المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : بحث بعنوان الصوامت في اللغة العربية ج2_منقول


المخلص للسلطان
23/04/2008, 05:58 PM
إعداد: سعيد بن حمد العبري

5– الأصوات الأنفية أو الصوامت الغناء:
و هذه الأصوات هي الميم و النون، " و تتكون هذه الصوامت بأن يحبس الهواء حبسا تاما في موضع من الفم، و لكن الهواء يتمكن من النفاذ عن طريق الأنف بعد أن يخفض الحنك اللين " أما سيبويه فقال: و منها حرف شديد يجري معه الصوت، لأن ذلك غنة من الأنف فإنما تخرجه من أنفك و اللسان لازم لموضع الحرف، لأنك لو أمسكت بأنفك لم يجر معه الصوت و هو النون و كذلك الميم.

6– الأصوات المائعة:
إن الأصوات المائعة اثنان هما: الراء و اللام، و قد قسمها المحدثون قسمين "
(ا)الصامت المكرر: و هو الراء و هذه التسمية اقتبسها المحدثون من سيبويه، الذي قال: أن المكرر هو حرف شديد يجري فيه الصوت لتكريره و انحرافه إلى اللام، "
"الصوت المنحرف و هو اللام "هذه التسمية اقتبسها المحدثون أيضا من سيبويه الذي قال: أن المنحرف هو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، و لم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة، و هو اللام و إن شئت مددت فيها الصوت..."

ثالثا من ناحية التلفظ بالأصوات الصامتة:

سوف نعرض الصوامت الآن من نواحي التلفظ بالصوامت و هي هنا ناحيتي الجهر و الهمس:

1– الجهر:

"تنقبض أثناء حالة الجهر فتحة المزمار، و يقترب الوتران الصوتيان أحدهما من الآخر، فيضيق الفراغ بينهما بحيث يسمح بمرور الهواء، و لكن مع إحداث اهتزازات و ذبذبات منتظمة للوترين الصوتيين، فتحدث الأصوات المجهورة و هي( ب، ج، د، ذ، ر، ز، ض، ظ، ع، غ، ل، م، ن، ) و (الواو في مثل ولد، حوض)، و(الياء في مثل يترك، بيت )" و يبدو أن تعريف المحدثين هذا لا يتناقض مع تعريف سيبويه الذي قال :إن الصوت المجهور حرف أشبع الاعتماد في موضعه، و منع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه، و يجري الصوت. و الأصوات المجهورة كما عددها سيبويه تسعة عشر صوتا و هي: الهمزة و الألف و العين و الغين و القاف و الجيم و الياء و الضاد و اللام و النون و الراء و الطاء و الدال و الزاي و الظاء و الذال و الباء و الميم و الواو. و ذكر في مصدر آخر "يكون الصوت مجهورا حين تتذبذب الأوتار الصوتية، و ينشأ هذا الاهتزاز عن تماس الوترين الصوتيين و ابتعادهما بشكل متكرر." أرى أن التعريفات المذكورة فيها نوع من الصعوبة و التعقيد مما يجعل القارئ في حيرة و ضيق فما أسهل التعريف لو قلنا أن المجهور هو الصوت الذي يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به. بدون أي صعوبة و تعقيد.

2– الهمس:

