المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : العقاد وجملة من كبار علماء مصر يتبنون عقيدة أهل الحق والاستقامة


إباضي 2007
16/01/2007, 11:03 AM
في جلسة في القاهرة في شتاء سنة 1962م في منزل المرحوم أستاذنا عباس محمود العقاد ، في منزله بمصر الجديدة ، وحضر الجلسة كثيرون منهم : الدكتور عبدالحليم محمود والسيد أحمد بن محمد أطفيش والأستاذ عبدالسلام هارون والأستاذ أنيس منصور وكان الضيف المحتفى به هو الشيخ علي يحيى معمر ... ونزولا على رغبة ابننا سيف بن هلال البوسعيدي ، وتقديرا للقيمة التاريخية لتلك الجلسة ، عدت لمذكرتي وسجلت أهم ما دار في الجلسة ... وكان معظم الجلسة عن المذهب الإباضي أو " أهل الدعوة " كما كان يصر الأستاذ علي يحيى ، والأستاذ أطفيش على تسمية الإباضية .
بعد استقبال الأستاذ العقاد لعلي يحيى معمر ، الذي قدمه له السيد أحمد أطفيش ... جلس الجميع ( وقُدِّم للجميع عصير الليمون ثم الشاي أو القهوة ) ..
وبعد عدة دقائق بدأ الشيخ علي يحيى في عرض أصول المذهب على الجميع ، يعاونه ـ أحيانا ـ السيد أحمد أطفيش ..
 بدأ بعرض قضية التوحيد .
 ثم عرض قضية " صفات الله " وقال : " إن أصحابنا يرون أن صفات الله جزء من ذاته ... بينما يرى الأشاعرة وأهل النصّ أن صفات الله زائدة عن ذاته .. "
ـ وعلّق الأستاذ العقاد بأنه يؤمن بأن صفات الله جزء من ذاته ، فبما أن الله قدرة ، إذن فهو سبحانه مجموع صفاته وقدراته ... وأكّد العقّاد أن وجهة نظر الإباضية موافقة لاعتقاده ، المتأثر بالمعتزلة والاتجاه الشيعي .
 ثم عرض قضية " الإيمان " وقال : " إن المرجئة ومذاهب أهل السنة ترى الإيمان اعتقادا في القلب ينطق به اللسان ، بصرف النظر عن العمل ... لأن الإيمان عند أهل النصّ ( كما يسمى أهل السنة ) هو التصديق بالقلب .. أما الإباضية فيرون أن الإيمان دون تطبيق فرائض الإسلام لا معنى له .. وإن كان أهل الدعوة ( الإباضية ) لا يخرجون الفاسق العاصي عن كونه موحّدا ، ولا عن ملة الإسلام ، ويجرون عليه أحكام الإسلام .
ـ علّق الأستاذ العقاد بأن الإسلام دين ودولة ... ولا تقوم على مجرد " الاعتقاد " إذ لا بدّ من " الانضباط " و " الالتزام " . والصلوات في أوقاتها وفي جماعاتها فضلا عن أنها عبادة لله إلا أنها إعداد وتهيئة وتنظيم ...
ـ وعلّق السيد أحمد أطفيش بأن انهيار " الرستمية " وانهيار دولة رابح فضل الله يعود إلى أسباب كثيرة منها مسألة " الاعتقاد والعمل " حيث ضَعُف الربط بين الاعتقاد أو الإيمان وتطبيق فرائض الإسلام ... هذا الضعف ـ من وجهة نظري ـ أدى في النهاية إلى ضعف الدولة الرستمية وتحللها وأدى كذلك إلى ضعف دولة رابح فضل الله وأبنائه ... في البداية كانت مجالس العزابة لها سلطانها ، والذي يخالف يحكم عليه بالإبعاد أو عدم التعامل معه حتى يتوب ويعود إلى الجماعة ويلتزم بالفرائض ... وهكذا كان الارتباط قويا بين الإيمان والعمل .. وكانت الدولة الإسلامية ....
ـ ثم شرح الأستاذ علي يحيى " مجالس العزابة " وسلطانها وقيمتها في ترابط الجماعة الإسلامية ...
ـ وعلّق الأستاذ العقاد بأن هذا النظام المحكم أشبه بجماعات " لابسي القمصان الزرق " و " لابسي القمصان الحمر " تلك الجماعات الشبابية التي استطاعت في ألمانيا تكوين دولة ألمانية كبرى ( بعد أن كانت ألمانيا عدة دويلات ) كما استطاعت في إيطاليا تكوين دولة إيطاليا الحديثة ( بعد أن كانت عدة دويلات كالبندقية وجنوا وروما ... ) ...
 نفي رؤية الله ...
ـ تحدث الأستاذ علي يحيى معمر ، وذكر أن مسند الإمام الربيع بن حبيب يرى أن النظر هو الانتظار ، ودلّل بآيات مثل قوله تعالى في سورة يس :  مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ  ، وفي سورة ص :  وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً  ، وفي سورة الأنعام :  هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ 
ـ وأيّد الأستاذ عبدالسلام هارون ، من مجمع اللغة العربية ، معنى الانتظار في اسم المرة في قوله تعالى :  فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ  ، فالمشتق " نظرة " مأخوذ عن الفعل نظر الثلاثي المجرد ، وليس مأخوذا عن " انتظر " بل إن " انتظر " نفسها تعود إلى أصلها المجرد وهو " نظر " ...
