سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد » سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّولية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 03/02/2011, 05:04 PM
زايد الجامودي زايد الجامودي غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 28/03/2007
الإقامة: العالم محل اقامة المؤمن
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,260
افتراضي ضحكوا علينا في المناهج المدرسية عندما أفهمونا أن كل الشعب كان ضد الأنجليز

ضحكوا علينا عندما أفهمونا أن الشعب المصري بكافة طوائفة كان يريد جلاء الأنجليز، فالكثيرون – رغم حبهم لمصر – ربما كانوا يرون في وجود الأنجليز شراً لابد منه، ويرون في محاولة اجلاؤهم خطراً على الاستقرار الذي يعيشون فيه، وتهديداً لسلامة حياتهم وأبناءهم. الكثيرون أيضاً كانت أعمالهم ومصالحهم مرتبطة بالقصر والأنجليز، وكانوا أيضاً يحبون مصر



وحينما اعتقل سعد زغلول وتم نفيه في 8 مارس 1919، وبدأ طلبة جامعة القاهرة في الاحتجاج، أتخيل أن الكثير من العقلاء انتقدوا هذه التصرفات باعتبارها مجنونة ولا طائل منها، وأتخيل أن الكثير من العقلاء قالوا أن سعد زغلول شخص مدعي ويريد أن يقفز على السلطة وأنه لا يأبه لمطالب المواطنين العاديين. وأتخيل أن الأباء حبسوا أبناءهم في البيت لكي لا يخرجوا إلى المظاهرات



بعدها بيومين، انضم طلبة الأزهر للمظاهرات، وربما قال قائل من العقلاء وقتها أنهم يريدون أن يركبوا الموجة. وفي أيام قليلة، كانت الثورة قد اندلعت في كل المدن والقرى. وأنقل عن ويكيبيديا: "في القاهرة قام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركة الترام شللاً كاملا، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية، ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة. وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك، تلا ذلك إضراب عمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية. وقام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام. في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية. وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت هذه القوات على المتظاهرين. وفي اسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليس والاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائراتين في إجبارهم على التراجع، أما في قرية دير مواس محافظة المنيا, هاجم الفلاحون قطارا للجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين."



يا للهول – أكرر أن هذه الأحداث هي وصف لثورة 1919 وليس لأي ثورة أخرى –



لم تكن مصر نسيجاً واحداً لا يتجزأ في هذه الأيام – فهناك الكثيرون التي تضررت مصالحهم بسبب هذه الأعمال "التخريبية"، وهناك الكثيرون الذين رأوا أياماً مفزعة على خلفية هروب المساجين وحرق المحلات وانقطاع المواصلات. وأكاد أقسم أن بعض المصريين وقتها كانوا لا ينامون خوفاً، وكانوا يصلون أن يكف هؤلاء الشباب الحمقى عن المطالبة بالاستقلال.



وأنقل ثانية من ويكيبيدبا: "كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الايام الأولى كانت القوات البريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة. وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، اصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية. ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشباك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء"



أتخيل أن الكثير من العائلات المحترمة الفاضلة كانت تستمع إلى كل هذه الأخبار وهم حائرون ما بين الفخر بهؤلاء الذين يقدموا أرواحهم لخلاص مصر، وما بين الحزن على وقف الحال والتساؤل إن كان الأمر يستحق كل هذه التضحيات، فسعد زغلول في النهاية الأمر ليس نبياً ولا مخلصاً، وهو شخص مُختلف عليه في أفضل الأحوال.



ما الذي حدث بعد ذلك؟؟



أنقل: "اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وافرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر. وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر"



تمام كده – أخيراً هدأت الأحوال وبدأ الحوار مع القوى الأوروبية التي وعدت بالحل. مش بالضبط



أنقل: "لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي (سيلان حاليا)، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة"



أتخيل أن الكثير من العقلاء في هذه اللحظة كادوا يصابون بالجنون، فهاهي الثورة تشتعل من جديد، ولا فائدة من استمرارها، فقد نُفي سعد زغلول ورفاقه، وخسر الشعب المعركة. وربما – في مشهد عبثي من وحي الخيال – اقترح أحدهم هذه الفكرة الحمقاء المجنونة أن يخرج هؤلاء ضد اخوانهم في مظاهرات لاجهاض الثورة. لم يحدث هذا لحسن الحظ، وكان استمرار الثورة في هذا الظرف بالذات – ولا مجال لأي تعميم بالطبع – سبباً في إعلان استقلال مصر 1922 وصدور أول دستور مصري 1923 وقيام الوزارة الجديدة برئاسة سعد زغلول 1924 – مع ملاحظة التواريخ ومدى بعدها عن ثورة 1919، وملاحظة أن الأنجليز لم يتركوا مصر فعلياً إلا بعدها ب36 عام -.



