المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : المرجع السيد محمد حسين فضل الله: الشيعة العرب ليسوا تابعين لإيران


إلا صلاتي
07/12/2008, 10:34 PM
الشيعة العرب ليسوا تابعين لإيران *
حوار - إلهامي المليجي
المرجع محمد حسين فضل اللهفي هذا الجزء من الحوار يواصل السيد محمد حسين فضل الله - أكبر مرجع شيعي عربي- رؤيته للواقع العربي والإسلامي، مؤكدًا أن الاستعانة بالقوات الأمريكية في العراق من قبل بعض السياسيين العراقيين كان خطرًا، وهو غير جائز شرعًا أو وطنيًّا، والمعروف أن السيد فضل الله هو الأب الروحي لحزب الدعوة في العراق. ولكن الحوار تطرق إلى محاولات التشيع في العالم العربي، وامتداد نفوذ إيران في المنطقة وأيضًا الموقف من حكومة حماس وغيرها من قضايا الفتنة المذهبية المنطلقة في العراق ما بعد الاحتلال والحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006.


مصر قلب العالمين الإسلامي والعربي
لا يجوز، نحن لا بد أن ندرس المسألة من خلال المصلحة الإسلامية العليا، ما الضرورات الإسلامية في هذا المجال، وما دور هذا الظالم وذاك الظالم؛ لأن المسألة قد تصل إلى حد أن بعض الظالمين ربما يظلمون الناس بطريقة يسقطون فيها كل الواقع الإسلامي في كل قضايا الناس الخاصة والعامة، في حين يكون هناك ظالم آخر قد لا يكون بهذه الدرجة من الظلم، إن المبدأ هو أن نحارب الظالمين بقدراتنا الخاصة الإسلامية من موقع المجتمع العادل القوي. أما عندما تمس الضرورة بحيث يدور الأمر بين أن يسقط الواقع الإسلامي كله أو يبقى مع ظلم محدود؛ فقد تتطلب الضرورة ذلك، وهذا أمر يدرسه أولو الأمر من الخبراء المسلمين في تحديد المصلحة الإسلامية هنا وهناك.
* عند تطبيق هذه المفاهيم على الحالة العراقية كيف تفسر موقف الشيعة من القوات الأجنبية؟
نحن كنا نقف ضد النظام الحاكم السابق الطاغية صدام حسين؛ لأنه الشخص الذي أربك العالم الإسلامي كله، وفرض الحرب على العراق وعلى إيران وعلى الكويت وصادر شعبه بطريقة وبأخرى، بالطريقة التي هيأ فيها الظروف للاحتلال الأمريكي.
إنني من خلال متابعتي لهذا الرجل، أعرف أن هذا الرجل كان صنيعة أمريكية منذ البداية، وأنه نفّذ الخطوط الأمريكية من خلال السياسة الأمريكية التي أرادت تدمير الثورة الإسلامية في إيران، وأرادت إنجاز الظروف الموضوعية لأن تتحرك بقواعدها في الخليج ليشعر الخليجيون بأنها ضرورة لأمنهم؛ لتحميهم من هذا الرجل، وذلك غير ما قام به في داخل شعبه مما يعرفه الكثيرون من الناس.
إنني أعتقد أنه كان صنيعة أمريكية وقد انتهت وظيفته وقد حاول الأمريكيون أن يخدعوا العراقيين بأن يصوروا لهم بأنهم جاءوا لتحريرهم، في الوقت الذي كان الأمريكيون يدعمون صدام حسين. عندما تتحرك عمليات المعارضة ضده، من خلال مخابراتهم وحتى من خلال المخابرات السوفيتية آنذاك؛ لأنه كانت هناك مسألة عالمية دولية لحماية هذا الرجل للقيام بما يريد أن يقوم به؛ لذلك فقد خدع العراقيون بأن أمريكا جاءت من أجل أن تحررهم، ولكن المسألة هي أن أمريكا جاءت من أجل تنفيذ مشاريعها في المنطقة ومن أجل أن تحمي مصالحها، كما صرح المسئولون الأمريكيون في ذلك عند احتلالهم للعراق.
وقد كنت أول شخصية إسلامية أصدرت فتوى قبل بداية الاحتلال بأنه لا يجوز مساعدة السلطات الأمريكية للسيطرة على الشعب العراقي، وكنت لا أزال أتحدث عن أن مشكلة العراق هي مشكلة الاحتلال الأمريكي وليست مشكلة السنة والشيعة، ولكن الاحتلال الأمريكي الذي تتحرك مخابراته بالتحالف مع الموساد الإسرائيلي في العراق، بالإضافة إلى القوى التكفيرية التي أعلنت أنها تريد أن تقتل الشيعة في العراق، في هذا المقام بطريقة متخلفة في فهم الواقع الإسلامي، إنني أعتقد أن الاستعانة بأمريكا كالمستجير بالرمضاء من النار.
* من المعلوم أن والد السيد مقتدى الصدر والَى صدام حسين حتى قبيل مقتله باعتبار أن ذلك ما تقتضيه مصلحة الشيعة ولو وقتيًّا، فكيف ترون ذلك الأمر؟
أنا لا أعتقد أنه والى، كما نعطيه كلمة المولاة، ولكنه هادن ومعنى المهادنة أنه لم تكن هناك أي ظروف تمكنه من المواجهة للنظام، حتى إذا تحرك من خلال بعض مواقع القوة التي حصلت له من خلال التفاف الشعب العراقي حوله، قام صدام باغتياله.
* وهل لهذا الموقف انعكاساته على المواقف الملتبسة الحالية للتيار الصدري؟
من الطبيعي أن السيد مقتدى الصدر هو شخص يعيش مشكلة اغتيال أبيه، ومشكلة الشعب العراقي كله، ولكننا نعتقد أنه انطلق الآن في معارضة الاحتلال الأمريكي بطريقة أو بأخرى، ولعلّي لا أذيع سرًّا إذا كنت أقول إن بعض الذين يؤيدونه يقومون بالمقاومة ضد الاحتلال الأمريكي.
* لكن في المقابل بعض مؤيديه أعضاء فيما يسمى بفرق الموت؟
ربما لأن المشكلة التي حدثت في العراق هي أن العمليات التي كانت تقام ضد المسلمين الشيعة والتي كان آخرها تفجير مرقد الإمامين العسكريين أوجدت حالة ردة فعل. إن كل مراجع الشيعة أصدورا فتاوى واضحة وصريحة بأنه لا يجوز أن يقوم أي مسلم شيعي بردة فعل ضد أي مسلم سني وأن قتل المسلم للمسلم حرام، سواء كان سنيًّا أو شيعيًّا، وهذه الفتاوى محفوظة ومنشورة، ولكن ما حدث في قضية تهديم مرقد الإمامين، أوجد صدمة وحالة تشبه حالة الجنون العاطفي؛ وهو ما أوجد تحرك ردود الفعل بعيدًا عن الفتاوى التي تصدرها المراجع.
وأحب أن أؤكد أن هناك بعض الكلمات أو بعض الإشارات التي تتحدث عن أن المسلمين الشيعة يقتلون المسلمين السنة ويهجرونهم، لكن الواقع أن القتلى من المسلمين السنة أو المسلمين الشيعة، كما أن التهجير مشترك فيما بينهما، ولعل أبشع صورة من صور التفجيرات الوحشية هي ما حدث بالأمس من تفجير سوقين شعبيين يتحرك فيهما كل الأطياف العراقية، سواء كانوا من السنة أم من الشيعة أم من المسيحيين. أنا أدعو كل الإعلاميين وكل العلماء والمسلمين ألا ينظروا إلى الأمور بعين واحدة، بل أن يدرسوا الواقع العراقي، واقع الفتنة التي يديرها الاحتلال؛ لأن الاحتلال قرر وصرح من خلال نائب الرئيسي الأمريكي ديك تشيني أنه سوف يبقى طويلاً في العراق وفي المنطقة ولعل من شروط شرعية بقائهم هو بقاء الفوضى الأمنية في العراق

وجيه
07/12/2008, 10:35 PM
:مستغرب::مستغرب::مستغرب:

إلا صلاتي
07/12/2008, 10:35 PM
لماذا لا تدعو لتشكيل لجنة إسلامية للتحقيق؟
الواقع في العراق لا يسمح، الفوضى المذهبية والفوضى السياسية والفوضى الذهنية -إذا صح التعبير- لا تسمح بأي موقف عاقل حيادي وأي تحقيق قضائي محايد.
* تقصد مرجعيًّا لا قضائيًّا؟
قضائيًّا بمعنى أنه الذي يتحرك على أساس دراسة الأدلة الواقعية هنا وهناك.
* يرى البعض أن لكم اتجاهًا خاصًّا فيما عرف بالاتجاه العروبي في المرجعية، في مقابل ما يسمى في الكتابات النافذة بالاتجاه الصفوي، فما حقيقة ذلك؟
أنا أعتقد بأن العروبة لا تمثل انحرافًا عن الخط الإسلامي؛ فالعروبة حالة إنسانية وعندما جاء الإسلام بها إلى العرب لم يشعر العرب بوجود أي مشكلة فيما يطرح عليهم الإسلام؛ ولذلك آمنوا بالإسلام واحتضنوه وساعدوه وانفتحوا عليه وأعطوه وأخذوا منه؛ لأن العروبة هي حالة إنسانية، وكنت أقول إنها عبارة عن الإطار الذي يبحث عن الصورة، ووجد العرب أن الصورة لهذا الإطار هي الإسلام، وإنما انطلقت العقدة من العروبة عندما تأدلجت العروبة وعندما انطلقت بطريقة غير إنسانية، فقد كنا نسمع في الأربعينيات كمحاكاة للنازية العرب فوق الجميع وكانت ردة فعل على الشعوبية، كان الشعوبيون ضد العرب، وانطلقت الدعوة أيضًا قوية لتقول عن العرب فوق الجميع، ثم بعد ذلك تأدلجت العروبة، حيث دخلت فيها الاشتراكية والماركسية، مما جعل المعارضة ليست للعروبة إنما هي للماركسية أو الاشتراكية التي هي في قلب العروبة.
وأحب أن أثير طرفة، أن شخصًا كان له جمل، فنذر لله إذا شفاه الله أن يبيع الجمل بعشرة دراهم وعندما شُفِي تحير واستشار بعض أصحابه قالوا له خذ سنورًا (قطة) وعلقها في رقبة الجمل وقل إني أبيع السنور بألف درهم والجمل بعشرة دراهم، ولكن لا أبيع الجمل إلا مع السنور؛ فقال بعضهم ما أرخص الجمل لولا القلادة، ونقول أيضًا هنا إن العروبة بحسب بعدها الإنساني لا مشكلة لنا معها، ولكن المسألة هي الأيدلوجية التي أدخلت في قلب العروبة، أما الصفوية فلا واقع لها الآن.
نحن نقول إن المسلمين الشيعة العرب ليسوا تابعين لإيران بالمعنى السياسي أو الديني، بل هناك من يؤيد إيران وهناك من لا يؤيدها، أما حكاية الصفوية فهي حكاية لا تثبت أمام الواقع، الشيعة العرب هم مسلمون يخلصون لوطنهم ونحن قلنا ولا نزال نقول في لبنان وفي غير لبنان ليس للشيعة مشروع خاص بهم، والشيعة في العراق لا يريدون أن تحكمهم إيران وكذا الأمر بالنسبة للشيعة في لبنان، نحن نقول لنا صداقات مع إيران ومع دول أخرى، ولكننا نشعر بأن علينا أن نقرر مصيرنا في البلاد التي نعيشها بحسب مصالحنا الأساسية.
* ما حقيقة ما يتردد حول محاولات لنقل المرجعية من النجف؟
لم تكن المرجعية منطلقة من موقع معين، بل كانت في أكثر المراحل في النجف وربما كان أكثر المراجع من غير العرب، وكانت المرجعية تنطلق من خلال الكفاءة العلمية والثقة الدينية، وليس هناك صراع بين مرجعية النجف ومرجعية قم، نحن نلاحظ أن مرجعية النجف يتقدمها السيد علي السيستاني وهو إيراني؛ ولذلك ليس هناك من يستطيع أن ينقل المرجعية من مكان إلى مكان؛ لأنها تتبع التزامات وثقة الناس.
* ولكن يلاحظ غياب المرجع العربي عداكم؟
نعم، ولكن كان هناك مرجع عربي هو السيد محسن الحكيم والد محمد باقر الحكيم.
* ألا ترى أن ذلك أحد أسباب الالتباس الذي يحدث تجاه الشيعة؟
أظن ذلك، ليس هناك إحساس بالجانب القومي عند الشيعة، ولكن المسألة تتبع الثقة والكفاءة.
* يعرف عنكم أن لكم رأيًا في مسألة الجهاد، وأنكم لا تقرون تفجير النفس وسط الأعداء؛ أي إنكم تعتبرون ذلك انتحارًا وليس استشهادًا، ما حقيقة الأمر؟
ليس دقيقًا هذا الكلام، نحن كما هو الرأي الإسلامي، نرفض الانتحار؛ لأن الله يقول "ولا تقتلوا أنفسكم"، ولكن عندما تكون المسألة الإسلامية كما هو الحال في حرب الفلسطينيين المسلمين ضد إسرائيل، المبدأ أنه لا يجوز للإنسان أن يفجر نفسه في مكان فيه أطفال ونساء وشيوخ ومدنيون أبرياء، لكن ربما تمس الضرورة الجهاديين للقيام بمثل هذا العمل التفجيري كما حدث بالنسبة للفلسطينيين، نلاحظ أن إسرائيل تستخدم الطائرات الحربية والصواريخ الموجهة ضد المدنيين والاغتيالات والاعتقالات بحيث يحاصرون الفلسطينيين في كل مواقعهم ويدمرون كل البنية التحتية ويستحلون قتل الأطفال والنساء والشيوخ بصواريخهم، ولا يملك الفلسطينيون إلا أن يفجروا أنفسهم في الإسرائيليين من أجل أن يبينوا للإسرائيليين أنهم لن يحصلوا على الأمن بتلك الأساليب، في تلك الحالة تكون العمليات الاستشهادية ويكون الحكم الشرعي في شرعيتها من خلال أي وسيلة جهادية.
* دستور حركة "حماس" الفلسطينية ينص على اعتبار فلسطين وقفًا إسلاميًّا طبقًا لفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهل توافقون على هذا التخريج للقضية الفلسطينية؟
ليست وقفًا إسلاميًّا بالمعنى المصطلح، بمعنى أن هناك من أوقفها على المسلمين أو على الساكنين فيها، لكن هناك مسألة شرعية في الفقه الإسلامي أن الأراضي المفتوحة عنوة لا تملك، بل هي ملك للمسلمين ينتفع بها غير المسلمين ويدفعون خراجها أجرة انتفاعهم بها لولي الأمر؛ فهي لا تملك إلا تبعًا للآثار، أما الأرض فهي للمسلمين جميعًا.
* يقول الفقهاء بحق ولي الأمر في التصرف في الوقف، وهو ما يمكن أن يقود إلى حق أبو مازن مثلاً في التصرف بأرض فلسطين، ما تعليقك؟
إننا عندما نتحدث عن ولي الأمر فهو ولي الأمر الشرعي الذي يملك شرعية الولاية، وحتى إن ولي الأمر ليس له الحق في التصرف إلا ضمن الشرع الإسلامي.
* هناك محطات في علاقة سماحتكم بحزب الله، يرى البعض أنها تكشف عن تذبذبها، فما تفسير ذلك؟
إنني منذ أن انطلقت في عملي الإسلامي كنت أنفتح على كل الأجيال في العالم الإسلامي، لا سيما المسلمين الشيعة سواء في العراق أم لبنان أم الخليج أم غيرها، وقد كان شباب حزب الله من الشباب الذين يستمعون إلى محاضراتي وأفكاري، ولكنني لم ألتزم حزبًا معينًا ولم أعطِ أي حزب شرعية مطلقة، بل كنت أدرس خطواته ومناهجه وبرامجه فقد أوافق على البعض ولا أوافق على البعض الآخر؛ ولذلك كانت المسألة بالنسبة لحزب الله، كذلك فحزب الله له قيادته الخاصة، ومرجعيته؛ ولذلك ربما يختلف معي في بعض الخطوط كما في ولاية الفقيه، ليست المسألة تذبذبًا، ولكنها اختلاف في وجهات النظر وفي الموقف؛ لأنني لا أفرض نفسي لجهة معينة، ولكني أنفتح على العالم الإسلامي كله.
وأحب أن أذكر طرفة، وهي أن هناك شاعرًا غزليًّا معروفًا وهو عمر بن أبي ربيعة رآه بعض الناس وهو يتطلع إلى النساء الجميلات في أثناء الطواف فقيل له في هذا الموقف يا أبا حفص، قال إني موكل بالجمال أتبعه، قلت لهم إني موكل بالإسلام أتبعه، فإنني أتابع كل موقع إسلامي وكل قضية إسلامية في أي مكان في العالم الإسلامي وفي كل التحديات التي يواجهها المسلمون لأعالجها وأتخذ الموقف الإسلامي المناسب. أنا مع كل الحركات الإسلامية، ولكن ليس معنى ذلك إعطاءها الشرعية بالمطلق، ولكن ندرسها وما هو إيجابي نقبله وما هو سلبي نرفضه.
* كيف يمكن تفسير مشاركة أحزاب ذات مشروع إسلامي في السلطات التشريعية والتنفيذية بنظام حكم غير إسلامي؟
ربما يعتقد بعض الإسلاميين بأنه يمكنهم أن يحققوا بعض أهدافهم من قضايا الناس من خلال تلك المشاركة.
* وما معنى الوحدة الوطنية من منظور إسلامي؟
لا نمانع بالوحدة الوطنية عندما يعيش الوطن تنوعًا في الأديان وتنوعًا في الاتجاهات، حيث لا تكون هناك إمكانية واقعية لحكم إسلامي يفرض الإسلام على المجتمع كله، عند ذلك نقول إن الممكن القيام بدولة ترتكز على حقوق المواطنة، حيث تأخذ بأسباب العدل بأقل قدر ممكن من تحقيق العدل بين الناس في الحقوق والواجبات.
* هل من كلمة منكم للشعب المصري؟
إننا نقول لكل إخواننا ولكل أهلنا في مصر إن مصر تمثل قلب العالم الإسلامي وقلب العالم العربي، وإن مصر تنفتح في موقعها الجغرافي على الخط الإسلامي وعلى الخط العربي وعلى الخط الإفريقي، ونعتقد أن لمصر دورًا كبيرًا على مستوى الثقافة الإسلامية المنفتحة على كل قضايا المسلمين، ولا يزال المسلمون في العالم يتذكرون الشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغاني وأيضًا يذكرون حركة التقريب التي كان يقودها الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد المجيد سليم وما إلى ذلك من الكبار الذين آمنوا بالوحدة الإسلامية.