ـ وأكد علي يحيى معمر أن الرؤية قد لا تكون بمعنى النظر بالعين ، بل بمعنى التأمل والعلم واليقين ، واستدل بقوله تعالى :  أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ  ،  أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ  .. وروى علي يحيى معمر تفسير الإمام علي لقوله تعالى في سورة القيامة :  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ  ، بأنها وجوه تنضر بالإشراق وتنتظر أن يؤذن لها بدخول الجنة ... والآية لا تعني الرؤية بالأبصار حيث  لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ  ...
ـ وعلّق الأستاذ العقاد : بأن هذا التصور لله صحيح ، وأنه يعتقد أن أي مسلم عاقل لا يتصور الله مادة تُرى ... إذ أنه لو كان يُرى ـ سبحانه ـ لكان له جسم ، وله حيّز ومكان وشكل ..الخ ... وكلها أعراض يتعالى الله عنها .
ـ وافق المرحوم الدكتور عبدالحليم محمود ( شيخ الأزهر بعد ذلك ) على هذا التصوّر ... وقال إنه نفس تصوّر الشيعة والمعتزلة وغالب عقلاء أهل السنة الذين لا يقفون جامدين أمام النصوص ..
 موقف أهل الدعوة ( الإباضية ) من مفهوم القدر .
 موقف أهل الدعوة ( الإباضية ) من " العدل والوعد والوعيد " وأن الجنة للمؤمن الذي يعتقد ويعمل ، أما العصاة والفاسقون فهم مخلدون في النار ـ كالكفار ـ إن لم يتوبوا ...
ـ وعلّق الأستاذ العقاد بأن هذا هو العدل الإلهي وإلا استوى البارّ والفاجر ..
 وفقا لمبدأ العدل الإلهي حصرت الإباضية الشفاعة في المؤمنين العاملين دون العصاة ومرتكبي الكبائر ... وهذا يتفق ـ كما قال العقاد ـ مع رأي المعتزلة الذي ينفي الشفاعة عن أهل الكبائر ... وزاد العقاد بأن الأشاعرة وبعض أهل النص والسنة قد أثبتوا الشفاعة لأهل الكبائر اعتمادا على حديث يقول : شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » والأشاعرة ـ كما قال العقاد ـ يرون أن من لم يرتكب كبيرة تكفيه مغفرة الله ، أما مرتكب الكبيرة فيحتاج إلى شفاعة الرسول .
ـ وعلّق الأستاذ علي يحيى بأن منطق الأشاعرة مخالف للعقل ؛ خصوصا وأن الرسول قد ربط بين الشرك والكبائر حين قال : اجتنبوا الكبائر السبع الموبقات تنجوا : الشرك بالله ، والقتل ، والسحر ، وأكل الربا ، وأكل أموال الناس ظلما ، والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين » ... وزاد السيد أحمد أطفيش بأن الأشاعرة ربطوا بين شفاعة الرسول وارتكاب الكبائر ... وكأن الرسول يشفع لمرتكب الكبيرة ولا يشفع لمن لم يرتكبها .. وهذا أمر عجيب ... وعلق الأستاذ العقاد مؤيدا ملاحظة السيد أحمد أطفيش .
 ثم عرض علي يحيى معمر للقضية " الكلاسيكية " كما وصفها ، وهي قضية خلق القرآن .. وقال إن الإباضية ترى القرآن محدثا بدليل النسخ فيه ، ولا يجوز أن يقع النسخ في القديم ، وعلق العقاد بأن هذا هو نفس رأي المعتزلة الذين يرون أن كلام الله حادث ... أما أهل النص ـ كما قال ـ فيرونه قديما غير مبالين بقوله تعالى في سورة الأنبياء :  مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ  ... وحمّل العقاد فقهاء وحكام أهل السنة والنص مسؤولية الدماء التي أريقت بسبب قضية خلق القرآن ...
 ثم تحدث السيد أحمد أطفيش في نقطة أخرى ، وهي رفض الإباضية لمسألة المنزلة التي بين المنزلتين ... واعتبار الإباضية مرتكب الكبيرة كافرا كفر نعمة لا كفر شرك ... وعلّق السيد أحمد أطفيش ـ مرة ثانية ـ بأن التسيّب الذي حدث في الدولة الرستمية وفي دولة رابح فضل الله وأولاده هو الذي أدى إلى تفكك الدولتين وعدم تعاظمهما كما تعاظمت الدولة الفاطمية مثلا ... وكان المرحوم السيد أحمد أطفيش يركز على هذه النقطة وهي أن الدولة الإسلامية الكبرى لم تحدث في العصر الحديث بسبب عدم الارتباط بين الاعتقاد أو الإيمان والعمل ... وأن الربط بين الإيمان والعمل يحتاج إلى الدقة والمتابعة من الآباء وأولي الأمر ... وأن العودة إلى مجالس العزابة الشبابية وإلى الإبعاد والمقاطعة والتوبة ... ربما يؤدي كل ذلك إلى إيجاد دولة إسلامية قوية في كل وطن بل قد يؤدي في النهاية إلى دولة إسلامية كبرى .