الهمس عكس الجهر، و فيه يرتخي الوتران الصوتيان، و لا يهتزان، و لا يحدثان ذبذبات لأنهما في حالة انفراج، و بالتالي يخرج الهواء دون أن يقابله أي عائق فيحدث الصوت المهموس، و الأصوات المهموسة هي اثنا عشر صوتا عند بعض المحدثين، و هي( ت – ث – ح – خ – س – ش – ص – ط – ف – ق – ك – هاء) و قد جعل بعض المحدثين الهمزة مكان الهاء، أما سيبويه فقد جعل الأصوات المهموسة عشرة و هي: هاء، ح، خ، ك، ش، س، ت، ص، ث، ف، و قال: إن الصوت المهموس هو حرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه. و ذكر في مصدر تعريف جاء فيه "يكون الصوت مهموسا حين تكون فتحة المزمار في حالة انفتاح و لا يتلاقى الوتران الصوتيان و لا يهتزان..." نرى أن التعريف الأول لم يذكر المزمار بينما التعريف الثاني ذكره فمن باب التسهيل عدم ذكر المزمار أفضل.
معلومات عن المجهور و المهموس:
1 - الصوامت المجهورة أشد بروزا من الصوامت المهموسة.
2 – و أصوات الفم و الصوامت الأنفية المجهورة أشد بروزا من سائر الصوامت المجهورة.
3 - همزة القطع العربية صوت صامت لا مجهور و لا مهموس و في هذا اختلف العلماء.
استنتاج:
1 – في كل لغة الصوامت أكثر من الصوائت.
2 – للصامت مكان نطق محدد و ناطق محدد أما الصائت فليس له مكان أو ناطق محدد.
3 – الصامت مهموس أو مجهور أما الصائت فهو مجهور فقط.
4 – الصامت رخو أو شديد أو تكراري أو جانبي أما الصائت فلا تنطبق عليه هذه الكيفيات.
رابعا: صفات أخرى للصوامت:

1"– الإطباق: هو انحصار الصوت الصامت بين اللسان و الحنك الأعلى، ويصدر عنه الأصوات المطبقة و هي ( ص، ض، ط، ظ، خ، غ، ق ).
2 – الانفتاح: هو عكس الإطباق و يكون بانفتاح ما بين اللسان و الحنك الأعلى و يصدر عنه 25 صوتا و هي ( أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هاء، و، ي، ا)، و تجمع في "من أخذ وجد سعة فزكا حق له شرب غيث "
3 – الاستعلاء: و هو خروج الصوت من أعلى الفم، و يصدر عنه سبعة حروف هي ( خ، ص، ض، ط، ظ، غ، ق). و تجمع في "خص ضغط قض "
4 – الإستفال: و هو خروج الصوت من أسفل الفم، و يصدر عنه 22 حرفا و هي ( أ، ب، ت، ث، ج، ح، د، ذ، ر، ز، س، ش، ع، ف، ك، ل، م، ن، هاء، و، ي، ا )

– القلقلة: و هي تقلل المخرج عند النطق بالصوت و تنقسم إلى صغرى و كبرى و أصوات القلقلة خمسة هي ( ب، ج، د، ط، ق ). و تجمع في "قطب جد" و القلقلة الصغرى هي أن يأتي حرف القلقلة في أول الكلمة أو وسطها أما القلقلة الكبرى أن يأتي حرف القلقلة في آخر الكلمة و يشترط فيها أن تكون أي حروف القلقلة أن تكون ساكنة حين النطق بها سواء كان السكون أصليا أو عارضا عند الوقف على حرف القلقة ،

- و هناك أيضا صفات أخرى و هي الصفير في حروف (ص، س، ز)، و الانحراف في صوتي اللام و الراء، و التكرار في صوت الراء، و التفشي و هو انتشار النفس في الفم عند النطق بالشين، و الغنة و هي خروج الصوت من الخيشوم و أصواتها ( م، ن، التنوين )، و الاستطالة و هي الامتداد بحرف الضاد عند النطق، و اللين عند النطق بالواو و الياء الساكنتان في مثل: خوف، بيت.”

الخاتمة:
إن الأصوات اللغوية مادة معقدة و مثيرة للبحث فحبذا لو تصدر لها العديد من البحوث حتى يتسنى للدارس التعرف على خصائص و مواضيع الأصوات بكل سهولة و يسر و هذا التقسيم المنصرم للصوامت و البحث فيها أحد هذه البحوث فقد تكلمنا فيه عن الأصوات الاحتكاكية و الشديدة و غيرها و بعد ذلك عن مخارج هذه الأصوات و كيفية نطقها آملين أن ينتفع منه القراء من الدارسين و المدرسين.

المصادر:
1 – علم الأصوات اللغوية، الفونيتيكا، عصام نور الدين، دار الفكر، بيروت، ط 1992م.

2 – الأصوات اللغوية، محمد علي الخولي، دار الفلاح، الأردن، ط 1990م.

3 – مبادئ علم الأصوات العام، ديفيد ابر كرومي، ترجمة محمد فتيح، دار كلية العلوم، القاهرة، ط 1988م.




تم بحمد الله