سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة العامة

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25/06/2007, 07:30 AM
صورة عضوية اللامع
اللامع اللامع غير متصل حالياً
محظور
 
تاريخ الانضمام: 14/01/2007
الإقامة: الأرض
الجنس: ذكر
المشاركات: 77
افتراضي الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنه

هو : الإمام الرضي الثقة الثبت النزية العلامة الجليل التابعي جابر بن زيد من ولد عمرو بن اليحمد الأزدي ، الفرقي النزوي رضي الله عنهُ ، وكنيته أبو الشعثاء ولد بقرية فرق من أعمال نزوى في العام الثامن عشر الهجري ، وهُناك رواية تقول أنه ولد في العام الثالث الهجري ، والقول الأول هو الأصح
وهو تابعي من كبار التابعين على الشهير ، وأبوه فاضل وثقه ، بل صحابي على الكثير ، فهو قدوة العُلماء الأعلام ، ومنار الهدى بمنهج الإسلام ، نزوى عُماني بصريّ ، تـُوفي في العام الثالث والتسعين ، وقبل في العام السادس والتسعين الهجري ، والقول الأول هو الذي يُعتمده ويميل إليه المؤرخون . مكانته العلمية قرأ إمامنا أبو الشعثاء على يد والده كتاب الله وبعض مابديء العقيدة واللغة ما تيسر له آنذاك وشغفه في العلم حفزه على الإرتحال إلى طلب العلم من حاضرته آنذاك وهي البصرة التي يرد إليها طالبو العلم من كُل حدب وصوب لكونها تحتضن أئمة العلم وناشريه وقادة الدين وناصريه ، ولقد وجد هنالك من يقارنه من الأكفاء ، فبقي في البصرة يتلقى العلم بمختلف فنونه ، كالحديث وتفسير القرآن وأصول الفقه ، ثم توجه إلى المدينة الموّرة ، ليكون بمقربة من الينابيع الصافية ، فأقام بجوارها وارتوى منها ريَّا حتى تضلّع ، وأكثر من أخذ عنهم العلم السيدة عائشة أم المؤمنين ، وعبدالله بن عمر ، وعبدالله بن العباس رضي الله عنهم ، ويقول : إني أخذت العلم عن سبعين بدرياً وحويت ما عندهم إلا البحر ، يعني عبدالله بن العباس ، وبعدها تبحر في العلم عاد إلى البصرة لينشر لواء العلم ويُساهم في إعلاء صرح الإسلام ، فتلمذ على يده عدد من التابعين وتابعي التابعين ، فمن التابعين قتادة الشيخ الإمام البخاري ، وعمرو بن دينار وعبدالله بن أباض ، وأبو عبيده بن مسلم بن أبي كريمه التمتمي ، وضمام بن السائب ، وأبو نوح صالح الدهان ، وسلمه بن سعد الحضرمي وأبو فقاس ، وصحار بن العباس العبدي ، وجيفر بن السماك ، وحتات بن كاتب السري ، وغيرهم مما يطول بتعدادهم المقام ، ثم وفد إليه الوفود من عُمَان واليمن والمغرب وخرسان ، إضافة إلى الأزد وتميم القاطنين بالبصرة ، وهُناء يتضح أنه أقدم الأئمة ، فيعتبر أول أئمة المذاهب الإسلامية ، أخذ علمه من مصادره الصافية نقياً من شوائب العصبيات المذهبيّة ، والنزاعات السياسية ، متصلاً إتصالاً مُباشراً بالعصر النبوي الطاهر ، فهو إمام مذهب الإستقامة ، سبق من جاء بعده من مذاهب ، بعيداً عن إفتراق الأمة الإسلامية إلى مذاهب ، فمذهبه أصفى من تكدره الأهواء ، مصدره الكتاب والسنة الصحيحة التي رواها الثقات ، بعيداً عن الغلوّ والعصبيات ، وجاءت المذاهب الأخرى وهو في عصمة ثابتة ، وذلك بعده بزمن بعيد ، فقد جاء المذهب الحنفي بعد وفاة الإمام جابر بقرابة نصف قرن ، حيث ولد الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت عام 80 هجري ، وظهر المذهب الحنفي بعد