المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : بين جدران بغداد و الضفة الغربية


أبو صالح
28/04/2007, 06:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه محاولتي الأولى في كتابة القصة القصيرة وأرجو أن أحصل على
النقد البنّاء من زوار سبلة عمان ولكم جزيل الشكر.


بين جدران بغداد و الضفة الغربية

غلاء وارتفاع في اسعار المعيشة، حروب وقتل ودمار، تلوث في الماء و الهواء والأرض، إنحلال وفساد خٌلقي، قتل ودمار، والمزيد من القتل والدمار، أنطلقت منها صرخة: ما هذا ما هذا؟ أهذا كل ما حملته لنا الأخبار؟ قتل ودمار! أخَذتِ الحاكوم من يد بعلها الذي نظر إليها بإستغراب شديد وهي تقلب بين القنوات بحثاً عما يسر النفس، ويبهج القلب، أنها ليست المرأة التي أحببت قبل عامين-هكذا قال لنفسه- تلك المرأة لم تعرف الكثير عما يدور في العالم حولها، رجع بذاكرته لما قبل الزواج، رجع إلى أيام العزوبية، أيام الشباب، أيام حمل على عاتقه هموم كل الشباب، آآآه من هموم الشباب، يا ترى كم من شاب أنهى تعليمه ولم يجد عملا؟ وأذا وجد عملا هل وجد سكنا؟ و أذا وجد سكنا هل وجد مسكنا لنفسه؟ حبل من الأسئلة لم يقطعها إلا زوجته التي أستقرت على برنامج محلي، يناقش قظايا الساعة، وقظية ساعة اليوم هي غلاء أجور المساكن، ياترى ما الفائدة من هذه البرامج، فهي لم تمنع صاحب البناية من زياد الأيجار بخمسة عشر ريالا! ربما هو أحسن حالا من غيره، فجاره الهندي المسكين لم يستطع تحمل تكاليف المعيشة في مسقط، فرجع إلى الهند، هل سيأتي يوم نرجع فيه إلى بلادنا؟ ولكن هذه بلادنا؟ أيعقل أن تصبح مسقط حكرا لفئة قليلة من الناس؟ أم أن هذه أفكار رجل تعب من النظر الى الجانب المظلم من الحياة؟ أخبر زوجته أن تعد له كوبا من النعناع، لعله يعيد له صفاء ذهنه، ألتقط الحاكوم من يد زوجته، وعاد إلى قناة الأخبار، ليشده خبر بناء جدار، ولكن هذا ليس بجدار منزل قريب منه، لان البناء وتوفير مواد البناء أصبحت ضربا من المستحيل لم هم في حالته، هذا الجدار ليس بجدار منزل، ولكن هذا جدار في وسط بغداد، بغداد دار السلام، المدينة المدورة، يا ترى هل بغداد دار للسلام؟ وهل تكون داراً للسلام بجدار بني بأيدي أمريكية؟ أم أن الأمريكان قد أتبعوا تجربة اليهود وقاموا ببناء الجدار كي يكون نسخة من جدار الضفة الغربية، يبدو أن الأمريكان عاجزين عن التفكير، لذلك هم يجربون ما نضحت به أفكار بني عمومتهم الأسرائيلين، فهم أدرى بالقتل والدمار، لم يستطع في خضم هذا كله أن يتابع الأخبار، فأغلق جهاز التلفاز، وأغلق عينيه لعله يجد في أحلامه ما لم يجد في يومه، عندها عادت زوجته بكوب النعناع، لتجده قد وجد حلا أسرع لمشاكل يومه، ولكن هل هناك من يجد حلا لما يحدث بين جدران بغداد و الضفة الغربية.

الهجاري1
29/04/2007, 03:41 PM
اتمنى لك التوفيق
قصة رائعة
واعذرني لأني لن استطيع ان انقدك

أبو صالح
29/04/2007, 04:13 PM
شكرا أخي الهجاري على الزيارة