المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : تأدب مع الله قبل أن يعاملك بالرحمة


adamnet
30/04/2009, 08:09 PM
بسم الله الرحيم الكريم الرءوف ، بسم الله المعطي الرزاق الوهاب ، والصلاة والسلام على خير البشر وعلى آله وصحبه ومن والاه .

لله في خلقه شئون كثيرة فالعلاقة بينه وبين عبيده علاقة مقادير ، فأقدار الله جارية فينا من نعم نازله تحتاج الشكر، وبلاءات واقعة تحتاج الصبر، وأوامر واجبة تحتاج الطاعة ، ومن حب الله لعبيده كانت له وقفات مع المعرضين عنه والمبتعدين عن طريقه ليردهم إليه ردا جميلا، فأصل معاملة الله للبشر اللطف، ويتمثل اسم الله الرءوف واسم الله الرحمن الرحيم في تلك المعاملة مع من يحبهم من المعرضين عنه
فلو افترضنا أن اثنين من عباد الله اعرضوا وابتعدوا عن طريق الله فقد يتبع الله عز وجل مع كل منها منهجا يختلف عن الآخر( وذلك كله بأمر العزيز ومشيئته) فقد يعامل احدهما باسمه الرحيم أي انه يرحمه برده إليه فيبتليه بموت عزيز أو بفقد نعمه أو بسلب عافيه فيشعر مع تلك البلية بقدرة الله والحاجة إليه فيسرع إلى كنف الله فالرحمة من الله هي نعمه معها قليل من الألم ، وقد يعامل الآخر باسمه الرءوف أي انه يرده إلى شرعه بمجلس ذكر يحضره فيحرك فيه مشاعر الإيمان أو بحديث يسمعه أو آية تلمس شغاف قلبه ترده إلى طريق الله فالرأفة هي خصوصية الرحمة
ولكن المولى عز وجل قد يعامل العبد بالرأفة عدة مرات ومع ذلك يضل العبد على غفلته وشروده فتتحول المعاملة إلى الرحمة
ولذلك كان من دعاء الصالحين ( اللهم لا تبتليني فتظهر ضعف إيماني ويقيني )
فسارع أخي العزيز أختي العزيزة إلى جوار الله وكن في كنفه قبل أن يعاملك الله بالرحمة وكل ذلك من حب الله لك

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعلنا عبيد إحسان لا عبيد امتحان ، وأن ترزقنا عند النعمة شكرا ، وعند البلية صبرا ، ومع كل أمر طاعة وأجرا