وهذه شهادة لوجه الله ولوجه الحقّ
علي الألفي

العفريت الابيض
16/01/2007, 12:20 PM
تفس الموضوع موجود على شبكة انا المسلم

الشمس الوهاجة
16/01/2007, 01:28 PM
الله اكبر
اللهم ارنا الحق وارزقنا اتباعه وارنا الباطل وارزقنا اجتنابه
"فياليت قومي يعلمون":devil:

ورود الأندلس
16/01/2007, 01:39 PM
الحمد لله رب العالمين ..

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..

الفكر المعاصر
18/06/2009, 05:45 PM
حفظ الله علمائنا الابرار

soome
18/06/2009, 07:21 PM
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

قابض على الجمر
18/06/2009, 09:51 PM
 ثم عرض قضية " صفات الله " وقال : " إن أصحابنا يرون أن صفات الله جزء من ذاته ... بينما يرى الأشاعرة وأهل النصّ أن صفات الله زائدة عن ذاته .. "
ـ



الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله.

موقف أهل السنة والجماعة في الصفات : إثبات كل صفة وصف الله بها نفسه ، أو وصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه على آله وسلم ، لكن إثباتاً بلا تكييف, ولاتمثيل، ولاتحريف ، ولاتعطيل ، سواء كانت هذه الصفة من الصفات الذاتية أم من الصفات الفعلية.

- ما الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية ؟.
الجواب : الصفات الذاتية هي: التي تكون ملازمة لذات الخالق, بمعنى أنه متصف بها أزلاً وأبداً .
وأما الصفات الفعلية فهي: التي تتعلق بمشيئة الله, فيفعلها متى شاء تبعاً لحكمته سبحانه.

مثال الصفات الذاتية: صفة "الحياة" صفة ذاتية ، لأن الله لم يزل ولا يزال حياً، كما قال الله تعالى: (هُوَ الأوَّلُ وَالأخِر) [الحديد: الآية3] وفسرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: ( أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء ). وقال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)[الفرقان: الآية58] .
ومن الصفات الذاتية: السمع ، والبصر ، والقدرة.
وضابطها: ( كل صفة لم يزل الله ولا يزال متصفاً بها فإنها من الصفات الذاتية ) لملازمتها للذات.

مثال الصفات الفعلية: صفة " الاستواء على العرش" لأنها صفة متعلقة بمشئته, يدل على ذلك قوله تعالى: (إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)[الأعراف: الآية54] وجه الدلالة: أنه جعل الفعل معطوفاً على ما قبله بـ( ثم ) الدالة على الترتيب, فدل على أن هذه الصفة لم تكن ملازمة للذات قبل ذلك.
ومنها صفة " النزول إلى السماء الدنيا" وقد وصفه به أعلم الخلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: (من يدعوني فأستجيب له, من يسألنى فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له).
وضابط الصفات الفعلية: ( كل صفة تتعلق بمشيئته يفعلها الله تعالى حيث اقتضتها حكمته فإنها من الصفات الفعلية ).

قال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى :

أهل السنة والجماعة يؤمنون بصفات الله تعالى, ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل ، أو التكييف ، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزوله كنزول المخلوقين ، أو استوائه على العرش كاستوائهم، أو إتيانه للفصل بين عباده كإتيانهم لأنهم يؤمنون بأن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: الآية11] ويعلمون بمقتضى العقل مابين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات، والصفات، والأفعال، ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل ؟ أو كيف استوى على العرش ؟ أو كيف يأتي للفصل بين عباده يوم القيامة ؟ أي أنهم لا يكيفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا، وحينئذٍ لا يمكن أبداً أن يتصوروا الكيفية، ولا يمكن أن ينطقوا بها بألسنتهم أو يعتقدوها في قلوبهم. يقول تعالى:( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[الإسراء:36]. ويقول: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [الأعراف:33]. ولأن الله أجل وأعظم من أن تحيط به الأفكار قال تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طـه:110].

و أنت متى تخيلت أي كيفية فعلى أي صورة تتخيلها ؟!
إن حاولت ذلك فإنك في الحقيقة ضال، و لا يمكن أن تصل إلى حقيقة لأن هذا أمر لا يمكن الإحاطة به، وليس من شأن العبد أن يتكلم فيه أو أن يسأل عنه.
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله حين سأله رجل فقال: يا أبا عبد الله: ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - لأنه سؤال عظيم. ثم قال تلك الكلمة المشهورة: ( الاستواء معلوم, والكيف مجهول، والإيمان واجب، والسؤال عنه بدعة ) وروى عنه أنه قال: ( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ). فإذن نحن نعلم معاني صفات الله، ولكننا لا نعلم الكيفية، ولا يحل لنا أن نسأل عن الكيفية ولا يحل لنا أن نكيف، كما أنه لا يحل لنا أن نمثل أو نشبه لأن الله تعالى يقول في القرآن: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: الآية11].
فمن أثبت له مثيلاً في صفاته فقد كذّب القرآن، وظن بربه ظن السوء وقد تنقص ربه حيث شبهه وهو الكامل من كل وجه بالناقص ، وقد قيل :
ألم تر أن السيـف ينقص قــدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

وأنا أقول هذا على سبيل التوضيح للمعنى وإلا ففرق عظيم بين الخالق والمخلوق، فرق لا يوجد مثله بين المخلوقات بعضها مع بعض .

فالتكييف ممتنع، لأنه قول على الله بغير علم، و قد قال الله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) [الإسراء:36].

والتمثيل ممتنع، لأنه تكذيب لله في قوله: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: الآية11]. وقول بما لا يليق بالله تعالى من تشبيهه بالمخلوقين .

والله الموفق ,,,.

المنقول

قابض على الجمر
18/06/2009, 09:53 PM
 ثم عرض قضية " صفات الله " وقال : " إن أصحابنا يرون أن صفات الله جزء من ذاته ... بينما يرى الأشاعرة وأهل النصّ أن صفات الله زائدة عن ذاته .. "
ـ



الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله.

موقف أهل السنة والجماعة في الصفات : إثبات كل صفة وصف الله بها نفسه ، أو وصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه على آله وسلم ، لكن إثباتاً بلا تكييف, ولاتمثيل، ولاتحريف ، ولاتعطيل ، سواء كانت هذه الصفة من الصفات الذاتية أم من الصفات الفعلية.

- ما الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية ؟.
الجواب : الصفات الذاتية هي: التي تكون ملازمة لذات الخالق, بمعنى أنه متصف بها أزلاً وأبداً .
وأما الصفات الفعلية فهي: التي تتعلق بمشيئة الله, فيفعلها متى شاء تبعاً لحكمته سبحانه.

مثال الصفات الذاتية: صفة "الحياة" صفة ذاتية ، لأن الله لم يزل ولا يزال حياً، كما قال الله تعالى: (هُوَ الأوَّلُ وَالأخِر) [الحديد: الآية3] وفسرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: ( أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء ). وقال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)[الفرقان: الآية58] .
ومن الصفات الذاتية: السمع ، والبصر ، والقدرة.
وضابطها: ( كل صفة لم يزل الله ولا يزال متصفاً بها فإنها من الصفات الذاتية ) لملازمتها للذات.

مثال الصفات الفعلية: صفة " الاستواء على العرش" لأنها صفة متعلقة بمشئته, يدل على ذلك قوله تعالى: (إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)[الأعراف: الآية54] وجه الدلالة: أنه جعل الفعل معطوفاً على ما قبله بـ( ثم ) الدالة على الترتيب, فدل على أن هذه الصفة لم تكن ملازمة للذات قبل ذلك.
ومنها صفة " النزول إلى السماء الدنيا" وقد وصفه به أعلم الخلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: (من يدعوني فأستجيب له, من يسألنى فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له).
وضابط الصفات الفعلية: ( كل صفة تتعلق بمشيئته يفعلها الله تعالى حيث اقتضتها حكمته فإنها من الصفات الفعلية ).

قال شيخنا العلامة محمد العثيمين رحمه الله تعالى :

أهل السنة والجماعة يؤمنون بصفات الله تعالى, ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل ، أو التكييف ، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزوله كنزول المخلوقين ، أو استوائه على العرش كاستوائهم، أو إتيانه للفصل بين عباده كإتيانهم لأنهم يؤمنون بأن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: الآية11] ويعلمون بمقتضى العقل مابين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات، والصفات، والأفعال، ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل ؟ أو كيف استوى على العرش ؟ أو كيف يأتي للفصل بين عباده يوم القيامة ؟ أي أنهم لا يكيفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا، وحينئذٍ لا يمكن أبداً أن يتصوروا الكيفية، ولا يمكن أن ينطقوا بها بألسنتهم أو يعتقدوها في قلوبهم. يقول تعالى: ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[الإسراء:36]. ويقول: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [الأعراف:33]. ولأن الله أجل وأعظم من أن تحيط به الأفكار قال تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طـه:110].

و أنت متى تخيلت أي كيفية فعلى أي صورة تتخيلها ؟!
إن حاولت ذلك فإنك في الحقيقة ضال، و لا يمكن أن تصل إلى حقيقة لأن هذا أمر لا يمكن الإحاطة به، وليس من شأن العبد أن يتكلم فيه أو أن يسأل عنه.
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله حين سأله رجل فقال: يا أبا عبد الله: ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - لأنه سؤال عظيم. ثم قال تلك الكلمة المشهورة: ( الاستواء معلوم, والكيف مجهول، والإيمان واجب، والسؤال عنه بدعة ) وروى عنه أنه قال: ( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ). فإذن نحن نعلم معاني صفات الله، ولكننا لا نعلم الكيفية، ولا يحل لنا أن نسأل عن الكيفية ولا يحل لنا أن نكيف، كما أنه لا يحل لنا أن نمثل أو نشبه لأن الله تعالى يقول في القرآن: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: الآية11].
فمن أثبت له مثيلاً في صفاته فقد كذّب القرآن، وظن بربه ظن السوء وقد تنقص ربه حيث شبهه وهو الكامل من كل وجه بالناقص ، وقد قيل :
ألم تر أن السيـف ينقص قــدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

وأنا أقول هذا على سبيل التوضيح للمعنى وإلا ففرق عظيم بين الخالق والمخلوق، فرق لا يوجد مثله بين المخلوقات بعضها مع بعض .

فالتكييف ممتنع، لأنه قول على الله بغير علم، و قد قال الله تعالى: (

وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) [الإسراء:36].

والتمثيل ممتنع، لأنه تكذيب لله في قوله: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: الآية11]. وقول بما لا يليق بالله تعالى من تشبيهه بالمخلوقين .

والله الموفق ,,,.

المنقول