المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : الإنتصار لشيخ العلامه أحمد بن حمد الخليلي


وما يحق إلا الحق
22/06/2009, 09:10 PM
{إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين } النور 15-17
================================================== ==
الرد على من طعن في كتاب سماحة الشيخ الخليلي
( العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع )

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم ... وبعد
فإن ما يحدث اليوم من ردود على سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة عبر صفحات الشبكة لا شك بأنه أمر مستهجن وقبيح ومزعج ! شيخ علامة جليل ورع تقي - نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله – يرد عليه علناً وفي شبكة المعلومات ويقال عنه بأنه أساء ! بل ثمة عبارات أشد من هذه 00 ويتركز النقد على كتاب الشيخ ( العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع ) وهو كتاب رائع جداً ، ومن أحسن ما قرأت للشيخ ، وأسلوبه اللغوي في منتهى الروعة حتى أن القاريء يتمنى أن يقرأ الفقرة عدة مرات ، ويظهر من خلال كلامه في هذا الكتاب حبه للحق وغيرته عليه ، وكرهه للباطل ومحاربته للبدع والفتن وكل ما يدعو للتفرق 00 كما عهدناه فالشيخ لا تأخذه في الحق لومة لائم 0 وهل كان يظن منتقدو الشيخ أنهم سيجازفون ويتهورون بإنكار الثوابت ! و بالتعسف والتكلف في تأويل القرآن ، والعلماء و على رأسهم شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- يتفرجون ؟!!
ونحن لا نغلو في الشيخ – نعوذ بالله من ذلك – ولكن لا بد أن نبين الحق ، وننتصر لسماحة الشيخ 0 والواجب علينا أن ندافع عمن دافع عن الحق ، ولا يسعنا السكوت 00

وللعلماء فضل وقدر كبير ، قال تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء }فاطر-28) وقال { وما يعقلها إلا العالمون }العنكبوت-43) { يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات }المجادله-11)
وفي الحديث الشريف : (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا )) سنن أبي داود ج 4 ص 286قال الشيخ الألباني : صحيح وصححه أيضاً شعيب الأرناؤوط ورواه الحاكم والبخاري في الأدب المفرد و أحمد ج 5 ص 323 وفيه زيادة ولفظه :
(( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )) وروى هذه الزيادة الطحاوي في شرح مشكل الآثار والحاكم والطبراني ( بدون كلمة حقه ) و على كل حال فإن كان إجلال الكبير واجباً فكيف إذا كان الكبير عالماً كبيرا ؟!

و شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- رمز من رموز عمان ، وله احترامه على المستوى الرسمي والشعبي ، وله المكانة العليا في قلوب الناس 00 فكل عاقل لا يرضى بأي إساءة له0
* * *
ومع استهجان هذا النقد الخارج عن حدود الأدب مع العلماء فإن هذا الأمر ليس بمستغرب ولا جديد ! على أهل العلم العاملين ، فلا يجتهد عالم في أي زمان ومكان ، ويخالف المعهود لدى العامة إلا وتنطلق ضده صواريخ الاتهامات ! بأنه يريد تمييع المذهب وهدم كيانه ! وما سوى ذلك 00 !
بل الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – واجهوا ذلك وأشد { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } الزخرف 23 )

شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- اجتهد في مسألة الخطبتين فأقيمت الدنيا وأقعدت ! على الخطبتين ، ونشرت قصايد هوجم فيها سماحة الشيخ كما جرت عادة المتعصبين الذين يعطون الأولوية لموافقة المذهب وليس موافقة الصواب !! فلا بأس أن تقول الخطأ وتتمسك به و إن خالف المذهب !!! وكأن موافقةالمذهب هي التي تدخل الإنسان الجنة ! وليس اتباع الحق والصواب 0
مع العلم أن مخالفة المذهب في مسألة فرعية ليس به أي خدش بأي مذهب بل فيه إبراز للمذهب في صورة نقية باعتباره مذهب متبع للحق وليس متعصباً لارائه ولاجامداً على مفرداته واختيارات علمائه فقط 00 ومن حق مذهب بهذا المستوى العلمي والخلقي والأفق الواسع أن يسمى مذهب ( أهل الحق والاستقامة ) بخلاف المذاهب الجامدة على مخالفاتها !