عام 125 للهجرة ، وكذلك المذهب المالكي ، إذ ولد الإمام مالك بن أنس بن عامر الأصبعي المكني بأبي عبدالله عام 90 للهجرة ، وظهر المذهب المالكي بعد عام 140 للهجرة ، أما نشأة كل من المذاهب الشافعي والمذهب الحنبلي فبعد ذلك بكثير ، فقد ولد افمام أبو عبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي عام 150 للهجرة ، وظهر المذهب الشافعي عام 190 للهجرة ، وولد الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني عام 164 للهجرة ، وظهر المذهب الحنبلي بعد عام 250 للهجرة ، وجميع هؤلاء الأئمة الأربعة يفصل بينهم وبين العصر النبوي الطاهر زمن طويل ، كما أنهم لم تكُن لهم دعوة إلى تعصب مذهبي ، حاشاهم ، وجاءت الإفتراضات المذهبية وهم بعيدون عنها ، وكانت لهُم إجتهادات وآراء ، فمن أخذ بها لم يخطيء ، ومن تركها وتمسك بما يراه غيرهم لم يفارقوه ولا برأوا منه ، وما يزال الإخاء الإسلامي في تماسكه القوي ، حتى جاءت العصبيات وظهر التعصب للآراء العقائدية منذُ العصر الأموي ، وأخذت المصالح السياسية والطائفية تتبلور ، فقام كلٍ يتعصب لمذهب دون مذهب وتمخض ذلك عن فرقة عارمة في الإسلام ، ولله في خلقه شئون . مكانة الإمام أبي الشعثاء في المُجتمع يتضح لنا مركز الإمام جابر في المُجتمع الإسلامي ومكانته من خلال ما يلي : لقد تقدم أن الإمام رحمه الله نشر العلم وأفنى عُمره في توطيد الدين وإضهار الحق وإنكار المُنكر ، متحملاً إيذاء بني أميَّة وعلى رأسهم الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي ، عاملا على إعلاء الحق ، وفي ظل تلك الشدة كان رحمه الله مفتي البصرة وإليه ترجع الفتيا ، وأشاد به عدد من أقطاب الأمة الإسلامية ، من صحابة وتابعين وتابعي التابعين ، فمن الصحابة رضوان الله عليهم ، قال عنه البحر عبدالله بن عباس : عجباً لأهل العراق يسألوننا وفيهم جابر بن زيد ، لو سأله أهل الأرض لوسعهم علمه . وقال عن الحسن البصري لما مات : اليوم مات أعلم من في الأرض ، اليوم مات أعلم من في الأرض ، وقال عنه أياس بن معاوية : أدركت الناس ما فيهم مفتٍ غير جابر بن زيد ، وعن الإمام إبن حزم قال : أُفٍ لكل إجماع يخرج عنه عليَّ كرم الله وجهه ، وعبدالله بن مسعود ، وابن عباس ، وابن مالك ، والصحابة بالشام رضوان الله عليهم جميعاً ، ويخرج عنه التابعون كابن سيرين وجابر بن زيد ، وقال عنه العلامة الشماخي : جابر بحر العلم العلم وسراج الدين وأصل المذهب الإباضي وأسه الذي قامت عليه آطامه . ولجابر مكانه خاصة لدى ابن عباس وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما ، وهُما أغلب من أخذ عنهم العلم ، وكان يسال عائشه عن كُل ما دق وجل ، ودخل عليها ذات مرة ومعه أبو بلال المرداس بن جدير ، فذكر لها حديث خروجها على الإمام علي فتابت من ذلك وإستغفرت ، والإمام جابر من رواة الحديث ، فهو يروي عن ابن عباس وابن عمر وعائشة أم المؤمنين وأبي هريرة وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري ومعاوية وعلي بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ، بعضهم نقلاً عنهم بالمشافهة ، وبعضهم بالبلاغ من طريق الثقات .
يتبع....
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 10:38 AM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها