المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : أيضاً للدعوة طرق أخرى (1)


فارس الكلمة
20/09/2008, 10:33 AM
من الناس ميت وهو حي بذكره
وحي سليم وهو في الناس ميت
نعم.. الذين يعيشون في الحياة.. بلا حركة دعوية.. ولا لهم هدف مرسوم.. يسيرون على إثره.. وينطلقون منه.. هم مجرد أجساد بلا أرواح.. وأجسام بلا عقول.. وإن كانوا يدبون في هذه الحياة.. ويرتشفون من جيدها ورديئها.. وينامون وينهضون.. ويأكلون ويشربون.. ويمشون ويجلسون.. ويتزوجون ويلدون.. إلا أنهم رغم حياتهم هذه.. أموات!!.. ولا يشعرون بموتهم.. فموت الضمير.. لا يتطلب بالضرورة موت الجسد.. وموت الضمير.. أشد خطراً.. وأكثر ضرراَ.. من موت الجسد..
رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
للدعوة ـ وكما يعلم البعض ـ طرق كثيرة.. لا تعد ولا تحصى.. للذين أعطوا فكراً ألمعياً.. وعقلاً راجحاً.. وفطراً سليمة.. وللذين أخلصوا النية في سريرتهم وعلانيتهم لله سبحانه وتعالى.. ولم يشركوا معه أحداً.. إني أقف معكم.. وقفة تأمل.. في الحديث الشريف الذي أسوقه إليكم.. والذي رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ .. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : << حق المسلـم على المسلـم سـت >> قيل : ما هُنَّ يا رسـول الله ؟ قال : <<إذا لقيته فسلِّم عليه.. وإذا دعاك فأجبه.. وإذا استنصحك فانصح له.. وإذا عطس فحمد الله فَشَمِّتْه.. وإذا مرض فَعُدْه.. وإذا مات فاتبعه >> (صحيح مسلم [2162] ج4 ص 1705)..
فكم زالت رياض من رباها
وكم بادت نخيل في البوادي
ولكن نخلة الإسلام تنمو
على مر العواصف والعوادي
ومجدك في حمى الإسلام باق
بقاء الشمس والسبع الشداد
فلو تأملنا وتمعنا في هذا الحديث الشريف.. لاستنبطنا عدة طرق للدعوة إلى الله.. وموصلة إلى قلوب وعقول الناس.. وكل طريق قد تكون مرتبطة بأختها.. لا تنفك عنها.. فهذا الحديث.. وكما نستشف من قراءته.. أنه يساعد على توثيق عرى الارتباط والاتحاد في المجتمع الإسلامي.. وتمكين أواصر المودة والإخاء بين المسلمين.. ونشر الأمن والسلام في ربوع البلاد الإسلامية.. وما يستشف أيضاً من الحديث الشريف.. أن الإسلام جعل للمسلم حقوقاً على أخيه المسلم..
من حق مسلم على أخيه
يسلمن عليه إن لقيه
والخلف في التسليم قيل يجب
وقيل سنة إليها يندب
وهكذا تشميته إن عطسا
وهو الدعا بالخير مع دفع الأسى
وذاك أن بذكر باريه أتى
أولاً فلا يلزم أن يشمتا
كذا يجيبه إذا دعاه
لطاعة أو لمباح جاه
وفي حقوق المسلمين قد أتت
جملة أخبار لنا قد ثبتت
دلت على تعظيمهم في الحق
وحرمة الأذى لهم والعق
هذه الحقوق.. كفيلة بأن تنشر ـ وكما قلنا سابقاًـ الأمن والسلام والمحبة بين الناس.. وتزيل من نفوسهم سخائم الحقد والكره والبغضاء.. لما تحمله في طياتها من تقدير واحترام للإنسان.. ولما تنطوي عليه من المشاركة في السراء والضراء.. وفي الأفراح والأحزان.. << المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره>> (صحيح مسلم [2564] ج4 ص1986) .
إذا شئت أن تدعى كريماً مكرَّماً
أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا
إذا ما أتت من صاحب لك زلة
فكن أنت محتالاً لزَّلته عذرا
غنى النفس ما يكفيك من سدِّ خلَّه
فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا

** فإلقاء السلام عند المقابلة.. والتصافح والسؤال عن الأحوال.. يولد في النفوس الحب.. ويلغي الغل والحقد والحسد من القلوب.. عن عطاء بن عبد الله الخراساني قال: قال صلى الله عليه وسلم : << تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء >> (نصب الراية ج4 ص121) ..
وحي من لقيت بالسلام
فإنه تحية الإسلام
وإفشاء السلام ورده.. إن دل على شيء.. فإنما يدل على تواضع المسلم.. وحبه للناس.. وتمسكه بالدين.. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال : << تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف >>(صحيح مسلم [39] ج1 ص65) ..
حق على المسلم أن يسلما
على أخيه قبل أن يكلما
وهي تحية أتى الإسلام
بها فلا يخلفها كلام
فليس يغني عنه قد مساكا
ربي يخير أو بنحو ذاكا
فإنها محدثة والخير في
ما قد أتى عن النبي الرائف
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <<لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم >>(صحيح مسلم [54] ج1 ص74).. ورد التحية بأحسن منها.. تدل على التعبير الصادق على الحب.. وعلى الإقتداء بالآداب التي شرعها الله تعالى.. { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } (النساء: 86)..
أهدي إليكم على نأي تحيته
حيوا بأحسن منها أو فردُّها
ويستطيع هذا الشخص.. بعد ذلك.. بإسلوبه الجميل.. أن يؤثر في الناس.. بالكيفية التي يريدها .. فيتقبلوا منه ما رفضوه من غيره.. ويقتنعوا بفكره رغم إنهم قد حاربوا نفس الفكرة التي جاء بها غيره.. {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } (فصلت: 34).. فإفشاء السلام.. والكلام الطيب.. وسيلة من وسائل الدعوة.. ينتفع من يعمـل بها.. ويستفيد منها من يخلص سريرته لله..
وأبخل الناس فتى قد بخلا
على أخيه بسلام بذلا

** أما إجابة الدعوة.. في الولائم والأعراس.. فإجابة الدعوة كرم أخلاقي نبيل.. ينم عن التواضع والتقدير.. وقد كانت من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله.. إجابة الدعوة وحضور الولائم.. وقد أمر الصحابة الكرام بفعل ذلك.. وجعل قبول الدعوة والاستجابة لها سنة متبعة لكل من آمن به.. في كل وقت وآن.. وقد وصف جرير بن عبدالله رضي الله عنه.. رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :" كان يجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر".. شريطة خلوها من اللهو والمجون.. ومن معازف ومزامير الشيطان.. ومن الفساد والعربدة.. ومن المحرمات والمنكرات.. ومن الاختلاط والتفسخ..
مجالسة السفيه سفاه رأي
ومن عقل مجالسة الحكيم
فإنك والقرين معاً سواء
كما قُدَّ الأديم من الأديم
ولا يشترط في الدعوة.. أن تكون الوليمة فاخرة.. حتى يضطر صاحبها إلى التكلف والإسراف.. بل يحبذ أن لا تكون مكلفة.. وفيها من البساطة ما لا يحرج المدعوين.. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: << لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت >> (صحيح البخاري [2429] ج2 ص908) ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أتباعه.. بحضور الولائم وإجابة الدعوة إذا ما دعوا.. حيث قال : << إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها >> (المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم [3383] ج4 ص98)..
كذا يجيبه إذا دعاه
لطاعة أو لمباح جاه
لأن الداعي للوليمة أو العرس.. يعتبر إجابة دعوته تكريماً وتقديراً له.. فيسعد بتلبية دعوته.. ويفرح بمشاركته في أفراحه.. التي أسعده الله بها..
فإجابة الدعوة.. تزيد من ترابط المسلمين وتعاونهم.. وتزيد من اتحادهم وإخائهم.. ومن الممكن أن يتقبل هذا الداعي النصح والإرشاد.. إذا ما بدر ما يخالف الشرع.. أو عمل عملاً يخالف هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.. من دون أن يتكبر الداعي أو يعارض.. احتراماً وإكراماً للضيف القادم.. وبهذا.. يستطيع الداعية الفطن.. بإسلوبه السلس.. وبكلماته العذبه الرقيقة.. أن يؤثر في القوم.. ولا ينفر منه أحد.. ويخرج الجميع من الوليمة فرحين مسرورين.. لم تكدرهم ملاحظة فلان.. ولا رفض فلان.. لأنهم سيعلمون أن ذلك هو الصواب.. وأن ما فعل كان خطأ وزلة.. فإجابة الدعوة في الولائم والأفراح.. تعتبر وسيلة أخرى من وسائل الدعوة إلى الله.. ينجح من يستغلها على أكمل وجه.. وعليه أن يأخذ في عين الاعتبار.. الفرصة السانحة.. والوقت المناسب.. والمكان الصحيح..
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
((... يتبع...))

نور الإسلام
20/09/2008, 10:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله

أحسنت .. أحسن الرحمن إليك أخي الكريم
ما شاء الله .. موضوع قيم
جعله الله في ميزان حسناتك ..

فارس الكلمة
22/09/2008, 04:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله

أحسنت .. أحسن الرحمن إليك أخي الكريم
ما شاء الله .. موضوع قيم
جعله الله في ميزان حسناتك ..

تشرفت بمرورك أختي الكريمة نور الإسلام
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
دمت في حب الله ورحمته ووفقك لطاعته

روح الجوري
22/09/2008, 06:11 PM
جزيت خيرا وبارك الله فيك

فارس الكلمة
24/09/2008, 11:09 AM
جزيت خيرا وبارك الله فيك
تشرفت بمروركم الكريم
دمتم في حب الله ورحمته ووفقكم لطاعته