هل هناك دروس كافية من ثورة 1919؟ أم كما قال سعد زغلول: ما فيش فايدة؟



أدعي – وأتحمل مسئولية الادعاء – أن الغالبية العظمى من شعب مصر – رغم كراهيتهم للاستعمار – لم تكن فاعلة ولا مؤيدة لثورة 1919، وأن ما قام به هؤلاء الطلبة والوطنيون كان مخاطرة تحملوا فيها انتقاد اخوتهم من المصريين بقدر ما تحملوا من قهر الشرطة والأنجليز. وأتطاول في ادعائي لأقول أن الأغلبية العظمى من شعب مصر لم تكن لتقوم بالثورة على الملك في 1952 – برغم سعادتهم بها – إذا كانت هذه الثورة ستستدعي منهم التضحية برخاءهم وأمانهم وتلقي بهم إلى المجهول، وأن الغالبية العظمى من شعب مصر كانت ستطالب الجيش بقبول تنازلات محدودة من الملك إذا كان الأمر قد تطور إلى حالة صراع مسلح وتوتر بين الضباط الأحرار والجنود الموالين للملك. ولا أظنني متجنياً حين أقول أن الملايين من شعب مصر عاشوا سنوات الاستنزاف وحرب 1973 وهم لا يفكرون ولا يأملون في المزيد من الحروب حتى ولو كان الثمن هو استعمار الأرض. بل اهتموا بأعمالهم ودخل بيوتهم وتعليم أولادهم. هؤلاء ليسوا خونة ولا مرتشين. هؤلاء مصريون طبيعيون يؤثرون الاستقرار والنظام على الثمن المجهول للثورة والتغيير.



إن الشعوب لا تتغير لأن 100% من المواطنين يقررون تحمل مسئولية التغيير. هذا لا يحدث لا عندنا ولا في الصين ولا تونس ولا أوكرانيا ولا في أي مكان. إن الشعوب تتكون في مجملها من غالبية مستقرة وأقلية متحركة، الأقلية المتحركة هي التي تقود المجتمع وتصنع التاريخ، والغالبية المستقرة هي التي تحمي المجتمع من انقلاب أسبوعي، لكنها أيضاً هي الأداة الأساسية التي يستخدمها أي ديكتاتور ليحافظ على حكمه. ليس الأمن هو ما يحمي الديكتاتور، ولكنه هذا الخوف والرفض من التغيير الذي يحكم الأغلبية العظمى منا. هذا الخوف الذي دفع الأغلبية وبلا مواربة أن ترفض المشاركة في كل خطوة من خطوات التغيير على مدار السنوات العشر الماضية، رغم ترحيبها بكل ما أنتجته هذه السنوات من حرية. وهذا الخوف الذي دفع الأغلبية لترفض المشاركة في يوم 25 ثم 28 ثم الأول من فبراير، رغم احتفالها بكل ما أنتجته هذه الثورة من نتائج. هذا الخوف الذي يدفع الأغلبية العظمى من المصريين الآن أن تطالب المتظاهرين بالانسحاب وقبول الأمر الواقع وعودة الحياة لطبيعتها.



أظن الآن أن كل الواقفين في ميدان التحرير، وكل الذين يحلمون بالحرية في مصر وعلى استعداد أن يسددوا ثمنها كاملاً، يشعرون أنهم الآن تتم خيانتهم على أيدي أصدقاءهم وأخوتهم، الذين لا يقلون عنهم حباً لمصر، لكنهم ينتمون للفئة الأكبر من الشعب، الفئة التي تفضل الاستقرار والاصلاح التدريجي حتى وإن لم يأت أبداً. وأظن أن النظام الحاكم يرقص فرحاً لأنه حين فشلت قوات أمنه وإعلامييه في قمع الثورة، تكاد تنجح في انهاءها الأغلبية "المستقرة". وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات، يبقى التاريخ شاهداً على اختيارات كل فرد منا، ومصر التي نريدها، حرة مستقلة، أو عاقلة مستقرة.
__________________
عاش القــائـــد البــــاني ذخـــرا وفـــدى لبـــلادي
الأب الحنون في قلوبنا تبقى ما بقينا , فيا ربي أرحمه وتجاوز عن سيآته
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 03/02/2011, 08:18 PM
صورة عضوية حلا 1001
حلا 1001 حلا 1001 غير متصل حالياً
كاتبة بمجلة الفكر الرياضي
 
تاريخ الانضمام: 30/10/2008
الإقامة: Land Of Civilizations
الجنس: أنثى
المشاركات: 21,112
افتراضي

نعم يا اخى وكــأنك كنت فى قلب الحدث وللاسف كل ما ذكر صحيح ومخيب للآمال

ساقص عليك سريعا تجربه ثلاثة ايام من الاحباط
في تمام الساعه الثانية عشر ظهر يوم الثلاثاء الموافق 25_ 1 _ 2011
خرجنا بعد ان قمنا بطباعة وتصوير الف منشور من صفحتى كلنا خالد سعيد .. و ثورة 25 يناير ..
تشمل احتياطات امنيه للمتظاهرين وطرق التجمع والتواصل والسلامه لهم ..