إننا ندعو المسلمين في مصر الذين عاشوا قوة الإسلام وعزة الإسلام إلى الأخذ بأسباب الوحدة الإسلامية وألا يتقبلوا أي شخص يريد إثارة الفتنة، وأن يدرسوا القضايا التي يختلف عليها المسلمون دراسة موضوعية، وأن ينفتحوا على قضايا الحرية والعزة والكرامة للمسلمين. إننا نريد للمصريين أن يتكاملوا مع كل العالم العربي في مواجهة الاستكبار العالمي؛ لأن الاستكبار العالمي لا يريد خيرًا لمصر ولا للعرب والمسلمين، بل إنه يحاول أن يجعل إسرائيل فوق الجميع.
إننا نقدر للشعب المصري أنه لم ينطلق في عملية التطبيع مع الإسرائيليين حتى عندما حدثت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
إننا نلتقي مع الشعب المصري الذي انطلق في محبة أهل البيت والانفتاح عليهم، مع السيدة زينب (أم هاشم)، ومع الإمام الحسين، ومع كل آل البيت؛ لأننا نعرف أن المصريين يحبون أهل البيت، ويريدون أن ينفتحوا على النبي وأهل بيته وصحابته الكرام حتى ينطلق الإسلام وينفتح المسلمون على كل قضايا الواقع الإسلامي.
إننا نريد للإخوة في مصر أن ينفتحوا على قضايا العالم الإسلامي في كل التحديات التي تواجهه، ونحن نقدر بكل قوة موقف الشعب المصري مع الشعب اللبناني ومع المقاومة الإسلامية في مواجهتها للعدو الإسرائيلي وانتصارها على الجيش الإسرائيلي في عدوان تموز. إننا معكم، ونريد أن نتكامل معكم، ونتواصل معكم، ونرفض كل الذين يريدون إثارة الفتنة داخل مصر بين الأقباط والمسلمين؛ لأن مصر لم تعرف في تاريخها مثل هذه الفتن، كانت منفتحة متسامحة، ونحن مع الانفتاح والتسامح، نحن مع الحوار الإسلامي المسيحي، ونحن مع الحوار كله؛ لأن الحوار هو وحده الذي يمكن أن يحل المشكلة، والمحبة، والرحمة، والتواصي بالحق، والتواصي بالخير.
* سؤال أخير.. ما تعليقك على ما يردده البعض من أن هناك محاولة لنشر التشيع في مصر؟
إنني كنت أتحدث بمحبة أن يتحدث البعض عن هذه المسألة على مستوى الظاهرة، بمعنى أن هناك خطة شيعية تنطلق من المرجعيات الشيعية في سبيل التحرك من أجل تشييع السنة. إنني أسأل كل هؤلاء أن يقدموا لنا إحصائيات دقيقة تنطلق من البحث الدقيق العميق في هذا المجال، ربما تحدث هناك بعض الحالات التي يقنع فيها شيعي سنيًّا بالتشيع، كما أننا نعرف في العراق وفي لبنان وفي غيره أن هناك سنة أقنعوا بعض الشيعة بالتسنّن. إنني أنكر بكل محبة هذه المسألة كظاهرة في العالم الشيعي أو السني، إنما الذين أطلقوها من خلال الخطة الاستكبارية التي تقودها أمريكا من أجل تدمير العلاقات بين السنة والشيعة من جهة، ومن جهة أخرى فإن قضية الأفكار ملك الإنسان الذي يقتنع أو الذي يقنع.
وأتساءل لماذا تثار القضية في الدائرة الإسلامية ولا تثار في مسألة الملحدين أو أتباع الديانات الأخرى الذي يبشرون المسلمين بالانتماء إلى هذا الدين ويتركون الإسلام، لماذا هذا التأكيد في الدائرة الإسلامية لإثارة الحساسيات، وكأن العالم كله يواجه الإسلام كله، نحن نعرف أن هناك حربًا عالمية تقودها أمريكا ضد الإسلام والحلف الأطلسي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث اعتبروا العدو هو الإسلام.

المتيم بحب الرسول
07/12/2008, 10:37 PM
مو ذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