ومسالة الخطبتين مسألة فرعية اجتهادية من اقتنع بها فليخطب خطبتين ومن لم يقتنع لن يلزمه أحد لا شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- ولا غيره 00 ! فما هو الداعي لكل ذلك الضجيج والانفعال والخلاف 00 ؟! لا أرى في ذلك إلا اتباع الهوى ، والتعصب الأعمى ، كما حدث في كل المذاهب من تصادم بين علماء مجتهدين ورعين همهم إصابة الصواب 00 وبين آخرين متعصبين همهم إصابة المذهب !

لكن من المفارقات العجيبة ، والتناقضات الغريبة لدى متعصبة اليوم أنهم أنفسهم يجتهدون !!! فحلال لهم حرام على علمائهم ( ؟؟!!! ) وليت اجتهادهم في محله ! فلا المسائل التي تناولوها مسائل اجتهاد أصلاً ، ولا اجتهادهم مقبول ولا يملكون أدلة عقلية ولا نقلية سوى ما يرددونه من كلام فلسفي عقيم لا علاقة له بالشرع 0 و الذين حرَّموا الاجتهاد بقوة في مسائل فرعية بعضها من السنن وليس الواجبات ، هم أنفسهم يجتهدون اليوم في الأصول والثوابت وآي كتاب الله ويتحدثون عن ( صب القوالب ) ! و ( ضرورة التجديد ) و ( رقابة الأخ الأكبر ) !!! عجيب ما الذي حدث ؟! وما سبب هذا التغير الكبير 000 ؟! وماذا عن رقابة الأخ الأصغر ؟!!!!!!!! أله الرقابة وحده دون الأكبر ؟!!!!!!!!!!!!!!!

أحرام على بلابله الدوح *** حلال للطير من كل جنس

يتبع....

وما يحق إلا الحق
22/06/2009, 09:11 PM
واستدلال العلماء بحديث من البخاري ومسلم مرفوض !! وخلط في المذهب !! أما استيراد خزعبلات الفلاسفة من الخارج والتعويل عليها وتقليدها والدعوة إليها من قبل المتعصبين للمذهب ونشرها في مذهبهم – فكل ذلك مقبول ! ولا يرفضه المذهب وليس خلطاً !!!!!!!!!!

وما تلك البضاعة إلا عار على المذهب وأي عار ، وخلط للمذهب مع مذاهب الزائغين وسحقه مع أفكار المضلين ، وستنسب للمذهب يوماً ما ! داعين الناس إلى تركه والبراءة من أهله !

فإذن عند منتقدي الشيخ : اجتهاد العلماء الصائب الذي هو في محله مرفوض !! والاجتهاد الذي في غير محله مقبول ! والاجتهاد الأول يسيء للمذهب ! أما الأخير فيخدم المذهب !!!
فيالها من مغالطة عجيبة وتناقض بين وعدم الثبات على مبدأ ! فلا الاجتهاد مرفوض بالكلية ولا هومقبول من كل أحد ! فيستثنى من ذلك العلماء !!! فليس لهم الحق في الاجتهاد 00
لنضرب مثالاً : قضايا الإنكار التي ينشرها البعض فيما يتعلق بالتقام الحوت ليونس عليه السلام ، وقصة بلقيس مع سيدنا سليمان ، وإنكار المعجزات والكرامات ، والحديث الطويل والأمر المريج فيما يتعلق بالسنن الكونية والقوانين السببية – هل هو من أصول المذهب ؟!!!!!!! فلماذا قبل فيه الاجتهاد وتم نشره بين العباد ( ؟!!!! ) لماذا لا نتمسك باقوال علمائنا في ذلك ؟! وهل هنا عند المخالفة الشديدة للمذهب وللأمة جاز الاجتهاد فقط ؟!

والرد على شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- الذي نسمعه اليوم ليس له أي مبرر علمي ولا خلقي ! فالشيخ لم يخالف في شيء حتى يرد عليه 0 لم يحل الحرام ولا حرم الحلال و لا انفرد برأي ولا شذ في قول – فيرد عليه في ماذا إذن ؟! ألأنه أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ؟! هذا واجبه ولو لم يفعل لانتقده آخرون بأنه متهاون ويسكت على المنكر !!

أما مطالبة الشيخ بأن يكون رده هائاً لا حدة فيه ! فكلام صحيح مبدئياً لكنه في غير محله ! فلكل مقام مقال ! ولا يمكن أن يطالب الشيخ الغيور المحب للحق بأن يتجرد من شخصيته العلمية الإيمانية ويأتي برد بارد لا يتناسب مع الموقف الذي تم فيه التعسف في تأويل آيات الله 0 وكانه يناقش مسالة من مسائل الطهارة ! كما يريد البعض !
ولو فعل الشيخ ذلك لانتقده البعض أيضاً لأنه لم يعط الموضوع حقه وتلقاه بكل برود وأنه جامل المخالفين ! فمن يرضي سماحة الشيخ ؟!


سيرضي الله حقاً – و لن تأخذه في الله لومة لائم 0

وبما أن المخالفين للشيخ قاموا بإخراج تفسيرات غير معهودة فعليهم أن يتحملوا كل نقد مهما كان شديداً 00 !! ومن أي شخص - فكيف إذا كان من عالم جليل كالشيخ الخليلي- إذ أن المفروض أنهم يتوقعون ذلك وقبلوا به ضمناً 00 لكن البعض لا يريد فهم ذلك ويريد أن يكون الحوار في إنكار التقام الحوت ليونس كإنكار ضم اليدين أو تحريك الإصبع في الصلاة !!! وإنكار إحضار الذي عنده علم من الكتاب لعرش بلقيس كإنكار صوم رجب !! وإنكار الطير الأبابيل كإنكار طواف الوداع للمعتمر !!! وهكذا لا فرق بين قضية وأخرى 00 لا فرق بين ثوابت واجتهادات ! ولا بين أصول وفروع ولا بين مسائل رأي ومسائل دين 00 ولا بين تفسير صحيح وآخر تعسفي ؟!
أنظروا إلى أقوال شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- في مسائل الأحكام تجدون له صدراً رحباً وأفقاً واسعاً لا يعنف أحداً ممن خالفه الرأي 0 فلكل مقام مقال 0


وقول الشيخ المخالف لمخالفيه الذين يردون عليه الآن ليس خاصاً به ، بل هو قول علماء المذهب جميعهم ، بل وقول علماء الأمة قاطبة – فالرد عليه رد على الأمة كلها ! فنتحدى أولئك أن يأتوا بقول واحد لأحد علمائنا الأجلاء يوافقهم فيما ذهبوا إليه من الخرافات المضادة ! والمجازفة بالتأويلات التهورية المرفوضة التي لا يقرها عقل ولا نقل !

و شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- علامة مطلع يعرف طبيعة المخالفة ويعرف التفسير الذي له وجه والذي لا يعنف صاحبه ، والتفسير الآخر المختلف 0 ويعرف متى ينبغي الحزم والشدة في الأمر ، ومتى ينبغي الهدوء والتسامح 0 وليس بحاجة إلى دروس في ذلك من أحد
و شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- على منهاج الكتاب والسنة ، ويسير سير السلف الصالح الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ومواقفهم معروفة 00 وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة 0 ثم من مواقف السلف الصالح :

قال عز قائلاً عليما { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا }احجرات-6)
وقال -سبحانه وتعالى- { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم } المائده-33)
{ الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله 000 الآية } النور 2)
و قال { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة 0000 الآية }النور-3)
و قال { والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولاتقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون } النور4 )
و قال { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم } النور 23 )
و قال { والخامسةُ أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين }النور 7 )
و قال { و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } النور 11 )
و قال { فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } النور 13 )
و قال { ولولا إذا سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم } النور 16 )
فالله تعالى يأمرنا أن نقول للباطل { هذا بهتان عظيم } ! فكيف يطلب من الشيخ قولاً بارداً مجاملاً للباطل ؟! أنى له ذلك وهيهات !
و قال { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات 00 الآية } النور 26 )
و هذه الآيات تتحدث عن مسلمين ! – ولو في الظاهر- ! وليست عن المشركين 0 لكنك تجد فيها الشدة على أهل الفسوق والعصيان 0
ومما يدل على جواز الشدة في بعض المواقف قوله تعالى { محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } الفتح29)
أما الذي أراد الدنيا وأخلد إلى الأرض واتبع هواه و قال { فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث 00 الآية } الأعراف 176 )
ووصف الذين تركوا كلام الله فقال عز قائلاً عليما { مثلوا الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا 00 الآية } الجمعه 5 )

والآيات في ذلك كثيرة جداً 0 وفي كلام أنبياء الله الذين قص القرآن الكريم قصصهم تجد فيه الشدة والتقريع لقومهم المعاندين 0 فالشاهد من ذلك أن لكل مقام مقال والشدة محمودة في موضعها 00
و هذا في كلام الله الذي هو أعظم وأصدق وأنزه وأطيب وأطهر كلام 00 ولن يكون مخلوق أكثر أدباً من الخالق !

يتبع.....

وما يحق إلا الحق
22/06/2009, 09:12 PM
نأتي الآن إلى سنة الرسول  ونبين منهجه صلوات الله وسلامه عليه وشدته في مواقف هي أقل مخالفة بكثير مما عليه من انتقده شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- ولا مجال للمقارنة أصلاً 00 !
صحيح البخاري ج 1 ص 47 باب الغضب في الموعظة والتعليم إذ رأى ما يكره :
عن أبي موسى قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم قال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله فقال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجهه قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل 0

صحيح مسلم ج 1 ص 340
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة0

المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 141
عن أم سلمة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غضب لم يجترئ أحد منا يكلمه غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

سنن أبي داود ج 2 ص 321
عن أبي قتادة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تصوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله فلما رأى ذلك عمر قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله فلم يزل عمر يرددها حتى سكن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم 000 الحديث

وفي البخاري 1/ 20 : عن المعرور قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم
( يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) 0

وفي سنن أبي داود ج 4 ص 270 عن أبي برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)0
فخاطبهم بقول في منتهى الشدة ووصفهم بوصف خطير ! و هذا دليل أيضاً على أن أهل الكبائر جميعاً هم ممن ينطبق عليهم هذا الوصف 0 و إذا جاز وصف المغتابين -الذين أطلقوا لسانهم في اغتياب المسلمين - بهذا الوصف والتعامل معهم بهذه الشدة ! التي هي في محلها 0 فكيف بمن أطلق لسانه وقلمه بتفسيرات منكرة لكلام الله ؟! وطعن في ثوابت الإسلام ؟! فهل يلام شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- على الإنكار عليهم ؟!

وفي السيرة النبوية مواقف كثيرة يظهر فيها الحزم والشدة في الأمر عندما يتطلب الأمر ذلك 00 وكذا في سير الصحابة والسلف الصالح 00
انظر مثلاً قول أبي بكر لعمر- وما أدراك ما عمر - : أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام ! وسبب هذا القول : أن عمر قال لأبي بكر في قضية مانعي الزكاة : يا خليفة رسول الله تألف الناس ! فأخذ بلحيته و قال : يا ابن الخطاب : أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام ؟! علام أتألفهم : على حديث مفترى أم على شعر مفتعل ؟! كما ذكرته كتب السير0 فانظر هذه الشدة في الحق على رجل من أفضل الخلق ؛ من الخلفاء الراشدين ! فما بالك بمن سواه 0 خاصة إذا أتى بما هو أشد من قول عـمر بكثير ؟! وكيف أبوبكر تألف الناس إذا خالفوا وعلندوا 00
وها هي عائشة أم المؤمنين تقول ( من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ) مسند الربيع حديث 61 فإن قال قائل أنها لم تذكر أحداً بعينه ! قلنا و كذلك شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- لم يذكر أحداً بعينه و لا بما يشير إلى شخصه فكلامه عام بأن من قال كذا فقد أساء ، كقول عائشة المتقدم 0
ومواقف عمر الكثيرة التي اشتد فيها على عدد من الصحابة ، وكم على بالدرة على من أساء ، إساءات لا يمكن مقارنتها بإساءة من رد عليهم شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- فماذا لو سمع عمر ببعض المجازفات والتفسيرات المائعة التي تنشر اليوم ؟!!!! وما فيها من إنكار لحقائق ثابتة بنص كتاب الله 0
وموقف بلال من خالد بن الوليد لما جذبه بعمامته بشدة ! والأخبار في ذلك كثيرة جداً 00
وكذا حال أئمتنا في عمان كانوا أشداء في الحق 0 فماذا لو سمعوا بتفسيرات اليوم التي يقال بأنها لأجل موافقة العقل !!!
فليت السالمي والخروصي والخليلي وعزان 00 يسمعون بها ! فماذا سيقولون ؟!

فشيخنا الخليلي سائر سيرة السلف الصالح على منهاج الكتاب والسنة ، وليس في نقده للمخالفين أي غريب مستنكر ! فبعض المواقف لا تصلح لها المجاملة و لا تسري عليها قوانين الدبلوماسية 00 فجزاه الله خير الجزاء 0 ومن لنا في عمان كشيخنا الخليلي ؟ إنه يستحق كل الاحترام والتقدير ، وليس النقد والتشهير ! بل هو عملة نادرة في زماننا هذا فلا وجود لمثله في عالمنا الإسلامي اللهم إلا القليل 00 فهو عالم موسوعي في شتى العلوم الدينية والثقافية ، وليس ( دكتور ) كتب رسالة في جزئية صغيرة من العلم ولا يفقه شيئاً غيرها 00 ! كما هو حال البعض في عالمنا الإسلامي ، ( إلا القليل بالطبع وليس الحكم في ذلك شاملاً ) 0
* * *
كذلك فإن ما فعله شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- من نقد قوي للمخالفين المبتدعين قد أجازه القانون الوضعي :
مثال ذلك ( ما ذكره الدكتور حسن سعد سند المحامي ، في كتابه " الوجيز في جرائم الصحافة والنشر " ص 113 – 114 دار الألفي :
أولاً : النقد الأدبي والعلمي والفني :
وتكون حرية النقد هنا واسعة إلى حد كبير ما دام الناقد ينشد النفع ولا يتجاوز العمل الفني أو الأدبي أو العلمي الذي يعرضه صاحبه للجمهور 0 إ هـ وقد نقل هذه الفقرة من كتاب " جرائم النشر " للدكتور عماد عبدالحليم 0 ثم يقول الدكتور حسن :

" فلكل إنسان أن ينتقد كتاباً أو مقالاً أو قصيدة أو لوحة وأن يبين سخفه أو غلطه وأن يسخر من مؤلفه شريطة أن يقصد النفع العام 000
وقد حكمت في ذلك محكمة مصر الابتدائية حكماً جاء فيه :
إن النقد العلمي والأدبي جائز ما دام لا يتناول سوى المؤلفات نفسها دون تعرض إلى شخصية المؤلف أو كرامته 0 ولا حرج على من ينقد أي مؤلف أدبي أو علمي ولو بألفاظ شديدة منتهى الشدة لأن المؤلف إذا أدلى بمؤلفات إلى الجمهور أصبح من حقهم أن يتناولوه بكل قدح أو مدح ذلك أن المؤلفات الأدبية والفنية أو العلمية لا تتولد أية حياة في عالم الآداب والعلوم والفنون إلا بتقدير الجمهور لها 0 وبذلك يكون من حق كل قارئ أن يتناول تلك المؤلفات بالتحبيذ أو بالتقريع وأن يبحث مآخذها ومصادرها و أن ينقد أسلوبها والأخطاء التي حولها 00 إلى غير ذلك ، وعلى المؤلف أن يتسع صدره بحيث يحتمل كل الطعنات التي يطعن فيها مؤلفه مهما كانت شديدة وقارصة لأن من ينشر كتابه يعتبر أنه قبل ضمناً أن يستهدف لكل نقد أو تقريع ولو بأسلوب تهكمي ساخر فضلاً عن أن حرية النقد لازمة لارتقاء الفنون والآداب وهذا صالح عام يجب أن يضحي في سبيله باعتبارات الأفراد0 " إ هـ ) [ إقتباس من مقال : لماذا نتشدد 000 الحارة العمانية – بتصرف ]

فإذن شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- لم يخرج في كل ما ذكر عن شرع الله ، وهو أعلم منا جميعاَ بشرع الله وما يجوز وما لا يجوز ، ثم إنه لم يخرج كما رأينا حتى عن القوانين السائدة في هذا الزمان 00 وقد قال لي أحد المحامين المتمرسين بأن الشيخ خبير حتى بالقانون 00
و إن هذا التهافت على توجيه النقد للشيخ علناً ما هو إلا سوء أدب مع أهل العلم 00 ونحن نرى كيف يقدر الآخرون علماءهم ويتأدبون معهم 00 بينما ينحط البض عندنا إلى مستوى هابط لا يرى في الطعن في العلماء أي محذور !! وقد قال أحد العلماء من السلف : كفوا عن لحوم العلماء فإن لحوم العلماء مسمومة 00
وهل وصل المنتقدون لمستوى الشيخ العلمي حتى يردون عليه ( ؟!!!! ) نعوذ بالله من الغرور والتنطع0 جاء في صحيح مسلم ج 4 ص 2055 :
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون قالها ثلاثا )

فإذن نقد الشيخ بهذه الطريقة التي نراها اليوم ، وهو محق وموافق للأمة ولم يشذ بقول خاص به ، ومنتقدوه هم الذين شذوا بأقوالهم 00 فالنقد للشيخ – والأمر كذلك - تصرف خاطىء بكل الاعتبارات ، وسلوك في غير محله ، فمن أقدم على ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }النور-63)

وكان الواجب على من انتقده الشيخ أن يتوب إلى الله ، ويتبع الحق بعدما بين له شيخنا الخليلي - حفظه الله تعالى- الصواب بالأدلة العقلية والنقلية وبأسلوبه القوي الرائع ، و الذي يؤيده كافة علماء الأمة ، وسماحة الشيخ – كما عرفناه وعايشناه - لا يمكن أن يدعو أحداً إلى باطل ، ولا يمكن أن ينتقد بقوة إلا الباطل 00 و على المنتقد أن يشكر الشيخ على إيضاحه 0 لا أن يستمر في عناده ويشتغل بالرد على الشيخ والمنتقد هو المخطيء الذي يستحق الرد 0 نسأل الله له الهداية 0
{ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين }النور-17)
ولن يضر ذلك النقد الشيخ في شيء ؛ بل هو تكثير لحسناته ، كما جاء في حديث المفلس في صحيح مسلم 0 و إن الشيخ ليغبط على هذه الأجور الكثيرة بإذن الله فعلم وعمل ودعوة وجهاد ثم نقد وغيبة له وكل ذلك زيادة له في الأجر 0 وفقه الله ورزقنا كما رزقه 0
نسأل الله العفو والعافية ، ونسأله الله سبحانه أن يهدي جميع المسلمين ويردهم إلى دينه ردا جميلا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 00
--------------------------------------------
حديث شريف : (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) صحيح البخاري ج 1 ص 50

حديث شريف : (( من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ))رواه ابو داوود

أتمنى الابتعاد عن الطائفيه وعدم الخروج عن الموضوع...

تحياتي..

بني تغلب
22/06/2009, 09:29 PM
لو اختصرت اخير الكريم كان احسن واشكرك

وما يحق إلا الحق
22/06/2009, 10:16 PM
لو اختصرت اخير الكريم كان احسن واشكرك

هذا ما استطعت عليه أخي..

أشكرك على مرورك..

تحياتي..