هل يعتبر الزواج من الزوجة الثانية الموظفة ( زواج حب ـ أم زواج مصلحة )
تكثر في أيامنا هذه ظاهرة تعدد الزوجات بين الشباب ، وربما أن أفكار المسلسل المصري ( الحاج متولي ) رسخت في عقول البعض منهم ، فبادر البعض بالبحث عن شريكة الحياة الثانية ـ شريطة أن تكون كما يحلو للبعض تسميتها ( سكني تجاري ) ، ولا ندري ما يخفيه لنا الزمن ربما سيأتي بنسوة تحمل مسمى ( سكني زراعي ) فيبحث عنها البعض ، لكن التسمية الأولى عرفنا مغزاها ومقصدها وهدفها ، وأصبحت هذه الفئة الأولى هي مقصد بعض الشباب ، لكون الزوجة الأولى تحمل مسمى سكني بحت ، فلو علموا أجر ما تقوم به من أعمال تكمن في تربية أبنائهم والاهتمام بمصالحهم ومأربهم ، لما سعوا إلى مضايقتها بضرة أخرى ـ ربما ستكون سببا لدمار مستقبلها وتشريد أبنائها ، خاصة إذا طغت المصالح الشخصية ، وعمت النفوس المادة ، وبات مبدأ المفاضلة بين الزوجتين راجحا لصالح الثانية ، ولم يتحقق شرط العدالة فيما بينهن ، هنا تكمن المشكلة ـ فلا إنصاف حقوق ولا تحقيق أية معادلة ، البعض يقول أن مقتضيات الحياة العصرية مبررا لهم لقيامهم بذلك ، والبعض يرسخ مبدأ المتعة والراحة النفسية ، ويعلله بضرورة وجود حصانة أخرى للنفس من الزلل ، لكون أن المتعة من الزوجة الأولى قد يعترضها عارض ـ فهم محقين في ذلك ، لكن شريطة أن تساوي مبدأ العدالة بين الزوجتين ، فالأولى لها الحق طالما رضت بك شريك حياتها وأنقذتك من العزوبية ، وتقاسمت معك الحلوة والمرة ، وعانت الكثير في تربية أبنائك .
صحيح أن الجديد أصبح أمرا مرغوب فيه ومبدأ التغيير قائم في عقول البعض منا ، لكن يبقى مبدأ الاحترام والتقدير والعدالة والمساومة بين الزوجتين هو السائد لا مساس فيه ، يجب مراعاته وترسيخه في عقولنا نحن الرجال ، لتسمى السعادة التي نتمناها لنا وأسرنا جميعا دون تفرقة أو تحيز ، وحتى لا تضل كلمة ( بابا) بعيدة عن متناول فلذات أكبادنا عندما شردتها ظروف الزمن وما اقترفته أنفسنا بحقهم .
|