المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : ممكن ترجمة الامام عبدالله بن وهب الراسبي


سيف سنة
28/04/2010, 10:32 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لو سمحتم اريد ترجمة للامام عبدالله بن وهب الراسبي


بارك الله فيكم :مرتاح:

أبو أويس
28/04/2010, 01:33 PM
عبد الله بن وهب بن راسب الراسبي
(ت: 38هـ)
أشهر من نار على علم. هو عبد الله بن وهب بن ميدعان بن مالك بن نصر الأزدي العماني.
ولد بعمان، من قبيلة الأزد، وأدرك الرسول e، إذ كان في وفد عمان الذي توجه إلى المدينة عام 9هـ، لإعلان إسلام عمان وقبائله، فهو صحابي جليل.
عرف بالعلم والرأي والصلاح والعبادة، شارك في فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص t، وأبلى البلاء الحسن.
و لما أقبلت الفتن على البلاد الإسلامية في آخر عهد الراشدين، كان في صف علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وشارك معه في حروبه. وفي صفين سنة 37هـ/657م حارب معاوية وجنده بلا هوادة، ولما ارتفعت المصاحف على أسنة الرماح في جيش معاوية المنهزم، يريد التحكيم خدعة وحيلة، تمادى عبد الله في حربه الفئة الباغية، مع طائفة كبيرة من جند علي، إلا أن الخدعة أتت أكلها، وتوقفت المعركة، وإن لم يرض الإمام علي وصحبه المخلصون، فتوقف معها النصر الذي كاد يكون ساحقا على معاوية ومناصريه…
و جاءت فكرة التحكيم التي رفضتها طائفة من جند علي رفضا قاطعا وقالوا: "لا حكم إلا لله"، وهي الطائفة التي كانت تلح على مواصلة القتال، وهي مدربة على ذلك، تعرف حقيقة الشاميين، في جاهليتهم قبل إسلامهم، وحقيقة الأمويين الذين هم من أهل العراق أعداء أهل الشام، أو هم أقرب إلى العراق منهم إلى بلاد الشام. ولا التفات إلى كذبة أن الذين قالوا: "لاحكم إلا لله" هم الذين حرضوا عليا على توقيف القتال ووقفوا ضده، فإنها لا تثبت أمام النقد والتمحيص للروايات المختلفة المتضاربة في هذا المجال.
إن عبد الله بن وهب رفض التحكيم جملة وتفصيلا، هو وجماعة كبير من أصحاب علي كرم الله وجهه وأنكروها، فأطلق عليهم اسم "المحكمة" لقولهم: "لا حكم إلا لله" رفضوا التحكيم قبل أن يقع، ورفضوه قبل أن تظهر نتائجه الجائرة التي زحزحت عليا من الإمامة، وأثبتت معاوية فيها.
هكذا انتبذ هؤلاء المحكمة مكانا غير بعيد من الكوفة، هو منطقة حروراء، فاستقروا بها وفكروا في إعلان إمامة يحيون بها خلافة الراشدين، فتداولوا أمرهم بينهم، وعرضوا الإمامة على علمائهم، وكلهم راغبون عنها مشفقون من مسؤولياتها، وهنا يبرز عبد الله بن وهب لينقذ الموقف ويتولاها قائلا: "فوالله ما أخذتها رغبة في الدنيا، ولا أدعها فرقا من الموت" فبايعوه بالإمامة، ثم أرادوه في الكلام فقال: "و ما أنا والرأي الفطير، والكلام القضيب، دعوا الرأي يغب، فإن غبوبه يكشف لكم عن محضه".
و من هذه الرواية التي ذكرها الجاحظ، نلاحظ ترويه وحسن تدبيره من أول وهلة، وتبرز كفاءته عندما نعلم أن المحكمة بايعوا في البداية معد بن مالك الإيادي، ثم عدلوا عنه إلى عبد الله بن وهب لما سمعوه يقول: "سلام على من بايع الله شاريا"، وقالوا له: "خالفت لأنك برئت من القعدة". وهنا يبرز الإتجاهان الكبيران في فكر المحكمة، وهما الخروج والثورة، أو القعود والتروي.
كان عبد الله موصوفا بحسن الرأي والعبادة، وإليه تعود أصول المذهب الإباضي الذي فضل القعود على الخروج، ومن هنا يتضح لنا أن جيش علي (بمن فيه من المتآمرين) أقحموا عليا وأصحابه المخلصين في حرب ومقاتلة هؤلاء المحكمة الأوائل في النهروان في التاسع من شهر صفر سنة 38هـ، لأن عبد الله بن وهب لم يفكر إطلاقا في مقاتلة معاوية، فضلا عن علي، ولكن شاءت الأقدار أن يوجَّه علي ولا يوجِّه، وقد قالها علي صريحة: "لا رأي لمن لا يطاع، لا رأي لمن لا يطاع".
تنسب الإباضية إلى عبد الله بن وهب، ولذلك يقال الإباضية الوهبية، وكل من خرج أو انشق عن الإباضية الأم اتخذ لنفسه اسما، أو أطلق عليه اسم، كالنكارية أو الخلفية والنفاثية وغيرها… وكلها انقرضت، وبقيت الإباضية الوهبية، التي التزمت منهاج عبد الله بن إباض (القعود والتروي).
و إذا عرفنا هذا، أدركنا سبب حرص الإباضية على عدم تسميتهم بالخوارج، أو إدراج فرقتهم ضمن فرق الخوارج، وإن كانت من الحروريين ومن الوهبيين، ولكنها ليست من الخوارج.
عرف عبد الله بن وهب بالزهد والعبادة حتى لقب بذي الثفنات. كان حسن الرأي حكيما وقورا. قال بعض الشعر، ووصفه الجاحظ بأنه من فصحاء العرب.
و في مقتلة النهروان حصدت رؤوس المحكمة، وقطعت يد عبد الله بن وهب، ثم رجله، ثم طعن في بطنه، ثم احتز رأسه، وحمل إلى علي، وقيل: "إن الذي فعل ذلك هو هانئ بن خطاب الأرحبي، وزياد بن حفصة، ولا يسلَّم أن يكون القاتل أبا أيوب الأنصاري كما تورده رواية شاذة، إذ لا يعقل لهذا الصحابي الجليل أن يمثل بصاحبه وصاحب رسول الله e.
المصادر:
* المبرد، الكامل، 2/119.
المسعودي، مروج الذهب، 3/56.
الطبري، تاريخ الأمم، أحداث سنة38هـ.
الجاحظ، البيان والتبيين، 1/42، 140، 2/103.
ابن حزم، جمهرة، 386.
ابن دريد، الاشتقاق، 515.
أبو زكريا، السيرة، 211.
الدرجيني، طبقات، 2/201، 202، 219.
ابن الأثير، الكامل، أحداث سنة 38هـ.
البرادي، الجواهر، 118، 129.
ابن عماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1/50، 51.
ابن خلدون، العبر، 2/1119.
الشماخي، السير، 51.
أبو اليقظان، دفع شبه الباطل (مخ)، 7-15.
الزركلي، الاعلام، 4/288.
بروكلمان، تاريخ الشعوب، 119-120.
أحمد أمين، فجر الإسلام، 256-260.
طه حسين، الفتنةالكبرى، (علي وبنوه).
دبوز، تاريخ المغرب، 2/352، 3/137.
خليفات، نشأة الحركة، 67.
بحاز، الدولة الرستمية، 67.
محمد ناصر، منهج الدعوة، 35-42، 108-115.
الفرق الإسلامية في الشعر الأموي، 162.
مهدي طالب هاشم، الحركة الإباضية.
جهلان، الفكر السياسي، 158.
إحسان عباس، شعراء الخوارج، 138، 141.
إحسان عباس، ديوان شعراء الخوارج، 43-44.
الجعبيري، البعد الحضاري، 48.
عمار طالبي، آراء الخوارج، 1/88-95.
السيابي، طلقات المعهد، 21.
سالم الحارثي، العقود الفضية، 48.
الصوافي، الإمام جابر بن زيد، 114.
علماء عمان، السير والجوابات، 2/304.
برنامج موسوعة المورد الحديث (قرص مدمج)، مادة الراسبي، عبد الله بن وهب.
معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب).

المرجع المنقول منه: معجم أعلام الإباضية، صـ293

شاب عمان
29/04/2010, 03:08 PM
بارك الله فيكم