انطلقنا من عند منزلنا في ميدان الحجاز بمصر الجديده بعدما تواصلت مع بعض النشطاء واكدوا ان التجمع سيكون بالنسبه لسكان منطقتنا في اقرب ميدان ..

لم نرى بشرا واحدا في هذا الميدان .. عنده علم بما يدور .. اخذنا مصر الجديده طولا وعرضا شرقا وغربا بكافيهاتها ومطاعمها ونواديها .. وقد كان الشباب في خبر كان ..
كانت ردودهم محبطه ومخيبة للامال بشكل مستفز ..
فاغلبهم يعرف او قرأ عن تلك التظاهرة من خلال الفيس بووك عبر دعوات الاصدقاء ولكنهم لا يرون ان هناك داعى لها ..
او اننا نحلم بشيئ لن يتحقق ابدا ..
وبعضهم قال اننا سنخرب البلد ونجلب لها الدمار والتدخلات الاجنبيه ..
وبعضهم نهرنا بقوة وقال اننا خونه ونريد ان نجلب الحرب للبلد واخرون قالوا اننا فارغون او بالعامية المصرية فاضيين ومش ورانا شغله ولا مشغله

كثير منهم مستقرين ماديا واجتماعيا او اهاليهم من اصحاب الاستثمارات
فلا يشعرون بادنى معاناة ولا عندهم ادنى استعداد للتضحية ولو بساعات من اجل غيرهم

خلصنا مصر الجديده وخرجنا الي اقرب مناطق منها مدينه نصر ومدينه الرحاب .. والحال نفس الحال ..

ثلاثة ايام كامله من صباحها الي ليلها دون جدوى تذكر بضع الاشخاص انضموا لنا وكانوا متحمسين فقط من اجل خالد سعيد ويرون ان الحال في مصر افضل من كثير من الدول

وفي يوم الجمعة تغير الحال نوعا ما وانقلب الوضع في كل مصر فتحرك الجميع رغما عنهم بسبب حاله الزعر والقلق وانعدام الامن التى اصابت كل ارجاء مصر

وطبعا كل ما حدث نسب لاصحاب المظاهرات والذين دعوا اليها وانهم السبب في انعدام الامن والقلق والخوف والتخريب والتعطيل عن العمل .. ومازال هذا الاتهام موجه للاشراف واصحاب الحقوق الذين ضحوا بدمائهم وبانفسهم من اجل الوطن .. انهم خونة ومخربين ..!

وقد جاء الخطاب الاخير ليقلب الحال راس علي عقب مرة اخرى بسبب تعاطف الكثيرين مع الخطاب ودعواتهم بالتوقف عن التخريب والتظاهر وعودة الاستقرار والامن للبلاد ..

اما المرابطين في الشوارع منذ اسبوع واكثر وكل من مات له شهيد لن يعود الا اذا تحقق مراده .. فما بدأوه صعب ان يتراجعوا فيه بعد كل تلك التضحيات

ويكفيك ان تسمع شخصية مثل نواره نجم لتمتلئ مرة اخرى بالحماس و الاصرار والعزيمة تلك النموذج الذي افتخر به وبغيرها من الشرفاء المناضلين من اجل الوطن
فتاة وناشطه سياسية لم تدخل بيتها منذ 9 ايام من اجل الحرية والوطن فقط لا غير ..! دون خوف او رعب من حاكم او من موت او من تعذيب ..


__________________


حــــ NORAN ـــلا

اقتباس:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ما بقيت مصر عزيزة إلا وعزَّ الإسلام والمسلمين، وما ذلت مصر إلا وذلَّ المسلمون.
إنهــــــــــــا مــــــــــــصر وكـــــــــــــفى .!
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
ضحكوا علينا في المسيرة كاسترو عمان سبلة السياسة والاقتصاد 17 19/01/2011 12:08 PM
!!**لماذا أصبح من الصعب علينا التسامح**!! سكيب الحب السبلة العامة 8 01/07/2010 03:23 PM
ضحكوا علينا فقالوا. الأقصى السليب سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّولية 2 06/06/2010 12:05 PM
لوروا : من الصعب أن تفوز البحرين علينا مجددا رغم الإصابات SQU2006 سبلة خليجي 19 23 10/01/2009 12:13 PM
لجنة تأليف المناهج أم تخبيص المناهج؟؟ دفتر متشرخ أرشيف سبلة التعليم 7 17/10/2007 12:22 PM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 09:03 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها