المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : رحلة في عالم اليهود


فارس الكلمة
01/04/2009, 02:11 PM
رحلة في عالم اليهود

مقدمة :
الحمد لله الذي أمر بقتال الأعداء.. وأنزل على عبده الكتاب فأعجز به البلغاء.. وآمن به الحكماء.. ورضي بحكمه العقلاء.. ونبذه البلهاء والخبثاء..
وجعله لنا هادياً ونذيراً.. ومرشداً وبشيراً.. من تمسك به فقد رشد.. ومن زاغ عنه فقد هلك وفسد.. من اعتمد عليه في موالاته ومعاداته فهو له سراج منير.. القائل في كتابه العزيز..{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } (البقرة: 216) .. وقوله سبحانه :{ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 36)..
والصلاة والسلام على أشرف خلقه.. وخير رسله.. محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي مزق الله ببعثته ظلام الكفر.. وجعل من هديه عدم مولاة اليهود والمشركين جملة وتفصيلا.. الحاض على مجاهدة الأعداء.. ونصرة الضعفاء.. القائل : << جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم >>(المستدرك على الصحيحين [2427] ج2 ص91).. وعلى آله وصحبه الأطهار.. الذين تحابوا في الله حباً بلغ مبلغ الكمال.. وجاهدوا في سبيل نصرة هذا الدين جهاداً عظيماً.. وأرغموا فيه أنوف الأعداء.. وجاهدوا فيه الكفار والمنافقين والمجوس واليهود والنصارى جهاداً كبيراً.. وتميزوا به عن أهل الضلال والزيغ.. فلم يرضوا منهم بأنصاف الحلول سبيلا.. أما بعد...
اليهود قديماً وحديثاً حرفوا التوراة وادعوا على الله وقتلوا الأنبياء ورموهم بكل نقيصة وتقولوا عليهم الأقاويل الكاذبة.. ولقد تعقب القرآن الكريم الخلق اليهودي والجبلة اليهودية وكشف عوارهم وما انطوت عليه من جبن وقسوة وطغيان وكفر وكذب وافتراء ومكر وخداع وحقد وبغض وجشع وبخل وذلة وانحطاط والإخلال بالعهود والمواثيق والتحايل على الدين وغيرها من الصفات الرذيلة والدنيئة..
وبني إسرائيل في هذا الزمن الذي نعيش فيه مثل بني إسرائيل في زمن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ومثل بني إسرائيل في عهد نبيهم موسى عليه السلام ومثل بني إسرائيل في عهد داود وسليمان وعيسى وزكريا ويحيى عليهم السلام طباعهم واحدة وصفاتهم متشابهة؟!!!
فأمرهم غريب وعجيب يشغلون الناس بسبب المؤامرات التي يحيكونها والدسائس التي يحبكونها والمكائد التي يكيدونها فيسببون لهم المتاعب ويحيرون من يتعامل معهم في كل زمان ومكان في القديم أو الحديث وفي كل عصر ومصر في الشرق أو الغرب.. ولقد حيروا نبيهم موسى عليه السلام كما حيروا نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام ولا يزالون يحيرون العالم في الوقت الحاضر..
والأمر الذي شد انتباهي ودعاني لأكتب هذه الكلمات هي صورتان من الواقع :

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:17 PM
الصورة الأولى :

هي مشاهدة مقتل الطفل البريء محمد جمال الدرة بدم بارد وعرض باهت وهمجية نكراء وقد عرضت هذه الفضيحة النكراء على شاشات التلفزة العربية والعالمية وكأنها أحد أفلام الكاوبوي الأمريكي؟!!!
فبعد هذا العمل الإجرامي الجبان وهذا الأسلوب الهمجي اتضح لدى كل ذي لب أن العالم الغربي مدعي الديمقراطية يكيل بمكيالين وينظر في الشرق بنظرة مزدوجة حيث تعامله فيه ازدواجية ملحوظة خاصة إذا كانت هناك قضية مشتركة بين اليهود والمسلمين.. ولهذا فإننا معشر المسلمين يجب أن لا نستجدى السلام من الأعداء والخونة والحاقدين.. ويجب أن لا ننخدع بالعبارات المنمقة والجمل المفبركة والإبتسامات المصطنعة والحيل التي تنطوي على خبث ودهاء ومكر وخديعة.. ويجب أن نعلم أنه لا أمن ولا أمان من الحاقدين علينا المغتصبين لأرضنا قتلة الأطفال والنساء والعجائز الأبرياء.. ويجب أن نتيقن ولا ننتظر أن تكون هناك رحمة وشفقة من قلوب قدت من حجر أو حديد جلمد؟!!!
ولأنهم في الحقيقة كما ذكرهم القرآن الكريم حيث قال تعالى واصفاً أسلافهم { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة : 74)..
فهم شر خلف لشر سلف .. وأتضح لذي عين أن ما تدعيه الهيئات والمنظمات والمؤسسات العالمية عامة والغربية خاصة على أنها أنشأت لتحمي وتنافح وتدافع عن الأقليات والمستضعفين في بقاع الأرض وأنها لا ترضى لأمة أن تظلم أمة وأنها وجدت لإنصاف المظلوم وإعادة الحق إلى أصحابه كل هذا الكلام كان مجرد كذبة مستهلكة ومحض افتراء وتدليس في الحقائق وغش في الواقع فهذه الهيئات والمنظمات إنما أنشئت لتدافع وتنافح عن أتباعها وتحمي مصالحها الذاتية فقط فـ { لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً } (التوبة : 10) فبكل جرأة ووقاحة فسر العالم الغربي مقتل هذا الطفل البريء الذي سقط برصاص الغدر والحقد اليهودي الغاشم أنه ذهب ضحية أثناء مروره أمام فريقين كانوا يتراشقون بالنار؟!!!
فلم يقولوا أن الطفل كان ضحية الحقد اليهودي وأنه كان يختبىء هو ووالده خلف برميل معدني لا يمنعهم من رصاصات الغدر!!
ولم يقولوا أن الطفل كان يصرخ ويستغيث هو ووالده أكثر من نصف ساعة ورصاصات الحقد تتطاير يمنة ويسرة حتى أصابت رصاصات الغدر والخيانة هذا الطفل البريء وأرتاح من ظلم العالم المتحضر الذي لم ينصفه ميتاً كما كان لم ينصفه حياً؟!!!
لم يقولوا أن سائق الإسعاف الذي هب لنجدتهم قتل حقداً وبغياً لأنه أيضاً كان ضحية أثناء مروره أمام فريقين يتراشقون بالنار؟!!! فلم يقولوا أن اليهود هم الذين قتلوه وأنهم لا يميزوا بين الطفل البريء وسائق إسعاف وشيخ كبير أو رجل مقعد..
ولم يقولوا أن اليهود قد ارتكبوا المجازر البشعة وقتلوا الأبرياء وأزهقوا الأرواح..
لم يقولوا هذا لأنهم يعرفون ذلك؟!!! لكنهم أصبحوا { صُمّاً وَعُمْيَاناً} (الفرقان : 73) وذلك لأنهم { لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }(محمد : 23)..
وعندما رأى اليهود صمت العالم الإنساني المتحضر؟!!! وتجاهله على تلك المجازر البشعة تمادوا في إفسادهم وغطرستهم وغيهم فأحرقوا المنازل والسيارت ودمروا البيوت والمنشآت ودمروا أسلاك الكهرباء وأنابيب المياه وحاصروا القرى والمدن حتى أصبحت القرى الفلسطينية كأنها سجن كبير تتحكم فيه إسرائيل وقطعوا اتصالات الهاتف ليحرموا من تبقى حياً من مقومات الثبات والصمود .. وأخذت البارجلت والطائرات والسفن والدبابات براً وجواً وبحراً تقصف كل ما يدب على الحياة في سبيل إرواء حقدهم الدفين وبسبب تعطشهم لإراقة الدماء.. والعالم المتحضر الإنساني لم يحرك ساكناً لأنه لم يشاهد ما يحدث في فلسطين!!! ولأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } (البقرة : 171) { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ } (الحشر : 14) ..
إن اليهود بعد فضيحتهم في مقتل ذلك الطفل الصغير الذي لم تشفع له دموعه ولا صراخه من رصاصات الغدر.. لما رأوا أنهم فضحوا بجريدتهم في قتله والإقدام على بريء أعزل وطفل لا حول ولا قوة .. قالوا لابد من خنق الحقيقة وقتل صوت الحق واغتيال الصورة الحية لما يعانيه الشعب الفلسطيني فشرعوا يقتلون كل من يحمل آلة تصوير أو كاميرا تنقل الحدث مباشرة ويسلمون كل عين ترى ما يدور في فلسطين ويقطعون كل لسان أنصف وقال الحقيقة ويصادرون كل قلم أو ورقة دونت كل ما أملى عليها الضمير الحي حتى لا يفتضح العالم المتحضر مرة أخرى فلا يدرون بماذا يعللون هذه المرة؟!!! وبماذا يبررون تلك الهمجية الحيوانية؟!!! وتلك الاعتداءات الغاشمة؟!!!
وأما العالم العربي فقد تناثرت كلمات الشجب والاستنكار هنا وهناك؟!!! ولم تخدم القضية في شيء!!! بل إنها زادت الجراح إلاماً وأصابت الجسد المثخن في مقتل؟!! حيث لم يكونوا السند الذي يحتمي به الفلسطينيين أمام هذا الوحش المسعور المتعطش للدماء بل في أكثر الأحيان وقفوا موقف المتفرج اللامبالي المشغول بأعماله وهمومه عن نصرة هؤلاء المستضعفين بل تجده أصبح هو المدية لإسرائيل في قطع رقاب كل من شمخ بأنفه في عزة وكبرياء ورفض الذل والهوان وقاتل بجسده الممزق المثخن بالجراح هذه القطعان المسعورة معلناً رفضه السلام مع من أساءوا إلى كرامته ومقدساته محارباً هذه العنجهية المتغطرسة حتى يظهر الله أمره..
وتتوالى جرائم اليهود في قطف البراءة وقتل الطفولة وانتهاك جميع الشرائع والأعراف والقوانين فقد شاهدنا في تقارير الأخبار وأطلعتنا الجرائد على هذه الجريمة التي ارتكبها الصهاينة في حق الطفلة ايمان محمد حجو والتي لم يتجاوز عمرها أربعة أشهر والتي قتلت دون ذنب فعلته أو جريرة ارتكبتها إلا أنها فلسطينية كانت ترجوا أن يكون لها في يوم من الأيام بيتاً يظلها ووطناً يحميها وأخوة في العقيدة يساندوها ويقفوا معها في طريق عودة الوطن المسلوب إلى أحضان أهله وذويه ولكن هيهات ما تمنت ومن المحال ما أرادت فالأمة اليوم واقعها لا يسعفها أن تنطق ببنت شفه خوفاً من أن تزلزل عروشها ويدك معاقلها ويزاح ساداتها من سدة الحكم..
وتتوالى الأحداث ونسمع عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها قطعان اليهود في مرأى ومسمع العالم المتحضر ودون أن يحرك ساكناً أو أن ينطق ببنت شفة وتحت مرأى ومسمع العالم الإسلامي ومجزرة مخيم جنين ليست ببعيدة وهي خير شاهد على ما أقول والتي من بشاعتها أنكرها الأحياء والشرفاء من الغرب ولكن لم يستنكر أو يشجب أو يندد أو يهدد أو يتوعد العالم العربي والإسلامي كعادته في كل مرة يرتكب فيها أبناء القردة والخنازير المجازر والمذابح في حق الفلسطينيين وكأن الدم الفلسطيني أصبح ليس له قيمة.. في عصر العولمة.. عصر تقاس فيه قيمة المرء بالمادة.. عصر يقاس فيه الحق بالقوة والجبروت؟!!!

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:19 PM
الصورة الثانية:

لأطفال الحجارة : وكلمة أطفال تعتبر نقصاً في حقهم وإنما هم رجال وشجعان الأمة بعدما تقزمت فينا الشجاعة وتبخرت منا المروءة وحل بيننا الجبن والخوف والضعف وانغمسنا في أوحال الدنيا فركنا إليها واقشعرت أبداننا من ذكر الموت.
إن كلمة الطفل تطلق على الذي يختبأ في حضن الدنيا خوفاً من الرصاص أو الجنود أو يختبىء في داره خوفاً من ملاقاة العدو والموت في سبيل الله هؤلاء هم الأطفال أما الذين ينطلقون مسرعين أشتاتاً وأفواجاً وصدورهم عارية في ساحة الوغى وميادين المعركة ليلقي حجراً على العدو الغاشم معلناً رفضه التام فهو بلغ من النضج والرجولة ما بلغ.. وقد رأيت على شاشة التلفاز أحد الجنود الصهاينة يصوب بندقيته على صدور هؤلاء الأطفال الشجعان ولكن هذه اللعبة التي في يد هذه الدمية لم تفزع هؤلاء الأبطال فتقدموا بكل جرأة وإصرار نحو هذا الجندي المغرور والمغتر بقوته المتباهي بأسلحته المتغطرس بسلطته وجبروته المطمئن بدروعه الواقية بأنها سوف تحميه من حجارة هؤلاء الفتية ولكنه لم يعي هذا الأحمق بأن حرارة الإيمان تفعل الأعاجيب وأن نور اليقين يدك الجبال الراسيات ويمزق عروش الطغيان.. ولم يفهم هذا الأخرق بأن هذا الكم الهائل من الأسلحة والعتاد سوف يفقد صلاحيته وأن هذه الدروع والتكنولوجيا سوف تتلاشى وتتبخر أمام هؤلاء الفتية ..
فعندما رأى تقدمهم وعدم وجلهم منه أصابه الخوف والفزع ووجل من هذا الموقف وفر هارباً ليتحصن وراء مدرعته التي كانت بقربه وصدق الله العظيم حيث قال : { لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} (الحشر: 14).. وكأن تلك الحجارة حجارةٍ من سجيل إذا لامست اليهود تجعلهم كعصف مأكول فعجبت من هذا الموقف وأنتابني شعور بالفخر والاعتزاز بوجود أمثال هؤلاء الفتية في هذا الزمن المنحط العاثر وأتتني فكرة البحث والتقصي عن أخلاق اليهود سواء من القرآن أو من السنة المطهرة أو من كتب التاريخ لعلنا نستخلص منهم العبرة والعظة وسوف أبين لكم في هذه السلسلة أنه لا أمن ولا أمان في أبناء القردة والخنازير وعبدة الطاغوت وأن السلام مسرحية هزلية مملة تصلح أن تكتب فقط على الأوراق ومن المستحيل أن تطبق على الواقع ..
وذكر أخلاق اليهود ليست للتشمت أو للسخرية أو البحث عن الماضي ونبش المستور ولكن كما قلنا للتذكير والعظة لأولئك الذين انخدعوا وانساقوا خلف الأوهام مهللين مكبرين فرحاً بفتح أبواب السلام أمام أبناء العم؟!!!
وقد يقول البعض أن التنبيش في الماضي يقلب المواجع والمسامح كريم وتناسوا هؤلاء أن ماضي اليهود المظلم مع الإنسانية ككل ومعنا نحن المسلمين خاصة لا يوحى بأنه سيكون لهم مستقبل مشرق وإن تظاهروا بذلك وحتى نكون على بينة من أمرنا ومعرفة العدو وأسلوبه خير من جهله..
ولأن معركتنا مع اليهود ليست معركة سياسية كما يصورها اللوبي اليهودي المسيطر على الإعلام والصحافة.. ولا معركة محتل غاشم لأرض عربية فحسب.. بل هي معركة عقدية وحرب مقدسة.. معركة دفاع عن العقيدة والدين وعن الوجود والأمة منذ أن أشرقت شمس الرسالة لتخرج العالم من الظلمات إلى النور.. ومنذ اللحظة الأولى لإقامة دولة الإسلام في المدينة المنورة واليهود يكيدون للإسلام والمسلمين ويتربصون بهم الدوائر بغياً وحسداً على رغم ما وجدوه في التوراة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله الكريمة.. وعلى الرغم من اللين والتسامح التي عوملوا به لكنهم ما فتئوا ينشرون الأكاذيب الافتراءات ضد الرسول والإسلام والمسلمين في كل بقعة وكل ندوة واجتماع حسداً من عند أنفسهم وصدق الله العظيم حيث قال : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}..
إن الهدف بين اليهود والنصارى مشترك ألا وهو حرب الإسلام والقضاء على أهله وإبادتهم من الوجود : { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ} {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (التوبة : 32)..
لقد بلغ حال اليهود في تشددهم في باطلهم وثباتهم على كفرهم أنهم يريدون من أي شخص يريد أن يجادلهم أن يتبع ملتهم أولاً ولا يرضون منه أن يتحاكموا معه بالكتاب بل يريدون منه الموافقة لهم فيما هم عليه فاليهود قوم يخدمون أنفسهم وحدها ولا يعرفون إلا مآربهم الذاتية وصدق عز من قائل : {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (البقرة: 120)..
إن علاقة اليهود بالله تجعلهم يدركون أن الله تابع لهم وليسوا هم أتباعاً له وإنه سبحانه ينبغي أن ينزل عند رغباتهم لا أن ينزلوا عند أوامره ورأيهم في الناس جميعاً أنهم خلقوا لخدمتهم فالشعب المختار يعلو ولا يعلى عليه ولا يقاد وقد انتهى بهم هذا المنطق السقيم إلى أوضاع جعلتهم يهلكون الشعوب حيناً وتهلكهم الشعوب حينا ًآخر.

********************************
ملحوظة :
كتبت هذه المقدمة في سنة 1423هـ الموافق 2002م أملاً مني أن أشرع في كتابة هذه السلسلة ولكن شاءت الظروف أن تبعدني عن الإستمرار في كتابتها ثم أتتني الهمة بعد الأحداث التي حدثت في غزة الأبية وتلك الجرائم والمذابح التي أرتكبها مجرمي الإنسانية وأعداء البشرية فشرعت في الكتابة عن اليهود في القرآن أملاً مني أن أستمر وأكتب عن اليهود في السنة النبوية..

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:22 PM
بنو إسرائيل في القرآن الكريم:

إن من أكثر الرسل الذين تكرر ذكرهم في كتاب الله عز وجل وأكثر الأمم التي ورد ذكرها فيه : موسى عليه السلام وقومه بني إسرائيل وقد كانت منهم بقية إبان نزول القرآن الكريم بالمدينة المنورة ولقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون منهم فقد أخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارة القلق والاضطراب في صفوف المسلمين. ولقد أفصح القرآن الكريم عما تكن صدورهم وما يعلنون.
كما عانى سيدنا موسى عليه السلام في دعوة قومه ونصحهم وحضهم على طاعة الله تعالى الكثير والكثير وقد قيل : إن أحداً لم يذكر في كتاب الله لا من الأنبياء المرسلين ولا من الملائكة المقربين كما ذكر موسى عليه السلام في كتاب الله فقد ذكر نحو مائة وثلاثين مرة كما تكررت قصة بني إسرائيل في القرآن الكريم كما لم تتكرر قصة أخرى عن بقية الأمم..
يحدثنا القرآن الكريم عن بني إسرائيل في مراحل تاريخهم الطويل فمرة يتناولهم بالمدح وغالباً بالقدح والذم لسوء طباعهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم وسموا بني إسرائيل نسبة إلى يعقوب بن إبراهيم عليهم السلام ولقوله تعالى : { كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} (آل عمران : 93) أما تسميتهم باليهود نسبة إلى يهوذا بن يعقوب ثم عرب وقيل هي مأخوذة من قول موسى عليه السلام : { إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } (الأعراف: 156).
ولقد فضل الله بني إسرائيل على عالم زمانهم لما كانوا عاملين بأمر الله منتهين عما نهاهم عنه يقول تعالى : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } (البقرة : 47) وقال تعالى : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } ( البقرة: 122) وقال تعالى : { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنْ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدْ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } (الدخان : 30 ـ 32 ) ويقول تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنْ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } (الجاثية : 16 ـ 17) فهم قد بدأوا تاريخهم بداية حسنة فقد احتضنوا عقيدة التوحيد ودافعوا عنها وتحملوا البلاء في سبيلها فلما صبروا على التكاليف التي فرضت عليهم أو اختبروا بها مكنهم الله تعالى وجعل أقدامهم راسخة في العالم يقول عز وجل : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (السجدة : 24 ) ويقول سبحانه :{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} (الأعراف : 137 ) {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (الأعراف : 159) كان منهم في بداية أمرهم إظهار الصبر والتحمل والصدق في معاملة الله عز وجل ولكنهم لم يدوموا على هذا الحال كشأن التاجر ينجح في تجارته إذا استصحب الصدق والأمانة فإذا ترك الصدق إلى الكذب والأمانة إلى الغش والخداع بارت تجارته وضاعت سمعته { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (الأعراف : 169) وقال تعالى : {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} (مريم :59)..
ولم يكن التغيير الذي حدث في شمائل بني إسرائيل تغيراً مؤقتاً طفيفاً بل كان جذرياً بمعنى أنه إلى عصرنا الحاضر لا يعرف في شمائل اليهود أنهم يقودون إلى تقوى أو طهارة أو يذكرون أحداً بالدار الآخرة أو يُعَرِّفُون الناس بحق الله تعالى يقول الله تعالى : {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } (البقرة : 96) أي حياة كانت حتى وإن كانت حياة ذليلة فكانت النتيجة أن لعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة : 78) وعاقبهم الله تعالى بأن يبعث على اليهود مَن يذيقهم سوء العذاب والإذلال إلى يوم القيامة: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} (الأعراف: 167).
ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من طاعة اليهود أو النصارى أو إستشارتهم أو قبول رأيهم قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (آل عمران: 100) فيا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إن تطيعوا جماعة من اليهود والنصارى ممن آتاهم الله التوراة والإنجيل, يضلوكم, ويلقوا إليكم الشُّبَه في دينكم; لترجعوا جاحدين للحق بعد أن كنتم مؤمنين به, فلا تأمنوهم على دينكم, ولا تقبلوا لهم رأيًا أو مشورة.
وبرغم التنازلات التي يبديها المسلمون من أجل أن يعيش المسلمون واليهود في أمن وسلام وبرغم غض الطرف عن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية من أجل ترقيع بنود السلام وإنعاش روح الأمل في سلام دائم ولكن كلام الله هو الباقي الدائم فالله سبحانه وتعالى يقول : {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (البقرة : 120) فلن ترضى اليهود ولا النصارى عن المسلمين إلا إذا تركوا دينهم واتبعوا دين اليهود أو النصارى وما عداه فلن يرضوا عنا ولو حاولنا بشتى الطرق وإتباع عدة أساليب فلن يرضوا عنا إلا إذا أتبعنا دينهم سنة الله في الأرض { فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} (فاطر : 43).

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:26 PM
ومن صفات اليهود وأوصافهم المذمومة بحسب ما ذكرها القرآن الكريم:

* التبديل والتحريف بهدف الإستهزاء :
قال تعالى :{ وَإِذْ قِيلَ لَهُمْ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ } (الأعراف : 161 ـ 162 ) وقال تعالى :{ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (البقرة : 58 ـ 59) فالله سبحانه وتعالى هنا يذكر بني إسرائيل بإن يذكروا نعمته عليهم حين قال: ادخلوا مدينة "بيت المقدس" فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكلا هنيئاً, وكونوا في دخولكم خاضعين لله, ذليلين له, وقولوا: ربَّنا ضَعْ عنَّا ذنوبنا, نستجب لكم ونعف عن سيئاتكم ونسترها عليكم, وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيراً وثواباً.
فبدَّل الجائرون الضالون من بني إسرائيل قول الله, وحرَّفوا القول والفعل جميعاً, إذ دخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة, واستهزءوا بدين الله. فأنزل الله عليهم عذاباً من السماء; بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعة الله.

وقال تعالى : {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء :46) من اليهود فريق دأبوا على تبديل كلام الله وتغييره عمَّا هو عليه افتراء على الله, ويقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع منَّا لا سمعت, ويقولون: راعنا سمعك أي: افهم عنا وأفهمنا, يلوون ألسنتهم بذلك, وهم يريدون الدعاء عليه بالرعونة حسب لغتهم, والطعن في دين الإسلام. ولو أنهم قالوا: سمعنا وأطعنا, بدل و"عصينا", واسمع دون "غير مسمع", وانظرنا بدل "راعنا" لكان ذلك خيراً لهم عند الله وأعدل قولا ولكن الله طردهم من رحمته; بسبب كفرهم وجحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, فلا يصدقون بالحق إلا تصديقاً قليلا لا ينفعهم.

* تحريف الكتب السماوية من أجل منافع شخصية ومصالح دنيوية ضيقة :
قال تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (آل عمران : 78 ) فالله سبحانه وتعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بإنه هناك مِن اليهود لَجماعةً يحرفون الكلام عن مواضعه, ويبدلون كلام الله; ليوهموا غيرهم أن هذا من الكلام المنزل, وهو التوراة, وما هو منها في شيء, ويقولون: هذا من عند الله أوحاه الله إلى نبيه موسى, وما هو من عند الله, وهم لأجل دنياهم يقولون على الله الكذب وهم يعلمون أنهم كاذبون.
ويقول تعالى : {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة : 79) في هذه الآية يتوعد الله بالهلاك لأحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم, ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله على نبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام; ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم, ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام, كالرشوة وغيرها.
وقال تعالى : { مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء :46) فالله سبحانه وتعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه من اليهود فريق دأبوا على تبديل كلام الله وتغييره عمَّا هو عليه افتراء على الله.
وقال تعالى : {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} (المائدة: 13) فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردهم الله سبحانه وتعالى من رحمته, وجعل قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان, يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى, وهو التوراة, وتركوا نصيباً مما ذُكِّروا به, فلم يعملوا به.
وقال تعالى: {وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة : 41) فالله سبحانه وتعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم لا يحزنك تسرُّع اليهود إلى إنكار نبوتك, فإنهم قوم يستمعون للكذب, ويقبلون ما يَفْتَريه أحبارُهم, ويستجيبون لقوم آخرين لا يحضرون مجلسك, وهؤلاء الآخرون يُبَدِّلون كلام الله من بعد ما عَقَلوه, ويقولون: إن جاءكم من محمد ما يوافق الذي بدَّلناه وحرَّفناه من أحكام التوراة فاعملوا به, وإن جاءكم منه ما يخالفه فاحذروا قبوله, والعمل به. ومن يشأ الله ضلالته فلن تستطيع -أيها الرسول- دَفْعَ ذلك عنه, ولا تقدر على هدايته. وإنَّ هؤلاء المنافقين واليهود لم يُرِدِ الله أن يطهِّر قلوبهم من دنس الكفر, لهم الذلُّ والفضيحة في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (آل عمران : 77) إن الذين يستبدلون بعهد الله ووصيته التي أوصى بها في الكتب التي أنزلها على أنبيانهم, عوضاً وبدلا خسيساً من عرض الدنيا وحطامها, أولئك لا نصيب لهم من الثواب في الآخرة, ولا يكلمهم الله بما يسرهم, ولا ينظر إليهم يوم القيامة بعين الرحمة, ولا يطهرهم من دنس الذنوب والكفر, ولهم عذاب موجع.

* الاحتيال والتحايل:
قال تعالى : {وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (البقرة :65) وقال تعالى : {وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (الأعراف : 163). اسأل -أيها الرسول- هؤلاء اليهود عن خبر أهل القرية التي كانت بقرب البحر, إذ يعتدي أهلها في يوم السبت على حرمات الله, حيث أمرهم أن يعظموا يوم السبت ولا يصيدوا فيه سمكًا, فابتلاهم الله وامتحنهم; فكانت حيتانهم تأتيهم يوم السبت كثيرة طافية على وجه البحر, وإذا ذهب يوم السبت تذهب الحيتان في البحر, ولا يرون منها شيئًا, فكانوا يحتالون على حبسها في يوم السبت في حفائر, ويصطادونها بعده. وكما وصفنا لكم من الاختبار والابتلاء, لإظهار السمك على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده فيه, وإخفائه عليهم في اليوم المحلل لهم فيه صيده, كذلك نختبرهم بسبب فسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها.

وقال تعالى : {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (الأنعام : 146) واذكر -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين ما حرمَّنا على اليهود من البهائم والطير: وهو كل ما لم يكن مشقوق الأصابع كالإبل والنَّعام, وشحوم البقر والغنم, إلا ما عَلِق من الشحم بظهورها أو أمعائها, أو اختلط بعظم الألْية والجنب ونحو ذلك. ذلك التحرم المذكور على اليهود عقوبة مِنَّا لهم بسبب أعمالهم السيئة, وإنَّا لصادقون فيما أخبرنا به عنهم.
لكنهم لم يلتزموا بهذا المنع فتحايلوا عليه فقد قال صلى الله عليه وسلم :<< لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها>> قوله: حرمت عليهم الشحوم أي أكلها وإلا فلو حرم عليهم بيعها لم يكن لهم حيلة فيما صنعوه من إذابتها قوله فجملوها بفتح الجيم والميم أي أذابوها يقال جملة إذا أذابه والجميل الشحم المذاب

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:29 PM
* نقضهم العهود والمواثيق :
قال تعالى : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ } (المائدة :13) فالله سبحانه وتعالى يخبرنا أنه بسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا, وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان, يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى, وهو التوراة, وتركوا نصيباً مما ذُكِّروا به, فلم يعملوا به. ولا تزال -أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدراً, فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم.
وقال تعالى : { وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ...} (النساء :154 ـ 155) وأخذنا عليهم عهداً مؤكداً فلعنَّاهم بسبب نقضهم للعهود.
وقال تعالى : {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (البقرة : 100) ما أقبح حال بني إسرائيل في نقضهم للعهود!! فكلما عاهدوا عهداً طرح ذلك العهد فريق منهم, ونقضوه, فتراهم يُبْرِمون العهد اليوم وينقضونه غداً, بل أكثرهم لا يصدِّقون بما جاء به نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

* طمس القلوب عن رؤية الحق واتباعه بسبب عصيانهم:
قال تعالى : {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء : 155) وقولهم: قلوبنا عليها أغطية فلا تفقه ما تقول, بل طمس الله عليها بسبب كفرهم, فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلا لا ينفعهم.
وقال تعالى : {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ} (البقرة : 88) فقد قال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة, لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا, بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها, وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم, فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلا لا ينفعهم.

* قسوة القلب وجمود العاطفة :
قال تعالى: { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة : 74) فاليهود لم ينتفعوا بالآيات والمعجزات إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت, فلم يَنْفُذ إليها خير, ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أراهم الله إياها, حتى صارت قلوبهم مثل الحجارة الصمَّاء, بل هي أشد منها غلظة; لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صباً, فتصير أنهاراً جاريةً, ومن الحجارة ما يتصدع فينشق, فتخرج منه العيون والينابيع, ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون.

* المكر والخداع :
قال تعالى : { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (آل عمران : 54) ومكر الذين كفروا من بني إسرائيل بعيسى عليه السلام, بأن وكَّلوا به من يقتله غِيْلة, فألقى الله شَبَه عيسى على رجل دلَّهم عليه فأمسكوا به, وقتلوه وصلبوه ظناً منهم أنه عيسى عليه السلام, والله خير الماكرين. وفي هذا إثبات صفة المكر لله -تعالى- على ما يليق بجلاله وكماله; لأنه مكر بحق, وفي مقابلة مكر الماكرين.

* كفر النعم :
فقد أسبغ الله على اليهود الكثير من نعمه وأفضاله، فما قابلوا ذلك إلا بالجحود والإعراض والنكران. قال تعالى : {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (البقرة :57) فالله سبحانه وتعالى يقول لبني إسرائيل اذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم تتيهون في الأرض; إذ جعلنا السحاب مظللا عليكم من حَرِّ الشمس, وأنزلنا عليكم المنَّ, وهو شيء يشبه الصَّمغ طعمه كالعسل, وأنزلنا عليكم السَّلوى وهو طير يشبه السُّمانَى, وقلنا لكم: كلوا من طيِّبات ما رزقناكم, ولا تخالفوا دينكم, فلم تمتثلوا. وما ظلمونا بكفران النعم, ولكن كانوا أنفسهم يظلمون; لأن عاقبة الظلم عائدة عليهم..
وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (البقرة :61) فالله سبحانه وتعالى يقول لبني إسرائيل اذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو, والطير الشهي, فبطِرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات الأرض طعاماً من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي تؤكل, والعدس, والبصل. قال موسى -مستنكراً عليهم-: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدراً, وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي مدينة, تجدوا ما اشتهيتم كثيراً في الحقول والأسواق. ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم -في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلماً وعدواناً; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.

* عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وقد كان هذا سبباً لتفشي الفساد بين اليهود. يقول الله تعالى : {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة : 79) كان هؤلاء اليهود يُجاهرون بالمعاصي ويرضونها, ولا يَنْهى بعضُهم بعضاً عن أيِّ منكر فعلوه, وهذا من أفعالهم السيئة, وبه استحقوا أن يُطْرَدُوا من رحمة الله تعالى.
ويقول الله تعالى : {لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (المائدة :63) هلا ينهى هؤلاء الذين يسارعون في الإثم والعدوان أئمتُهم وعلماؤهم, عن قول الكذب والزور, وأكل أموال الناس بالباطل, لقد ساء صنيعهم حين تركوا النهي عن المنكر.

* خيانة الأمانة:
قال تعالى : { وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }(آل عمران : 75) ومن أهل الكتاب من اليهود مَن إنْ تأمنه على كثير من المال يؤدِّه إليك من غير خيانة, ومنهم مَن إنْ تأمنه على دينار واحد لا يؤدِّه إليك, إلا إذا بذلت غاية الجهد في مطالبته. وسبب ذلك عقيدة فاسدة تجعلهم يستحلُّون أموال العرب بالباطل, ويقولون: ليس علينا في أكل أموالهم إثم ولا حرج; لأن الله أحلَّها لنا. وهذا كذب على الله, يقولونه بألسنتهم, وهم يعلمون أنهم كاذبون.

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:33 PM
* الخيانة والغدر :
يقول الله تعالى : { وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ} (المائدة : 13) فالله سبحانه وتعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه لا تزال تجد من اليهود خيانةً وغَدراً, فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم.
وقال تعالى : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} (الأنفال: 58) وإن خفت -أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم, كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.

* الكفر بعد الإيمان :
من أجل تحقيق غايات وأهداف دنيوية تجدهم يؤمنوا بالجبت والطاغوت ويتعاونون مع المشركين ضد المسلمين قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} (النساء : 51) يخبرنا الله عن أولئك اليهود في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والذين أُعطوا حظًّا من العلم يصدقون بكل ما يُعبد من دون الله من الأصنام وشياطين الإنس والجن تصديقاً يحملهم على التحاكم إلى غير شرع الله, ويقولون للذين كفروا بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الكافرون أقْومُ, وأعدلُ طريقًا من أولئك الذين آمنوا؟ فماذا كان عقابهم؟!{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} (النساء :52) فأولئك الذين كَثُرَ فسادهم وعمَّ ضلالهم, طردهم الله نعالى من رحمته, ومَن يطرده الله من رحمته فلن تجد له من ينصره, ويدفع عنه سوء العذاب.
ويخبرنا الله سبحانه وتعالى عن أسلافهم فما كاد اليهود يجتازون البحر حتى طلبوا من نبيهم موسى عليه السلام أن يصنع لهم أصناماً؛ مما يدل على رسوخ الوثنية فيهم، ومع أن النبي موسى عليه السلام نهاهم لكنهم عبدوا العجل حيث قال : {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (الأعراف: 138) يخبرنا الله تعالى لما قطع ببني إسرائيل البحر, فراراً من فرعون وجيشه وبعدما رأوا آيات الله من غرق فرعون وجيشه في اليم فمرُّوا في الضفة الأخرى على قوم يقيمون ويواظبون على عبادة أصنام لهم, قال بنو إسرائيل: اجعل لنا يا موسى صنماً نعبده ونتخذه إلهاً, كما لهؤلاء القوم أصنام يعبدونها, قال موسى لهم: إنكم أيها القوم تجهلون عظمة الله, ولا تعلمون أن العبادة لا تنبغي إلا لله الواحد القهار.
واذكروا - يا بني إسرائيل - نِعَمنا عليكم إذ أنقذناكم من أَسْر فرعون وآله, وما كنتم فيه من الهوان والذلة من تذبيح أبنائكم واستبقاء نسائكم للخدمة, وفي حَمْلِكم على أقبح العذاب وأسوئه, ثم إنجائكم, اختبار من الله لكم ونعمة عظيمة.
فلم يستمعوا لنصح نبيهم موسى عليه السلام {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ} (الأعراف : 148) واتخذ قوم موسى من بعد ما فارقهم ماضياً لمناجاة ربه معبوداً مِن ذهبهم عِجلا جسداً بلا روح, له صوت, ألم يعلموا أنه لا يكلمهم, ولا يرشدهم إلى خير؟ أَقْدَمُوا على ما أقدموا عليه من هذا الأمر الشنيع, وكانوا ظالمين لأنفسهم واضعين الشيء في غير موضعه.

* الصد عن سبيل الله :
يقول الله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (آل عمران : 99) قل -أيها الرسول- لليهود والنصارى: لِمَ تمنعون من الإسلام من يريد الدخول فيه تطلبون له زيغاً وميلا عن القصد والاستقامة, وأنتم تعلمون أن ما جئتُ به هو الحق؟ وما الله بغافل عما تعملون, وسوف يجازيكم على ذلك.

* يتسابقون إلى المعاصي والظلم :
قال تعالى : { وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة :62).. فالله سبحانه وتعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه سيرى كثيراً من اليهود يسابقون في المعاصي والظلم.

* أتخاذ المشركين أولياء لهم :
قال الله تعالى: {تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (المائدة : 80 ـ 81) فالله سبحانه وتعالى يخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بأنك تَرَى -أيها الرسول- كثيراً من هؤلاء اليهود يتخذون المشركين أولياء لهم, ساء ما عملوه من الموالاة الني كانت سبباً في غضب الله عليهم, وخلودهم في عذاب الله يوم القيامة. ولو أن هؤلاء اليهود الذين يناصرون المشركين كانوا قد آمنوا بالله تعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وأقرُّوا بما أنزل إليه -وهو القرآن الكريم- ما اتخذوا الكفار أصحاباً وأنصاراً, ولكن كثيراً منهم خارجون عن طاعة الله ورسوله.

* يفترون على الله الكذب :
قال تعالى : { انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً} (النساء : 50) فالله سبحانه وتعالى يوجه رسوله بأن ينظر إلى اليهود وكيف يختلقون على الله الكذب, وهو المنزَّه عن كل ما لا يليق به؟ وكفى بهذا الاختلاق ذنباً كبيراً كاشفاً عن فساد معتقدهم.
ويقول تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (سورة آل عمران: 75) في هذه الآية يخبرنا الله أن من أهل الكتاب من اليهود مَن إنْ تأمنه على كثير من المال يؤدِّه إليك من غير خيانة, ومنهم مَن إنْ تأمنه على دينار واحد لا يؤدِّه اليك, إلا إذا بذلت غاية الجهد في مطالبته. وسبب ذلك عقيدة فاسدة تجعلهم يستحلُّون أموال العرب بالباطل, ويقولون: ليس علينا في أكل أموالهم إثم ولا حرج; لأن الله أحلَّها لنا. وهذا كذب على الله, يقولونه بألسنتهم, وهم يعلمون أنهم كاذبون.
ويقول الله تعالى : {وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة : 30) لقد أشرك اليهود بالله عندما زعموا أن عزيرًا ابن الله. وأشرك النصارى بالله عندما ادَّعوا أن المسيح ابن الله. وهذا القول اختلقوه من عند أنفسهم, وهم بذلك يشابهون قول المشركين من قبلهم. قَاتَلَ الله المشركين جميعاً كيف يعدلون عن الحق إلى الباطل؟

* الشك في الله وآياته والتشكيك في صدق ما يأتي به أنبيائهم:
طلب اليهود بكل وقاحة وعنجهية من موسى عليه السلام أن يريهم الله بعد أن تبينت لهم آياته { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} (البقرة :55) فقد قالوا لموسى عليه السلام : يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله, حتى نرى الله عِيَانًا.
كما طلب اليهود من الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أن ينزل عليهم الكتاب من السماء {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً} (النساء : 153) يسألك اليهود -أيها الرسول- معجزة مثل معجزة موسى تشهد لك بالصدق: بأن تنزل عليهم صُحُفاً من الله مكتوبةً, مثل مجيء موسى بالألواح من عند الله, فلا تعجب -أيها الرسول- فقد سأل أسلافهم موسى -عليه السلام- ما هو أعظم: سألوه أن يريهم الله علانيةً, فَصُعِقوا بسبب ظلمهم أنفسهم حين سألوا أمراً ليس من حقِّهم. وبعد أن أحياهم الله بعد الصعق, وشاهدوا الآيات البينات على يد موسى القاطعة بنفي الشرك, عبدوا العجل من دون الله, فعَفونا عن عبادتهم العجل بسبب توبتهم, وآتينا موسى حجة عظيمة تؤيِّد صِدق نُبُوَّتِه..

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:36 PM
* حبُّهم لسماع الكذب:
قال تعالى: {وَمِنَ الذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} (المائدة : 41) فاليهود قوم يستمعون للكذب, ويقبلون ما يَفْتَريه أحبارُهم, ويستجيبون لقوم آخرين لا يحضرون مجلس الرسول, وهؤلاء الآخرون يُبَدِّلون كلام الله من بعد ما عَقَلوه, ويقولون: إن جاءكم من محمد ما يوافق الذي بدَّلناه وحرَّفناه من أحكام التوراة فاعملوا به, وإن جاءكم منه ما يخالفه فاحذروا قبوله, والعمل به.
وقال تعالى : {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} (سورة المائدة : 42) فهؤلاء اليهود يجمعون بين استماع الكذب وأكل الحرام

* اتخاذ اليهود العلماءَ والأحبار أربابًا يُشَرِّعون لهم الأحكام من دون الله:
قال تعالى :{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (التوبة :31) فلقد اتخذ اليهودُ العلماءَ والأحبار أرباباً يُشَرِّعون لهم الأحكام, فيلتزمون بها ويتركون شرائع الله..

* أستحلالهم للحرام واستغلال حاجات الناس :
فاليهود يستغلون فقر الناس وحاجاتهم إلى المال وينتهزون الفرص لتحقيق الغنى الفاحش على حساب الآخرين قال تعالى : {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} (المائدة : 42) فهم يستحلون أكل الحرام من رشوة وربا وغش واحتكار وشبه ذلك من المعاملات المحرمة.
ويقول الله تعالى : {وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (المائدة :62 ـ 63).. فترى -أيها الرسول- كثيراً من اليهود يبادرون إلى المعاصي من قول الكذب والزور, والاعتداء على أحكام الله, وأكْل أموال الناس بالباطل, لقد ساء عملهم واعتداؤهم. هلا ينهى هؤلاء الذين يسارعون في الإثم والعدوان أئمتُهم وعلماؤهم, عن قول الكذب والزور, وأكل أموال الناس بالباطل, لقد ساء صنيعهم حين تركوا النهي عن المنكر.
وقال الله تعالى : { إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة : 34) فكثير من علماء أهل الكتاب وعُبَّادهم ليأخذون أموال الناس بغير حق كالرشوة وغيرها, ويمنعون الناس من الدخول في الإسلام, ويصدون عن سبيل الله. والذين يمسكون الأموال, ولا يؤدون زكاتها, ولا يُخْرجون منها الحقوق الواجبة, فبشِّرهم بعذاب موجع.
وقال الله تعالى : {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة : 79) أي لهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام, كالرشوة وغيرها.
وقوله تعالى : {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} (النساء : 161) فقد كان اليهود مَهَرَةً في فنون الكسب والمعيشة في المدينة، فكانت في أيديهم تجارة الحبوب والتمر والخمر والثياب، وكانوا يوردون الثياب والحبوب والخمر، ويصدرون التمر، وكانت لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون، فكانوا يأخذون المنافع من عامة العرب أضعافاً مضاعفة، ثم لم يكونوا يقتصرون على ذلك، بل كانوا أكالين للربا، يعطون القروض الطائلة لشيوخ العرب وساداتهم؛ ليكتسب هؤلاء الرؤساء مدائح من الشعراء وسمعة بين الناس بعد إنفاقها من غير جدوى ولا طائلة، وكانوا يرتهنون أرض هؤلاء الرؤساء وزروعهم وحوائطهم، ثم لا يلبثون إلا أعوامًا حتى يتملكونها‏.‏
وبسبب تناولهم الربا الذي نهوا عنه, واستحلالهم أموال الناس بغير استحقاق, فالله سبحانه وتعالى أعد للكافرين بالله ورسوله مِن هؤلاء اليهود عذاباً موجعاً في الآخرة.
وقول اليهود : {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (آل عمران : 75) فبسبب عقيدتهم الفاسدة تجعلهم يستحلُّون أموال العرب بالباطل, ويقولون: ليس علينا في أكل أموالهم إثم ولا حرج; لأن الله أحلَّها لنا. وهذا كذب على الله, يقولونه بألسنتهم, وهم يعلمون أنهم كاذبون.
فقد كانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مالي، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه، وكانوا يقولون: إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل.

* إتهام الله سبحانه وتعالى بالنقائص تعالى الله عما يصفون:
يقول تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (المائدة:64) من مآثم اليهود -وكان مما يُسرُّونه فيما بينهم- أنهم قالوا: يد الله محبوسة عن فعل الخيرات, بَخِلَ علينا بالرزق والتوسعة, وذلك حين لحقهم جَدْب وقحط.
وقال تعالى : {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} (آل عمران : 181) لقد سمع الله قول اليهود الذين قالوا: إن الله فقير إلينا يطلب منا أن نقرضه أموالا ونحن أغنياء سنكتب هذا القول الذي قالوه.

* قتل الأنبياء :
وما جرَّأهم على هذا إلا بسبب ارتكابهم للمعاصي, وتجاوزهم حدود الله قال تعالى : { وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } (آل عمران 181 ، النساء: 155) وقال تعالى : {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (البقرة : 61) ، { وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (آل عمران : 21) {وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (آل عمران : 112) وقال تعالى : {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ} (المائدة :70) يخبر الله سبحانه وتعالى نبيه أنه قد أخذ العهد المؤكَّد على بني إسرائيل في التوراة بالسمع والطاعة, وأرسل إليهم بذلك رسله, فَنَقَضوا ما أُخذ عليهم من العهد, واتبعوا أهواءهم, وكانوا كلما جاءهم رسول من أولئك الرسل بما لا تشتهيه أنفسهم عادَوْه: فكذبوا فريقاً من الرسل, وقتلوا فريقاً آخر .

* قتل الصالحين والذين يأمرون بالعدل واتباع منهج الأنبياء :
قال تعالى : { وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ} (آل عمران : 21) وما جرَّأهم على هذا ـ وكما قلنا سابقاً ـ بسبب ارتكابهم للمعاصي, وتجاوزهم حدود الله..

* التفاخر بالقتل فهم أقسى الناس اذا قدروا وأذلهم اذا غلبوا:
يقول الله تعالى : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} (النساء : 157) وبسبب قولهم -على سبيل التهكم والاستهزاء- : هذا الذي يدعي لنفسه هذا المنصب (قتلناه), وما قتلوا عيسى وما صلبوه, بل صلبوا رجلا شبيهاً به ظنًّا منهم أنه عيسى. ومن ادَّعى قَتْلَهُ من اليهود, ومن أسلمه إليهم من النصارى, كلهم واقعون في شك وحَيْرَة, لا عِلْمَ لديهم إلا اتباع الظن, وما قتلوه متيقنين بل شاكين متوهمين.

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:39 PM
* الدسائس والمؤامرات لإشعال الحروب في العالم وهذا ديدنهم:
فاليهود يحبون للشر ويسعون في الإفساد بين الناس ويحاولون إثارة القلاقل والتحريشات في العالم بالدسائس والمؤامرات، وقد كان لهم خطط شتى ودور كبير في هذا سبيل زرع الفتنة ونشوب الحروب فلم تقم حرب إلا ولم أصابع في نشوبها. حيث كانوا يبثون الدعايات الكاذبة والأراجيف قال تعالى : {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} (المائدة : 64) فالله سبحانه وتعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن طوائف اليهود سيظلون إلى يوم القيامة يعادي بعضهم بعضاً, وينفر بعضهم من بعض, كلما تآمروا على الكيد للمسلمين بإثارة الفتن وإشعال نار الحرب ردَّ الله كيدهم, وفرَّق شملهم.
وقد شابه خلفهم سلفهم فيهود المدينة كانوا أصحاب دسائس ومؤامرات وعتو وفساد؛ يلقون العداوة والشحناء بين القبائل العربية المجاورة، ويغرون بعضها على بعض بكيد خفي لم تكن تشعره تلك القبائل، فلا تزال في حروب دامية متواصلة، ولا تزال أنامل اليهود تؤجج نيرانها كلما رأتها تقارب الخمود والانطفاء ، وبعد هذا التحريض والإغراء ، كانوا يقعدون على جانب يرون ساكتين ما يحل بهؤلاء العرب ، نعم كانوا يزودونهم بقروض ثقيلة ربوية حتى لا يحجموا عن الحرب لعسر النفقة‏.‏ وبهذا العمل كانوا يحصلون على منفعتين ، كانوا يحتفظون على كيانهم اليهودي وينفقون سوق الربا؛ ليأكلوه أضعافًا مضاعفة، ويكسبوا ثروات طائلة‏.

* تلفيق التهم على الأنبياء والصالحين:
فاليهود لا يتورعون عن تلفيق التهم ودس قصص خبيثة عن الرسل وأهلهم : تقولهم على السيدة مريم أم نبينا عيسى عليه السلام واتهامها بفاحشة الزنا قال تعالى : {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} (النساء : 156) وقد لعنهم الله بسبب كفرهم وافترائهم على مريم بما نسبوه إليها من الزنى, وهي بريئة منه.

* الذل والهوان :
جعل الله الهوان والصغار أمراً لازماً لا يفارق اليهود, فهم أذلاء محتقرون أينما وُجِدوا, إلا بعهد من الله وعهد من الناس يأمنون به على أنفسهم وأموالهم يقول تعالى : { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ} (آل عمران : 112).
وقال تعالى : { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} (البقرة : 61) لأنهم كانوا يُقَدِّمون اختيارهم -في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلماً وعدواناً; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.

* المسكنة والضعف:
يقول الله تعالى : {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ } (البقرة : 61) وضُربت عليهم الذلَّة والمسكنة, فلا ترى اليهوديَّ إلا وعليه الخوف والرعب من أهل الإيمان; ذلك الذي جعله الله عليهم بسبب كفرهم بالله, وتجاوزهم حدوده قال تعالى : { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (آل عمران : 112).

* الجُبْنُ والخوف :
قال تعالى : { لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} (الحشر: 14) لا يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق, أو من خلف الحيطان, عداوتهم فيما بينهم شديدة, تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة, ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته.
ويقول الله تعالى حكاية عنهم عندما رأوا كثرة عدوهم وعدَّتهم, قالوا: لا قدرة لنا اليوم بجالوت وجنوده الأشداء,: {لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهْ} (البقرة:249)..

* الشح والبخل :
قال الله تعالى : {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} (النساء : 53) بل ألهم حظ من الملك, ولو أوتوه لما أعطوا أحداً منه شيئاً, ولو كان مقدار النقرة التي تكون في ظهر النَّواة.
يقول الله تعالى : { إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة : 34) فكثير من علماء أهل الكتاب وعُبَّادهم ليأخذون أموال الناس بغير حق كالرشوة وغيرها, ويمنعون الناس من الدخول في الإسلام, ويصدون عن سبيل الله. والذين يمسكون الأموال, ولا يؤدون زكاتها, ولا يُخْرجون منها الحقوق الواجبة, فبشِّرهم بعذاب موجع.

* محبتهم للحياة الدنيا وحرصهم عليها أكثر من حرصهم على الآخرة :
قال تعالى : {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة : 96)
ولتعلمَنَّ -أيها الرسول- أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة, بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين. يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة, ولا يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب الله. والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب.

* الكفر بآيات الله وتجاوز حدوده:
فاليهود كفروا بالله, وتجاوزوا حدوده قال تعالى : { بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ } (البقرة : 61 ، آل عمران : 112)
وقال تعالى : {الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} (آل عمران : 21) فكانوا يجحدون بالدلائل الواضحة وما جاء به المرسلون.

* الجدال والمراء :
قال الله تعالى : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ* قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } (البقرة : 67 ـ 71) واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم, وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام, حين قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, فقالوا -مستكبرين-: أتجعلنا موضعاً للسخرية والاستخفاف؟ فردَّ عليهم موسى بقوله: أستجير بالله أن أكون من المستهزئين.
قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة, فأجابهم: إن الله يقول لكم: صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة, ولا صغيرة فَتِيَّة, وإنما هي متوسطة بينهما, فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.
فعادوا إلى جدالهم قائلين: ادع لنا ربك يوضح لنا لونها. قال: إنه يقول: إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة, تَسُرُّ مَن ينظر إليها.
قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق; لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء الله- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.
قال لهم موسى: إن الله يقول: إنها بقرة غير مذللة للعمل في حراثة الأرض للزراعة, وغير معدة للسقي من الساقية, وخالية من العيوب جميعها, وليس فيها علامة من لون غير لون جلدها. قالوا: الآن جئت بحقيقة وصف البقرة, فاضطروا إلى ذبحها بعد طول المراوغة, وقد قاربوا ألا يفعلوا ذلك لعنادهم. وهكذا شددوا فشدَّد الله عليهم

وقال تعالي: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّي يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} (سورة البقرة:247) عندما قال لهم نبيهم: إن الله قد أرسل إليكم طالوت مَلِكاً إجابة لطلبكم, يقودكم لقتال عدوكم كما طلبتم. قال كبراء بني إسرائيل: كيف يكون طالوت مَلِكاً علينا, وهو لا يستحق ذلك؟ لأنه ليس من سبط الملوك, ولا من بيت النبوة, ولم يُعْط كثرة في الأموال يستعين بها في ملكه, فنحن أحق بالملك منه; لأننا من سبط الملوك ومن بيت النبوة. قال لهم نبيهم: إن الله اختاره عليكم وهو سبحانه أعلم بأمور عباده, وزاده سَعَة في العلم وقوة في الجسم ليجاهد العدو. والله مالك الملك يعطي ملكه مَن يشاء من عباده, والله واسع الفضل والعطاء, عليم بحقائق الأمور, لا يخفى عليه شيء.

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:42 PM
* عدم طاعة أنبيائهم وتكذيبهم:
يقول تعالى : {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} (البقرة: 55) فقد قال اليهود لنبيهم موسى عليه السلام : يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله, حتى نرى الله عِيَاناً, فنزلت نار من السماء رأيتموها بأعينكم, فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم, وجُرْأتكم على الله تعالى.
وقال تعالى : {كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} (المائدة 70:) فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم لقد أخذنا العهد المؤكَّد على بني إسرائيل في التوراة بالسمع والطاعة, وأرسلنا إليهم بذلك رسلنا, فَنَقَضوا ما أُخذ عليهم من العهد, واتبعوا أهواءهم, وكانوا كلما جاءهم رسول من أولئك الرسل بما لا تشتهيه أنفسهم عادَوْه: فكذبوا فريقًا من الرسل, وقتلوا فريقًا آخر.
ويقول تعالى : {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذٍْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة:24) قال قوم موسى له: إنا لن ندخل المدينة أبداً ما دام الجبارون فيها, فاذهب أنت وربك فقاتلاهم, أما نحن فقاعدون هاهنا ولن نقاتلهم. وهذا إصرارٌ منهم على مخالفة موسى عليه السلام.

وقال تعالى : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ} (البقرة : 249) فلما خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه; ليتميَّز المؤمن من المنافق, فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني, ولا يصلح للجهاد معي, ومن لم يذق الماء فإنه مني; لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد, إلا مَن ترخَّص واغترف غُرْفة واحدة بيده فلا لوم عليه. فلما وصلوا إلى النهر انكبوا على الماء, وأفرطوا في الشرب منه, إلا عدداً قليلا منهم صبروا على العطش والحر, واكتفوا بغُرْفة اليد, وحينئذ تخلف العصاة.

* الحقد والحسد :
قال الله تعالى : {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ} (البقرة: 109) يحدثا الله سبحانه وتعالى أنه تمنى كثير من أهل الكتاب أن يرجعوا المسلمين من بعد إيمانكم بالله وأتباعهم لرسوله صلى الله عليه وسلم كفاراً كما كانوا من قبلُ يعبدون الأصنام; بسبب الحقد الذي امتلأت به نفوسهم من بعد ما تبيَّن لهم صدق نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاء به.
ويقول الله تعالى: { إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} (سورة آل عمران:120) فالله سبحانه وتعالى بخبرنا أن من عداوة هؤلاء أنكم -أيها المؤمنون- إن نزل بكم أمرٌ حسن مِن نصر وغنيمة ظهرت عليهم الكآبة والحزن, وإن وقع بكم مكروه من هزيمة أو نقص في الأموال والأنفس والثمرات فرحوا بذلك.
وقال تعالى : { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء :54) بل أيحسدون محمدًا صلى الله عليه وسلم على ما أعطاه الله من نعمة النبوة والرسالة, ويحسدون أصحابه على نعمة التوفيق إلى الإيمان, والتصديق بالرسالة, واتباع الرسول, والتمكين في الأرض, ويتمنون زوال هذا الفضل عنهم؟ فقد أعطينا ذرية إبراهيم عليه السلام -من قَبْلُ- الكتب, التي أنزلها الله عليهم وما أوحي إليهم مما لم يكن كتابا مقروءا, وأعطيناهم مع ذلك ملكا واسعا.

* كتمان الحق بهدف التضليل وخاصة بصدق نبوة الرسول :
قال تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة : 42) وقد حذر الله سبحانه وتعالى اليهود بأن لا يخلِطوا الحق الذي بيَّنه لهم بالباطل الذي افتروه, وحذرهم من كتمان الحق الصريح من صفة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبهم, وهم يجدونها مكتوبة عندهم، فيما يعلمون من الكتب التي بأيديهم.
وقال تعالى : {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران : 78) فالله سبحانه وتعالى يخبرنا أنه مِن اليهود لَجماعةً يحرفون الكلام عن مواضعه, ويبدلون كلام الله; ليوهموا غيرهم أن هذا من الكلام المنزل, وهو التوراة, وما هو منها في شيء, ويقولون: هذا من عند الله أوحاه الله إلى نبيه موسى, وما هو من عند الله, وهم لأجل دنياهم يقولون على الله الكذب وهم يعلمون أنهم كاذبون.

* يسعون في الأرض فساداً :
يقول الله تعالى : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (المائدة : 32) بسبب جناية القتل هذه شَرَعْنا لبني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير سبب من قصاص, أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد, الموجب للقتل كالشرك والمحاربة فكأنما قتل الناس جميعًا فيما استوجب من عظيم العقوبة من الله, وأنه من امتنع عن قَتْل نفس حرَّمها الله فكأنما أحيا الناس جميعًا; فالحفاظ على حرمة إنسان واحد حفاظ على حرمات الناس كلهم. ولقد أتت بني إسرائيل رسلُنا بالحجج والدلائل على صحة ما دعَوهم إليه من الإيمان بربهم, وأداء ما فُرِضَ عليهم, ثم إن كثيرًا منهم بعد مجيء الرسل إليهم لمتجاوزون حدود الله بارتكاب محارم الله وترك أوامره.
ويقول الله تعالى : {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة : 64) ولا يزال اليهود يعملون بمعاصي الله مما ينشأ عنها الفساد والاضطراب في الأرض. والله تعالى لا يحب المفسدين.

* سلوك منهج المنافقين مع المسلمين :
قال تعالى : {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (البقرة : 76) هؤلاء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم: آمنَّا بدينكم ورسولكم المبشَّر به في التوراة, وإذا خلا بعض هؤلاء المنافقين من اليهود إلى بعض قالوا في إنكار: أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن الله لكم في التوراة من أمر محمد; لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفلا تفقهون فتحذروا؟
وقال تعالى: { هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (آل عمران : 119) فالله سبحانه وتعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم ها هوذا الدليل على خطئكم في محبتهم, فأنتم تحبونهم وتحسنون إليهم, وهم لا يحبونكم ويحملون لكم العداوة والبغضاء, وأنتم تؤمنون بالكتب المنزلة كلها ومنها كتابهم, وهم لا يؤمنون بكتابكم, فكيف تحبونهم؟ وإذا لقوكم قالوا -نفاقاً- : آمنَّا وصدَّقْنا, وإذا خلا بعضهم إلى بعض بدا عليهم الغم والحزن, فعَضُّوا أطراف أصابعهم من شدة الغضب, لما يرون من ألفة المسلمين واجتماع كلمتهم, وإعزاز الإسلام, وإذلالهم به. قل لهم -أيها الرسول- : موتوا بشدة غضبكم. إن الله مطَّلِع على ما تخفي الصدور, وسيجازي كلا على ما قدَّم مِن خير أو شر.
ويقول تعالى : {وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ} (المائدة : 61) وإذا جاءكم -أيها المؤمنون- منافقو اليهود, قالوا: آمنَّا, وهم مقيمون على كفرهم, قد دخلوا عليكم بكفرهم الذي يعتقدونه بقلوبهم, ثم خرجوا وهم مصرُّون عليه, والله أعلم بسرائرهم, وإن أظهروا خلاف ذلك.
وقال الله تعالى : {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} (آل عمران : 72 ـ 73) وقالت جماعة من أهل الكتاب من اليهود: صدِّقوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا أول النهار واكفروا آخره; لعلهم يتشككون في دينهم, ويرجعون عنه. ولا تصدِّقوا تصديقاً صحيحاً إلا لمَن تبع دينكم فكان يهودياً.

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:47 PM
* علماء وأحبار اليهود يأمرون الناس بالطاعة ولا يأتونها :
وقال تعالى : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (البقرة : 44) ما أقبح حالَكم وحالَ علمائكم حين تأمرون الناس بعمل الخيرات, وتتركون أنفسكم, فلا تأمرونها بالخير العظيم, وهو الإسلام, وأنتم تقرءون التوراة, التي فيها صفات محمد صلى الله عليه وسلم, ووجوب الإيمان به!! أفلا تستعملون عقولكم استعمالا صحيحاً.

* العنصرية والكبر والتعالي على الناس:
قال تعالى: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} (المائدة : 18) فقد زعم اليهود أنهم أبناء الله وأحباؤه ففند الله زعمهم حيث قال : {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (المائدة : 18) فالله سبحانه وتعالى يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقل لهم: فَلأيِّ شيء يعذِّبكم بذنوبكم؟ فلو كنتم أحبابه ما عذبكم, فالله لا يحب إلا من أطاعه, وقل لهم: بل أنتم خلقٌ مثلُ سائر بني آدم, إن أحسنتُم جوزيتم بإحسانكم خيراً, وإن أسَأْتُم جوزيتم بإساءتكم شرًّا, فالله يغفر لمن يشاء, ويعذب من يشاء, وهو مالك الملك, يُصَرِّفه كما يشاء, وإليه المرجع, فيحكم بين عباده, ويجازي كلا بما يستحق.
وقال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} (النساء: 49) ألم تعلم -أيها الرسول- أمر أولئك الذين يُثنون على أنفسهم وأعمالهم, ويصفونها بالطهر والبعد عن السوء؟ بل الله تعالى وحده هو الذي يثني على مَن يشاء مِن عباده, لعلمه بحقيقة أعمالهم, ولا يُنقَصون من أعمالهم شيئاً مقدار الخيط الذي يكون في شق نَواة التمرة.
وقولهم : {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (آل عمران : 75) فبسبب عنصريتهم يستحلُّون أموال العرب بالباطل ويدعون أن الله أمرهم بذلك تعالى الله عما يصفون .

* تعلم السحر ونبذ كتاب الله:
قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (البقرة : 101 ـ 103) فلما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الموافق لما معهم من التوراة طرح فريق منهم كتاب الله, وجعلوه وراء ظهورهم, شأنهم شأن الجهال الذين لا يعلمون حقيقته.
واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود. وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر, ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر; إفساداً لدينهم. وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت, بأرض "بابل" في "العراق"; امتحاناً وابتلاء من الله لعباده, وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر, ويقولا له: لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين. فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا. ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحداً إلا بإذن الله وقضائه. وما يتعلم السحرة إلا شراً يضرهم ولا ينفعهم, وقد نقلته الشياطين إلى اليهود, فشاع فيهم حتى فضَّلوه على كتاب الله. ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير. ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضاً عن الإيمان ومتابعة الرسول, لو كان لهم عِلْمٌ يثمر العمل بما وُعِظوا.
ولو أن اليهود آمنوا وخافوا الله لأيقنوا أن ثواب الله خير لهم من السِّحر ومما اكتسبوه به, لو كانوا يعلمون ما يحصل بالإيمان والتقوى من الثواب والجزاء علما حقيقيا لآمنوا.

* جرأتهم على الله واستهانتهم بأمره :
قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (آل عمران : 24) ذلك الانصراف عن الحق سببه اعتقاد فاسد لدى أهل الكتاب; بأنهم لن يعذَّبوا إلا أياماً قليلة, وهذا الاعتقاد أدى إلى جرأتهم على الله واستهانتهم بدينه, واستمرارهم على دينهم الباطل الذي خَدَعوا به أنفسهم. { وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (النساء : 46) يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: سمعنا قولك وعصينا أمرك واسمع منَّا لا سمعت, ويقولون: راعنا سمعك أي: افهم عنا وأفهمنا, يلوون ألسنتهم بذلك, وهم يريدون الدعاء عليه بالرعونة حسب لغتهم, والطعن في دين الإسلام.

* شدة العداوة والمخاصمة للمسلمين :
مما جعلهم يتآمرون ضد المسلمين عبر جميع العصور. قال تعالى : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} (المائدة :82) فالله سبحانه وتعالى يخبر رسوله صلى الله عليه وسلم لتجدنَّ -أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك, اليهودَ; لعنادهم, وجحودهم, وغمطهم الحق.
طبعًا فإن اليهود لم يكن يرجى منهم أن ينظروا إلى الإسلام إلا بعين البغض والحقد؛ فالرسول لم يكن من أبناء جنسهم حتى ليسكن جَأْشَ عصبيتهم الجنسية التي كانت متغلية على نفسياتهم وعقليتهم، ثم دعوة الإسلام لم تكن إلا دعوة صالحة تؤلف بين أشتات القلوب، وتطفئ نار العداوة والبغضاء، وتدعو إلى التزام الأمانة في كل الشئون، وإلى التقيد بأكل الحلال من طيب الأموال، ومعنى كل ذلك أن قبائل يثرب العربية ستتألف فيما بينها، وحينئذ لابد من أن تفلت من براثن اليهود، فيفشل نشاطهم التجارى، ويحرمون أموال الربا الذي كانت تدور عليه رحى ثروتهم، بل ربما يحتمل أن تتيقظ تلك القبائل، فتدخل في حسابها الأموال الربوية التي أخذها اليهود، فتقوم بإرجاع أرضها وحوائطها التي أضاعتها إلى اليهود في تأدية الربا‏.‏

فارس الكلمة
01/04/2009, 02:50 PM
الخاتمة :
هذه صورة من أخلاق اليهود المذمومة كما وصفها القرآن الكريم. تمرَّدوا على تعاليم اليهودية السماوية، واستبدلوا بها تعاليمَ أخرى زعموا أنها أفضل من التوراة "التِّلْمود" ومن أجل هذا لَفِظَتْهم كلُّ الدول التي يَحِلُّون بها ، ويؤكد خبثَ نيَّتهم وقساوة قلوبهم وغلاظة أكبادهم ما تركَّز أخيرًا في صورة بَشِعَة هي الصُّهْيُونية بأساليبها الوحشية المعروفة، وإذا كان الله سبحانه قد ضرب عليهم الذِّلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله بما اتصفوا به من أخلاق {وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (آل عمران: 117).
لقد ورد ذكر اليهود وبني إسرائيل تصريحاً أو تلميحاً، مسهباً أو مقتضباً في خمسين سورة من القرآن الكريم؛ لما لهم من مواقف تمرد وعصيان مع رسولهم الكريم موسى عليه السلام، ولقد استعرضنا في هذه التقرير أحوال اليهود وأخلاقهم وصفاتهم ومواقفهم مع الأنبياء والرسل ومواقفهم مع الرسالة المحمدية كمحاولة لفهم يهود اليوم، وموقفهم من المسلمين، فيهود اليوم يدعون أنهم متدينون بدين بني إسرائيل، والأسفار المختلفة عن بني إسرائيل هي أسفارهم التي يتلونها صبح مساء، ويتخذونها نبراساً لهم، وقد طبعتهم بطابع بني إسرائيل عقيدة وخلقاً وعقلاً وجبلة وفهماً وهدفاً وسيرة. مما كان منهم في فلسطين من مواقف غادرة باغية لم يرعوا فيها حقاً ولا ذمة ولا شرفاً ولا مروءة ولا إنسانية إلا امتداداً لسلسلة من الغدر اليهودي منذ بداية عهدهم ابتداء برسلهم وانتهاء بخلفهم على مدى العصور، {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة :60) قل -أيها النبي- للمؤمنين: هل أخبركم بمن يُجازَى يوم القيامة جزاءً أشدَّ مِن جزاء هؤلاء الفاسقين؟ إنهم أسلافهم الذين طردهم الله من رحمته وغَضِب عليهم, ومَسَخَ خَلْقهم, فجعل منهم القردة والخنازير, بعصيانهم وافترائهم وتكبرهم, كما كان منهم عُبَّاد الطاغوت (وهو كل ما عُبِد من دون الله وهو راضٍ), لقد ساء مكانهم في الآخرة, وضلَّ سَعْيُهم في الدنيا عن الطريق الصحيح.
لم يقض الله تعالى في كتابه قصص بني إسرائيل للتسلية فحسب ولكن موعظة وعبرة وتوعية للمسلمين فقد منكوا في الأرض كما مكن الله تعالى المسلمين في الأرض وخاطب الله تعالى هذه الأمة بما خاطب أمة بني إسرائيل فحينما يقول موسى عليه السلام لقومه: { قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (الأعراف : 129) كذلك قال الله تعالى لهذه الأمة : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ * ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (يونس : 13 ـ 14) وقد ابتى الله تعالى المسلمين في الوقت الحاضر بطغيان اليهود جزاء ابتعادهم عن نصرة الدين فإن جددوا البيعة لنصرة دينهم فما أسرع عودة العزة لهم والتمكين يقول الله تعالى : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} (الأنبياء : 105 ـ 106)
فعلى كل مسلم أن يسعى لتحقيق هذا الوعد من رب العزة بكل ما استطاع من غال ورخيص يقول الله تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} (النور : 55) فلقد وعد الله بالنصر للذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة، بأن يورثهم أرض المشركين، ويجعلهم خلفاء فيها، مثلما فعل مع أسلافهم من المؤمنين بالله ورسله, وأن يجعل دينهم الذي ارتضاه لهم- وهو الإسلام- ديناً عزيزاً مكيناً، وأن يبدل حالهم من الخوف إلى الأمن، إذا عبدوا الله وحده، واستقاموا على طاعته، ولم يشركوا معه شيئاً، ومن كفر بعد ذلك الاستخلاف والأمن والتمكين والسلطنة التامة، وجحد نِعَم الله، فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.
فعلى المسلمين أن يصحوا من أنفسهم وإلا فإن خرافة اليهود التي تزعم بأن ملكهم سيمتد من الفرات إلى النيل في سبيلها إلى التحقيق فيجب على المسلم أن يسارع ويعمل جاهداً لنصرة هذا الدين { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} (الحج : 40 ـ 41). فيجب أن نعلم أن اليهود مهما علت شمسهم، وشاع ذكرهم؛ فإن الله قد كتب عليهم الذلة والمسكنة والغضب {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ} (البقرة : 60)، وأنهم { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ } (المائدة : 64) {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} (الحج: 47) ، {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (الأعراف: 167) وإذا كان الله قد تأذَّن ليَبعَثَنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب فذلك يُعطينا الأمل في نصر الله لنا على المعتدين والمحتلين منهم إن نصرناه بالإيمان القويِّ والتَّسلُّح بكل سلاح مادي ومعنوي، مع وحدة تجمع الكلمة وعملٍ للصَّالح..
فيجب أن نعد لهم القوة {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} (الأنفال: 60) ، وإنا لقادرون بإذن الله على دحرهم، والقضاء عليهم، وتطهير بلاد المسلمين من شرورهم شريطة الإلتزام بما جاء به رسولنا الكريم قولاً وعملاً منهجاً وتطبيقاً.
وفي الختام تذكر أخي المسلم هذا التهديد والوعيد لمن استمر على باطله وطغيانه لأن الله سبحانه أمر بأن نعمل لله بما يرضيه من طاعته، وأداء فرائضه، واجتناب المعاصي, لأنه سيرى الله أعمالنا ورسوله والمؤمنون, وسيتبين أمرنا, لأننا سنرجع يوم القيامة إلى مَن يعلم سرنا وجهرنا, فيخبرنا بما كنا نعمل قال تعالى : { وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة : 105)..


*************************************************
ترقبوا.... :
* المقاومة الإسلامية بين عصرين
* أحسن القصص دروس وعبر "قصة صاحب الجنتين"
* أنا طفلة فلسطينية
* { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } (البقرة : 120)

aboalaa05
02/04/2009, 08:16 AM
مشكور أخي على هذا الجهد المبذول وزادك الله من واسع فضله

قلم كحل
02/04/2009, 08:21 AM
ما شاء الله عليك،، بالفعل اجتهدت ف هالموضوع :)

جعله الله في ميزاان حسناتكــ:كاشخ: بصرااحة فيه افادة واااايد :كاشخ:

ريم 2009
02/04/2009, 09:18 AM
قرأت البداية ولي عودة فتكملت البقية لأن الموضوع أعجبني بس تعليق على كلمة إسرائيلهذه الكلمةتطلق على نبي من أنبياء الله أرسل لليهود وهو النبي يعقوب عليه السلام وأن الأفضل أن يطلق عليهم يهود بدون إسرائيل وحتى أنه يوجد دول لم تعترف بدولة إسرائيل المزعومة وهم أعني اليهود يحلمون بإقامة دولة يهودية عبرية تمتد من سيناء التي سمعت فالأونة الأخيرة أن اليهود لعنهم الله يخططون لمعاودة الكرة فاحتلالها إلى نهر الفرات بالعراق وهؤلاء اليهود جاءوا لفلسطين من أنحاء وبقاع شتى فالعالم يعني من جنسيات مختلفة وليسوا باليهود الأصل لذا أرى أن لقب إسرائيل لا يستحقونه ولا يستحق أن يدنسه هؤلاء الكفرة أو ينسب إليهم لعنهم الله..

طعم التوت
02/04/2009, 10:32 AM
بـــــــاركــــــ اللهـــــ فيكــــــ أخي عالمجهود .,.
ورزقك الجنة .,.

فارس الكلمة
03/04/2009, 09:20 AM
مشكور أخي على هذا الجهد المبذول وزادك الله من واسع فضله
جزيت كل خير أخي الكريم على المرور
دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته

فارس الكلمة
03/04/2009, 09:22 AM
ما شاء الله عليك،، بالفعل اجتهدت ف هالموضوع :)

جعله الله في ميزاان حسناتكــ:كاشخ: بصرااحة فيه افادة واااايد :كاشخ:

مشكورة أختي الكريمة "قلم كحل" على المرور
دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته

فارس الكلمة
03/04/2009, 09:30 AM
قرأت البداية ولي عودة فتكملت البقية لأن الموضوع أعجبني بس تعليق على كلمة إسرائيلهذه الكلمةتطلق على نبي من أنبياء الله أرسل لليهود وهو النبي يعقوب عليه السلام وأن الأفضل أن يطلق عليهم يهود بدون إسرائيل وحتى أنه يوجد دول لم تعترف بدولة إسرائيل المزعومة وهم أعني اليهود يحلمون بإقامة دولة يهودية عبرية تمتد من سيناء التي سمعت فالأونة الأخيرة أن اليهود لعنهم الله يخططون لمعاودة الكرة فاحتلالها إلى نهر الفرات بالعراق وهؤلاء اليهود جاءوا لفلسطين من أنحاء وبقاع شتى فالعالم يعني من جنسيات مختلفة وليسوا باليهود الأصل لذا أرى أن لقب إسرائيل لا يستحقونه ولا يستحق أن يدنسه هؤلاء الكفرة أو ينسب إليهم لعنهم الله..

جزيتِ كل خير أخية على المرور والتعقيب
أما بخصوص الإسم فأنا أذكر اليهود الذين ذكروا في القرآن الكريم ولا أقصد يهود عصر الحاضر وقد ذكرت في مقالي : "يحدثنا القرآن الكريم عن بني إسرائيل في مراحل تاريخهم الطويل فمرة يتناولهم بالمدح وغالباً بالقدح والذم لسوء طباعهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم وسموا بني إسرائيل نسبة إلى يعقوب بن إبراهيم عليهم السلام ولقوله تعالى : { كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} (آل عمران : 93) أما تسميتهم باليهود نسبة إلى يهوذا بن يعقوب ثم عرب وقيل هي مأخوذة من قول موسى عليه السلام : { إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } (الأعراف: 156)"
دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته.

فارس الكلمة
03/04/2009, 09:32 AM
بـــــــاركــــــ اللهـــــ فيكــــــ أخي عالمجهود .,.
ورزقك الجنة .,.

وفيك أختي الكريمة ولك المثل
ومشكورة على المرور
دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته