خذ حقك بيدك
من خلال قراءاتي لبعض مشاركات الإخوة في جملة مواضيع عن مواقف وحالات إذلال بعض المواطنين من قبل المسؤول الأجنبي في القطاع الخاص، وجدت في نفسي كثيراً فذكرني بموقف حصل لي مع أحد هؤلاء المسؤولين الأجانب حيث أن ردة فعلي كانت تماماً معاكسة لأخواني الذين غلب عليهم السكوت والذل والخوف فأردت أن أوردها لكم هنا وأخترت لها العنوان أعلاه. كنت أعمل مع واحد من هؤلاء الأجانب والذي كان مسؤولا علينا في فترة من الفترات، والذي كان متسلطاً كثيرا علينا، حيث كان لا يسمع لنا قولا ولا يعيرنا إهتماما كثير التوبيخ لنا وأعتقد أن السبب الرئيسي لذلك هو الشخصية العمانية المحترمة والطيبة مع جميع أصناف الناس والتي لا تطالب بحقها في كثير من الأحيان خوفا من العواقب إلى أخره من الصفات التي أنتم جميعا تعرفوها عن العماني. على العموم وفي يوم من الأيام ناداني هذا الأجنبي وكان ذلك بعد رجوعه من الإجازة، حيث أنني أنجزت بعض العمال الروتينية خلال فترة الإجازة، فقال لي من سمح لك أن تؤدي هذا العمل دون أن تنتظر قدومي ؟ قلت له باحترام: هذا العمل روتيني كنا نؤديه بدون الرجوع إليك وخلال تواجدك وأنت والزملاء جميعا يعلم ذلك. فرد علي: وإن يكن ورفع صوته بالتوبيخ عاليا حتى تجمع علينا بعض المراجعين والزملاء وشعرت بالخجل الشديد من موفقه هذا وأمام أعين بعض المتسللين ليسمعوا ماذا يدور خاصة وأنهم قد عروفوني. فقلت في نفسي والله لا أعيش إذا لم أعلم هذا السفيه درساً لن ينساه في حياته. فقمت إليه مغضباً وأخذته من يده وهو يحاول الإفلات مني وأسمعته هذه الكلمات: أنت إنسان لا تستحق أن تعيش بهذا الأسلوب الهابط ولولا أنك ضيفي في بلدي لاتخذت ضدك اسلوبا أخر يناسبك ولكن أعذرني هذه المرة وأعتبرها إنذار أولي لأسلوبك القذر مع الناس. وأكملت: أنا لا أخاف منك ولا من غيرك، لأنني ببساطة لا اخاف إلا من خالقي ومقدر رزقي، أما أنت وأمثالك فنكرات لا أعيرها أي إهتمام إلا إذا إحترمت هذا البلد الذي تأكل من خيره وأحترمت أهله الذين إستقبلوك بالرحب والسعة وأعتبروك واحداص منهم. وأقسم بالله إن أعدت هذا الأسلوب معي مرة أخرى أن لا تلومن إلا نفسك. كانت ردت فعلي هذا عليه كالصاعقة فخرس لسانه وارتبك كثيرا ولم يرد على إلا في الأخير عندما هممت بالخروج حيث قال : أعذرني لم أكن أتوقع العمانيين بهذه الجرأة والشجاعة في المواجهه، الظاهر أني غلطت حين تكلمت معك بهذا الأسلوب. فقلت له: الجرأة موجودة في كل عماني ولكن لا تظهر إلا لأمثالك. وخرجت ولم أكلمه ولم يكلمني إلا بعد ذلك الموقف بحوالي أسبوع حيث أتاني إلى مكتبي وأعتذر مني ووعدني يكرر هذا الأسلوب معي أبدا.
|