.12
13/01/2007, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال :
يدّعي الشيعة أن آية التطهير خاصة بأصحاب الكساء ، النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، بينما يدّعي أهل السنة أنها خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وآله وأن الخطاب فيها موجه لهن ، وهناك جماعة أخرى منهم تدّعي أنها تشمل النساء ومعهن أصحاب الكساء وجميع المؤمنين من أقرباء النبي صلى الله عليه وآله ، فأي هذه الآراء الثلاثة هو الرأي الصحيح الذي تدعمه الأدلة وتؤيده البراهين القاطعة ؟؟؟؟؟؟
الجواب :
أقول : القول الصحيح الذي تدعمه الأدلة هو القول القائل أن آية التطهير خاصة بأصحاب الكساء ، فهم المعنيون بها وهم المشار إليهم بأهل البيت في الآية الكريمة ، والأدلة التي تؤيد هذا القول وتبطل ما عداه من أقوال عديدة أهمّها :
1- لما نزل قوله تعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " (1) على النبي صلى الله عليه وآله جلل علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وهو صلى الله عليه وآله معهم بكساء به وقرأ الآية ، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وآله قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) .
وقد روى تجليل النبي صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين جماعة من الصحابة ، وبعض زوجاته صلى الله عليه وآله ، فممن رواه من زوجات النبي صلى الله عليه وآله عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة ، ففي صحيح مسلم وغيره أن عائشة قالت : ( خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" ) (2) .
وممن رواه من زوجاته السيدة أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها ، وقد روى حديث الكساء عنها جماعة (3) ، وروايتها له مخرّجة في العديد من المصادر الحديثية عند أهل السنة ، فقد أخرجها الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين فقال : ( حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه وأبو العباس محمد بن يعقوب قالا : حدثنا الحسن بن مكرم البزار ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ " قالت : فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي ) قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ) (4) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك على شرط البخاري .
أما من روى حديث الكساء من الصحابة ، فقد رواه سعد بن أبي وقاص ، أخرج روايته العديد من علماء أهل السنة منهم النسائي في خصائص الإمام علي عليه السلام ، فقال : ( أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمار الدمشقي قالا : حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ فقال : إني ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله (ص) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا إليها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ولما نزلت " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " دعا رسول الله (ص) علياً فاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ) قال الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري عن هذا الحديث : ( إسناده صحيح )(5).
المصـــــــــــــــــــــ ــــــــــادر
(1)الأحزاب: 33.
(2) صحيح مسلم 4/1883 رواية رقم : 2424 ، المستدرك على الصحيحين 3/159 رواية رقم : 4707 ، سنن البيهقي 2/149 رواية رقم : 2680 ، مسند إسحاق بن راهويه 3/678 رواية رقم : 1271 .
(3) لقد ذكرت أسماء جملة من الرّواة ممن روى حديث الكساء عن أم سلمة في كتابي الرّد النفيس على أباطيل عثمان الخميس فراجع صفحة 14 وما بعدها من الطبعة الأولى ، دار الكاتب العربي ، بيروت – لبنان .
(4) المستدرك على الصحيحين 3/158 رواية رقم : 4705 ، وأخرجه في نفس المصدر 2/451 رواية رقم : 3558 .
(5) خصائص الإمام علي صفحة 32 رواية رقم : 90 .
السؤال :
يدّعي الشيعة أن آية التطهير خاصة بأصحاب الكساء ، النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، بينما يدّعي أهل السنة أنها خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وآله وأن الخطاب فيها موجه لهن ، وهناك جماعة أخرى منهم تدّعي أنها تشمل النساء ومعهن أصحاب الكساء وجميع المؤمنين من أقرباء النبي صلى الله عليه وآله ، فأي هذه الآراء الثلاثة هو الرأي الصحيح الذي تدعمه الأدلة وتؤيده البراهين القاطعة ؟؟؟؟؟؟
الجواب :
أقول : القول الصحيح الذي تدعمه الأدلة هو القول القائل أن آية التطهير خاصة بأصحاب الكساء ، فهم المعنيون بها وهم المشار إليهم بأهل البيت في الآية الكريمة ، والأدلة التي تؤيد هذا القول وتبطل ما عداه من أقوال عديدة أهمّها :
1- لما نزل قوله تعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " (1) على النبي صلى الله عليه وآله جلل علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وهو صلى الله عليه وآله معهم بكساء به وقرأ الآية ، وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وآله قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) .
وقد روى تجليل النبي صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين جماعة من الصحابة ، وبعض زوجاته صلى الله عليه وآله ، فممن رواه من زوجات النبي صلى الله عليه وآله عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة ، ففي صحيح مسلم وغيره أن عائشة قالت : ( خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" ) (2) .
وممن رواه من زوجاته السيدة أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها ، وقد روى حديث الكساء عنها جماعة (3) ، وروايتها له مخرّجة في العديد من المصادر الحديثية عند أهل السنة ، فقد أخرجها الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين فقال : ( حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه وأبو العباس محمد بن يعقوب قالا : حدثنا الحسن بن مكرم البزار ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ " قالت : فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي ) قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ) (4) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك على شرط البخاري .
أما من روى حديث الكساء من الصحابة ، فقد رواه سعد بن أبي وقاص ، أخرج روايته العديد من علماء أهل السنة منهم النسائي في خصائص الإمام علي عليه السلام ، فقال : ( أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمار الدمشقي قالا : حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ فقال : إني ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله (ص) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا إليها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ولما نزلت " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " دعا رسول الله (ص) علياً فاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ) قال الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري عن هذا الحديث : ( إسناده صحيح )(5).
المصـــــــــــــــــــــ ــــــــــادر
(1)الأحزاب: 33.
(2) صحيح مسلم 4/1883 رواية رقم : 2424 ، المستدرك على الصحيحين 3/159 رواية رقم : 4707 ، سنن البيهقي 2/149 رواية رقم : 2680 ، مسند إسحاق بن راهويه 3/678 رواية رقم : 1271 .
(3) لقد ذكرت أسماء جملة من الرّواة ممن روى حديث الكساء عن أم سلمة في كتابي الرّد النفيس على أباطيل عثمان الخميس فراجع صفحة 14 وما بعدها من الطبعة الأولى ، دار الكاتب العربي ، بيروت – لبنان .
(4) المستدرك على الصحيحين 3/158 رواية رقم : 4705 ، وأخرجه في نفس المصدر 2/451 رواية رقم : 3558 .
(5) خصائص الإمام علي صفحة 32 رواية رقم : 90 .