج, يخترق الصمت ويغرز أنيابه بلا رحمة, ولم يعد للسكون وسادة يحلم عليها, وغدت الحياة والموت سيّان, فلا يهتز قلب لقدوم من قدم , ولا رحيل من فارق هذه الـ....
أأصوّب إليك سهام اللوم؟ ولمَ...؟ فليس اللوم سوى سبيل من سقطوا ... وما دمت أمسك بـقلـمـ(ـي), وأتشبث بجنون المحاولة ونعيمها/جحيمها....فليس اللوم لي سبيلاً إلى أي غاية....حتى وإن كانت (......

رياض سالم عمر
22/10/2010, 06:51 AM
ساقية مازال ماؤها يسقي الوريد, وشيخ يعزم على فنجان قهوة...(البن في يافع والقهوة في مكيراس)...
وسيقان حفرت عليها الأرض تجاعيدها...صبي يرمي بشقاوته كل من مرّ أمامه....
وفتية يتراكلون الكرة بين ألفاظ الشتائم وبين الضحك الذي سال من أعينهم براءة نقية....
وآخرون يجهدون في تذكار أشعار المتنبي أو الملك الضلّيل...تقطعها نكاتهم الجريئة وسط ضحكات جنونية....
عجوز تشتم من خرّب جربتها فتذهب الكرة ضحية فأسها التي فرّقت أولئك الأشقياء شذر مذر..
وفتاة تصر على ابن قريتها أن يسمعها أذانه في منتصف الطريق....فلا تسمع سوى ضحكاته من هذا السؤال....
وتتبعه تهديداتها بأنّه سيؤذّن لها المرة القادمة!!
وأبواب الديار مفتوحة لكل صبي يريد شاياً وكسرة خبز....
وموسم (التولق) و (البلس) و (التين الشوكي) تنظم عقداً من الأطفال يتنافسون من يجلب الأكثر لأمه...
وعصا(الحدوي) تسافر المسافات لتثبت أي يد حازت السبق وأي فريق تجرّع الهزيمة..
وأصوات مكائن الري تطرق الأسماع من كل جهة, وأهازيج الذين يقبّلون الأرض بكرةً وعشياً تسري في الروح كما لو أنّها تنشد الآن....
نقاء الفجر الندي....أريج أرض بكر....ظهر عتّقه التنور برائحة الخبز.... عصر التحف به شيوخ القرية عند (المشراقة)
مساء أنشدته أم أغنية لوليدها
وليل كان فيه الحلم غيماً .....

رياض سالم عمر
04/11/2010, 12:46 PM
أقف خلف عيني الذابلتين, ومن وراء غيم السنين أستمطر الذكرى لعل أغصاني

التي زارتها الهشاشة يزينها رونق الحياة, ألملم الذكريات ..أرتّبها...أصفها....

أنفض عنها غبار الأيام, ثمّ أنظر فلا أجد سوى أشلاء مبعثرة, وجنون يصرخ أنّ الحياة أتفه من أن تجهد في ترتيبها,

أو أنّك غارق في الوهم بأنّ صنع ذلك بيدك :
ظلامٌ تدثّرت به القرية, أسرة تناثرت حول طاولة صغيرة, يعلوها صبي صغير..

....يرفع رأسه (والآن إليكم نشرة الأخبار)...يقلد المذيع وسط ضحكات جدته, تسيل ضحكاتها من
عينيها,

(هل ما زلت تحفظ أسماء المتهمين في قضية دهمس؟) يرفع رأسه مرة أخرى, يتلو الأسماء مرتبة
كما سمعها من التلفاز!!

تغرق القرية في السيول, الأمطار تثقب سطوح بيوت الطين, فتة تمر تهدى إليهم من أحد الأقارب....

شاشة صغيرة ملأتها جثث تراصّت وأمامها امرأة تصرخ (وينكم يا عرب)...

(جدران أربعة تدثّرت بالكتب...والطاعون لـ(كامو) يخنق أنفساك...)

شوق لقهوة أمك ....ستأتي بعد سنوات وتصنعها لكنك لا تشربها كما كنت تدمنها من قبل....قرب
الأشياء يفقدها المعنى في قلوبنا!!

أصوات الجداء الصغيرة أشدى من أي لحن....فهل كبرت الجداء....وهل كبـ...ر....؟

أريج غلاف ذاك الكتاب الصغير ما زال يضع للقلب وسادة لحلم ساحر...

وما زلت تبحث عن تراب يشبه تراب قريتك....لتلثمه....

لا تجهد نفسك....فلا يشبه دم قريتك سوى دمك....

لا تضع شفتيك على تراب غريب....لاتلثم ...سوى ذاك الأريج....

amr diab
04/11/2010, 01:20 PM
عسى ما شر ..

رياض سالم عمر
09/11/2010, 10:00 PM
(يا حبيبي تعالَ....)
وليس الحب فعل أمر يخلق استجابة....فعل الأمر (ساكن) لأنّه يفقد شيئاً من نسيم (الحرية)....
فمن ينادي من؟
بقايا صورة وطن....
باب اليمن يتشبث بالوجود....
أم يلتهم الجموع كل يوم....ويلفظهم مخلوقات أخرى!!
رائحة المطر, وصوت يسوق الأغنام....له أريج يأتي مع كل قطرة تنساب من غيمة بكت الفراق...
الغيوم دائمة الرحيل....ولذا تديم البكاء!!
وصبح(تنفّس) بركات الله...لتبرح الشمس ما علق من غبار الليل
وحياء العذارى يحجب وجوههن ...وقلوب تحترق قرباناً لنظرة ولو (من بعيد)!!
فكن غيمة ما شئت...لكن لا تدر الدمع إلا على (طيـــنك)
لعلك ستحظى بنظرة...ولو من (قريب)!!