مسلسل "درايش 3".. استمرار الحكومة في إهانة المواطن

[أبووقاص]

سويلم البطحري

(خاص بمدونة مراحين)
2009-08-23 الأحد


اليوم هو الأول من رمضان. وقد شاهدتُ قبل قليل الدقائق العشر الأخيرة من الحلقة الأولى من مسلسل "درايش3" للمخرج محمد وقاف. لا أعلم من الذي كتب الحلقة لأن المسلسل له عدة مؤلفين يتناوبون تأليف حلقاته، وليس ذلك على أية حال هو صلب الموضوع. إن صلب الموضوع هو ما وجدته في المسلسل من تأكيد سير الأعمال الدرامية العمانية الممولة حكوميا على نهجها الراسخ الرامي إلى تلميع وجه ما يُعرف بمنجزات النهضة حتى حينما يكون هناك إخفاق وقصور حاد في بعض الخدمات. وأسوأ من ذلك، تعمل هذه الدراما على إلقاء التهمة على عاتق المواطن بأنه هو المسؤول عما يحل به من مصائب حتى عندما يكون الشعب بأكمله متفقا أن البلاء قد حل نتيجة ممارسات حكومية تفتقر للجودة، وليس أدل على ذلك من الخدمات الصحية المتخلفة وشبه المنهارة التي تقدمها المستشفيات الحكومية للمواطنين.

لستُ متابعا جيدا للتليفزيون العماني ولا لغيره. ولكني أردت مشاهدة "درايش3" لأتأكد من صحة ما سمعته من الناس عن هذا المسلسل في جزأيه السابقين. فقد سمعت أنه مسلسل ينتقد بعض الممارسات الخاطئة للناس وبالأخص للموظفين الحكوميين (الموظفين العاديين وليس راسمي السياسات العليا وصناع القرارات). كان ممكنا تصديق هذا الادعاء قليلا وفقا للأمل الذي يراودني –كما يراود غيري- بأن الدراما العمانية مضطرة للتحسن أسوة ببقية ما تعرضه الفضائيات وذلك لكي لا ينصرف الناس كليا عن هذه الدراما. وفي سبيل تحقيق هذا التطوير تخيلت أن الدولة –ممثلة في وزارة الإعلام- ستسمح بالحد الأدنى من النقد للظواهر الخاطئة في المجتمع من أجل اجتذاب الناس والتنفيس عما في صدورهم من سخط وغليان على أشياء كثيرة. توقعت أن الدراما العمانية ستدعي ظاهريا أنها قادرة على النقد، على الأقل من باب عدم خسارة الجمهور ومن باب الأهداف السياسية الجيدة التي سيحققها للحكومة التنفيسُ عن الناس عوضا عن إبقاء الغضب مكبوتا في الصدور. ما وجدته في حلقة اليوم، وهي الحلقة الأولى من مسلسل درايش في جزئه الثالث، كان عكس ذلك تماما. لقد وجدت نفس الخطاب الحكومي البليد الذي أرست دعائمه وزارة الإعلام العمانية منذ تأسيسها وإلى اليوم. كان المسلسل شديد الابتذال، عفنا، وقحا للغاية، ومهينا للمواطن العماني. إن إعلام عمان –على ما يبدو من الحلقة الأولى من "درايش3"- ليس له هدف سوى إهانة أبناء عمان.

لمن لم يشاهد الحلقة، فإنها تتحدث عن رجل كبير في السن يُسفّره أبناؤه للعلاج في الخارج بعد إصابته بمرض ما. ما يحدث هو أن أبناءه يسافرون لدولة آسيوية ويغرقون في الملذات ويتركون أباهم بيد الأطباء الأجانب الذين بدلا من أن يعالجوه يقومون بسرقة إحدى كليتيه. ولكي يزداد الطين بلة، يكتشف الرجل بعد عودته أن أولاده لم يسفروه للعلاج على حسابهم ولكنهم باعوا مزرعته ورهنوا بيته، فعاد الرجل من الخارج بكتلة من الخسائر، فلا هو عاد بصحته ولا وجد بيته ومزرعته باقيين. هذا التلخيص يجعل الحلقة لذيذة بعض الشيء ويجمّل قبحها ويلطف وقاحتها، ولكن المعالجة والرسائل الخطابية المقيتة المدسوسة بداخلها تجعل منها كومة من الأوساخ لا أكثر. ما تريد الحلقة قوله باختصار هو إلقاء اللوم على المواطن العماني المغلوب على أمره حين يذهب للعلاج بالخارج فرارا من مجازر الموت التي تمارسها ضد المواطن المستشفيات الحكومية. حين يفر العماني من المستشفيات الحكومية التي تعطيه موعدا للعلاج بعد ستة أشهر، ويبيع الأول والتالي من أجل استرداد صحته التي هي أغلى ما لدى المرء، حين يفعل المواطن الفقير ذلك فإنه في نظر الحكومة مذنب ويستحق السخرية منه. وإمعانا في التشويه فإن الرجل العجوز الذي سافر للعلاج بالخارج كان يعاني من الزائدة الدودية، حيث يسعى المسلسل للقول بأن العمانيين يسافرون للعلاج بالخارج "عمّال على بطّال" حتى لأتفه الأسباب، ولأمراض يمكن علاجها محليا. إن العماني لا يسافر للخارج إلا للأمراض العضال التي تعطيه المستشفيات الحكومية موعدا لعلاجها بعد عدة أشهر كفيلة بتفاقم المرض أو وفاة المريض، ولكن حتى بالنسبة للزائدة الدودية التي يفترض أن تكون عملية بسيطة فإننا نسمع حكايات الناس الموثوقة –لفرط تواترها- عن عشرات الحالات التي دخلت المستشفيات الحكومية لعملية الزائدة الدودية وخرجت منها على نقالة بسبب مضاعفات العملية وبراعة الطب العماني!
تأتي هذه الحلقة الفجة من مسلسل "درايش 3" لتقول إن الخير كل الخير هو في المستشفيات الحكومية، وإن أي علاج في الخارج هو جريمة يرتكبها المواطن في حق نفسه. إن مسلسل درايش والذي يروَّج له على أنه عمل فني ناقد للقصور في الأداء الحكومي (لكي لا أقول ناقدا للفساد—فهذا حلم درامي كبير على عمان والعمانيين)، إن هذا المسلسل، على الأقل في حلقته الأولى من الجزء الثالث، هو على العكس من ذلك. إنه تطبيل للقصور في الأداء الحكومي والتماس الأعذار لمن لا يؤدون الأمانة حق أدائها. إن المسلسل إدانة للمواطن الذي لم تترك له الحكومة أية فرصة ليحظى بعيش كريم، على الأقل من ناحية توفير العلاج المناسب، ليجد المواطن المقهور نفسه متهما بأنه هو الجاني. ما هذا القلب العجيب للحقائق؟ ما هذه الوصاية الأبدية على المشاهد العماني الذي مل أمثال هذه القاذورات التي ما فتئت وزارة الإعلام العمانية تلقيها على المشاهدين منذ 30 عاما أو يزيد؟ أهذا هو النقد؟ إن ما يأسف له المرء أكثر من أي شيء آخر هو أن يأتي هذا المسلسل الهزيل بعد دعوة جلالة السلطان المعظم لتشكيل لجنة لدراسة أحوال الدراما والمسرح في عمان بهدف النهوض بهما. أهذه هي ترجمة وزارة الإعلام لتوجيهات جلالته؟ أهذه هي الدراما المأمول ارتقاؤها وتطورها في السلطنة؟

لا أرغب في متابعة أية حلقة أخرى من درايش لأني أعرف مسبقا أنها إن لم تكن في مثل بؤس حلقة اليوم فإنها ستكون أكثر انحطاطا ربما مئات المرات. وأتمنى من المواطن العماني مقاطعة مثل هذه القمامة الفكرية التي يبصقها تليفزيون عمان الملون في وجوه المشاهدين في هذا الشهر. أقول إنني أتمنى من المواطن العماني مقاطعة هذه الأعمال الرخيصة المسيئة له والمستهترة بهمومه والقالبة لحقائق الواقع رأسا على عقب والمدافعة عن الفساد بكافة صوره، أبث هذه الأمنية وأنا أثق أن الناس ليسوا بحاجة إلى دعائي لتحقيقها، فأنا على يقين أن "درايش3" مسلسل لا يتابعه إلا "ود شوين الراشدي" وأشباهه من المدافعين عن الإعلام الحر النزيه—ولكن بطريقتهم الخاصة!

[روح المبادئ]

صحيح.
انا تابعت هالحلقة من مسلسل درايش واستغربت كيف ان هناك تعمد واضح لاظهار المواطن العماني بصورة المغفل الابله
هذا كوم وركاكة الاداء والتنفيذ واللهجة المصطنعة كوم ثاني

[أبووقاص]

هذا ما نحن غاففلون عنه
ونحن نشاهد المسلسلات العمانية بشهر رمضان الكريم
وإظهار ما هو عيب للحكومة العمانية للدول الأخرى عبر قنوات الأعلام

[قلب الحدث]

عسى خير السنة

[جندل]

الله المعين

[جونو6]

أرسل أصلا بواسطة روح المبادئ

صحيح.
انا تابعت هالحلقة من مسلسل درايش واستغربت كيف ان هناك تعمد واضح لاظهار المواطن العماني بصورة المغفل الابله
هذا كوم وركاكة الاداء والتنفيذ واللهجة المصطنعة كوم ثاني

وبماذا تصفين أنتي المواطن العماني إذا ؟؟؟

بصراحة هل احد فيكم قادر ان يقول لا لأولي الامر ؟؟؟؟؟؟

إذا قالوا لكم روحوا يمين رحتوا يمين

وإذا قالوا روحوا شمال رحتوا شمال

حتى ما فيه احد يتجرا يقول ليش نروح يمين

هذا المسلسل أراه يصور الحياة العمانية بكل جراة وواقعية ويناقش قضايا جميعنا يعترف بوجودها

[Walad Dhaut]

نشكرك أخي الكريم
ما لاقيين برنامج فكاهي يسويوه!!
الله يعين ع الاعلام العماني.

[أبوالكلام آزاد]

نسأل الله السلامة

والله إن القلب يحترق ألما

[جونو6]

أرسل أصلا بواسطة أبووقاص

هذا ما نحن غاففلون عنه
ونحن نشاهد المسلسلات العمانية بشهر رمضان الكريم
وإظهار ما هو عيب للحكومة العمانية للدول الأخرى عبر قنوات الأعلام

هل يعتبر خطا أنتقاد سياسة الحكومات ؟؟؟؟؟؟

وانت ألا تعلم بان هناك فساد ببعض الدول ؟؟؟؟

من أين علمت بذلك ؟؟؟؟

[ابو الجوارح]

الله يعين

[جونو6]

انا لست من المهتمين بمشاهدة المسلسلات ولا التلفاز

ولكن أشجع هذه الإنتقادات عبر الأثير التي أراها بناءه

[الطفل الحزين]

لا تعليق ....

[عاشق الرحلات]

المسلسلات العمانية فااااااااااشلة مليون بالمرة

[المتقن]

أرسل أصلا بواسطة عاشق الرحلات

المسلسلات العمانية فااااااااااشلة مليون بالمرة

صدقك وماشي تطووور

[حفيد الحوت]

أنقل الموضوع إلى سبلة الفن والإعلام كونها السبلة الأنسب لمضمون الموضوع ، مع الشكر والتقدير للمشرف عبدالله البطاشي .

[azher]

المسلسلات الرمضانيه أغلبها تمليقه ....خاليه من الجديه..دائما تلقي اللوم على المواطن
ما الذي يدفع المواطن الى السفر اللعلاج في الخارج؟. هل لطلب العلاج الخالي من الخطاء أم عدم توفر العلاج ....
بين مؤيد و معارض هذه حال الدنيا..

[malak arooh]

no comment

[ابواحمد88]

الله يرحمك يا جمعه الخصيبي

[عبدالله البطاشي]

نحن داخلين على الجزء الرابع .

هذا الموضوع قديم جدا ...وتم تداوله كثيرا في السبلة