أمل جديد بتطوير لقاح ضد الإيدز مع اكتشاف جسمين مضادين جديدين

[الايمان]

Sat, 10 يوليو 2010
واشنطن - ا.ف.ب»: اكتشف باحثون امريكيون جسمين مضادين قادرين في المختبر على ابطال مفعول معظم الانواع المعروفة من فيروس اتش اي في» المسبب للايدز، ما يمهد السبيل لتطوير لقاح فعال ضد هذا المرض على ما أظهرت دراسات جديدة.
بعد اكثر من ربع قرن على اكتشاف فيروس اتش اي في» الذي تسبب بوفاة ثلاثين مليون شخص، لا تزال جهود المجتمع الدولي الهادفة الى ايجاد لقاح ضده غير مثمرة بالرغم من الموارد الضخمة المخصصة لذلك. غير ان هذين الجسمين المضادين اللذين اطلق عليهما اسم في آر سي 01» وفي آر سي 02» يبدوان واعدين جدا في منع اصابة الخلايا البشرية باكثر من 90% من انواع فيروس اتش اي في» المتفشية في العالم، وذلك بفعالية غير مسبوقة.
وقد اكتشف معدو هذه الدراسة التي نشرت في عدد 9 يوليو من المجلة الامريكية ساينس» الآلية الحيوية التي تتيح لهذين الجسمين المضادين ابطال مفعول الفيروس.
وقال الدكتور انتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الامريكي للحساسيات والامراض المعدية ان اكتشاف هذين الجسمين المضادين القادرين على ابطال مفعول فيروس نقص المناعة المكتسبة وتحليل كيفية عملهما يشكلان تقدما كبيرا من شأنه تسريع جهودنا لتطوير لقاح يمكنه الوقاية الى حد كبير من الفيروس المسبب للايدز».
واضاف في بيان ان التقنية التي استعملها الباحثون لايجاد هذين الجسمين المضادين تشكل مقاربة جديدة يمكن تطبيقها لابتكار وتطوير لقاحات ضد امراض معدية اخرى كثيرة».
وكان علماء الفيروسات قد عثروا على هذين الجسمين المضادين اللذين ينتجهما الجسم بشكل طبيعي، في دم شخص يحمل فيروس اتش اي في».
وتمكنوا من عزلهما بواسطة اداة جزيئية جديدة، وهي في الواقع احد البروتينات التي يتكون منها فيروس اتش اي في»، وقد عدله الباحثون لكي يلتصق بخلايا معينة تنتج مضادات حيوية من شأنها ابطال مفعول فيروس اتش اي في».
وتمت برمجة هذا البروتين لكي يتفاعل فقط مع الاجسام المضادة المرتبطة بالمكان الذي يلتصق به الفيروس بخلايا الجسم البشري التي يغزوها.
بفضل هذه الاكتشافات، بدأ الباحثون بتطوير مكونات لقاح من شأنه ان يعلم جهاز المناعة البشري انتاج كميات كبيرة من الاجسام المضادة الشبيهة بـ»في آر سي 01» وفي آر سي 02». يقول الدكتور غاري نابل من المعهد الوطني الامريكي للحساسيات والامراض المعدية الذي شارك في قيادة فريقي الباحثين في عدة جامعات، من بينها كلية الطب في جامعة هارفرد (ماساشوستس، شرق) لقد استفدنا من فهمنا لبنية فيروس اتش اي في» وسطحه الخارجي من اجل صقل الادوات الجزيئية التي تتيح تحديد نقطة ضعف الفيروس وتساعدنا على ايجاد الاجسام المضادة التي تلتصق بهذه النقطة وتمنع الفيروس من اصابة الخلايا البشرية».
ايجاد اجسام مضادة قادرة على ابطال مفعول الانواع الكثيرة من فيروس اتش اي في» في مختلف انحاء العالم كان شديد الصعوبة حتى الآن، لأن الفيروس يغير بشكل مستمر البروتينات التي تغطي سطحه لمنع جهاز المناعة من اكتشافه، حسبما افاد معدو الدراسة.
هذه القدرة على التحول السريع ادت الى نشوء اشكال مختلفة كثيرة من فيروس اتش اي في»، لكن علماء الفيروسات تمكنوا من اكتشاف بعض النقاط على السطح الخارجي للفيروس التي لا تتغير في كل انواع الفيروس، من بينها النقطة التي يلتصق عندها الجسمان المضادان في آر سي 01» وفي آر سي 02».
منقول من جريدة عمان